U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

الرسل-05

   

١٠- الرسل

(5/17)

١٣- ميثاق الله مع الأنبياء

أ- بخصوص رسالاتهم : وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (٧-٣٣) لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (٨-٣٣) ميثاقهم: وهو ميثاق مقابل النبوة. ميثاقا غليظا: عهدا وثيقا عظيما. وهو تبليغ رسالة الله إلى الناس دون تفرقة في الدين ودون شرك. والأنبياء المذكورون هنا بأسمائهم هم أولوا العزم ومحمد أولهم. وقيل أن هذا الميثاق أخذ عنهم في أول الخلق لكن هذا لا ينفي أن يجدد عند بعثتهم. ليسأل الصادقين: أي ليسأل الله الصادقين في هذا الموضوع: وهم الأنبياء هل بلغوا ما كلفوا به والمؤمنون الصادقون هل بلغتهم رسالات ربهم ؟ للكافرين: أي للكافرين بأنبياء الله ورسله.

ب- وتصديق بعضهم بعضا وأعظمهم محمد : وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمُ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (٨١-٣) فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (٨٢-٣) وميثاق كل نبي هو أن يوصي قومه بذلك لأنهم هم الذين سيدركون الأنبياء الآخرين. ومن تولى من هؤلاء الأقوام فهو من الفاسقين. أأقررتم: أي هل توافقون على هذا الشرط ؟ إصري: أي عهدي الشديد ذو الحمل الثقيل. وموضوع ميثاق النبيين هو الإيمان بكل رسول ونصرته إن كان مصدقا لما معهم. وأعظمهم هو الذي سيختم هذا الموضوع وهو محمد . وكان هذا الميثاق كشرط يعرض على كل نبي مقابل نبوته وإتيانه الكتاب والحكمة.

١٤- أمرهم الله بالتعاليم التالية

أ- ألا يعبدوا إلا إياه: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا يُوحَى إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (٢٥-٢١) فاعبدون: أي أن يبلغ قومه بأن يعبدوا الله دون شرك.

ب- لتجنب الخسران : وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٦٥-٣٩) الذين من قبلك: أي الأنبياء.

ت- وألا يتفرقوا في أمور الدين: شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ (١٣-٤٢) شرع لكم: بين ما سن لكم. من الدين: من للتبعيض. الدين: هو كل ما يشرعه الله لعباده وعليهم إطاعته. أقيموا الدين: وهو الإسلام دون شرك لا دين غيره. أي لا تهملوه بل اجعلوه قائما بينكم في كل أحوالكم. ولا تتفرقوا فيه: أي لا تفرقوا بين الأنبياء بأن تؤمنوا ببعض وتكفروا ببعض.

لكن أقوامهم تفرقت: وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (١٤-٤٢) وما تفرقوا: لقد أوصى الأنبياء أقوامهم بأن لا يتفرقوا في الدين كما جاء في السياق وكان الناس أمة واحدة من المشركين. فتفرقوا لما جاءهم العلم بغيا بينهم أي حسدا بينهم وعداوة. وهذا يعني أن الاختلاف وقع في زمان الرسل. ثم الذين أورثوا الكتاب من بعدهم أي الذين لم يعاصروا الرسل تلك لفي شك مريب من العلم لما وصلهم من اختلاف الناس قبلهم. فالاختلاف يزيد في شك الناس خصوصا ضعاف الإيمان. ولولا كلمة سبقت من ربك: أي بتأخير العذاب والحساب.

ث- وألا يفعلوا إلا الخير: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (٥١-٢٣) يا أيها الرسل: أي كل رسول أمر بما في هذه الآية. وعليه أن يبلغ قومه بذلك.

ج- وأخبرهم بشأن المغفرة والعذاب: مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ (٤٣-٤١) لذو مغفرة: فخصها للمؤمنين. وذو عقاب أليم: فخصه خصوصا للكافرين.


   



 اقتناء الكتاب



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة