U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

شعيب-01

١- كان أصحاب ليكة مشركين

كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (١٧٦-٢٦) والأيكة هي الشجرة التي كانوا يعبدونها قرب مدين بين الحجاز والشام قريبا من معان قبيلة العرب. الأيكة: الشجرة الملتفة الكثيفة كالغيضة وهي مجتمع الشجر في مجتمع ماء. المرسلين: كانوا يكذبون بأن الله يبعث رسلا إلى الناس.

٢- حديث شعيب مع قومه

أ- بخصوص وحدانية الله: وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ (٨٥-٧) مدين: قرية بين الحجاز والشام. أخاهم: أي في النسب. وقيل هو ابن بنت لوط والله أعلم. بينة: وهي رسالة الله بالبرهان.

إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ (١٧٧-٢٦) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٧٨-٢٦) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (١٧٩-٢٦) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٨٠-٢٦) ألا تتقون: ألا تتقون الله. أمين: أمين على الوحي إذ أبلغه دون زيادة أو نقصان أو كذب. عليه: أي على أني رسول الله إليكم.

ب- بخصوص أعمالهم السيئة: .... فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ .... (٨٥-٧) أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (١٨١-٢٦) وَزِنُوا بِالْقُسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ (١٨٢-٢٦) وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (١٨٣-٢٦) .... وَلَا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (٨٤-١١) وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (٨٥-١١) بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (٨٦-١١) الكيل - المكيال: الآلة التي يكال بها أي التي تعين كمية ومقدار القوت كالقمح وغيره. تبخسوا: تنقصوا. المخسرين: المنقصين أشياء الناس في الميزان. بالقسطاس: بالميزان. المستقيم: السوي. إني أراكم بخير: أي في سعة من الرزق وكثرة النعم. محيط: محيط بكل الخلق وأعمالهم إن تعلق الأمر بيوم الحساب أو محيط بقوم شعيب إن تعلق الأمر بالعذاب الدنيوي الذي أنذرهم منه. بقيت الله: أي ما يبقى لكم بعد الوزن بالعدل الذي يأمر به الله. وما أنا عليكم بحفيظ: أي برقيب يحفظكم من طغيانكم في الميزان.

وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (٨٥-٧) وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (٨٦-٧) وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمُ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (٨٧-٧) ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها: أي لا تفسدوا فيها بالكفر والشرك والظلم وسائر أعمال الشر بعد إصلاحها بشرائع الأنبياء وأعمال الصالحين. ولا تقعدوا بكل صراط توعدون: كانوا يقعدون بالطرق ويوعدون كل من آمن بالله بالتعذيب. وتبغونها عوجا: تريدون خلق الاعوجاج في الطريق إلى الله بالشرك. عاقبة المفسدين: أي عاقبة من قبلكم كقوم لوط.

وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ (٣٦-٢٩) وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ (١٨٤-٢٦) وارجوا اليوم الآخر: أي ارجوا الثواب في اليوم الآخر. وهذا يقتضي الإيمان بالله وحده وإطاعة أوامره.

٣- جواب القوم

قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلوَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (٨٧-١١) أصلواتك تأمرك أن نترك ...: أي هل صلواتك هي التي توحي لك بما يجب أن نفعل نحن في عبادتنا وأعمالنا ؟ نفعل في أموالنا ما نشاء: أي في المكيال. لأنت الحليم الرشيد: أي إذا كانت صلواتك هي التي تأمرك فإذن أنت من له العقل وليس نحن. وهذا تهكم ! والحليم هو ذو الحلم أي العقل والرشيد هو ذو الرشد أي الصواب.

٤- الليونة في أقوال شعيب

قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمُ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمُ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِيَ إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (٨٨-١١) وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (٨٩-١١) وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (٩٠-١١) بينة: أي هداية وبصيرة بالنبوة. رزقا حسنا: وهو المال الحلال بلا بخس أموال الغير. وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه: أي لا أريد أن أفعل عكس ما أنهاكم عنه فقط لأجل الخلاف معكم بل لا أريد إلا الإصلاح ما استطعت. فكان شعيب مخالفا لهم كما قال: لا يجرمنكم شقاقي. والشقاق هو الخلاف. فكان ينهاهم عن الشرك والغش في الميزان فخالفهم إلى عبادة الله والقسط في الميزان. توفيقي: رشدي. يجرمنكم: يحملنكم ويكسبنكم. شقاقي: خلافي معكم ومسلكي. أي لا تجعلوا خلافي معكم سببا لتعرضوا عن دين الله فيصيبكم ما أصاب من كان قبلكم. ودود: أي محب للمؤمنين.

٥- كان القوم يخشون رهط شعيب

قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ (٩١-١١) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (٩٢-١١) ضعيفا: قيل كان ضريرا أو ضعيف البصر والله أعلم. رهطك: جماعتك أو عشيرتك التي تتقوى بها. بعزيز: بغالب أو ممتنع. أعز: أعظم وأقوى. واتخذتموه وراءكم ظهريا: أي وجعلتم الله وراء ظهوركم لا تعتبرونه ولا تعظمونه.

٦- التنبؤ بالعذاب

وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمُ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (٩٣-١١) إني عامل: أي عامل بما أمرني ربي. يخزيه: يذله. وارتقبوا: انتظروا.

٧- اتهموه بالكذب واستعجلوا العذاب

قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (١٨٥-٢٦) وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (١٨٦-٢٦) فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (١٨٧-٢٦) قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (١٨٨-٢٦) المسحرين: أي المسحورين الذين أصيب عقلهم بالسحر. ربي أعلم بما تعملون: أي احذروا الله لأنه أعلم مني بأعمالكم وشرككم. فهو الذي إن شاء عاقبكم بما تستعجلون.

٨- وأرادوا طرده من القرية

قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ (٨٨-٧) قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا (٨٩-٧) ملتنا: ديننا. وسع ربنا كل شيء علما: أي يحيط بكل شيء علما. والمعنى هنا: لو كان في علم الله أننا لا نستحق الهداية لأعادنا في ملتكم بمشيئته.

٩- دعاء شعيب

عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ (٨٩-٧) الفاتحين: الحاكمين.

١٠- القوم فيما بينهم

وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمُ إِذًا لَخَاسِرُونَ (٩٠-٧) أي خسرتم رضا آلهتكم باتباع رأي رجل واحد منكم. أو خسرتم ما كنتم تربحون في التطفيف في الميزان.


   





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة