U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

الربا-01-96

   

٩٦- الربا

١- الربا حرام

١أ- حرم الله كل أشكال الربا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (١٣٠-٣) وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (١٣١-٣) الربا: هو ما زاد عن مبلغ الدين ويزيد ويتضاعف كلما تأخر التسديد. أضعافا مضاعفة: الأضعاف المضاعفة تدل على كثرة آجال التسديد دون تسديد كامل من طرف المديون. والمعنى هو أن لا تأخذوا الربا من المديون ولو كثرت آجال التسديد بلا تسديد. أي مهما تكررت الآجال فيجب ألا يرد إلا المال الذي أخذه المديون. والآية لا تجيز أكل الربا الذي لم يتضاعف بعد ولا ربا الأجل الأول لأن ذلك محرم في آيات أخرى فنزلت تمهيدا لها. وكان العرب قبل الإسلام واليهود يفعلون ذلك. للكافرين: ومنهم الذين يكفرون بهذه الآية ولا يحرمون ما حرم الله.

والاكتفاء برؤوس الأموال : فقرة ٤ (٢٧٩-٢)

١ب- والتخلي عن كل زيادة على رؤوس الأموال كانت على الناس بعد هذا الإنذار: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (٢٧٨-٢) وذروا: اتركوا.

١ت- البيع والتحريم القطعي للربا: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا (٢٧٥-٢) ذلك: أي قيام من يأكل الربا كقيام الذي يتخبطه الشيطان من المس. قالوا: أي الكفار والجاحدون. إنما البيع مثل الربا: يقولون ذلك وقد علموا بتحريمها. والإصرار على أكلها وهم يعلمون هو الذي يجعلهم لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس. والآية فيها تقديم وتأخير وتقديرها هو: " ذلك بأن الله أحل البيع وحرم الربا وقالوا إنما البيع مثل الربا " أي قالوا ذلك بعد قول الله فلم يستجيبوا لأمره وأصروا على المعصية. لذلك قدم البيع على الربا في الآية كرد بنفس الترتيب. وأحل الله البيع ...: أي بينما أحل الله البيع ...

١ث- وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ... (٢٩-٤) أي كالربا والغصب والرشوة.

٢- تحريم الربا قديم

لقد عوقب اليهود لتعاطيهم الربا فحرمت عليهم بعض الطيبات: فصل بنو إسرائيل ٥٥-٣ب٥ب ب (١٦١-١٦٠-٤)

 ٣- يجب منع الربا ولو بالقوة

فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ (٢٧٩-٢) نزلت هذه الآية تهدد من لا يدع ما بقي من الربا على الناس بحرب من الله ورسوله. فهي إعلان لحرب كل قوم لا يستجيبون لهذا الأمر.

فإن لم تفعلوا: أي إن لم تذروا ما بقي من الربا. فأذنوا: أي مع كونكم مسلمين ولا تنتهوا عما حرم الله فاعلموا يقينا بحرب من الله ورسوله. فكل من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ومع ذلك يمنع الفرائض كالزكاة وغيرها أو يقوم بالكبائر كيفما كانت وجب حربه.

٤- التوبة والرجوع إلى رؤوس الأموال فقرة ٥

وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (٢٧٩-٢) وإن تبتم: أي رجعتم إلى تعاليم الله وتركتم التعامل بالربا. ورؤوس الأموال هنا هي مبالغ الديون بلا زيادة ( لَا تَظْلِمُونَ ) ولا نقصان ( وَلَا تُظْلَمُونَ ).

٥- إنذار من الله

فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٢٧٥-٢) موعظة من ربه: أي بتحريم الربا. فانتهى: أي عن أكل الربا. فله ما سلف: أي يحتفظ بما أخذ في الماضي قبل هذا التحريم. ولا تبعة عليه فيه في الدنيا من أي أحد. وأمره إلى الله: أي أمره ليس إلى الناس. فالله هو من سينظر فيه في الآخرة.

وقال تعالى أيضا في موضوع الربا: وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (١٣١-٣) فقرة ١أ

٦- قيام الذي يأكل الربا ( أي يوم القيامة )

الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ (٢٧٥-٢)

أنظر تفسير هذه الآية في فصل الجن ٤٩-٣٦

٧- الربا والعطايا والزكاة والصدقات

وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَا فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (٣٩-٣٠) وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (٦-٧٤) وما آتيتم من ربا: كل ما يعطى لغير وجه الله وبنية أن يجلب لصاحبه في الدنيا أكثر أو أفضل منه سماه الله مسبقا ربا. وهو هنا غير ربا القرض المحرم ( لأن هذا الأخير قرض وليس عطاء. ففي ربا القرض تشترط عودة ما أعطيت بالزيادة. أما هنا فتعطي دون شرط ولكن ترجو في نفسك أن يعود عليك بالأفضل في الدنيا ). وكل ما يعطى لوجه الله وتزكية النفس سماه الله زكاة. والأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى.

هذه الآية تميز إذن بين من يرجو ثواب الناس فقط ومن يرجو ثواب الله. يعني ما أعطيتم مما يرجع لكم بالفائدة في الدنيا أي بثواب من عند الناس فلا ثواب له عند الله. ليربو في أموال الناس: أي ليكون الثواب عليه من الناس أعظم منه ( فالآية تقصد الثواب ). فلا يربو عند الله: أي لا ثواب له عند الله. وما آتيتم من زكاة: من الناس من يعطي لله ولتزكية نفسه يبتغي بذلك مضاعفة الأجر في الآخرة. المضعفون: أي نضاعف لهم الثواب عدة أضعاف. عشرة أو أكثر. فالله يربي الصدقات ولا يربي ولا يعوض أي عطاء القصد منه الدنيا فقط.

يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (٢٧٦-٢) يمحق الله الربا: ينقص مال الربا بذهاب بركته فيصبح المال الكثير لا يغني صاحبه. والبركة من عند الله تجعل القليل يغني ويكفي. وهذا وعد من الله. كلما سعيت لأكل الربا كلما نقصت قناعتك بما عندك. ويربي الصدقات: أي ينمي الأجر عليها في الدنيا والآخرة. وما نقص مال من صدقة. كفار أثيم: أي هنا يكفر بتحريم الربا ويأثم بالتعامل به. والآية عامة.

٨- الدَّين - التجارة فصل الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٣٢-٣٣


     





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة