U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

القبلة-01-77

   

٧٧- القبلة

أنظر فصل تطبيق قواعد النسخ ١- فصل مفهوم الناسخ والمنسوخ ٥أ

١- الله موجود بصفاته في كل مكان وفي كل جهة

قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ (١٤٢-٢) وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (١١٥-٢) تولوا: أي تولوا وجوهكم للصلاة. عليم: عليم بكم وبصلواتكم ووجهاتكم فيها.

٢- قبلة في كل شريعة

أ- وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا (١٤٨-٢) ولكل: أي كل من نزلت عليهم كتب وشرائع من عند الله. وجهة: قبلة. هو موليها: أي كل من هؤلاء سيستقبلها. فاستبقوا الخيرات: أي بادروا إلى الطاعات التي هي مصدر الخيرات. ومنها خيرات الجنة. وهذا خطاب لكل الناس بمختلف قبلاتهم وعبادتهم لله الواحد الأحد.

ب- الشرائع الثلاث والقبلة: وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (١٤٥-٢) ما تبعوا قبلتك: بمعنى أن معظمهم لن يتبعوا دين النبي . هذا تنبؤ ! تنبؤ باستمرارية الشرائع الثلاث وقبلاتهن. وسيبقى الأمر كما هو عليه إلى أن ينزل عيسى عليه السلام. أهواءهم: أي ما يهوون من استقبال بيت المقدس وغير ذلك مما يريدون. الظالمين: الظالمين أنفسهم باتباع الباطل وترك الحق المبين.

ت- والقبلة الناسخة لما

 قبلها هي الكعبة:

فقرة ٤

فصل تطبيق قواعد النسخ ١

٣- قبلة المسلمين الأولى ( وهي بيت المقدس في أوائل دعوة محمد )

وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ (١٤٣-٢) القبلة التي كنت عليها: أي التي كنت عليها إلى حد الآن. وهي استقبال بيت المقدس (وهي أيضا المقصودة في الآية قبل هذه: " سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا " ). فقوله تعالى بعد ذلك: " فلنولينك قبلة ترضاها " أي الكعبة يؤكد ذلك. ثم إن من الناس من انقلب على عقبيه لما أمر المسلمون باستقبال بيت المقدس ظانا أن النبي في حيرة من هذا الأمر. لنعلم من يتبع الرسول: أي لنعلم في عالم الشهادة وليتميز عن غيره من يتبع الرسول . والله عالم الغيب والشهادة. من يتبع الرسول: أي في الإيمان بالله الواحد والصلاة إلى تلك القبلة لأن ذلك من أمر الله. ممن ينقلب على عقبيه: أي يرتد ويتراجع عن إيمانه بك كرسول. وإن كانت لكبيرة: أي قبلة بيت المقدس. فتقبل قبلة اليهود هذه لم يكن سهلا على النفوس خصوصا والنبي يدعو إلى ملة إبراهيم .

٤- عودة إلى القبلة الأصلية: وهي الكعبة قبلة إبراهيم عليه السلام

أ- قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ (١٤٤-٢) والكعبة هي أول قبلة جعلها الله للناس فصل بيت الله الحرام ٨٢-٢-٤. قد نرى: "قد" تدل على التحقق في الماضي والتوقع في المضارع بل تقلب المضارع ماضيا. تقلب وجهك: أي تحول وجهك وبصرك نحو السماء منتظرا أمر الله في هذا الموضوع. فلنولينك ...: أي لنحولنك إلى قبلة ترضاها .... شطر المسجد: أي نحو وسطه حيث الكعبة.

ب- وهي الحق من الله: وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (١٤٩-٢) ومن حيث خرجت: يعني: " ومن المقام الذي خرجت إليه ". أي من المدينة المنورة التي خرجت إليها من مكة مهاجرا فول وجهك شطر المسجد الحرام. وطبعا أيضا من كل مكان خرجت إليه. أي لا تغير وجهتك هذه للصلاة أينما ذهبت. وما الله بغافل عما تعملون: أي ليس بغافل عما يفعل المعاندون تجاه هذا الحق الذي نزل من عند ربك وهو استقبال الكعبة.

ت- ولدحض كل حجة على المسلمين: وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٥٠-٢)

ومن حيث خرجت فول وجهك ....: أنظر التفسير في الفقرة السابقة.

كان اليهود يقولون عن النبي : يجحد ديننا ويتبع قبلتنا. وكان المشركون وغيرهم يقولون: يدعي ملة إبراهيم ويخالف قبلته. إلا الذين ظلموا: أي هؤلاء لا حجة لهم عليكم إلا العناد. وذلك ظلم للحق. فلا تخشوهم: أي لا تخشوا الناس وهم هنا أهل الكتاب والمشركون. أما تكرار أمر استقبال الكعبة ( ومن حيث خرجت ..) فلتثبيته ولتفصيله أيضا بقوله تعالى ( وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره ). والتثبيت ينفي النسخ. أي استقبال الكعبة منذ نزول هذه الآيات لن ينسخ أبدا. أما تكرار هذا الأمر في آيتين متتاليتين فلإيضاح هذا التثبيت بسرعة لمن يقرأ القرآن. فكم من آية كررها الله في القرآن لتثبيتها لكن في مواقع منه متباعدة. ولأتم نعمتي عليكم: أي لأتمها بتفصيل كل أركان الإسلام. ولعلكم تهتدون: أي تهتدون بتلك الأركان والتعاليم.

٥- الكافرون وتغيير القبلة

سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (١٤٢-٢) السفهاء: هم ضعاف العقول والجهلة. ما ولاهم: أي ما الذي صرفهم ؟ عن قبلتهم التي كانوا عليها: أي بيت المقدس.

٦- أهل الكتاب وتغيير القبلة

وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (١٤٤-٢) ليعلمون أنه الحق من ربهم: فيعلمون من كتبهم من نعت النبي أنه يصلي إلى القبلتين بأمر من الله. وما الله بغافل عما يعملون: ومن ذلك جدالهم وهم يعلمون أنه الحق من ربهم.

٧- أجر المؤمنين وتغيير القبلة

وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (١٤٣-٢) وهذا خصوصا في الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس قبل النسخ.

٨- لكن استقبال القبلة في الصلاة لا يكفي وحده لنيل البر

لَيْسَ الْبِرُّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ (...) وَأَقَامَ الصَّلَاةَ (...) (١٧٧-٢) أنظر هذه الآية في فصل الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٢٠ت. تولوا: أي تولوا وجوهكم للصلاة.

٩- ملاحظة : كلمة " قبلة " وردت كذلك في الآية التالية

وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً (٨٧-١٠)( نزلت في موسى عليه السلام وقومه وهم في مصر تحت سلطان فرعون. أنظر التفسير في فصل موسى ٢٦-٤٧ ).

ورد في أحاديث منها ما رواه ابن جرير أن بيت الله الحرام قبلة الأحياء والأموات.


     





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة