U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

العقاب في الحياة الدنيا-07-107

   

١٠٧- العقاب في الحياة الدنيا

(7/9)

٢١- معاقبة القرون الأولى    

٢١أ- قرون عديدة أهلكت: أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ (...) فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ (٦-٦) وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٥١-٥٤) فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ (٧٣-٣٧) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (٧٤-٣٧)

أهلكنا: أي أمتنا بالعقاب. بذنوبهم: أي بسبب ذنوبهم. مدكر: أي متعظ يتعظ بما وقع للكفار والمشركين فتنفعه الموعظة. كيف كان عاقبة المنذرين: فكانت عاقبتهم أن أهلكهم عقاب الله في الدنيا ثم انتقلوا إلى عذاب الممات وبعده عذاب الآخرة. المنذرين: أي المنذرين الأولين. وهم الذين خوفتهم رسلهم من عقاب الله. إلا عباد الله المخلصين: وهؤلاء سمعوا من منذريهم سماع قبول فنجوا.

ونزلت التوراة بعد هلاك القرون الأولى: فصل التوراة ٦-٣ب

٢١ب- قرون بعد نوح ( أي بعد الطوفان الذي أهلك قومه ): وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (١٧-١٧) وهذا ربما قد يدل على أن القرون التي كانت بين آدم ونوح عليهما السلام كانت على الإسلام كما قال ابن عباس. أو أن عقاب الله للقرى لم يكن قبل نوح والله أعلم. وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا: فلا يحتاج إلى خبرة أي كان ولا إلى شهادته. فهو وحده يكفي لحساب الخلق لأنه خبير ويبصر كل شيء فيعاقبهم في الدنيا قبل الآخرة إن استحقوا ذلك.

٢١ت- آيات مشتركة بين مختلف القرون الهالكة:

١- كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ (١٢-٣٨) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ أُوْلَئِكَ الْأَحْزَابُ (١٣-٣٨) إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (١٤-٣٨) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (٥-٤٠) قبلهم: أي قبل أهل مكة. وعاد: هم قوم هود. الأوتاد: كان فرعون يعذب الناس بالأوتاد ويشدهم بها. وقيل هم جنوده وجيوشه. وثمود: هم قوم صالح. الأيكة: هي شجرة من شجر ملتف أو الغيضة. وأصحاب الأيكة هم قوم شعيب. وكانوا يعبدونها. الأحزاب: الحزب هو كل طائفة من الناس تجمعهم عقيدة أو مبادئ معينة. فحق عقاب: أي وجب عليهم عقابي وعدلي. ليدحضوا به الحق: أي ليزلق الحق فيزول. فأخذتهم: أي أهلكتهم بالعقاب.

٢- وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (٣٨-٢٥) وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا (٣٩-٢٥) الرس: قيل اسم لبئر كبير. بئر بأذربيجان دفنوا فيه نبيهم. واختلف في هوية أصحاب الرس وقصتهم. وذكروا في القرآن بهذا الاسم مرتين بجوار ذكر عاد وثمود ربما لكونهم من قدماء العصور أيضا والله أعلم. بين ذلك: أي بين كل هؤلاء الأقوام المذكورة. وكلا ضربنا له الأمثال: أي كل رسلهم بينوا لهم الحجج والأدلة. تبرنا: دمرنا وأهلكنا.

٣- وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى (٥٠-٥٣) وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى (٥١-٥٣) وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمُ أَظْلَمَ وَأَطْغَى (٥٢-٥٣) وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى (٥٣-٥٣) فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى (٥٤-٥٣) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى (٥٥-٥٣) هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى (٥٦-٥٣) وأنه ...: أي وأن الله ... عادا الأولى: هي أول قبيلة كفرت بعد طوفان نوح. وقيل أن إرم اسم لأمة من عاد. وهي عاد الأولى أول قبيلة من عاد أهلكها الله. وهود آخر نذير إليهم. وثمود: هم قوم صالح. فما أبقى: أي فما أبقى منهم أحدا. من قبل: من قبل عاد وثمود. إنهم كانوا هم ...: أي قوم نوح. أظلم وأطغى: أي من عاد وثمود. أو كلهم أظلم وأطغى من مشركي قريش في معتقداتهم وأعمالهم وجرائمهم. أهوى: أي أسقطها الله هاوية بعد أن رفعت إلى السماء. فغشاها ما غشى: أي غشتها الحجارة التي أسقطت عليها. آلاء: أي نعم. فبأي آلاء ربك تتمارى: هذه الآية لكل سامع. هذا نذير من النذر الأولى: أي ما وقع للأمم السابقة وأخبر به القرآن على لسان النبي نذير لكم من النذر الأولى. عليكم أن تنذروا به. والنذير هو المخوف من عذاب الله.

٤- أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (٦-٨٩)  إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (٧-٨٩) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (٨-٨٩) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (٩-٨٩) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (١٠-٨٩) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (١١-٨٩) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (١٢-٨٩) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (١٣-٨٩) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (١٤-٨٩) إرم: قيل هو اسم جد عاد وهو بن عوص بن سام بن نوح. وقيل اسم أمة من عاد. وهي عاد الأولى. ذات العماد: قيل كانت لهم بيوت مرفوعة على العمد. التي لم يخلق مثلها في البلاد: أي سواء تعلق الأمر بطولهم وشدة قوتهم أم ببنيانهم. جابوا الصخر: أي قطعوه ونحتوه واتخذوا منه بيوتا. الذين طغوا في البلاد: أي عاد وثمود وفرعون. طغوا: طغوا بالشرك وظلم العباد. فصب: أي ألقى. سوط عذاب: أي عذابا مؤلما. فكان عذاب الله كالسوط لهم. إن ربك لبالمرصاد: أي في طريق أي كان يرقب أعماله ليجازيه عليها.

٥- وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ (٩-٦٩) فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً (١٠-٦٩) وجاء فرعون: أي بعد الذين ذكروا في الآية وهم عاد وثمود. ومن قبله: أي الأمم قبل فرعون. بالخاطئة: أي بالخطايا وأعظمها الشرك بالله. أخذة رابية: أي مضاعفة وزائدة في الشدة على الأخذات العادية.

٦- كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمُ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٥٢-٨)( أي ما أصاب المشركين يوم بدر سنة الله في معاقبة الكفار مثل ما جرى لآل فرعون والذين من قبلهم ) كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ (٥٤-٨)( وكرر الله هنا في السياق نفس المثال عن تصرفه تجاه عباده الظالمين بتغيير النعمة عليهم في اتجاه الأسوأ لأنهم غيروا ما بأنفسهم في الاتجاه المذموم. قال تعالى بين هاتين الآيتين: " ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٥٣-٨)". كدأب: أي كعادة أو كمثل. ظالمين: أي مشركين مجرمين معتدين.

٧- كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (١٢-٥٠) وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ (١٣-٥٠) وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (١٤-٥٠) قبلهم: أي قبل أهل مكة. الرس: أنظر الفقرة ٢١ت٢. وثمود: قوم صالح. وعاد: قوم هود. وإخوان لوط: أي إخوانه في النسب لا في الدين وكانوا أصهاره. وأصحاب الأيكة: أي قوم شعيب وهم أيضا أصحاب مدين.تبع: هو ملك باليمن أسلم ولم يسلم قومه. وهم سبأ عرب من قحطان. فحق وعيد: أي حق عقابي عليهم كما وعدتهم.

٨- أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمُ أَهْلَكْنَاهُمُ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (٣٧-٤٤) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ  دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (١٠-٤٧) أهم خير: أي أهم خير في القوة والمنعة ؟ قوم تبع: هم سبأ عرب من قحطانأما تبع فكان ملكا صالحا. أهلكناهم: أي أمتناهم بالعقاب. مجرمين: أي مشركين وظالمين. دمر الله عليهم: دمر عليهم بنيانهم وما كانوا فيه فأهلكهم ( يتعلق الأمر بالأمم الماضية ).

٩- أنظر الآيات المشتركة بين عاد وثمود: فصل هود ١٤-١١ (٣٨-٢٩)- ٨ز(١٣-٤١)

١٠- وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ (٤٢-٢٢) وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ (٤٣-٢٢) وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (٤٤-٢٢) وأصحاب مدين: هم قوم شعيب. أخذتهم: أي أهلكتهم بعقابي. نكير: أي إنكاري عليهم بإهلاكهم.

١١- أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٧٠-٩) وأصحاب مدين: هم قوم شعيب. فما كان الله ليظلمهم: أي لم يظلمهم لما دمرهم. يظلمون: أي يشركون بالله ويكذبون رسله.

١٢- الأقوام التي جاء ذكرها في الآيات السابقة هي باختصار: قَوْمُ نُوحٍ (١٢-٣٨) وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (٣٨-٢٥) وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ (٤٣-٢٢) وَإِخْوَانُ لُوطٍ (١٣-٥٠) أو﴿ وَقَوْمُ لُوطٍ (١٣-٣٨)﴾ أو﴿ وَالْمُؤْتَفِكَةَ (٥٣-٥٣)﴾ أو﴿ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ (٩-٦٩)( وهي قرى قوم لوط ) وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ (١٤-٥٠) أو﴿ وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ (١٣-٣٨) أو﴿ وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ (٤٤-٢٢)﴾( وهم قوم شعيب ) وإخوان لوط: أنظر الفقرة ٢١ت٧

.... آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ (٥٢-٨) قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ (٣٧-٤٤)( أنظر أيضا قوم كل رسول في الفصل الذي يخصه ) تبع: ملك باليمن أسلم ولم يسلم قومه.


     





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة