U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

الموت-08-110

   

١١٠- الموت

(8/8)

٢٥- النفوس والأرواح بعد الموت

رأينا في الفقرة ٢٣ أن النفوس تموت ويمسكها الله في برزخها إلى يوم القيامة. وفي كتاب قصة الوجود ١٤ تفاصيل عن ذلك منها أن الناس يمرون بعد موتهم من مرحلة روحية إما في نعيم أو في عذاب.

أما الشهداء فالله يجعل أرواحهم في أجواف طير تسرح من الجنة حيث شاءت (وهي جنة المأوى التي عند سدرة المنتهى التي في أعلى الدنيا) وهم أحياء يشعرون ويحسون لأن أرواحهم زوجت بنفوسهم. يتنعمون فرحين. وسيظلون كذلك إلى يوم الدين. وهم ممن استثنى سبحانه في نفخة الفناء يوم يفزع الخلق ويصعقون. أما المؤمنون غير الشهداء فأنفسهم الواعية منفصلة عن أرواحهم ومستقلة في مكان آخر. فلا يشعرون كالأحياء بل هم في حلم جميل حتى تقوم الساعة. فنسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه. يومئذ تزوج الأرواح بنفوسها داخل أجسادها لقوله تعالى﴿ وإذا النفوس زوجت (٧-٨١).

أما الشهداء فالله يجعل أرواحهم في أجواف طير أيضا تسرح من الجنة حيث شاءت (جنة المأوى التي عند سدرة المنتهى التي في أعلى الدنيا) لكنهم أحياء بخلاف المؤمنين الآخرين لأن أرواحهم زوجت بأنفسهم داخل تلك الأجواف. فهم أحياء يشعرون ويحسون. يتنعمون فرحين. وسيظلون كذلك إلى يوم الدين. وهم ممن استثنى سبحانه في نفخة الفناء يوم يفزع الخلق ويصعقون. أما المؤمنون غير الشهداء فأنفسهم الواعية منفصلة عن أرواحهم ومستقلة في مكان آخر. فلا يشعرون بأنفسهم كالأحياء بل هم في حلم جميل حتى تقوم الساعة.

وفي الحديث الذي أخرجه أحمد قال « إن للشهيد عند الله ست خصال: أن يغفر له في أول دفقة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويحلى حلة الإيمان، ويزوج من الحور العين ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار مرصع بالدر والياقوت، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه »

أما أرواح الكافرين بعد موتهم فهي في أجواف طير سود في سجين تحت الأرض السابعة. مماتهم كوابيس حقيقية واقعية. ويعرضون على النار بكرة وعشيا. وضعف الممات مذكور في القرآن﴿ إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات (٧٥-١٧).

٢٦- مصير الأنبياء بعد الموت ومصير الخلائق بعد النفخة في الصور

الأنبياء عليهم السلام أحياء، أعيدت إليهم الحياة بعد أن ذاقوا الموت في الأرض. والدلائل على ذلك لقاء النبي محمد بهم ليلة إسرائه وقوله تعالى له ﴿ واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا (٤٥-٤٣) وعن لقائه بموسى عليه السلام ﴿فلا تكن في مرية من لقائه(٢٣-٣٢) وعن إدريس ﴿ورفعناه مكانا عليا(٥٧-١٩) أي هو الآن حي في مكان عال وليس ميتا لأن المؤمنين من الأموات كلهم في السماوات أيضا.

وجاءت بعض أوصاف أبدانهم في بعض الأحاديث كرواية أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري. وأكثرها يذكر أن آدم في السماء الأولى، وعيسى ويحيى ابن خالته في الثانية ويوسف في الثالثة وإدريس في الرابعة وهارون في الخامسة وموسى في السادسة وإبراهيم في السابعة. ولم يذكر إلا هؤلاء عليهم السلام ربما لأنهم أعظم الأنبياء. أما مقام محمد بعد موته فهو بدون شك فوق مقامهم كلهم، عند الرفيق الأعلى فوق السماوات السبع. قال لما حضرته المنية في حديث رواه البزار عن ابن مسعود « والمنقلب إلى الله وإلى سدرة المنتهى وإلى جنة المأوى وإلى الكأس الأوفى ... ». وفي حديث عائشة قال رسول الله « لا إله إلا الله إن للموت لسكرات » ثم نصب يده يقول « الرفيق الأعلى ... الرفيق الأعلى» فقلت إذن والله لا يختارنا » وكان النبي قد خير بين البقاء في الدنيا حتى الفناء ويدخل بعد ذلك الجنة وبين الموت والتحاقه بالرفيق الأعلى.

والأنبياء قد ينزلون إلى الأرض إذا دعت الضرورة إلى ذلك. روى الإمام أحمد عن أنس قال: قال رسول الله « مررت ليلة أسرى بي على موسى عليه السلام قائما يصلي في قبره » ثم رآه في السماء السادسة. ونزل معه الأنبياء كلهم إلى بيت المقدس.

مصير الأنبياء في ساعة الفناء:

قال تعالى﴿ ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله (٦٨-٣٩) والاستثناء يهم الشهداء: أنظر كتاب قصة الوجود. فهل سيموت الأنبياء مرة أخرى ؟ بالطبع لا ! فالموت لا يذوقه الإنسان إلا مرة واحدة. لكن سيصعقون ( أو ربما فقط بعضهم لأن من ضمنهم من قتل في سبيل الله ). بمعنى سيغمى عليهم فقط لينتقلوا إلى الحالة التي عليها أرواح المؤمنين الذين ليسوا بشهداء، أي سينامون مثلهم. وهذا المعنى نجده في قوله تعالى عن موسى لما تجلى سبحانه للجبل﴿ وخر موسى صعقا (١٤٣-٧) أي أغمي عليه. وسيظلون والله أعلم دون شعور حتى يبعثهم الله في أجسادهم الأصلية في أرض المحشر يوم البعث.

أما بالنسبة للإنس والجن والملائكة الذين ستقوم عليهم ساعة الفناء فكلهم سيموتون باستثناء الشهداء. والصعقة هنا بمعنى الموت. وهذا من إعجاز ألفاظ القرآن ﴿ فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله (٦٨-٣٩) فاستعمل سبحانه مصطلح " صعق " وليس " مات " ليشمل به من سيموت لأول مرة ومن سيغمى عليه فقط بعد أن ذاق الموت قبلا.

أما الذين في جنة الخلد كالحور العين والغلمان والخزنة فهؤلاء خلقهم الله مخلدين فيها ولن يموتوا ساعة الفناء. وكذا ما خلق في جهنم.


     





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة