U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

يوسف-02

   

٢٢- يوسف

(2/10)


٧- اجتبى الله يوسف وعلمه من تأويل الأحاديث وجعله نبيا كأبيه

وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٦-١٢) وكذلك: أي بمثل ما رأيت في منامك. وهذا من بشارات يعقوب لابنه من وحي الله له. كان يعلمه من الله ولا يعلمه أولاده. أما حزنه على ما أصاب يوسف رغم علمه هذا فهو حزن على فراقه والشدائد التي سيمر منها وتصرفات أولاده تجاهه. فهو لم يكن يعلم بما سيحدث ليوسف لكنه كان يعلم أنه سيسجد له وسيكون نبيا مثله. يجتبيك: يختارك. تأويل الأحاديث: والأحاديث هنا هي الرؤى التنبئية بما لم يحدث بعد. والتأويل هنا هو تفسير ما سيقع حقا طبقا لما تنبئ به مع الاستعانة بأسرار الرؤى ورموزها: أنظر فصل الرؤيا ١٠٩-٢ب. ويتم نعمته عليك: أي بالنبوة. آل يعقوب: أهل بيته وذريته. أي سينعم الله عليهم أيضا بالنبوة. أبويك: أي هنا أجدادك. عليم: عليم بأمرك وبكل شيء. حكيم: كل شيء يقع بإذنه فيه حكمة.

٨- حسد إخوته

إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٨-١٢) إذ قالوا: هذا شروع في تفاصيل الآيات التي يسأل عنها السائلون. عصبة: جماعة. ضلال مبين: ضلال واضح بإيثار اثنين في الحب على جماعة.

٩- ومكر خبيث

اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (٩-١٢) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَاتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنتُمْ فَاعِلِينَ (١٠-١٢) اطرحوه أرضا: أي ألقوه في أرض بعيدة. يخل لكم وجه أبيكم: يخلص لكم وجه أبيكم فلا يلتفت إلى غيركم. أي يقبل عليكم بكليته. من بعده: أي من بعد فقدان يوسف بموته أو بتغريبه ومن بعد أن يخلو وجه أبيهم لهم. قوما صالحين: أي سيعينكم ذلك على أن تصبحوا صالحين أو نشترط على أنفسنا أن نصبح صالحين بعد هذه الفعلة. غيابات الجب: وهي ما غاب وأظلم من قعر البئر. قيل هذا الجب بئر ببيت المقدس وقيل بالأردن وقيل على ثلاثة فراسخ من منزل يعقوب والله أعلم. وهذا المكر يفسر لماذا كان يوسف أحب إلى أبيه من إخوته الماكرين. السيارة: المسافرين.

١٠- خوف يعقوب على صغيره يوسف

قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (١١-١٢) أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعِ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (١٢-١٢) قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (١٣-١٢) قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ (١٤-١٢) لناصحون: أي سنقوم على ما فيه منفعته وإرشاده. يرتع: ينشط ويسعى أو يتسع في أكل ما لذ وطاب. عصبة: جماعة. لخاسرون: أي لا نصلح لشيء ولا خير يرجى منا ولا يعتمد علينا.

١١- وحي إلهي ليوسف وتنبؤ

فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَاتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (١٥-١٢) فأوحى الله إلى يوسف أنه سيخرج من الجب ويأتي يوم ينبئ إخوته بما فعلوا به. وأوحينا إليه: الواو هنا لعطف الجملة على الجملة تبين أن الله كان يوحي ليوسف في نفس الوقت الذي كانوا يتشاورون فيما بينهم على إلقائه في الجب وهم لا يشعرون. غيابات الجب: أي ما غاب وأظلم من قعر البئر.

١٢- تحمل يعقوب الواقعة المؤلمة بصبر جميل

(.....)(١٥-١٢) وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (١٦-١٢) قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (١٧-١٢) وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمُ أَنفُسُكُمُ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (١٨-١٢) عشاء: مساء. قالوا يا أبانا ...: جواب لما تقدم. أي فلما ذهبوا به ... الخ قالوا يا أبانا ... نستبق: قيل مسابقة في الرمي بالسهام. عند متاعنا: أي بقرب ثيابنا وأغراضنا. بمؤمن: أي بمصدق. ولو كنا صادقين: ولو كنا صادقين لشدة محبتك ليوسف وقلة ثقتك بنا. أي لن تصدقنا سواء كان الأمر حقا أم كذبا. وجاؤوا على قميصه بدم كذب: أي جاؤوا بدم كذب على قميصه. بدم كذب: أي ليس دم يوسف بل دم حيوان ذبحوه. وقيل إن القميص كان سالما من التخريق مما جعل يعقوب يشك في الأمر. سولت: زينت وسهلت. أمرا: أي غير هذا الذي تقصون علي. فصبر جميل: أي لا جزع فيه ولا شكوى إلا إلى الله. المستعان: وهو الذي يستعين به عباده على كل شيء. ما تصفون: أي ما تخبرونني عنه في أمر يوسف.

١٣- وبيع يوسف

وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَابُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (١٩-١٢) وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (٢٠-١٢) وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا (٢١-١٢) سيارة: أي جماعة من المسافرين. واردهم: أي الذي يرد الماء يستقي هؤلاء المسافرين. فأدلى دلوه: أرسلها في قعر الجب ليملأها بالماء. والدلو هي ما يستعان به لجلب الماء من البئر. وأسروه بضاعة: لا شك أن إخوة يوسف كانوا يحرسون البئر خوفا من أن يفتضح أمرهم إن أخرجه أحد من هناك. فلما اكتشفه وارد السيارة اتفق إخوة يوسف مع المسافرين بعد بيعه لهم كعبد على إخفائه كبضاعة لكيلا يتعرف عليه أصحاب المنطقة. وكان بيعه لهم ضروريا لتتم الخطة أي ليبتعدوا به رغما عنه. لذلك قال تعالى: "والله عليم بما يعملون" أي إخوة يوسف. وشروه: أي باعوه للمسافرين. بثمن بخس: أي ناقص عن قيمة مثله في العبيد. الزاهدين: أي مظهرين للمسافرين عدم رغبتهم فيه. الذي اشتراه من مصر: وذكر مصر في شراء يوسف في آية أخرى بعد أن بيع بثمن بخس يوحي بأنه بيع مرتين. المرة الأولى كانت قرب البئر من طرف إخوته. أكرمي مثواه: أي مقامه وطعامه ولباسه.

١٤- لقد أعطاه الله حكما وعلما

وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٢١-١٢) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (٢٢-١٢) وكذلك مكنا ...: هكذا بدأت قصة تمكين يوسف في الأرض إلى أن صار عزيز مصر على خزائنها وزراعتها. غالب على أمره: أي لا يغلبه أمر يريد تنفيذه بل هو الغالب عليه. لا يعلمون: لا يعلمون أن كل أمر بيده سبحانه. المحسنين: المحسنين في معتقداتهم وأعمالهم. فكان يوسف طيبا مؤمنا بالله تقيا منذ صغره.


   





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة