U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

يوسف-03

   

٢٢- يوسف

(3/10)

١٥- عفة يوسف

وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هِيتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (٢٣-١٢) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (٢٤-١٢) وراودته ...... عن نفسه: أي امرأة العزيز احتالت عليه برفق لتستهويه. هيت لك: أي تعال أنا لك. معاذ الله: أعوذ بالله أي أطلب منه أن يحميني ويقيني مما تدعوني إليه. فاستعاذ يوسف من أن يخون سيده بالفاحشة مع زوجته. ربي: سيدي. مثواي: أي مقامي وطعامي ولباسي. لا يفلح: لا ينجح ولا يسعد ولا يفوز. ولقد همت به: أي عزمت دون تردد على فعل الفاحشة معه. وهم بها لولا أن رأى برهان ربه: كاد هو أيضا أن يهم بها لولا أن رأى برهان ربه. فكان في علم الله: لولا هذا البرهان لهم بها. والبرهان هو الدليل القاطع الذي يرى فيقطع كل حجة وكل عذر عن الآخر. فرأى يوسف ما منعه من أن يهم بها فتقوت عزيمته في وقت كاد يضعف فيه. والله أعلم بما رأى. فإن كان الرب هنا هو الله فقد رأى يوسف ما لا يراه إلا الأنبياء. وإن كان الرب هو سيده المذكور أيضا في الآية السابقة فقد رأى ما يدل على مجيئه في ذلك الوقت. فكان في كلتا الحالتين آية له وعلم بأن الله حفظه. كذلك لنصرف عنه السوء: أي كان ذلك بأمر الله أن جعله يرى البرهان لكيلا يقع في السوء. السوء: وهو هنا الخيانة وعواقبها. لو دخل سيده عليهما أثناء الفاحشة لساءت حاله. والفحشاء: أي الزنا.

وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٢٥-١٢) قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (٢٦-١٢) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٢٧-١٢) فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (٢٨-١٢) يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (٢٩-١٢) واستبقا الباب: تسابقا في اتجاهه يريد الخروج وهي تريد منعه ماسكة بقميصه. وقدت: شقت. من دبر: من الخلف. وألفيا: وجدا. راودتني عن نفسي: احتالت علي لتستهويني. فكذبت المرأة ونطق يوسف بالحق. وكان هذا أفضل دفاع عن نفسه لأنها اتهمته. ولو قال غير الحق لساءت حاله في الحين. وشهد شاهد من أهلها: أي من أهل المرأة وكان مع زوجها لدى الباب. فكانت شهادته في اقتراحه ليفصل منطقيا بين الطرفين دون شك. وقيل في الرواية أنه كان ابن خالها وكان طفلا في المهد أنطقه الله والله أعلم. من قبل: أي من قدامه. فلما رأى: أي السيد. كيدكن: مكركن. عظيم: عظيم حيله أو خبثه. يوسف أعرض عن هذا: القائل هنا السيد أيضا. أعرض عن هذا: أي أكتمه ولا تتحدث به. واستغفري لذنبك: وأول الاستغفار الاعتراف بالذنب. ذنب الهم بيوسف وذنب اتهامه ظلما. لكن على ما يبدو لم تعترف حتى أخرج يوسف من السجن.

١٦- فضل يوسف السجن على أن يرتكب الفاحشة

وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٣٠-١٢) فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتُ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (٣١-١٢) قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (٣٢-١٢) قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (٣٣-١٢) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٣٤-١٢) في المدينة: أي خبر قصة امرأة العزيز مع يوسف انتشر في المدينة. تراود فتاها عن نفسه: أي تحتال على عبدها لتستهويه. قد شغفها حبا: أي أصاب حبه شغاف قلبها. وشغاف القلب غلافه. أي غلبها حبه حتى صارت مجنونة به. مبين: واضح. بمكرهن: أي كن يتعمدن إساءتها بكلامهن عنها. وأعتدت لهن متكأ: أي هيأت لهن مجالس يتكئن عليها. أكبرنه: أي أجللنه وأعظمن قدره لجماله الفريد. وقطعن أيديهن: أي خدشوها أثناء دهشتهن. حاش لله: أي معاذ الله مما سنقول عن يوسف. أي بأنه ملك وليس بشرا. ملك كريم: ملك في غاية الجمال. راودته عن نفسه: تحايلت عليه لأستهويه. فاستعصم: امتنع عن ذلك. الصاغرين: الذليلين. كيدهن: مكرهن. فأصبح يوسف يقاوم كيدهن كلهن بدل كيد امرأة العزيز وحدها. أصب إليهن: أمل إليهن. وأكن من الجاهلين: ذلك لأن مقترفي الفاحشة هم من الجاهلين للعواقب في الدنيا والآخرة. السميع العليم: فسمع دعاء يوسف وعلم بحاله.

وفي الحديث » أعطي يوسف وأمه شطر الحسن «


   





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة