U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

موسى-09

   

٢٦- موسى

(9/18)

٤٤- حرض ملأ فرعون على معاقبة موسى وقومه

وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ ... (١٢٧-٧) أتذر: أتترك. ليفسدوا في الأرض: أي لإبطال ديانة فرعون كما هو مفسر في آخر الآية. ويذرك: أي ويترك عبادته لك. وآلهتك: أي وعبادة آلهتك. كان فرعون يعبد آلهة له ( قيل كواكب وقيل أصناما وقيل غير ذلك ) ويعتبر نفسه أيضا إلها. 

٤٥- قرر فرعون العقاب

... قَالَ سَنَقْتُلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (١٢٧-٧) ونستحي نساءهم: أي نبقيهن أحياء للخدمة فلا نقتلهن. فأصبح بنو إسرائيل مرة أخرى عرضة لذبح أولادهم واستحياء نسائهم. فأراد فرعون من ذلك أن يقهرهم لكيلا يتبعوا موسى. 

٤٦- واتبعه قومه في ذلك

فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (٢٥-٤٠) اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه: أراد فرعون أن يعاقب بني إسرائيل بنفس العقاب لما كانوا ينتظرون بعث موسى عليه السلام لكن هذه المرة اقتصر على الذين أعلنوا إيمانهم به. واستحيوا نساءهم: ابقوهن أحياء للخدمة ولا تقتلوهن. وما كيد الكافرين إلا في ضلال: أي مكرهم في خسران فلا يستطيعون منع الناس من الإيمان. 

٤٧- طمأن موسى قومه

قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (١٢٨-٧) قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمُ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (١٢٩-٧) وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمُ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ (٨٤-١٠) عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٨٥-١٠) وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (٨٦-١٠) يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا ...: لما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون خاطبهم بهذا الكلام. لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين: أي لا تجعلهم يفتنوننا في ديننا ويعذبوننا.

وأمرهم الله بالصلاة: وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (٨٧-١٠) تبوءا: اتخذا. أي موسى وهارون هما من سيختاران تلك البيوت في مصر. وعلى بني إسرائيل أن يقبلوا عليها جماعة للصلاة. ويدل على ذلك قوله " لقومكما بيوتا " ثم "وأقيموا الصلاة". كل بيت يكفي لعدد من المصلين. وطبعا كان هذا في السر دون علم من فرعون وقومه. واجعلوا بيوتكم قبلة: وهي غير البيوت الأولى ( فلو كانت كذلك لربما قيل "واجعلوها قبلة" وفي هذه الحالة يكون المعنى المقبول للقبلة: أقبلوا عليها للصلاة فيها ). أما تفسير الآية الأرجح: اجعلوا منطقة بيوتكم أي مساكنكم قبلة للصلاة لمن سيصلي في البيوت التي بوأت لكم. أي ولوا وجوهكم إليها ولا تولوها ظهوركم. وكانت هذه القبلة مؤقتة. وبشر المؤمنين: أي بشر المؤمنين من بني إسرائيل بالنصر على فرعون وبالجنة.

٤٨- أراد فرعون قتل موسى

وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (٢٦-٤٠) ذروني: أي اتركوني. فكان طبعا لا يوجد من يمنعه. والمعنى: لا تشفعوا له. أو لا تشيروا علي بتركه. فذلك كقوله تعالى: " ذرني ومن خلقت وحيدا " (١١-٧٤) وليدع ربه: أي فليدعه ليمنعه مني. الفساد: الفساد حسب فرعون هو ما يخالف ما هم عليه بسبب دين موسى. أو الفتنة أي بسببه سيقتل الناس ويفترقون عن دينهم.

٤٩- واستعاذ موسى بالله منه

وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ (٢٧-٤٠) وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمُ أَنْ تَرْجُمُونِ (٢٠-٤٤) وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ (٢١-٤٤)

عذت: استجرت. ترجمون: والرجم هو القتل بالحجارة. فلا شك أن قوم فرعون كانوا يستعملون الرجم لقتل أعدائهم. فاعتزلون: أي في كل شيء. وربما من ضمن ذلك: لا تأتوني طالبين أن يكشف الله ما سينزل عليكم من عذاب وابتلاء.


   





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة