U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

موسى-17

   

٢٦- موسى

(17/18)


٨٣- قصة موسى مع الخضر عليه السلام

أ- وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (٦٠-١٨) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (٦١-١٨) فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (٦٢-١٨) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُالْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهِ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (٦٣-١٨) قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا (٦٤-١٨) وموسى هنا هو نبي الله المعروف في القرآن. ولو كان أحدا غيره بنفس الاسم لأوضح الله نسبه. فهو موسى ابن عمران عليه السلام. وقد أوحى الله إليه أن يسير بحثا عن هذا الرجل الغريب ذي علم منه سبحانه عجيب. ووقع ذلك بلا شك لما حكم على بني إسرائيل بالتيه مدة أربعين سنة. لفتاه: أي من كان يخدمه. قيل هو يوشع بن نون عليه السلام. لا أبرح: لا أترك ولا أكف السير. مجمع البحرين - مجمع بينهما: أي ملتقاهما. أمضي حقبا: أي أسير حقبا. والحقب هو حوالي ٨٣ سنة ( أنظر الأحقاب في فصل جهنم ١١٥- أ٤خ ). نسيا حوتهما: أي نسي يوشع الحوت. سربا: أي مسلكا كالنفق. فاتخذ الحوت مسلكا إلى البحر. وهو مجمع البحرين هنا. جاوزا: أي ابتعدا عن مجمع البحرين. نصبا: تعبا. أرأيت: أي أتذكر. أوينا: التجأنا. نسيت الحوت: أي نسيت أمر هذا الحوت العجيب الذي رأيته اتخذ سبيله في البحر بسرعة ونحن بجانب الصخرة. وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره: أي كنت سأذكر لك أمره لولا أن أنساني الشيطان. فالشيطان قد يلهي الإنسان عما يجب أن يفعل بشيء آخر يوسوسه في النفس. عجبا: أي بشكل عجيب لا أدري كيف تمكن من بلوغه البحر. ما كنا نبغ: أي نريد. فكنا ننتظر هذا النسيان. أي في المكان الذي سنفقد فيه شيئا من متاعنا دون أن نشعر هناك سنجد الخضر عليه السلام. فارتدا: فرجعا. على آثارهما قصصا: أي يقصان آثارهما راجعين إلى مجمع البحرين حيث توجد تلك الصخرة.

ب- فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (٦٥-١٨) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (٦٦-١٨) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا (٦٧-١٨) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (٦٨-١٨) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (٦٩-١٨) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (٧٠-١٨) عبدا: هو الخضر عليه السلام. رحمة: أي رحمناه بما آتيناه من علم من لدنا. فقربه الله إليه بذلك العلم. علما: علما من علوم الغيب على قدر رسالته. أتبعك: أصاحبك وأرافقك. رشدا: صوابا أي من علم الحق. لن تستطيع معي صبرا: وهذا تنبؤ أول. خبرا: علما. إن شاء الله: فما شاء الله كان وما لم يشأ لن يكون. حتى أحدث لك منه ذكرا: أي حتى أكون أنا من أذكر لك ذلك الشيء وتفسير أسراره.

ت- فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (٧١-١٨) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا (٧٢-١٨) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (٧٣-١٨) فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَاكِيَةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكُرًا (٧٤-١٨) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا (٧٥-١٨) قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (٧٦-١٨) فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (٧٧-١٨) قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (٧٨-١٨) فانطلقا: والمثنى لموسى والخضر. أما يوشع بن نون فقيل صرفه موسى إلى بني إسرائيل وقيل كان تبعا لهما ولم يذكر لأن محور القصة كان بين موسى والخضر والله أعلم. خرقها: ثقبها وجعل فيها فرجة. شيئا إمرا: أي منكرا عجبا. ولا ترهقني من أمري عسرا: أي لا تكلفني مشقة في أمر صحبتي معك. زاكية: بريئة طاهرة لم تبلغ حد التكليف. قد بلغت من لدني عذرا: أي بلغت مبلغا تعذر به ولا تؤاخذ عليه إن فارقتني. يريد أن ينقض: أي كان آيلا للسقوط. فأقامه: أي ثبته ودعمه ورده إلى استقامته. بتأويل: بتفسير.

ث- أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (٧٩-١٨) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (٨٠-١٨) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (٨١-١٨) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (٨٢-١٨) فأردت: أي فأردت بأمر الله. أي كان القصد من خرق السفينة هو أن أعيبها. وراءهم: أي وراءهم في الزمن أو وراءهم في اتجاههم. سيمر بعض الوقت ويلتقون بذلك الملك. غصبا: أي قهرا وظلما بدون وجه حق. فخشينا: أي كرهنا. وهنا يتكلم الخضر بصيغة الجمع لأنه منفذ ما أمر به الله. وسمي حرص الله مسبقا على حماية الأبوين مما قد يؤذيهما خشية. أما الله فلا يخشى شيئا. يرهقهما: يغشيهما أو يحملهما على الجهد. طغيانا وكفرا: أي فيتعبهما بكفره وطغيانه أو يكرههما على تأييده لمحبتهما له والله لا يريد لهما ذلك. فأردنا: أي بقتله. وتكلم الخضر بصيغة الجمع هنا أيضا لأنه منفذ. أما الذي أراد فعلا فهو الله. زكاة: أي طهارة وتقوى وصلاح. وأقرب رحما: أي يكون أرحم لوالديه من الولد الذي قتلته. فأراد ربك: بين الخضر لموسى في النهاية أن الذي أراد فعلا هذا الأمر وهذه الأمور الثلاث هو الله - ربك يا موسى - ففي تأويل القصة الأولى أخبره بأنه أراد أن يعيب السفينة كأنه هو من أراد ذلك. ثم في تأويل القصة الثانية تكلم بصيغة الجمع مشركا الله فيما فعل وأراد لقوله: فخشينا – فأردنا. وفي تأويل القصة الثالثة بين له تماما أن كل ذلك من أمر الله. أشدهما: أي كمال قوتهما وعقلهما. رحمة من ربك: وهكذا نرى أن قضاء الله للمؤمن خير له. فعليه أن يصبر مهما حصل. تأويل: تفسير.


   





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة