U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

الأمثال-11

   

٤٦- الأمثال

(11/17)

٣٥- قصة أهل الكهف

٣٥أ- آية عجيبة: أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (٩-١٨) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (١٠-١٨) فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (١١-١٨) ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (١٢-١٨) أم حسبت ... عجبا: أي يوجد أعجب من قصتهم. والرقيم: قيل إنه اسم لوح من حجارة كتبت فيه أسماؤهم وقصتهم بلا شك بباب كهفهم والله أعلم. أوى الفتية: التجأوا. الفتية: أي هم شباب. وهيئ لنا من أمرنا رشدا: أي وفق أمرنا إلى الخير والصواب. فضربنا على آذانهم: ختمنا عليها بنومهم العجيب فلم تعد تلتقط أو تسمع أي صوت. سنين عددا: عددا من السنين. ويوحي بالكثرة. بعثناهم: أيقظناهم. لنعلم: لنرى في عالم الشهادة. فالله عليم بكل شيء قبل وجوده ووقوعه. الحزبين: الحزب كل طائفة من الناس تجمعهم عقيدة أو مبادئ معينة. والحزب الأول هنا هو أهل الكهف والثاني أصحاب المدينة الذين بعث الفتية في زمانهم. أحصى: أي أضبط إحصاء. أمدا: أي مدة من الزمن لها حد. أي أيهم أحصى أمدا لما لبثوا.

٣٥ب- لقد فروا ليعتزلوا قومهم المشركين: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (١٣-١٨) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمُ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (١٤-١٨) هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (١٥-١٨) وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مَرْفِقًا (١٦-١٨) نبأهم: خبرهم أو قصتهم. بالحق: بالصدق. فتية: شباب. وزدناهم هدى: أي هداية إلينا. وربطنا على قلوبهم: قويناها وثبتناها بالصبر. إذ قاموا: أي قاموا لهذا الأمر أو لبعضهم البعض ليتحدوا عليه. لقد قلنا إذا شططا: أي شططا إن دعونا غير الله. شططا: قولا جورا بعيدا عن الحق. بسلطان بين: ببرهان واضح على ما يزعمون. كذبا: وهو أن لله شركاء. وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله: هذا قول أحدهم لهم وهم مجتمعون: بما أن اعتزالهم ضروري وكذا اعتزال ما يعبدون من دون الله فأووا إلى الكهف: أي الجؤوا إليه. ينشر لكم ربكم من رحمته: يبسط لكم رحمته. ويهيئ لكم من أمركم مرفقا: أي ما ترتفقون به وتنتفعون في عيشكم.

٣٥ت- في الكهف: وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَّاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (١٧-١٨) وَتَحْسِبُهُمُ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (١٨-١٨) تزاور: تميل. ذات اليمين - ذات الشمال: أي يمين الكهف وشماله. تقرضهم: تتركهم وتدعهم. وهم في فجوة منه: أي في متسع من الكهف ينالهم نسيم الهواء. ذلك من آيات الله: تلك الآيات جعلتهم يظلون في كهفهم قرونا بإذن الله. من يهد الله: فكانوا ممن هدى الله. أيقاظا: قيل كانت أعينهم مفتحة. رقود: نيام. ونقلبهم: ونقلبهم لكيلا يموت لحمهم وجلدهم من الضغط المستمر ولكي يدور الدم في كل عروقهم. بالوصيد: أي بفناء الكهف أو عتبة بابه. لوليت منهم فرارا: فمنع الله أيا كان أن يدخل الكهف.

وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمُ أَحَدًا (١٩-١٨) إِنَّهُمُ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمُ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (٢٠-١٨) وكذلك بعثناهم: أي بعثناهم على حالتهم التي ناموا فيها وهم فتية رغم مرور قرون وليحصل ما أراد الله وذكر في أول السورة ( أي لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا ) فتساءلوا بينهم .... بعثناهم: أيقظناهم. كم لبثتم: أي كم من الوقت كنا نائمين ؟ بورقكم: بدراهمكم المضروبة. المدينة: هي التي خرجوا منها. فكونهم كانوا خائفين من أن يشعر بهم أحد يدل على ذلك. قيل اسمها طرسوس بعد أن كان اسمها أفسوس زمن خروجهم منها. أيها أزكى طعاما: أي الأطعمة أحل وأجود. برزق منه: أي قوت من الطعام. وليتلطف: يترفق ويحذر. ولا يشعرن بكم أحدا: أي لا تجعلوا أحدا يعلم خبركم. يظهروا عليكم: أي يتمكنوا منكم. ملتهم: دينهم. ولن تفلحوا إذا أبدا: أي لن تفلحوا إن تخليتم عن توحيدكم لله.

٣٥ث- وتعرف عليهم الناس بعد التحقيق: وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمُ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمُ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (٢١-١٨) وكذلك أعثرنا عليهم: أي أعثرنا عليهم وهم في نفس الحالة التي ناموا فيها وهم فتية رغم مرور قرون وليحصل ما أراد الله وذكر في أول السورة ( أي لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا ) فعلموا بعد ذلك أن وعد الله حق. أعثرنا عليهم: أي أطلعنا عليهم من عايشوا يقظتهم. فاستنكروا ورقهم ثم تحققوا من أنهم ليسوا من زمانهم. يتنازعون بينهم أمرهم: أي يتجادلون في حقيقة قصتهم وفيما سيفعلون بهم. بنيانا: بنيانا كمعلمة لقصتهم. ربهم أعلم بهم: أي لا ندري ما حقيقة قصتهم بالضبط. فأرجعوا علم ذلك إلى الله. وهذا كلام طائفة منهم. الذين غلبوا على أمرهم: أي الذين انتصروا لرأيهم وهم مسلمون. مسجدا: مسجدا بقرب الكهف يذكر الناس بهذه المعجزة. فلا يجوز بناء المساجد على قبر أي كان إلا في حالات خاصة كهذه: أي معجزة عظيمة يشهدها القوم أو إذا كان القبر قبر نبي كمسجد رسول الله . ويبدو أن أهل الكهف ربما بطلب منهم أماتهم الله كلهم في آن واحد بعد أن عثر عليهم. وكان في ذلك أيضا معجزة.

٣٥ج- عددهم: سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمُ إِلَّا قَلِيلٌ (٢٢-١٨) وربما الغالب أنهم سبعة وثامنهم كلبهم: قال قائل منهم كم لبثتم قالوا... هذا يوحي بأنهم أكثر من ثلاثة. قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم ( هذا يوحي بالتأكيد بأن القائلين هؤلاء ثلاثة أو أكثر). قالوا ربكم أعلم بما لبثتم ( هذا يوحي أيضا بأن الذين ردوا العلم لله ثلاثة أو أكثر مع العلم طبعا أنه قد يكون قائلا واحدا وينسب قوله إلى الكل ) فإذا لم يكن تداخل في العدد بين المتكلمين (أي من قال كلاما لا يقول غيره ) سيكون عدد الجميع سبعة على الأقل وثامنهم كلبهم والله أعلم. سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم: قيل هذا من قول اليهود. ويقولون خمسة سادسهم كلبهم: قيل هذا من قول النصارى. وقول هؤلاء وهؤلاء من رجم الغيب. رجما بالغيب: أي قذفا بالظن بغير يقين. ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم: قيل هذا من قول المسلمين بإخبار النبي لهم. بعدتهم: بعددهم. ما يعلمهم إلا قليل: ما يعلمهم بأسمائهم وعددهم ومكان كهفهم إلا قليل. وقد يدخل أيضا في القليل كل من عثر على كهفهم وكان عالما بأمرهم. وروي أن ابن عباس قال: أنا من القليل. وقيل أن اليهود هم من دفعوا قريشا ليسألوا النبي عنهم ليعجزوه.

٣٥ح- خطاب إلى النبي في هذا الشأن: فَلَا تُمَارِ فِيهِمُ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمُ أَحَدًا (٢٢-١٨) وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (٢٣-١٨) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِي رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (٢٤-١٨) فلا تمار فيهم: أي لا تجادل في عدتهم وشأنهم. إلا مراء ظاهرا: أي واضحا كما أنزل عليك دون جدال لا حجة فيه. ولا تستفت فيهم منهم أحدا: أي لا تطلب توضيحا في ذلك من أهل الكتاب ولا من أحد. وعلى المسلمين أن يقتدوا بهذا الأمر هم أيضا. ولا تقولن لشيء: أي تجاه ذلك الشيء أو من أجله. إلا أن يشاء الله: ذلك لأن النبي لم يقل إن شاء الله يوم سأله أهل مكة عن قصة أهل الكهف. واذكر ربك إذا نسيت: أي إن تذكرت أنك نسيت أن تستثني بمشيئته فاستثني. وعلى المؤمنين أن يتذكروا هم أيضا. ثم قل راجيا: " عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا " ... أي إلى أفضل وأصوب عند الله من الذي عزمت على فعله. فقد تريد فعل شيء وأنت لا تعلم عاقبته. رشدا: أي هداية وصوابا.

٣٥خ- مدة لبثهم في الكهف: وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (٢٥-١٨) قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ (٢٦-١٨) ولبثوا: أي مكثوا. ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا: أي منذ بداية نومهم فيه إلى أن ماتوا فيه. وقيل التسع هنا هي الفرق بين التقويم بالعام القمري والتقويم بالعام الشمسي ليتطابق الحساب مع ما عند أهل الكتاب. أي ثلاثمائة سنين وتسع قمرية ( عند العرب ) كثلاثمائة سنين شمسية ( عند النصارى. أما اليهود فقيل يؤرخون الأشهر بالحساب القمري والسنين بالحساب الشمسي ). قل الله أعلم بما لبثوا: هو أعلم لأنه هو وحده من كان الشهيد عليهم وأعلم بالضبط بمدة نومهم في الكهف ( سنين عددا ) وبمدة مكوثهم فيه بعد يقظتهم ( قد تكون مثلا تسع سنين أو أقرب والله أعلم ). أبصر به وأسمع: أي ما أبصر الله وما أسمعه. ولا يغيب عنه شيء. فيعلم ما غاب عن خلقه في السماوات والأرض.

السورة رقم ١٨ تحمل اسم" الكهف "


     





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة