U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

الأمثال-13

   

٤٦- الأمثال

(13/17)

٣٧- قصة الرجلين التقي والكافر

وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (٣٢-١٨) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (٣٣-١٨) وَكَانَ لَهُ ثُمُرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (٣٤-١٨) وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (٣٥-١٨) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنقَلَبًا (٣٦-١٨) لأحدهما: وهو رجل كافر. وحففناهما: أحطناهما وأطفناهما. بينهما زرعا: أي بين الأعناب. كلتا الجنتين: أي كل واحدة منهما. أكلها: أي ثمارها التي تؤكل. ولم تظلم منه شيئا: لم تنقص من أكلها أي ثمارها ما يجب أن تؤتي. ثمر: أي مال مثمر. وأعز نفرا: أي أقوى أعوانا وعشيرة. ظالم لنفسه: أي بالكفر. تبيد هذه: أي أن تفنى هذه الجنة. وما أظن الساعة قائمة: أي لا أظنها ستقوم. يعني ساعة البعث والحساب. ولئن رددت إلى ربي: أي إن رجعت إلى ربي. وكان هذا تهكما لأنه كان لا يؤمن بالبعث. خيرا منها منقلبا: أي خيرا من هذه الجنة مرجعا وعاقبة.

قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (٣٧-١٨) لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (٣٨-١٨) وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا (٣٩-١٨) فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِي خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (٤٠-١٨) أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (٤١-١٨) خلقك من تراب: أي أصلك من تراب. فالله خلق جدك آدم من تراب. سواك رجلا: أي عدلك وكملك فصيرك رجلا. لكنا هو الله ربي: أي لكن أنا فالله هو ربي. ما شاء الله: أي ما شاء هو الذي سيكون. وهذا رد عليه حين قال عن جنته: " ما أظن أن تبيد هذه أبدا ". حسبانا من السماء: وهو ما يلقى من السماء إلى الأرض كالصواعق ونيرانها وكل عذاب مدمر يأتي منها. زلقا: أي يزلق عليها لملاستها. بمعنى لن يبقى فيها شجر ولا نبات ولا أي شيء. فلن تستطيع له طلبا: أي لن تقدر على أن تتبعه لترده.

وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّيَ أَحَدًا (٤٢-١٨) وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا (٤٣-١٨) هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقُبًا (٤٤-١٨) وأحيط بثمره: أي أهلك الله ماله ولم يعد مالكا لأي شيء. يقلب كفيه: أي يقلبهما ندما وتحسرا. على ما أنفق فيها: أي على المال الذي استثمره فيها. خاوية على عروشها: أي خالية من ثمرها وساقطة على سقوفها التي سقطت. أي كل ما كان يعلوها من نخل وأعناب أصبح في أسفلها وخاليا من الثمار. فئة: جماعة. وهذا رد على قوله: " وأعز نفرا ". لم يكن له من يجيره من عذاب الله. وما كان منتصرا: أي ما كان منتصرا لنفسه بقدرته. أو حتى لو كانت فئته موجودة وقت العقاب لما استطاعت منعه. هنالك الولاية لله الحق: أي الذي ينصر فعلا في هذه الحالات هو الله الحق وليس فئة من كفر به وبلقائه. خير ثوابا: أي هو من يثيب خير الثواب في الدنيا والآخرة. وخير عقبا: أي هو من يحسن عاقبة أي شيء في الدنيا والآخرة لمن آمن به. فجنة هذا الكافر كانت لها سوء العاقبة.


     





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة