U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

الأمثال-14

   

٤٦- الأمثال

(14/17)

٣٨- قصة الرجل الذي انسلخ من آيات الله

وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (١٧٥-٧) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (١٧٦-٧) سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (١٧٧-٧) قيل هو بلعم بن باعوراء من بني إسرائيل. وقيل غيره. وقوله تعالى: واتل عليهم - فاقصص القصص - قد يوحي بأن قصة الذي آتاه الله آياته قديمة قد مضت بكل تفاصيلها قبل ذكرها في القرآن. أي آتاه الله آياته على علم من قومه ثم كفر ومات على كفره على علم من قومه أيضا. وبالتالي هي قصة يعلمها بنو إسرائيل وأشار إليها القرآن لإخبار العرب وتذكير اليهود لأنهم يشبهونه في كونهم رفضوا اتباع النبي مع علمهم بنعته في التوراة. فالآيات السابقة عنهم. نبأ: خبر. آتيناه آياتنا: بينا له آياتنا حتى أصبح متيقنا بها. وقيل أن من تلك الآيات استجابة الله لدعائه فدعا على موسى عليه السلام طمعا في الدنيا لكن دون جدوى والله أعلم. فانسلخ منها: أي خرج منها كما تخرج الحية من جلدها. فترك دين الله وكفر مع علمه ويقينه به. فأتبعه الشيطان: أي تبعه دون توقف فلحق به وصار قرينه. الغاوين: وهم الضالون الزائلون عن الحق. ولو شئنا: فمشيئة الله سبقت ضده لأنه كافر. وما آتاه الله آياته وهو عليم بكفره إلا ليكون مثلا لمن خلفه. فسبحانه أنشأ كل الأمثال للناس بمعجزاته وعقابه وابتلاءاته في السراء والضراء وعطاياه المختلفة لكيلا تكون أية حجة لهم عليه يوم القيامة. فهذا كافر آتاه الله من علم اليقين دون جدوى. لرفعناه بها: أي لرفعنا مقامه عندنا ولن يكون من الغاوين الأسفلين في جهنم. و" بها " أي لجعلناه تقيا بنفس الآيات التي انسلخ منها. أخلد إلى الأرض: أي ركن وسكن إليها واختارها كأنه سيخلد فيها. تحمل عليه: أي تزجره وتطرده. يلهث: أي يخرج لسانه بالنفس الشديد من كثرة نباحه. فهذا الكافر له نفس الموقف من الله يشبه الكلب سواء تيقن من آيات الله أم لا. وأنفسهم كانوا يظلمون: أي يظلمونها بالكفر.

٣٩- مثل في الكافر الذي اعتقد أنه يتحكم في مصيره

أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا (٧٧-١٩) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَانِ عَهْدًا (٧٨-١٩) كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا (٧٩-١٩) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا (٨٠-١٩) يتعلق الأمر بالعاص بن وائل الذي قيل كان عليه دين من خباب بن الأرث فأبى أن يرده له حتى يكفر بالنبي ثم استهزأ به بما أخبرت عنه الآية. أطلع الغيب: أي هل رأى ما هو مكتوب في اللوح المحفوظ وعلم بما سيحدث ؟ أم اتخذ عند الرحمان عهدا: أي هل اتخذ عند الله عهدا بأن يؤتيه مالا وولدا ؟ ونمد له من العذاب مدا: أي سنزيده عذابا فوق عذاب فلا تنتهي زيادة تعذيبه. ونرثه ما يقول: أي سنرث ماله وولده.

٤٠- قصة الرجل الذي بعثه الله بعد موت دام مائة عام

أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٥٩-٢) قيل هو عزير بن شرخيا وقيل غيره. وقيل القرية عمرت بعد مضي سبعين سنة من موته. وقيل أيضا إنها ببيت المقدس بعد تخريب بختنصر لها وقتل أهلها والله أعلم. أو كالذي: أي ألم تر أيضا إلى الذي. الكلام معطوف على ما قبله: " ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه ". خاوية على عروشها: خالية من أهلها. والعروش هي السقوف كما أن عرش الله هو سقف الكون. أي سقطت السقوف دون الحيطان كلها. إذا دخلت تلك القرية رأيت سقوف منازلها في الأرض وخالية. أنى يحيي هذه الله بعد موتها: أي كيف يحيي الله أهل هذه القرية بعد أن ماتوا ؟ أي يوم البعث. قال كم لبثت: أي في هذا المكان. وهذا كلام الله وصله وحيا إما بواسطة ملك أو بإلهام والله أعلم. لبثت: فظن أنه كان نائما. لم يتسنه: لم يتغير مع مرور السنين. وانظر إلى حمارك: فكان كله عظاما بالية ساقطة على الأرض. آية للناس: أي آية على البعث. والناس هم ناس ذلك الزمان. فبلغتهم قصته بعد أن رجع إليهم وحكى لهم ما جرى له وتأكدوا من قوله. وظلت قصته تروى لكل الناس إلى قيام الساعة. وانظر إلى العظام: أي عظام الحمار. أي لم يكتمل بعثه بعد. أما عزير فبعثه الله مكتملا قبل الحمار وإلا لامتلكه الرعب ولما ظن أنه كان نائما يوما أو بعض يوم. ننشزها: نرفعها. واللحم هنا العضلات. قال أعلم: أي أعلم الآن علم مشاهدة أي أرى.

٤١- قصة أصحاب الفيل

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (١-١٠٥) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ  (٢-١٠٥) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (٣-١٠٥) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (٤-١٠٥) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (٥-١٠٥) بأصحاب الفيل: أصحاب الفيل جاؤوا من اليمن لهدم الكعبة انتقاما لما فعل بكنيسة القليس بصنعاء ( قيل أن رجلا من العرب أحدث فيها ). وملكهم أبرهة. وعام الفيل هو عام مولد رسول الله . ولما نزلت هذه السورة لم يكذبها أحد ممن عاصروا هذه الواقعة العجيبة. كيدهم: أي سعيهم في هدم الكعبة وإذلال أهلها. في تضليل: أي إبطال. يعني أبطل الله سعيهم. طيرا أبابيل: أي جماعات متتابعة من الطير. كعصف مأكول: أي كورق الزرع أكلته الدواب فراثته ورمت به من أسفل.

السورة رقم ١٠٥ تحمل اسم" الفيل "


     





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة