U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

المنافقون-07-58

   

٥٨- المنافقون

(7/10)

١٦- أعمال المنافقين

أ- الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ (٦٧-٩)

بعضهم من بعض: فهم صنف واحد متشابهون يتآمرون ويتشاورون في ما بينهم لينافقوا المسلمين. بالمنكر: وهو كل ما ينكره الشرع بالنهي عنه. ويعم كل المعاصي.

ب- يفسدون في الأرض: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (١١-٢) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (١٢-٢) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (٢٠٥-٢) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ (٢٠٦-٢) أنظر الفقرة ١٩أ (٢٣-٢٢-٤٧). لا تفسدوا في الأرض ...: فهم يعملون بأعمال الكفار ويدعون الإصلاح. لا يشعرون: لا يظنون أنهم يفسدون. وإذا تولى: ( معطوف على قوله تعالى: " ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ....") أي إذا انصرف عنك بعد أن كان ينافقك بقوله في الحياة الدنيا بأن مبتغاه ليس فيها ويشهد الله على ما في قلبه بأنه من أهل الخير والتقوى. سعى في الأرض ...: أي كان سعيه وقصده سوى الإفساد في الأرض. الحرث: الزرع. والنسل: أي نتاج الحيوانات والتوالد. أخذته العزة بالإثم: أي اختار كسب الإثم على أن يتقبل الوعظ بتركه نظرا لغضبه وحميته لذلك.

١٧- أمثال بشأنهم

١٧أ- هيأتهم: وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ (٤-٦٣)

١٧ب- ضلالهم:

مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (١٧-٢) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (١٨-٢) إن المنافقين اشتروا الضلالة بالهدى وعزموا على خداع الله والمسلمين. ومثل ادعائهم الإيمان وعدم انتفاعهم به خصوصا في الآخرة كالذي استوقد نارا ولم ينتفع بضوئها لأن الله أطفأها بريحه ( أما نور المؤمنين يوم القيامة فسيكون في كيانهم لا يطفئه أي شيء ). كذلك ذهب الله بنور بصيرتهم. أي النور الذي يهدي إلى الإيمان والجنة. فتركهم وكل حواسهم في ظلمات الكفر والجهل كما هو مبين في الآية التالية: " صم بكم عمي ". وهذا شأنهم في الدنيا. أما يوم القيامة فسيرون اختفاء " نورهم " فجأة يوم يبعث الله ظلمة ويقسم النور بين عباده.

استوقد: أوقد. نارا: نارا للإضاءة في ظلمة الليل. بنورهم: بالنور الذي يخصهم ويجعلهم يبصرون. عمي: أي لا يبصرون الحق. لا يرجعون: لا يرجعون إلى دين الله ورؤية النور ما داموا فاقدين لحواسهم الروحية لكونهم يبطنون الكفر ويظهرون الإيمان.

أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (١٩-٢) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيه وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٠-٢)

كصيب من السماء ...: أي ما يصيب الأرض من حوادث السماء. ومنه المطر والسحاب والليل ...الخ. أو كصيب:  أي مثلهم أيضا كمثل من يمشي في صيب  من السماء. فيه ظلمات : أي في الصيب. ومنه ظلمة الليل إضافة إلى ظلمة كثافة السحاب. فقوله تعالى: " كلما أضاء لهم " يبين أن هؤلاء المشاة هم في ظلمة شديدة. من الصواعق حذر الموت:  أي حذر الموت من الصواعق ( هنا تقديم وتأخير ). والحذر هنا هو الخوف. ومن شدة رعبهم وخوفهم من الموت لا يستطيعون أمام هذه الأهوال إلا أن يجعلوا أصابعهم في آذانهم لكيلا يسمعوا أصواتها المرعبة. والصاعقة نار كهربائية قاتلة تحرق من نزلت عليه. والله محيط بالكافرين: أي هؤلاء يجهلون أن كل ما يفعلون لا يدفع عنهم ما شاء الله. يخطف أبصارهم: أي يأخذها بسرعة حركته فيعميهم بلمعانه. مشوا فيه: أي في نور البرق أو في الصيب. ومدة مشيهم قصيرة جدا لأن ظهور البرق واختفاءه في غاية السرعة. فلا يضيء لهم إلا مدة كلمح بالبصر. قاموا: أي توقفوا وثبتوا في مكانهم.

المثل الثاني هذا يصف حالة المنافقين أكثر. فيبين أنهم يمشون فعلا في الدنيا في ظلمات كثيفة لا يبصرون الحق كما قيل في المثل الأول. ولا يرون من النور إلا كما يضيء البرق في ليل حالك وعاصف. بل وأشد من ذلك فهم لا يرون هذا النور الخاطف الذي يكاد يعميهم كل مرة إلى الأبد إلا وهم في خوف ورعب شديد. فيرون الحق وهم مرعوبون لكن ذلك لا يدوم إلا كلمح بالبصر ثم يعودون إلى ضلالهم وظلماتهم حتى يأتي نور برق آخر لا يعلم وقت حدوثه إلا الله. وأثناء ضلالهم في ظلمات دنياهم يجعلون أصابعهم في آذانهم لا يريدون سماع ما يخيفهم من الله وأهله. ولو شاء الله لذهب أيضا وهم في الدنيا بسمعهم وأبصارهم الظاهرة.

١٧ت- طبيعتهم شيطانية: فصل الجن ٤٩-٢١ت (١٧-١٦-٥٩)

١٧ث- مقارنتهم مع الذين سبقوهم: فقرة ١٥ح

كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (١٥-٥٩)

الذين من قبلهم قريبا: أي قبل هؤلاء المنافقين وإخوانهم من أهل الكتاب الذين ذكروا قبل هذه الآية. ويتعلق الأمر بكل من ذاقوا وبال أمرهم قبل نزول هذه الآيات كمشركي قريش في بدر وإجلاء بني قينقاع. عذاب أليم: أي في الآخرة.


     





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة