U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

الصلاة-03-78

   

٧٨- الصلاة

(3/8)

١٢- المحافظة على أدائها وفي أوقاتها والخشوع فيها

أ- حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى (٢٣٨-٢)

حافظوا على الصلوات: أي لا تضيعوها وتتركوها كلها أو بعضها. يعني داوموا على الصلوات الخمس المفروضة طوال حياتكم. فعلى المسلمين ألا يكونوا كالذين قال فيهم سبحانه: " فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (٥٩-١٩)" والصلاة الوسطى: هي الصلاة الفضلى كما قال تعالى" وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمُ أُمَّةً وَسَطًا (١٤٣-٢) " أي خيارا عدلا. وقوله في قصة أصحاب جنة " قَالَ أَوْسَطُهُمُ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (٢٨-٦٨)" أوسطهم: أي أعقلهم وأعدلهم رأيا. والمعنى حافظوا على أفضل أداء لكل صلاة. وأفضل الصلوات في الأجر الصلاة جماعة في أول وقتها بكل أركانها وفي خشوع تام. ومن نقص من ذلك شيء نقص أجره على قدر ذلك.

جاء في التفاسير أن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر وقيل الصبح وقيل الظهر ... الخ. وجاء في رواية أن يوم الأحزاب شغل الكفار المسلمين عن صلاة العصر فقال النبي : " شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله أجوافهم وقلوبهم نارا " فربما ذلك يعني فقط أن الصلاة الوسطى في ذلك الوقت من النهار كانت هي صلاة العصر والله أعلم. بل يتبين من هذا الحديث أن الصلاة في وقتها هي أهم ركن من أركان الصلاة الوسطى. وبالتالي نضيف أن الصلاة الوسطى لا تجمع مع التي تسبقها ولا مع التي تأتي بعدها ( إلا في بعض الحالات المرخص بها شرعا ) لأنها مفروضة في وقتها بين وقت التي قبلها ووقت التي بعدها. وأفضلها في الأجر هي التي تصلى في أول وقتها لقوله تعالى: " إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا (١٠٣-٤)" ثم ينقص الأجر شيئا فشيئا مع مرور الوقت. فإذا دخل وقت الصلاة التالية فقد فاتك أجر الصلاة الوسطى السابقة إن لم تصلها في وقتها.  

وأول وقت الصلاة الوسطى هو أيضا الذي بين جزأين من أجزاء اليوم. فصلاة الصبح الوسطى بين الليل والنهار وصلاة المغرب الوسطى بين النهار والليل وصلاة الظهر الوسطى في وسط النهار بين الجزء الأول منه والجزء الآخر وصلاة العصر الوسطى بين الظهيرة والغروب وصلاة العشاء الوسطى بين الشفق والليل. ففي كل جزء من اليوم صلاة وسطى خاصة به.

والصلاة الوسطى هي أيضا التي تكون وسيطة بين العبد وربه. أي في وقتها المفروض يكون اتصال مباشر بين المصلي والله سبحانه كما جاء في الرواية: إذا قال العبد في صلاته " الحمد لله " قال الله "حمدني عبدي " ... الخ. أما الصلاة في غير وقتها فليست وسطى وربما يقضيها العبد دون التجاوب الإلهي. وهذا المعنى سيجعلك أيها المسلم تسرع إلى الصلاة لتستفيد من فضل الله فيها.

والمعنى الإجمالي للآية إذن هو المحافظة على مداومة الصلاة وفي وقتها وموعدها المحدد بين الله وعبده. لذلك قال تعالى في الآية التالية: " فإن خفتم فرجالا أو ركبانا " أي صلوا الصلاة في وقتها ولو ركبانا إن كنتم في حالة خوف في الحرب.

ب- كما يفعل المؤمنون: وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (٣٤-٧٠) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (٩-٢٣) وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (٩٢-٦) يحافظون: يحافظون على الصلاة بأركانها وفي أوقاتها ( أي تحرم إضاعتها كما يفعل الكافرون: فقرة ٢٤)

ت- بخشوع: وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (٤٥-٢) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (٢-٢٣) وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ (٣٥-٣٣) وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (٢٣٨-٢) وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ (٢٩-٧) وإنها: أي الصلاة. لكبيرة: أي الالتزام بها ثقيل وشاق. الخاشعين: هم المتواضعون لجلال الله. خاشعون: أي متواضعون ذليلون إلى الله. وقوموا: وقوموا في الصلاة. والقيام هو الوقوف. وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد: أي وجهوا وجوهكم إلى الله بإخلاص تام في كل صلاة دون التفات أو سهو أو غير ذلك مما قد يشغلكم. عند كل مسجد:  أي في كل مرة وكل مكان تتخذونهما للصلاة.

١٣- الله شاهد على صلاة عباده

وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (٢١٧-٢٦) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (٢١٨-٢٦) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (٢١٩-٢٦) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٢٢٠-٢٦) وتوكل على العزيز الرحيم: فإن ربك لهو فعلا العزيز الرحيم كما ذكر مرارا في هذه السورة. فتوكل على من له مثل هذه الصفات. ولا توكل دون إيمان. حين تقوم: أي إلى الصلاة أو غيرها. والقيام هو الوقوف. وتقلبك في الساجدين: أي حركات صلاتك مع المصلين الخاضعين. السميع العليم: سميع لأقوالك وصلواتك وعليم بأحوالك وأفعالك.

١٤- أمر الأهل بالصلاة

وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا (١٣٢-٢٠) واصطبر عليها: أي واصبر على ملازمتها.

كما كان إسماعيل عليه السلام يفعل مع أهله: فصل إسماعيل ١٨-٩ (٥٥-١٩)


     





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة