U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

القرآن-22

   


٩- القرآن

(22/22)


٥١- في القرآن حروف مركبة تركيبا غريبا في أول تسعة وعشرين سورة

٥١أ- الحروف التي تبدأ بها الآية الأولى من السورة جاءت في عشر سور:

ألر: السور رقم ١٠-١١-١٢-١٤-١٥. ألمر: السورة رقم ١٣. طس: السورة رقم ٢٧. ص: السورة رقم ٣٨. ق: السورة رقم ٥٠. ن: السورة رقم ٦٨

٥١ب- الحروف التي تُكَون الآية الأولى بكاملها جاءت في ثمانية عشر سورة:

ألم: السور رقم ٢-٣-٢٩-٣٠-٣١-٣٢. ألمص: السورة رقم ٧. كهيعص: السورة رقم ١٩. طه: السورة رقم ٢٠. طسم: السورتان رقم ٢٦-٢٨. يس: السورة رقم ٣٦. حم: السور رقم ٤٠-٤١-٤٣-٤٤-٤٥-٤٦

٥١ت- الحروف التي تُكَون آيتين جاءت في سورة واحدة:

حم (١) عسق (٢): السورة رقم ٤٢

٥١ث- الحروف التي استعملت أيضا كعناوين لبعض السور جاءت في أربع سور:

ص: السورة رقم ٣٨. ق: السورة رقم ٥٠. طه: السورة رقم ٢٠. يس: السورة رقم ٣٦

٥١ج- تفسير معنى هذه الحروف:

القرآن لم يعط أي تفسير مباشر لهذه الحروف. وقيل فيها الكثير. وجاءت كلها في سياق البسملة. وهذا قد يعني والله أعلم أنها متصلة بمعانيها. فإذا قلت " بسم الله الرحمن الرحيم حم" فقد يكون معنى ذلك " باسم الله حم" أو " باسم حم". وتكون هذه الحروف ربما من أسماء الله تعالى والله أعلم. ويكون سبحانه قدم صفتين من أسمائه الحسنى (الرحمان الرحيم) على هذه الأسماء الغريبة إن كانت كذلك. كالذي يقول مثلا " باسم جلالة الملك فلان ". بل قيل هذه الحروف من أسماء الله العظمى. وذكر ذلك القرطبي وقال إن فواتح السور من أسماء الله. وكذا قال سالم بن عبد الله وإسماعيل ابن عبد الرحمان السدي الكبير وغيرهم عن ابن عباس أيضا.

وإذا كانت معاني أسماء الله الحسنى تترجم من لغة إلى لغة ( واللغات كثيرة: لغات الإنس ولغات الجن ولغات الملائكة ) فربما هذه الأسماء التي في أوائل بعض السور إن كانت فعلا كذلك ينطق بها على هذا الشكل كل من في السماوات والأرض. ثم إن اللغة العربية لغة أهل الجنة مما يميزها عن غيرها ويميز حروفها عن باقي الحروف.

وإذا قلنا أنها من أسماء الله وهذا أقصى ما يمكن استنتاجه من السياق فيجب التوقف هنا لأنها من المتشابه ولا يعلم تأويل المتشابه خصوصا عن الله وما يتعلق به إلا الله.

وأعطي هنا فقط تحليلا لتوضيح بعض المسائل. 

نزلت هذه الحروف إما منفردة حرفا واحدا: ص. ق. أو بحرفين متلاصقين: حم. يس. أو بثلاثة حروف متلاصقة: ألم. ألر. طسم. أو بأربعة: ألمص. ألمر. أو بخمسة: كهيعص. ونزل بعضها في آية كاملة، وهذا يعطيها قيمة في حد ذاتها. وبعضها سميت به سور كسورة طه وق ونون مما قد يؤكد أنها من أسماء الله كسورة الأعلى والرحمان. فعناوين السور أغلبها أسماء باستثناء سورة عبس وسورة فصلت.

ونلاحظ أن الحرف العربي ينطق عموما بثلاثة أحرف. مثلا حرف قاف فيه ثلاثة حروف في النطق. يعني كل حرف مكتوب يصبح كلمة في النطق. وقد يكون لهذه الكلمة المنطوقة معنى ليس عندنا ولكن في عالم آخر. أي ربما خلائق في السماوات أو في الكواكب الأخرى المختلفة ينادون الله بهذه الكلمات المختلفة أيضا التي تكتب في اللغة العربية كحروف. ولو كتبت في القرآن ككلمات لتشابهت مع كلمات عربية لها معاني أخرى أو لأنكر وجودها علماء اللغة العربية. لكن ذكرها كحروف بدون معنى في لغتنا توحي فقط بأن فيها سرا.

أما من قال إن معظم السور التي تبدأ بها هذه الحروف تتكون معظمها بها وبنفس الترتيب فهذا ممكن وعجيب أيضا والله على كل شيء قدير. لكن لا ينفي أنها قد تكون من أسماء الله. وخصوصا أن سورة الشورى بدأت بآيتين منفصلتين بهذه الحروف: حم – عسق. ولو كان الأمر يتعلق بحساب الحروف لنزلت على الأقل متلاصقة: حمعسق. متلاصقة مثل: كهيعص بل بالعكس: نزلت حم آية مستقلة لتبين أن لها معنى وعسق نزلت آية مستقلة أيضا لتبين أن لها معنى. وحم نزلت أيضا في ست سور أخرى. كل هذا يبين أن لها معنى آخر غير حساب الحروف.

ولماذا ذكر الله في القرآن أسماءه المذكورة في العوالم الأخرى وذكرها في سور ولم يذكرها في أخرى. يجب أن نعلم أن في القرآن آيات عالمية نزلت على كثير من الخلائق. ومكانته في أم الكتاب رفيعة( وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم )(٤-٤٣) ومنها تصدر جميع الكتب إلى أهل الأرض وربما إلى أهل الكواكب الأخرى. وبالتالي يشتمل القرآن على صنفين من الآيات من حيث مكانتهما في اللوح: صنف يختص به كوكبنا وأهله وأنبياؤه وأقوامه ولا ينزل على العوالم الأخرى. والصنف الثاني هو " آيات عامة وعالمية " تنزل من اللوح المحفوظ على من شاء الله من الذين يسكنون الدنيا، وبلغاتهم طبعا والله أعلم. وهي التي تذكر الله وآياته. مثلا قوله( الله لا إله إلا هو الحي القيوم)(٢-٣). فهذه آية تفيد الكل. فهو سبحانه الله في السماوات وفي الأرض كما جاء في القرآن. ومثلا أيضا الآيات التي تذكر خلق السماوات السبع واستواء الله على العرش، والتي تذكر الإسلام والإيمان والكفر والابتلاء والحياة والموت والمؤمنين والكافرين ومصير كل منهم في الجنة أو في النار وصفات الجنة وصفات النار ويوم الحساب. فكل الخلائق تحتاج إلى هذه الآيات. والقرآن مليء بها. وهذا والله أعلم هو الذي جعل مكانته رفيعة في اللوح المحفوظ. إضافة إلى أنه يحتوي الدين الأكمل للناس. وكلام الله كله رفيع إلا أن الكلام قد يكون عاما على كل الخلائق وقد يكون خاصا ببعض الخلق. فلنضرب مثلا على ذلك: قال تعالى( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان )(٣٣-٥٥) ثم قال( يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران )(٣٥-٥٥). فهذه الآية تخاطب كل الجن وكل الإنس الموجودين في الأرض وفي الكواكب الأخرى. ولن يستطيع أي منهم أن يخرج من أقطار عالم السماوات والأرض. وهكذا يتبين أن هذه الآية "عالمية. " ومثلها أيضا الآية( ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس )(١٧٩-٧). ومن السور " العالمية " التي ربما نزلت على كل الخلائق سورة الفاتحة وهي سبع من المثاني، إذ يحتاج إلى الدعاء بها كل الجن والإنس في الوجود. لذلك نقول إن السور التي تبدأ بهذه الحروف قد يكون نزل بعض منها وليس كلها طبعا على من ينادون أو يدعون الله بتلك الحروف التي تشكل كلمات ذات معنى بالنسبة لهم. وأن مصدر تلك السور من نفس المنبع الذي نزل منه القرآن والله أعلم.


وقيل أيضا أن هذه الحروف من أسماء القرآن. وقيل أسماء سور لكن لا يبدو أنها كذلك لأن نفس الحروف نجدها في كثير من السور مثل " ألم- ألر- حم- طسم" اللهم إن كانت تخرج من مصدر في أم الكتاب مرقم بنفس الحروف. ومعظم السور لا تبدأ بها. أما تسمية بعضها بها مثل " ص- ق- طه- يس " فلأنها تبدأ بتلك الحروف. وفي الحقيقة والله أعلم هي سورة الله طه ( أي اسم الله طه ) وسورة الله يس وسورة الله ص وسورة الله ق كسورة الرحمان وسورة الأعلى. ففي هاتين السورتين ذُكر الرحمان والأعلى.

أما من قال أنها أسماء للقرآن فربما يقتبس ذلك من قوله تعالى" ألم ذلك الكتاب " (البقرة) "ألمص كتاب أنزل إليك " (الأعراف) " ألر كتاب أنزلناه إليك" (إبراهيم) " ألر كتاب أحكمت آياته" (هود) " ألر تلك آيات الكتاب" (يونس- يوسف) " ألر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين" (الحجر) " ألم تلك آيات الكتاب الحكيم" (لقمان)" طسم تلك آيات الكتاب المبين" (الشعراء- القصص)" طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين" (النمل)" ألمر تلك آيات الكتاب" (الرعد) " حم تنزيل الكتاب " (غافر- الجاثية- الأحقاف) " حم تنزيل من الرحمان" (فصلت) "ألم تنزيل الكتاب" (السجدة) لكن " ألم" في سورة آل عمران أتبعها الله باسم جلالته ﴿ باسم الله الرحمان الرحيم ألم (١) الله لا إله إلا هو الحي القيوم (٢)﴾فيتبين أننا إذا فسرنا الحروف بما يليها من الآيات فتارة هذه الآيات تذكر القرآن أو آياته وتارة تذكر الله كما في سورة آل عمران، وتارة تذكر قسمه بالقرآن كقوله ﴿ يس(١) والقرآن الحكيم(٢)﴾ (يس)﴿ ص والقرآن ذي الذكر﴾(ص)﴿ ق والقرآن المجيد ﴾ (ق)﴿حم(١) والكتاب المبين(٢)﴾ (الزخرف).والقسم هنا منفصل عن هذه الحروف. وهذا يبين أنها ليست تسمية للقرآن بل ليس حتى معطوفا عليها.

وتارة يقسم الله بعد هذه الحروف بغير القرآن كقوله﴿ ن والقلم وما يسطرون ﴾(القلم). وتارة تكون الآيات التي تليها لا علاقة لها بالقرآن ولا باسم الله كقوله﴿ ألم(١) أحسب الناس (العنكبوت)﴿ ألم(١) غلبت الروم (٢)﴾(الروم)﴿ طه(١) ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى(٢)﴾(طه)﴿ كهيعص(١) ذكر رحمت ربك(٢)﴾(مريم) ﴿ حم(١) عسق(٢) كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك ﴾(الشورى)

وهذا يبين أن تفسير هذه الحروف بالآيات التي تليها لا يؤدي إلى خاتمة مقنعة ومنطقية. ولا يبقى إلا أن نفسرها بما قبلها أي بالبسملة. فتكون من أسماء الله أو على الأقل من أسمائه تعالى في عالم الحروف والقرآن واللوح المحفوظ والله أعلم. وعلينا أن نقرأها كحروف: مثلا " ألف لام ميم". والدليل على ذلك في سورة " ن": فنقرأ "نون" والقلم وما يسطرون". فالقافية توحي لنا بمثل هذه القراءة كما في قوله أيضا " يس" والقرآن الحكيم". و" يس" من أسماء الله كما قال مالك عن زيد بن أسلم. ثم تجب قراءة القرآن بعد البسملة لأن الله أمر بذلك وليكتمل المعنى﴿اقرأ باسم ربك﴾(١-٩٦) بل هذا يبدو ضروريا في السور التي تبدأ بتلك الحروف والله أعلم.


   



 اقتناء الكتاب



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة