U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

تطبيق قواعد النسخ-06

   

تطبيق قواعد النسخ

(6/9)

١٤- في الجهاد والقتال والغنائم

١٤أ- الآية الأولى: قال تعالى﴿ انفروا خفافا وثقالا ﴾(٤١-٩) قيل هذه الآية نسخت بقوله تعالى﴿ ليس على الضعفاء ... ﴾(٩١-٩) وقيل بقوله ﴿فانفروا ثبات أو انفروا جميعا ﴾(٧١-٤) وقيل الآية ﴿فانفروا ثبات﴾(٧١-٤) نسخت بقوله﴿ وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ﴾(١٢٢-٩)

تفسير: وقعت اختلافات في التفسير واختلافات في ما قيل أنه منسوخ. وليس بين هذه الآيات أي نسخ.  أنظر تفسيرها في فصل الجهاد والقتال ٨٥-١٥ذ

١٤ب- الآية الثانية: العدد < قيل الآية ﴿ إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين ﴾(٦٥-٨) نسخت بالتي تليها﴿ الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين ﴾ (٦٦-٨)

تفسير: هناك إشارة قرآنية إلى تبديل الحكم وهي " الآن" إضافة إلى أن الآيتين في القرآن إحداهما بجانب الأخرى مما يوحي بالنسخ لكنه في الحقيقة تخفيف وليس نسخا قاطعا عاما على الكل بحيث لا يمكن العمل بالمنسوخ. فالآية الثانية أبطلت فقط الفرض الجماعي الذي في الآية الأولى. أي من كان في استطاعته أن يعمل بالآية الأولى تطوعا فلا حرج عليه دون أن يلقي بنفسه إلى التهلكة أو أن يفرض ذلك على غيره. أنظر تفاصيل أخرى في فصل الجهاد والقتال ٨٥ - ١٥ب٢

١٤ت- الآية الثالثة: قال تعالى﴿ وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا﴾ (١٩٠-٢) قيل قوله﴿ ولا تعتدوا ﴾ نسخ بقوله﴿ وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة﴾(٣٦-٩) وبقوله أيضا﴿ فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ﴾(٥-٩)

تفسير: ليس بين الآيات نسخ. والتفسير في مجال القتال هو أن الله أمر بنشر الإسلام في الناس وتطبيق حكمه وشريعته فيهم ولو كره الكافرون وبقتال وقتل كل من يتصدى للدعوة الإسلامية وعدم الاعتداء على الذين لا يتعرضون لها. من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. ولا إكراه في الدين فيما يخص عبادة الفرد.

أما في الآية الأولى فأوجب الله على المسلمين قتال كل من قاتلهم. أما الذين لم يقاتلوهم فعليهم أن يبروهم ويقسطوا إليهم كما جاء في الآية (٨-٦٠)( أنظر فصل الجهاد ٨٥-١٤ث ). وفي الاعتداء يدخل أيضا ارتكاب المنهيات كقتل الصبيان والشيوخ والنساء وكل فساد في الأرض الذي كثيرا ما نراه في الحروب. أما الآية الثانية ﴿وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة ﴾ فتحث على اتحاد المسلمين كما يتحد الكافرون عليهم. أما الآية الثالثة ﴿فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ﴾(٥-٩) أي المشركين الذين يحاربون الإسلام. والآية لا تجوز قتل كل مشرك كيفما كان. فكل من لا يتصدى للإسلام ولا يحاربه ولا يفسد في الأرض فقد وجب دعوته إلى طريق الهدى ثم تركه وشأنه. وأيضا أن يترك كل من أعلن توبته بالصلاة والزكاة من الذين يحاربون الإسلام، وذلك قبل أن يقدر عليه المسلمون < أنظر فصل التوبة ٧٥-٥د

١٤ث- الآية الرابعة: ما سمي بآية السيف< قال تعالى﴿ فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ﴾(٥-٩) قيل هذه الآية نسخت ١٢٤ آية. والقائلون بذلك يجهلون خطر ما يزعمون فينسخون بأنفسهم المنهج القرآني الذي نزل تدريجيا حسب ظروف المؤمنين في مرحلة الوحي. وهو صالح لكل المسلمين في كل زمان ومكان. وهو الصراط المستقيم في مجال الجهاد. فآية السيف لم تنسخ أية آية وإنما تحث على قتل المشركين المعتدين. وهي آية مرحلية لا يمكن تطبيقها إلا إذا تقوت شوكة المسلمين. ولا يجوز قتل مشرك كيفما كان كما جاء توضيح ذلك في الفقرة السابقة ١٤ت.

١٤ث١-  قيل آية السيف نسخت كل آيات الصفح والإعراض عن المشركين والصبر على أذاهم وتركهم حتى حين في خوضهم وأعمالهم والانتظار معهم:

وهذا خطأ لأن هذه الآيات مرحلية فقط. والمنطق يقتضي أن تصبر على من آذاك حتى تقدر عليه. إن ذلك من عزم الأمور. حينها وجب عليك قتاله. أما الذي لا يعتدي عليك فلا يجوز قتله بل تدعوه إلى الإسلام وتتركه.

١٤ث٢- وقيل آية السيف نسخت آية﴿ لا إكراه في الدين ﴾(٢٥٦-٢) وآية ﴿أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ﴾(٩٩-١٠) وكل آية تشبهها كآية﴿ لكم دينكم ولي دين ﴾(٦-١٠٩) وكل الآيات التي تخير الناس والكافرين في قبولهم أو رفضهم للإسلام: وهذا خطأ. فآية السيف تحث على قتال المشركين والكافرين المعتدين أو الذين يتصدون للدعوة ويقفون حاجزا بين الإسلام والناس. أما على مستوى الفرد فكل له حق اختيار عقيدته. وقد خلقه الله على هذا الأساس ليختار بنفسه دينه ومنهج حياته. فطوبى لمن اختار الإسلام لأنه الدين الحق.

١٤ث٣- وقيل آية السيف نسخت كل الآيات التي تذكر النبي بحدوده في مجال العقيدة: ( أنظر هذه الآيات في فصل محمد ٣٩-٣٤)كقوله﴿ فما أرسلناك عليهم حفيظا ﴾﴿ وما أرسلناك عليهم وكيلا ﴾﴿ما على الرسول إلا البلاغ ﴾ ...الخ. وهذا خطأ. لقد أمر النبي بأن يبلغ الرسالة مهما كانت العقبات ويقاتل كل من يتصدى لهذا البلاغ. أما على مستوى الفرد فكل إنسان حر في اختيار دينه. فالرسول ليس حفيظا أو وكيلا عليه. فليس إذن بين الآيات أي نسخ.

١٤ث٤- وقيل آية السيف نسخت آية الجدال والدفع بالتي هي أحسن: وهذا خطأ أيضا. فالدعوة تكون بالليونة والجدال الحسن. والدفع بالتي هي أحسن هو من عزم الأمور ومن حكمة الأشياء. أما استعمال السيف فلا يكون إلا على المعتدي أو الذي يتصدى لنشر الإسلام وشريعته بين الناس.

١٤ث٥- وقيل آية السيف نسخت آية السلم﴿ وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله ﴾(٦١-٨):

وهذا خطأ. لقد علمنا أن مجال آية السيف هو قتال المشركين الكافرين المعتدين حتى يُقتلوا أو يعلنوا توبتهم بالصلاة والزكاة قبل أن يقدر عليهم المسلمون. وهي من أواخر ما نزل من القرآن والمسلمون إذ ذاك في مرحلة قوة عظيمة. وفي هذه المرحلة لا يقبل أي سلم من الكافرين إلا التوبة العلانية. أما المسلمون فلا يدعون المعتدين إلى السلم أبدا كما قال تعالى﴿ فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ﴾(٣٥-٤٧). أما إذا كان العدو خطيرا وأكثر قوة من المسلمين فيجوز قبول السلم منه إن هو طالب بذلك لقوله﴿ وإن جنحوا للسلم فاجنح لها ﴾. وهذه آية مرحلية فقط يستفيد منها المسلمون في أوائل دعوتهم وحروبهم في كل زمان ومكان. وقد عمل بها الرسول في صلح الحديبية. فلا نسخ بين هذه الآيات.

١٤ث٦- وقيل أيضا آية السيف نسخت الآية التالية﴿ لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة﴾(٢٨-٣): فآية السيف تطبق لما يكون المسلمون في موضع قوة. ورأينا مجالها في الفقرات السابقة. أما الآية الأخرى فتبين أن الولاية مع الكافرين محرمة إلا في ظروف قاهرة إذا كان هناك خطر فعلي على المؤمنين. وحتى في هذه الحالة لا يجوز أن تكون هذه الولاية شاملة وخالصة بل بالقدر الذي يتقي به المسلمون شر الكافرين. فهي ليست إلا مصانعة لضمان سلامة المسلمين حتى حين: فصل المؤمنون والكافرون ١٠٣ - ت١١

١٤ث٧- وقيل آية السيف نسخت الآية التالية﴿ ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه ﴾(١٩١-٢): وهذا خطأ. وآية السيف هي﴿ فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ﴾(٥-٩) والقائل بذلك لم ينتبه بأن ما زعم أنه منسوخ هو توضيح لما قبله واستثناء. قال تعالى﴿ واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه ﴾. والقتال في المسجد الحرام لا يجوز إلا في الدفاع عن النفس.

١٤ث٨- وقيل أيضا آية السيف نسخت الآية التالية﴿ فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم﴾(١٩٢-٢): ليس هناك أيضا نسخ. فإن انتهى الكافرون عن مقاتلة المؤمنين قبل أن يقدر عليهم المسلمون وجب تركهم. بل أكد الله هذه الآية بالتي تليها﴿ فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين ﴾(١٩٣-٢) أي الذين لا ينتهون والذين ينقضون عهد الانتهاء. وتتمة آية السيف نفسها﴿ ... فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم ﴾(٥-٩) تؤيد ترك المشركين المعتدين إذا أعلنوا توبتهم قبل أن يقدر عليهم المسلمون كما جاء في الفقرات السابقة.

١٤ث٩- وقيل آية السيف نسخت الآية التالية﴿ فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أتخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها﴾(٤-٤٧): وهذا خطأ لأن الذي قال بالنسخ لم ينتبه بأن آية السيف تحث هي أيضا على أخذ الأسرى بقوله﴿ فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم ﴾(٥-٩). ولا يعقل أن ينزل الله آية فيها ناسخ ومنسوخ في نفس الوقت. والمهم من آية السيف هو القضاء على المشركين المعتدين سواء بالقتل أم باعتقالهم.

١٤ث١٠- ولا داعي لسرد كل الآيات التي قيل منسوخة بآية السيف. فهي مفسرة في كتاب التصنيف والتفسير.

١٤ج- الآية الخامسة: في الأنفال والغنائم< قيل الآية﴿ يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول ﴾ (١-٨) نسخت بقوله﴿ واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل﴾(٤١-٨)

تفسير: ليس بين الآيتين نسخ. ووقع سوء فهم لمصطلح "الأنفال" واختلف في تفسيره. والاختلاف يدعو إلى عدم النسخ.

الأنفال مشتقة من النافلة وهي الزيادة. وهي هنا ما وهبه الله فضلا منه للمجاهدين مما غنموه لأن الغنائم في حد ذاتها ليست هي الغاية من القتال في سبيله سبحانه. وهي أيضا ما يعطى لبعض الغزاة زائدا على سهمهم من الغنيمة جزاء لهم على ما بذلوه من جهد أكثر من غيرهم. فجاء المسلمون عند رسول الله بعد غزوة بدر يسألونه عن الأنفال أي من له الحكم في تقسيم الغنائم.فنزل القرآن يخبر بأن الله هو من يقسمها وكذا الرسول . وأمر المسلمين بأن يصلحوا ذات بينهم في ما وقع بينهم من جدال حولها. ونزلت آية الخمس تبين تقسيما عاما من الله. ثم أمر النبي بأن يقسم تفاصيله بين جنده بما يراه مناسبا.


   





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة