U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

تطبيق قواعد النسخ-09

   

تطبيق قواعد النسخ

(9/9)

١٩- في مشيئة الله ومشيئة الإنسان

قيل الآيات﴿ فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر﴾(٢٩-١٨)﴿فمن شاء ذكره﴾(١٢-٨٠)﴿فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا﴾(١٩-٧٣)﴿لمن شاء منكم أن يستقيم﴾(٢٨-٨١) منسوخات بالآية﴿ وما تشاءون إلا أن يشاء الله ﴾ (٣٠-٧٦) وبالآية ﴿وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين ﴾(٢٩-٨١)

تفسير: ليس بين الآيات نسخ أولا لأنها إخبارية أي بدون أحكام. ثانيا لأن لا يمكن لآية أن تنسخ آيات ثبتها الله في القرآن بآيات مماثلة والتثبيت ينفي النسخ. ثالثا قليل من العلماء من يقر به.

أما التفسير فالآية التي قيل عنها ناسخة تبين أن مشيئة الله تسبق مشيئة خلقه في مجال الإيمان به. وليست للإنسان القدرة على أن يهتدي بنفسه إلى الإيمان والطريق المستقيم. فالله هو من يريد لعبد أن يهتدي لأنه توفرت فيه الشروط اﻷدنى ليقبل عنده. فطريقه محجوبة إلا على من شاء. والعبد حر في اختياره لكن إذا ظلم أبعده الله وإذا كان طيبا هداه.

٢٠- في الأرزاق والأجر الدنيوي 

قال تعالى﴿ من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون ﴾(١٥-١١) وقال أيضا﴿ ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها ﴾(١٤٥-٣) قيل هذا النوع من الآيات منسوخ بقوله﴿ من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ﴾(١٨-١٧)

تفسير: ليس بين الآيات نسخ لأنها إخبارية وقد ثبتها الله في القرآن والتثبيت ينفي النسخ. وقليل من العلماء من يقر به. أما التفسير فهو كالتالي: من أخذ بأسباب الدنيا أو أسباب الآخرة وصل إلى ما يسعى إليه أي إلى الأجر في الدنيا أو في الآخرة (أنظر فصل الحياة الدنيا ١٠٥-٢٠-٢١ ). والأجر متعلق بالأخذ بالأسباب كقوله ﴿ من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب ﴾(٢٠-٤٢) أي من أخذ بأسباب الدنيا ولا يريد إلا الدنيا وصل إلى مبتغاه وهو أجره على ما فعل. أما من فضل الأخذ بأسباب الآخرة فالله سيعطيه أجره على ذلك وسيزيد له في حرثه أي فوق أجره المتعلق بعمله.

أما الآية ﴿ من كان يريد العاجلة ﴾ أي من كان يريد عطاء الله في الدنيا بدون الأخذ بالأسباب فالله يخبره أن ذلك لا يتعلق إلا بمشيئته. ومن فضل الدنيا فليس له في الآخرة نصيب لأنه أخذ أجره.

٢١- في الاستطاعة

قال تعالى﴿ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ﴾(١٠٢-٣) وقال أيضا ﴿ وجاهدوا في الله حق جهاده ﴾ (٧٨-٢٢) قيل هاتان الآيتان نسخهما قوله﴿ فاتقوا الله ما استطعتم ﴾(١٦-٦٤)

تفسير: القول بالنسخ هنا غير معقول ! فإذا نسخت هذه الآيات فهذا يعني أنه لا يجب علينا أن نتقي الله حق تقاته. فالمطلوب من كل إنسان هو أن يتقي الله ما استطاع لأن لا يكلف الله نفسا إلا وسعها. أما تقوى الله حق تقاته فليست لها حدود وكل حسب استطاعته وهي كالعلم﴿ وفوق كل ذي علم عليم ﴾(٧٦-١٢). ومهما اتقيت الله فيوجد من هو أتقى منك. وعليك أن تتقيه أكثر فأكثر ويكون هدفك تقواه حق تقاته حسب استطاعتك. والمؤمن يظل يتقرب من ذلك شيئا فشيئا. وهذا هو الكمال في التقوى وجهاد النفس والمقصود من العبادة.

٢٢- في الحساب

قال تعالى﴿ وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ﴾(٢٨٤-٢) قيل هذه الآية منسوخة بقوله﴿ لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ﴾(٢٨٦-٢)

تفسير: لا نسخ بين الآيتين لأنهما إخباريتان. ثم لا يمكن نسخ صفة من صفات الله وهي صفة الحسيب﴿ إن الله كان على كل شيء حسيبا ﴾(٨٦-٤) سواء أبدينا الشيء أم أخفيناه. أما الآية الأولى فتتكلم عما تعمده القلب. والإبداء والإخفاء من الأمور التي نتعمدها وسنحاسب عليها كما جاء في القرآن ( أنظر فصل يوم الحساب ١١٤-٣٢ر٤ )

أما النسيان والخطأ دون قصد والخواطر فهذه الأمور خارجة عن إرادة البشر ولا يحاسبون عليها. وكذلك الأمور التي فوق طاقتهم سواء كانت مادية أم جسمية أم معنوية. لهذا قال تعالى﴿ لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ﴾(٢٨٦-٢). أي سيحاسبك الله على ما تطيق وتتعمد. ثم إن الحساب لا يعني العقاب. فهناك الحساب اليسير والحساب العسير. لذلك يقول الله في آخر الآية﴿ فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ﴾(٢٨٤-٢) 

٢٣- في المغفرة

قيل الآية﴿ وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم ﴾(٦-١٣) نسخها قوله﴿ إن الله لا يغفر أن يشرك به ﴾ (٤٨-٤)

تفسير: ليس بين الآيتين نسخ. والقول بذلك ناتج عن سوء فهم. وقيل الظلم هنا هو الشرك. إن الآية الأولى تذكر مغفرة الله للناس في الدنيا. أما الآية الثانية فعن عدم المغفرة للمشركين في الآخرة. فلو أراد الله أن يعجل العذاب في الدنيا بسبب ذنوب الناس لما ترك على الأرض من دابة. وبما أنه لا يفعل فتلك مغفرته للناس على ظلمهم. أما الآية ﴿ إن الله يغفر الذنوب جميعا ﴾(٥٣-٣٩) لا تتنافى مع الآية﴿ إن الله لا يغفر أن يشرك به ﴾ فالأولى تخبر بأن الله يغفر لمن تاب قبل احتضاره مهما كانت ذنوبه ولو كانت شركا. أما في الآية الثانية فالله لا يغفر أبدا لمن مات مشركا. فقد حرم عليه الجنة.


   





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة