U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

موسى-02

   

٢٦- موسى

(2/18)

١٠قصته بدأت عند إلقائه في اليم

وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنِ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (٧-٢٨)

أنظر تفاصيل في الفقرة ١٨ج (٣٩-٢٠). وأوحينا إلى أم موسى: كان هذا وحيا من الله ووعدا منه لأم موسى مضمونه أنه سيعاد إليها ولدها وسيكون من المرسلين. فربما كان وحيا في منام أيقنت به بأنه حق من عند الله. أو كان وحيا في يقظة غير وحي النبوة. فلم يوحى إليها بعده شيء آخر. فلا شك أن للوحي أشكالا عدة. وعلمت بأنه وحي فيه وعد الله لقوله تعالى: " فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ (١٣-٢٨) ". فمن الله على أم موسى بوحيه كما من به على مريم ابنة عمران. وهو ليس كوحي الأنبياء الذين يرسلون لدعوة الناس إلى عبادة الله وإنما خص مسائل محددة في حياتهما الشخصية. فعلمت أن ابنها الرضيع هذا سيكون منقذ بني إسرائيل المنتظر. أن أرضعيه: فلا شك أنها أرضعته حتى أصبح خطرا عليه أن يظل معها. فإذا خفت عليه: أي من الذبح. واستعمال " إذا " يبين أنها بالتأكيد ستخاف عليه. فقد أمر فرعون أن يذبح كل مولود جديد من بني إسرائيل ليحطم آمالهم في بعث من ينقذهم من العبودية لأنه أخبر بأن زمان ولادته قد تجلى وأنه سيدمر ملكه. اليم: البحر. وهو النيل هنا.

١١- تقصت أخته أخباره عن بعد

وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١٠-٢٨) وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (١١-٢٨)

وأصبح فؤاد أم موسى فارغا: أي أصبح فارغا مباشرة بعد إلقاء ابنها في اليم. فارغا: خاليا من كل شيء إلا من ذكر موسى ومصيره. لتبدي به: أي لتصيح به من كثرة الخوف عليه وهو في اليم فيعلم من سمعها أنه ابنها. ربطنا على قلبها: قويناه وثبتناه بالصبر. لتكون من المؤمنين: أي لتؤمن بوعد الله لها أن ابنها سيرد إليها. قصيه: اتبعي أثره لتعلمي خبره. وهذا لما ألقته في اليم. وبذلك علمت أن آل فرعون هم الذين التقطوه. فبصرت به: فأبصرته. عن جنب: أي متجنبة الأنظار أو عن بعد. وهم لا يشعرون: أي آل فرعون وقومه.

١٢- فآوى الطفل آل فرعون ولم يقتلوه

فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (٨-٢٨) وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (٩-٢٨) فالتقطه: عثروا عليه دون قصد فأخذوه وأخرجوه من اليم. آل فرعون: أهل بيته وأعوانه. وحزنا: أي مصدر حزن لهم. وهامان: وزير فرعون. خاطئين: أي بكفرهم بالله وتعذيبهم لبني إسرائيل. قرة عين: أي مصدر فرح يسر العين وتسكن وترضى. فقد ألقى الله عليه محبة منه منذ صغره. ولك: ولك يا فرعون. لا تقتلوه: كانوا يقتلون الذكور من بني إسرائيل ليبطلوا التنبؤ بظهور منجي بني إسرائيل. نتخذه ولدا: أي بالتبني. وهم لا يشعرون: أي لا يخطر ببالهم خطر هذا الرضيع عليهم.

١٣- وأعيد إلى أمه لإرضاعه  أنظر الفقرة ١٨ج (٤٠-٢٠)

وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (١٢-٢٨) من قبل: من قبل مجيء أخته وأمه. فلم يقبل إلا ثدي أمه. فقالت: أي أخت موسى. فحرم الله عليه كل المراضع فدخلت أخته هي الأخرى بيت فرعون لتدلهم على من ترضعه. يكفلونه: أي يتكلفون بإرضاعه وسائر شؤونه. وهم له ناصحون: أي سيقومون على حفظه وإرشاده.

فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (١٣-٢٨) تقر عينها: تسر وتهدأ. ولتعلم أن وعد الله حق: إشارة إلى ما أوحي إليها بأن ابنها سيرد إليها. ولكن أكثرهم لا يعلمون: أكثر آل فرعون كانوا لا يعلمون كيف تجري الأقدار. أو أكثر من سمع بوعد الله لا يعلمون بأنه حق.


   





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة