U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

موسى-14

   

٢٦- موسى

(14/18)

٦٤- معاقبة فرعون وقومه

٦٤أ- أغرقوا: فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ (٧٨-٢٠) وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى (٧٩-٢٠) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (٤٠-٢٨) فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا (١٠٣-١٧) وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (١٣٧-٧) ما غشيهم: أي ما الله عليم به من عظمة وارتفاع اليم الذي غشيهم. فنبذناهم: طرحناهم. يعرشون: أي يرفعون من البنيان والقصور.

٦٤ب- لأنهم كانوا كافرين: فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (١٣٦-٧) وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (٤١-٥٤) كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ (٤٢-٥٤) فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمُ أَجْمَعِينَ (٥٥-٤٣) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (١٣-٨٩) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (١٤-٨٩ فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا (٣٦-٢٥) وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (٤٥-٤٠) آل فرعون: أي فرعون وأهله. ويدخل هنا جنوده لأنهم معنيون أيضا بالنذر. النذر: أي ما أتى به موسى من إنذارات وآيات منذرة مخوفة من عذاب الله. فأخذناهم: أي أخذناهم بإهلاكهم. عزيز: أي غالب على كل شيء. مقتدر: قادر على كل شيء. فأغرقهم في اليم بقدرته. آسفونا: أغضبونا. فدمرناهم تدميرا: أي بالغرق. سوء العذاب: أي العذاب الذي يسوء.

٦٤ت- لأنهم كذبوا موسى وهارون: فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ (٤٨-٢٣) المهلكين: المهلكين غرقا في بحر القلزم.

٦٤ث- عوقبوا كالقرون الأولى: فصل العقاب في الدنيا ١٠٧ - ٢١ت٥ (١٠-٩-٦٩)

 كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (١١-٣) كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٥٢-٨)( أي ما أصاب المشركين يوم بدر سنة الله في معاقبة الكفار مثل ما جرى لآل فرعون والذين من قبلهم ) كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ (٥٤-٨)( وكرر الله هنا نفس المثال عن تصرفه تجاه عباده فيما يخص تغيير نعمه. فعاقب المشركين يوم بدر مثل ما عاقب به هؤلاء ) وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ (١٢-٣٨) ...... إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (١٤-٣٨)

كدأب: أي كعادة.

٦٤ج- لعصيانهم وفسادهم:

١- (...) كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (١٥-٧٣) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ (١٦-٧٣ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا (١٦- ٧٣) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (١٠-٨٩) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (١١-٨٩) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (١٢-٨٩) أنظر الفقرة ٢٠. وبيلا: أي شديدا ثقيلا. الذين طغوا ...: أي عاد وثمود وفرعون. طغوا: طغوا بالشرك وظلم العباد.

٢- فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى (٢٥-٧٩) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ (٤٠-٥١) نكال: أي بعقوبة. فنبذناهم: فطرحناهم. مليم: أي آت بما يلام عليه من الكفر والشرك والظلم والجرم.

٣- فرعون وقت غرقه: حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٩٠-١٠) ءَالْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (٩١-١٠) هذا كلام الله تجاه فرعون محجوب عنه لا يسمعه. أو أن ملك الموت الموكل به أبلغه الخبر.

٤- تنجية بدنه- وكان في ذلك آية: فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (٩٢-١٠) هذه تتمة كلام الله تجاه فرعون. ننجيك ببدنك: فألقى البحر بجسده ميتا. فلو ألقى به حيا لأصبح من المؤمنين لأنه آمن لما أدركه الغرق. وأدركه الغرق يعني غرق. لمن خلفك آية: أي الذين سيأتون بعدك ويرون جسدك الذي نجاه الله وحافظ عليه ليكون عبرة للناس. عن آياتنا لغافلون: ومنها آية تنجية بدن فرعون وغرق جنوده.  

٦٤ح- معاقبة قارون: إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (٧٦-٢٨) وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (٧٧-٢٨) قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (٧٨-٢٨)

من قوم موسى: أي بلا شك من سبطه من أسباط بني إسرائيل. فبغى عليهم: طغى عليهم بماله. بلا شك كان يتعاون على قومه مع رجال فرعون. وكان كافرا فجمعه الله في آياته مع فرعون وهامان وأهلكه قبل مغادرة بني إسرائيل مصر. مفاتحه لتنوأ بالعصبة أولي القوة: هذه المفاتح تثقل الجماعة من الأقوياء الذين يحملونها وتميل بهم. لا تفرح: لا تفرح فرح بطر واستعلاء لكثرة مالك. وابتغ فيما آتاك الله ......: أي استعمل ما آتاك الله من مال وقدرات لأجل الآخرة وخذ منه نصيبا لدنياك. وأحسن عملك وعبادتك وإلى خلق الله وفي الأمور كلها كما أحسن الله إليك. ولا تبغ الفساد في الأرض: أي لا تطلب الفساد وتسعى إليه. أوتيته على علم عندي: أي مالي نتيجة خبرتي في شؤون التجارة وإدارة المال. والعلم هنا ليس التوراة كما قيل لأنه كان غنيا ومات قبل نزولها. ثم إنه كان كافرا كما قال تعالى: إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب (٢٤-٤٠). القرون: وهي هنا الأجيال. ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون: أي لا يسألون عما فعلوا لأن الله هو الذي سينبئهم بذلك. وسيلقون أيضا كتب أعمالهم تخبرهم بما فعلوا وتذكرهم بما نسوا. ولكنهم سيسألون عن الذي دفعهم لارتكاب جرائمهم. وذلك موقف حرج أمام الله.

 فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (٧٩-٢٨) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (٨٠-٢٨) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ (٨١-٢٨) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخُسِفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (٨٢-٢٨) فخرج على قومه: أي بعد نصحهم له ومواعظهم. في زينته: في مظهر غناه وترفه. حظ: نصيب. ويقصدون به النصيب في الدنيا. الذين أوتوا العلم: أي الذين يعلمون علم اليقين بأمور الدين والدنيا. ويلكم: كلمة زجر تنهيهم عن هذا التمني ( يتمنون أن يكونوا مثل قارون في الغنى مع أنه كان من المفسدين ). ولا يلقاها: أي الدار الآخرة وهي المذكورة في آية قبل هذه أو الجنة التي هي ثواب الله. فخسفنا به وبداره الأرض: أي غار فيها وغاب وكذا داره وأمواله. فئة: جماعة. ... فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله: أي لم يجد أحدا من جماعته ينصره وقت خسفه دون الله. فعرف ذلك لما فات الأوان لأنه كان كافرا. وما كان من المنتصرين: فلم ينصر نفسه. فأصبحوا يعلمون ويعترفون بأن الله هو الرزاق. ويكأن: وي حرف تندم وتعجب. والكاف كاف الخطاب. كأنهم أصبحوا يقولون: احذروا وانتبهوا فإن الله يبسط الرزق ... احذروا فإنه لا يفلح الكافرون. يبسط: يوسع. ويقدر: يضيق.

٦٤خ- معاقبة فرعون وهامان وقارون: إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (٨-٢٨) وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ (٣٩-٢٩) فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٤٠-٢٩)

وما كانوا سابقين: ما كانوا ليعجزونا هربا أي ما كانوا فائتين من عذابنا. ومنهم من خسفنا به الأرض: أي جعلناه يغور ويغيب في الأرض. يظلمون: يظلمون بالشرك والأعمال السيئة.

الآية (٤٠-٢٩) تشير إلى أنواع من العذاب أصابت أقواما مختلفة. فالحاصب أرسل على عاد قوم هود المذكورين في الآية قبل السابقة. أرسل الله عليهم ريحا شديدة بلا شك فيها حصباء كالتي أرسلت على قوم لوط. والصيحة على قوم صالح. ومن الذين خسفت بهم الأرض قارون. ومن الذين أغرقوا فرعون وجنوده.

٦٤د- كان في معاقبتهم آية: ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (٦٦-٢٦) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (٦٧-٢٦) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٦٨-٢٦) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ (٥٦-٤٣) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (٢٦-٧٩) ثم أغرقنا الآخرين: أي بعد تنجية موسى ومن معه أجمعين. ذلك: أي تنجية موسى وقومه وإغراق فرعون وجنوده في نفس المكان والزمن. لآية: لعبرة. أكثرهم: أي أكثر الآخرين أي من قوم فرعون. أما المؤمنون من غير بني إسرائيل فكان منهم مؤمن آل فرعون وآسية امرأة فرعون والسحرة الذين سجدوا ومن كان في علم الله لا يعلمه إلا هو. وأيضا أكثر أهل مكة كما ذكر في أول السورة وأعيد في ختام كل قصة:" إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (٨-٢٦)." أي لم يؤمنوا مع رؤيتهم لهذه الآية أيضا. والله لا يعمم عليهم بالكفر ليخرج نسبة من هذه الحقيقة لعلها تؤمن. سلفا: سلفا لمن كان مثلهم في استحقاق العذاب. فقد كانوا من الأئمة المتقدمين في الكفر رغم ما شاهدوا من المعجزات والابتلاءات. ومثلا: مثلا نعظ به الآخرين. إن في ذلك لعبرة ...: أي لما أخذ الله فرعون بعذاب الدنيا والآخرة.

٦٤ذ- فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (٤٠-٢٨) وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (١٤-٢٧) ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (١٠٣-٧) الظالمين: الظالمين في المعتقد والأعمال. وجحدوا بها: أي جحدوا بالآيات المبصرة رغم تيقنهم من أنها من الله. وذلك ظلما للحق واستكبارا. عاقبة المفسدين: أهلكهم الله بالغرق لما تبعوا موسى وقومه في البحر يريدون الإمساك بهم. بعدهم: أي بعد الرسل المذكورين في الآية السابقة. فظلموا بها: أي كفروا بها وطغوا واعتدوا على من آمن بها. والكفر ظلم في حق الله.

٦٤ر- فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ (٢٩-٤٤) فما بكت عليهم السماء والأرض: بكاء السماء والأرض يدل على أن المادة تحس. أنظر تفاصيل عن ذلك في كتاب قصة الوجود. أما المعنى المجازي فهو أن الكون لا يحتاج إلى الكفار لأنهم يفسدون ولا يصلحون. وما كانوا منظرين: أي ما كانوا ممهلين مؤخرين بالهلاك إلى أجل آخر.

٦٤ز- وأتبعوا باللعنة: وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ (٩٩-١١).وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (٤٢-٢٨) هذه: أي الدنيا. بئس الرفد المرفود: أي بئس العطاء المعطى. ويقصد اللعنة. وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة: فهم منذ هلاكهم في أسفل سافلين في سجين يعرضون على النار غدوا وعشيا ويلعنهم كل من علم بقصتهم من المؤمنين. واللعنة هي الطرد من رحمة الله. 

٦٤س- الجحيم مصيرهم:

١- إنهم يعذبون قبل يوم القيامة: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (٤٦-٤٠) النار يعرضون عليها ...: وهي من سوء العذاب المذكور في الآية السابقة. فيتم نقلهم إليها غدوا وعشيا للعرض فقط أي ليروها وأرواحهم في أجواف طير سود. ويعذبون بما شاء الله إلا بالنار. فلا يصلوها حتى يأتي يوم الدين لقوله تعالى في آية أخرى عن كل الكفار:" إِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ - يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (١٤ – ١٥- ٨٢)". أنظر تفاصيل عن العذاب بعد الموت في كتاب قصة الوجود. غدوا: صباحا. أدخلوا: هذا أمر الله إلى الملائكة. آل فرعون: أي أهله وخدامه.

٢- سيقدم فرعون قومه: يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (٩٨-١١)

يقدم قومه: أي يتقدمهم يوم الحساب. فأوردهم النار: أي أدخلهم إليها وسيكون أولهم. وسيدخلون جهنم من أبوابها.

٣- لا نصير لهم: وَجَعَلْنَاهُمُ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ (٤١-٢٨)

أئمة: زعماء وقادة. يدعون إلى النار: يدعون أتباعهم في كفرهم وجرائمهم.


   





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة