U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

الكتاب الخالد والقدر-06

   

٣- الكتاب الخالد والقدر

(6/12)

    ١٥- الرحمة الإلهية مكتوبة أيضا

كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ (١٢-٦) وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ... (١٥٦-٧)

كتب على نفسه: ألزم نفسه بنفسه. الرحمة: وبها لا يعاقب من تاب وأصلح من بعد سوء بجهالة. وسعت كل شيء: أي تحيط بكل شيء. لا يخرج شيء عن إطار رحمته. لكن سيخص رحمته الأبدية ومغفرته للمتقين: "ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون " (١٥٦-٧) ....

أ- كما أن الجنة وعد من الله للمؤمنين : فصل الجنة ١١٧ -٧أ

ب- وأن كلمة الحسنى سبقت لهم : فصل الجنة ١١٧ ت١ (١٠١-٢١)

     ت- ميراث الأرض مكتوب في الكتاب الخالد:

وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (١٠٥-٢١) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ (١٠٦-٢١) الزبور: أصل الزبور كل كتاب غليظ الكتابة. وهو هنا اللوح المحفوظ الذي ربما غلظت كتابته لتعظيم شأنها. فهو من علم الله. والزبر بمعنى الكتب أو الصحف جاء في قوله تعالى " أم لكم براءة في الزبر " (٤٣-٥٤) " وكل شيء فعلوه في الزبر " (٥٢-٥٤) " وإنه لفي زبر الأولين " (١٩٦-٢٦)

من بعد الذكر: والذكر أيضا كتبه الله في الزبور المحفوظ. وسمي ذكرا لأن فيه ذكر كل شيء سيكون إلى يوم القيامة كما جاء في الصحيحين: " كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء ..." وكل ما ينزل منه هو أيضا ذكر. والمعنى هو أن بعد كتابة ذكر كل شيء كتب الله أن " الأرض يرثها عبادي الصالحون " كخلاصة رئيسية لوجود هذا الكون. الأرض: أرض الجنة. ويتعلق هنا بالميراث الأبدي الذي لا يزول عنه صاحبه ولا يفنى. وذلك بعد أن يطوي الله السماء كطي السجل للكتاب ويعيد الخلق كما جاء في الآية السابقة. الأرض يرثها: أي يأخذونها ويملكونها إلى الأبد. أما السلطان في أرض الدنيا فهو استخلاف فقط. وهو مؤقت كما جاء في آية أخرى: "وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم " (٥٥-٢٤).

أما زبور داوود فلا يمكن أن يختص وحده بهذا البلاغ العظيم. فقد أخبرت كل الكتب قبله وبعده وكل الأنبياء منذ آدم بأن الصالحين مصيرهم الجنة خالدين فيها. لقوم عابدين: أي كل من كان يعبد أو أراد أن يعبد فهذا بلاغ له: فليعبد الله لا شريك له وليكن من الصالحين كما أمر إن أراد الجنة.

     



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة