U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

مريم-03

   

٣٧- مريم

(3/3)

١٠- انتبذت من أهلها مكانا شرقيا

وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (١٦-١٩) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا (١٧-١٩) واذكر في الكتاب: أي اذكر للناس ذكر مريم في القرآن إذ انتبذت ... انتبذت: تباعدت وانفردت. من أهلها مكانا شرقيا: أي ابتعدت عن أهلها في اتجاه مشرق الشمس واتخذت مكانا هناك شرق بيت المقدس. فاتخذت من دونهم حجابا: أي اختفت عن أنظارهم بهذا الحجاب. حجابا: حجابا استترت به منهم وتوارت.

١١- مريم والروح المرسل

أ- كان هذا الروح مرسلا من الله:

إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ (١٧١-٤)

المعجزة في أمر عيسى عليه السلام لم تكن في روحه لأن الله خلق أرواح بني آدم كلهم بلا استثناء من روح آدم في أول الخلق ( أنظر كتاب قصة الوجود ١٩) ثم ينزل ملك لينفخ الروح في كل جنين في رحم أمه بل المعجزة كانت في خلق جسده دون أب. فخلق بكلمة الله "كن" التي حولت نفخة الروح المرسل إلى جنين. وبالتالي هذا الرسول الذي تمثل لمريم لم ينفخ روح عيسى لعدم وجود جنين بعد في رحمها بل نفخ روحا من أمر الله التي بها سيخلق جسم عيسى دون نطفة أب. أما روحه فنفخت حتى تكون الجنين. وكلمته: هي أمر الله " كن " دون الأخذ بالأسباب المعتادة التي تخلق بها الأجنة باختلاط نطفتي الأب والأم. وروح منه: أي نفخة الروح المرسل في مريم تحولت إلى روح لها القدرة على التكوين. وكل ذلك أتى من عند الله دون نطفة أب.

فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (١٧-١٩) روحنا: الروح هنا رسول الله كما جاء في آية أخرى: " قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ (١٩-١٩)". قيل هو جبريل والله أعلم.  والروح صنف مميز من الملائكة. فتمثل لها بشرا: أي ظهر في صورة بشر. سويا: أي مستوي الخلق أو التام الخلق.

ب- حديث مريم مع الروح بخصوص المعجزة: قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَانِ مِنْكَ إِنْ كُنتَ تَقِيًّا (١٨-١٩) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (١٩-١٩) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (٢٠-١٩) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (٢١-١٩) أعوذ: أستجير. بالرحمان منك: أي ليرحمني من شرك إن كنت تريد بي الشر. إن كنت تقيا: أي إن كنت تخشى الله فاتقه وابتعد عني لأني أستغيث به ليحميني منك. رسول ربك: أي ملك من الملائكة الرسل. لأهب لك: لأهب لك بأمر الله وقدرته. زكيا: طاهرا ( وهو عيسى عليه السلام ). ولم يمسسني بشر: أي بنكاح. قالت ذلك لأنها علمت أن هذا المرسل من الله ملك ولم يمسسها بشر من قبل. بغيا: زانية. قال كذلك: أي سيكون الأمر كما قال الله: ستنجبين بقدرة الله ولدا دون زوج ولا جماع. هين: أي أمر سهل بالنسبة لله. ولنجعله: أي الغلام وهو عيسى. آية للناس: أي معجزة ولادته ومعجزاته عليه السلام. ورحمة: ورحمة للناس يهتدون بإرشاده. أمرا مقضيا: مقدرا منتهيا مسطرا في اللوح المحفوظ. والأمر المقضي هو خلق عيسى دون أب وجعله نبيا.

ت- العذراء ونفخ الروح: وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا (٩١-٢١) وبتلك النفخة خلق جسد عيسى في بطن أمه بدون نطفة أب بل بكلمة من الله ( أي أمره:" كن" فيكون ) أحصنت فرجها: أي حفظته من الفاحشة ومن الزواج. فنفخنا فيها من روحنا: أنظر الفقرة ٨ب – والفقرة ١١أ.

١٢- ثم أعلمت  بتفاصيل عن المولود ومعجزاته

إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٤٥-٣) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (٤٦-٣) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٤٧-٣) إذ قالت الملائكة: هذه عودة إلى خطاب آخر من الملائكة لمريم بعد آية فاصلة موجهة للنبي وهذه المرة من جبريل عليه السلام. والجمع هنا للتغليب فقط. ثم هؤلاء الملائكة كانوا على علم بهذا الأمر وكان جبريل هو المنفذ المباشر. بكلمة منه: أي بأمر من الله " كن " يكون به الولد منك دون الأخذ بالأسباب المعتادة التي تخلق بها الأجنة أي باختلاط نطفتي الأب والأم. المسيح: هو الصديق والذي يسيح في الأرض ويمسح على كل ذي علة فيبرأ منها ويشفى بإذن الله. ابن مريم: أي نسبة إليها إذ لا أب له. وهذا يعني أن خلقه أخذ ما شاء الله من نطفتها. وجيها: أي ذا جاه وقدر وشرف. ويكلم الناس ...: أي يدعوهم إلى الله والإسلام. في المهد: أي مضجع الصبي في رضاعه. وكهلا: وهو عمر الرجل الذي اكتملت قوته. وذلك قبل الشيخوخة. وعند اقتراب الساعة سينزل وعمره ثلاث وثلاثون سنة. الصالحين: أي من أهل الجنة. قالت رب: وهنا وجهت مريم خطابها لله مباشرة. ولم يمسسني بشر: أي بنكاح أو غير نكاح. قال كذلك: فأجابها الله بالوحي أو بلسان جبريل. كذلك: أي كذلك سيكون الأمر. قضى أمرا: أي أراده أن يكون.

١٣- حمل مريم

فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (٢٢-١٩) فانتبذت: أي ابتعدت به وتنحت. مكانا قصيا: أي بعيدا عن أهلها.

١٤- الوضع ويأس مريم

فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نِسْيًا مَنْسِيًّا (٢٣-١٩) فأجاءها: أي جاء بها واضطرها. المخاض: أي وجع الولادة. إلى جذع النخلة: وذلك لتستند إليه. نسيا: أي شيئا حقيرا متروكا. منسيا: أي لا يتذكره أحد.

١٥- فواساها عيسى عليه السلام

فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (٢٤-١٩) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تَسَّاقَطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (٢٥-١٩) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَانِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا (٢٦-١٩) فناداها من تحتها: أي عيسى وهو يولد. فالضمير للمولود " فَحَمَلَتْهُ ". فقد كلمها قبل مجيئها إلى قومها كما تشير إلى ذلك الآية التالية: "فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (٢٩-١٩)". سريا: أي نهر ماء. لذلك قال لها: " فكلي واشربي ". وهزي إليك: أي حركي وجري إليك. رطبا: أي ما نضج من تمر النخل. جنيا: أي طاب وأصبح صالحا للاجتناء والقطف. وقري عينا: أي طيبي نفسا ولا تحزني. فقولي: فقولي بالإشارات. نذرت للرحمان صوما: النذر هو أن تلزم نفسك لله بأمر لم يكن واجبا عليك. والصوم هنا صوم عن الكلام أيضا. إنسيا: أي أحدا من البشر.

١٦- مريم أمام قومها

فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (٢٧-١٩) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (٢٨-١٩) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (٢٩-١٩) شيئا فريا: أي عظيما منكرا وهو هنا الولد دون الأب. يا أخت هارون: ربما لما أخبرتهم بالإشارة أنها صائمة شبهوها بهارون وهو رجل منهم قد يكون كثير الصوم والله أعلم. وروي عن الكلبي أن هارون أخ لها من أبيها. وقيل إنها من ذرية هارون أخي موسى من سبط لاوي. وقيل غير ذلك والله أعلم. بغيا: زانية. فأشارت إليه: أشارت إليه لأنه كلمها قبل ذلك وأمرها بألا تكلم أحدا. المهد: هو مضجع الصبي في رضاعه.

١٧- تتمة القصة في فصل عيسى ٣٨-٥

١٨- بنو إسرائيل تجاه مريم

وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (١٥٦-٤) بهتانا رغم تكلم عيسى صبيا صغيرا. وبكفرهم وقولهم: أي طبع الله على قلوبهم بكفرهم وأقوالهم أيضا.

١٩- مريم وعيسى عليهما السلام

أ- مقامهما: وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رُبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (٥٠-٢٣) وآويناهما: أي ألجأناهما للإقامة. ربوة: وهي مرتفع من الأرض. ذات قرار: أي مستوية للاستقرار وذات خصب. ومعين: أي ماء جار ظاهر. وبلا شك هناك شب عيسى عليه السلام بعد أن كانت مريم مضطرة إلى هجر قومها بعد اتهامهم لها بالزنا رغم رؤيتهم لمعجزة ابنها. واختلف في موقع هذه الربوة. هل كانت قرب بيت المقدس أم في بلد آخر.

ب- وطعامهما: ... كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (٧٥-٥) كانا يأكلان الطعام: أي كالبشر. لم يكونا إلهين كما يزعم المشركون. نبين لهم: أي للكافرين الذين يقولون أن الله ثالث ثلاثة أي مع عيسى وأمه.

ت- كانا آية للعالمين: وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ (٩١-٢١) وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً (٥٠-٢٣) وجعلناها: أي أم عيسى. للعالمين: أي لكل الخلق وخصوصا الجن والإنس. آية: ومن ذلك خلق عيسى دون أب من مريم العذراء الصديقة ومعجزاته الخارقة الواضحة.

٢٠- السورة رقم ١٩ تحمل اسم" مريم"


   





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة