U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

محمد-025

   

٣٩- محمد

(25/26)

٤٦- أحداث أخرى في حياة الرسول ﷺ 

٤٦أ- الأزواج اللاتي أحلهن الله له : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (٥٠-٣٣)

أجورهن: مهورهن. وما ملكت يمينك: أي من الكفار بالسبي. أفاء: رد. والفيء هو الذي أخذه المسلمون من عدوهم دون قتال. ويدخل هنا أيضا الهدايا من الإماء. اللاتي هاجرن معك: وهذا شرط. بخلاف من لم يهاجرن. وهبت نفسها: أي من غير صداق. خالصة لك من دون المؤمنين: أي هبة النساء أنفسهن دون صداق تجوز لك أيها النبي ولا تجوز للمؤمنين. وكذا ما أحللنا لك من أزواجك خالص لك من دون المؤمنين. قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم ...: أي لم ننس ما فرضنا عليهم في أزواجهم حتى أحللنا لك غير ما أحللنا عليهم. وما ملكت أيمانهم: أي من الإيماء. غفورا رحيما: غفورا للمؤمنين إن وقع في أنفسهم قبل هذه الآية خاطر تجاه التوسعة التي خصك الله بها في النكاح. رحيما بما فرض عليهم من الأزواج وبما وسع عليك.

٤٦ب- أعطاه الله حرية التصرف معهن: تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا (٥١-٣٣) ترجي من تشاء منهن: أي تؤخر من تشاء منهن عن نوبتها. وتؤوي إليك من تشاء: أي وتضم إليك من تشاء منهن فتأتيها. ومن ابتغيت ممن عزلت: أي ومن طلبت لإيوائها ممن سبق لك أن أرجأتها. ذلك: أي هذا الحق الذي أعطاك الله. أدنى أن تقر أعينهن: أي أقرب إلى أن تسكن أنفسهن وتقنع لأن ذلك من عند الله. بما آتيتهن كلهن: أي ترضى كل واحدة منهن بما تريد لها أنت. والله يعلم ما في قلوبكم: أي من أمر النساء والميل إلى بعضهن. وكذا ما في قلوب كل الخلق. عليما: عليما بك وبهن. حليما: أي يحلم ويغفر.

- وكان يعدل بين نسائه ثم يقول: » اللهم هذا فعلي فيما أملك فلا تلمني في ما لا أملك «( حديث )

٤٦ت- ولم يحل له النساء الأخريات من بعد: لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا (٥٢-٣٣) من بعد: أي غير التي أحللنا لك. ولا أن تبدل بهن من أزواج: أي لا يجوز له أن يطلق إحداهن لتبديلها بأخرى. إلا ما ملكت يمينك: أي من الإماء. أي لا يحل لك من النساء من بعد إلا الإماء. وكان الله على كل شيء رقيبا: ومن ذلك رقابته على أمور عباده ورسوله . وهذا الأمر جاء بعد أن نزلت آية الاختيار على أزواج النبي فاخترن الله ورسوله: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (٢٨-٣٣)

٤٦ث- قضية زيد ونكاح أزواج الأدعياء لما يقضون منهن وطرا: وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (٣٧-٣٣) للذي أنعم الله عليه: أي بالإسلام. وأنعمت عليه: أي بالعتق من الرق وبالرعاية ( وهو زيد بن حارثة ). أمسك عليك زوجك: أي لا تطلقها ( وهي زينب بنت جحش ). واتق الله: أي في زوجتك. وتخفي في نفسك: أي تخفي رغبتك في الزواج بها بعد أن طلقت لأنها مطلقة " ابنك ". ما الله مبديه: أي في القرآن للناس كافة. وتخشى الناس: أي في هذا الأمر يعني إن تزوجت مطلقة "ابنك " الذي تبنيته. والله أحق أن تخشاه: أي في كل أمر. قضى زيد منها وطرا: أي لم يبق له منها وطر. بمعنى أنهى كل حاجاته منها. يعني طلقها وانقضت عدتها ولم يبق بينهما أي شيء يمكن أن يربطهما. زوجناكها: قيل أن النبي دخل على زينب دون عقد. فزوجه الله بنفسه. وهذا خاص به (رواية الإمام جعفر). فكان سبحانه شهيدا على ذلك بل أنزله وتبثه في القرآن. أما المؤمنون فأجاز لهم أيضا نكاح مطلقات أدعيائهم لكن بعد عقدة النكاح. أدعيائهم: أي من تبنوهم لأنهم كانوا يدعون بأسماء متبنيهم. فجاء الإسلام فأمر أن يدعوا بأسماء آبائهم الأصليين. وكان أمر الله مفعولا: وهو تزويج زينب رضي الله عنها بالنبي ليرفع الحرج نهائيا عن المؤمنين في نكاح أزواج أدعيائهم.

٤٦ج- وصايا وتعاليم الله إلى نساء النبي :

٤٦ج١- لقد أعطين الاختيار بين هذه الحياة الفانية: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (٢٨-٣٣) إن كنتن تردن الحياة الدنيا: أي إن كنتن لا تصبرن على ما عند النبي من ضيق الحال. أمتعكن: أي متعة الطلاق. وأسرحكن: أطلقكن. سراحا جميلا: أي من غير ضرار.

٤٦ج٢- وبين أجر الآخرة: وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (٢٩-٣٣)

أجر مضاعف: وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (٣١-٣٣) يقنت: يطع. أجرها مرتين: أي أجر إيمانها وأجر التزامها بواجباتها كزوجة نبي. رزقا كريما: أي حسنا من كرم الله وهو الجنة.

٤٦ج٣- وحذرهن الله من عذاب مضاعف إن أتين بفاحشة: يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (٣٠-٣٣)

بفاحشة: أي بذنب قبيح. مبينة: أي ظاهرة. يضاعف لها العذاب ضعفين: أي بسبب الفاحشة التي أتت بها ولكونها زوجة نبي. وكان ذلك على الله يسيرا: أي لا يمنعه كونكن زوجات أعظم نبي أن يضاعف لكن العذاب.

٤٦ج٤- لأنهن لسن كسائر النساء: يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ (٣٢-٣٣) كأحد من النساء: أي في الشرف والمنزلة.

٤٦ج٥- عليهن أن يقلن قولا معروفا: فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (٣٢-٣٣) فلا تخضعن بالقول: أي لا تلن القول للرجال. فيطمع الذي ...: أي فيظن أن ذلك يفتح له الطريق إلى عدم الحياء. مرض: وهو هنا ميل إلى الغزل والفجور. قولا معروفا: أي مضمونه الذي لا يتجاوز حدود المعروف المتداول بأدب.

٤٦ج٦- وأن يلتزمن ببيوتهن:

وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى (٣٣-٣٣) وقرن في بيوتكن: أي الزمن بيوتكن ولا تخرجن لغير حاجة. ولا تبرجن: لا تظهرن محاسنكن ومفاتنكن. ومن التبرج أيضا الخروج لغير حاجة شرعية أي قرن في بيوتكن. الجاهلية: هي عصر الجهل بالدين الحق والشرك. الأولى: أي التي ليس قبلها علم. فهي الجاهلية التي تجهل كل شيء عن أمور الدين الإسلامي. وبالتالي الجاهلية الأولى في أي بلد هي التي تكون قبل ظهور الإسلام فيه.

٤٦ج٧- وبتعاليم الإسلام: وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ (٣٣-٣٣).وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (٣٤-٣٣)

والحكمة: وهي هنا المعرفة بأحكام وتفاصيل الدين. أي ما يجب أن نفعل وما لا يجوز فعله. وهي السنة وحديث رسول الله . لطيفا خبيرا: ومن ذلك لطفه بأهل بيت رسول الله وخبرته بما ينفعهم وينفع بهم.

٤٦ج٨- وأن يلبسن ثياب العفة والتقوى: فصل الزنا ٩٥-٣ب٢

٤٦ج٩- كان بالإمكان للأشخاص التاليين أن يكلموهن ويروهن دون حجاب مرفوع بينهن وبينهم: لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (٥٥-٣٣) لا جناح: لا إثم ولا حرج. أي في عدم وجود الحجاب المذكور في الآية قبل السابقة والذي فرض بينهن وبين سائر المسلمين الآخرين. نسائهن: أي من تخدمهن وصديقاتهن ومن تعاشرهن من المسلمات. ما ملكت أيمانهن: أي من الإيماء والعبيد. شهيدا: ومن ذلك شهيد على ما تفعلن.

٤٦ج١٠- يريد الله أن يطهرهن: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (٣٣-٣٣) الرجس: أي الذنب أو الإثم الذي يلوث صاحبه. أهل البيت: أهل بيت رسول الله . ومنهم نساؤه. ويطهركم: أي من الذنوب ومن كل ما يمكن أن يؤذيكم.

٤٦ح- تصرف المؤمنين تجاه أزواج النبي :

١- هن أمهاتهم: وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ (٦-٣٣) هذا تعظيم لهن بأن جعلهن الله أمهات لكل مؤمن. وعليه احترامهن كما تحترم الأم. وحرم على المؤمنين نكاحهن بعد رسول الله .

٢- عليهم أن يسألوهن من وراء حجاب: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ (٥٣-٣٣) متاعا: أي حاجة ينتفع بها. أطهر لقلوبكم: أي لكيلا تصابوا بخواطر في قلوبكم تجاههن.

٣- وألا ينكحوهن من بعده : وَمَا كَانَ لَكُمُ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا (٥٣-٣٣) عظيما: أي إثما كبيرا.

٤٦خ- لقد اتُهمت إحدى زوجاته ظلما ببهتان عظيم:

١- فنزل الوحي مبشرا بعقاب الذين افتروا ذلك البهتان: إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسِبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (١١-٢٤) بالإفك: بالكذب ( على عائشة رضي الله عنها ). عصبة: جماعة. لا تحسبوه: أي الإفك. لا تحسبوه شرا لكم: ظن المؤمنون أن هذا الإفك سيخلق فتنة تسيء جماعتهم لأن الأمر يتعلق بزوجة الرسول . بل هو خير لكم: خير إذ كان سببا لنزول براءة أم المؤمنين وفضح المنافقين وهدم مكرهم أمام الكل وتعليم المسلمين الثقة في بعضهم البعض ... والذي تولى كبره: أي أتى بمعظم الإفك وعمل متعمدا على إشاعته. قال الأكثرون إنه عبد الله بن أبي بن سلول كبير المنافقين.

٢- ووبخ الله المؤمنين لأنهم لم يواجهوا هذا البهتان كما يجب: لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (١٢-٢٤) لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُوْلَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (١٣-٢٤) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (١٤-٢٤) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسِبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (١٥-٢٤) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (١٦-٢٤) يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٧-٢٤) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (١٨-٢٤) لولا إذ سمعتموه: أي الخبر الذي هو إفك. ... ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا: أي لولا أحسنوا الظن بإخوانهم المؤمنين. كان عليهم أن لا يصدقوا الخبر وأن يظنوا أن المؤمنين لا يفعلون تلك الأشياء. إفك: كذب. مبين: واضح بأنه كذب. لولا جاءوا: والمقصودون هنا أهل الإفك. عليه: أي على الإفك. بأربعة شهداء: أي لماذا يروجون الخبر ولا يأتون بأربعة شهداء عليه أمام الناس ليكونوا مسؤولين عن شهادتهم ؟ فأولئك عند الله هم الكاذبون: أي بما أن لا شهيد لديهم ولا أحد منهم يستطيع أن يواجه الأمر صراحة فأولئك عند الحق هم الكاذبون. فهم يتهمون الناس دون بينة وهي الشهود هنا. ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا: فضل الله في الدنيا هو أن أمهلكم لتتوبوا. والآخرة: ورحمته في الآخرة هي أن غفر لكم ذلك. أفضتم فيه: أي خضتم وبالغتم في حديث الإفك. تلقونه بألسنتكم: أي يروي الإفك بعضكم عن بعض. وتحسبونه هينا: أي يسيرا لا إثم فيه. عظيم: أي إثمه كبير. سبحانك: أي ننزهك يا ألله أن يقع هذا من زوج نبيك. بهتان: هو رمي الناس بما ليس فيهم. لمثله: أي لمثل هذا البهتان.

وقال تعالى أيضا : الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٢٦-٢٤) الخبيثات للخبيثين: أي النساء الخبيثات في أقوالهن وأفعالهن لا ينسجمن في العشرة إلا مع أمثالهن من الخبيثين. ونفس الشيء بالنسبة للطيبين والطيبات. وهذه دعوة إلى الطيبين أن يختاروا زوجات طيبات لهم وأن تختار الطيبات أزواجا طيبين لهن. أولئك: أي الطيبون والطيبات. مما يقولون: أي مما اتهموا به. ورزق كريم: أي حسن وهو الجنة.

٤٦د- حرم على نفسه جارية ليرضي أزواجه:

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١-٦٦) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (٢-٦٦) وقوله " أحل الله لك " يدل على ما أحل له من النساء. ولو كان الأمر يتعلق بالعسل كما قيل لربما نزلت الآية على الشكل التالي مثلا " لم تحرم ما أحل الله " أي لكل الناس. فقد حلف النبي أن لا يطأ أم إبراهيم. وذلك بعد ما أصابها في بيت بعض نسائه كما قيل والله أعلم. غفور رحيم: غفور لك في كل الأحوال. رحيم بك. قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم: أي كفارتها كما جاء في سورة المائدة: "فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمُ أَوْ كِسْوَتُهُمُ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمُ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٨٩-٥)". مولاكم: متولي أموركم. العليم الحكيم: العليم بما يصلح لكم الحكيم في ما يشرع.

السورة رقم ٦٦ تحمل اسم" التحريم "

٤٦ذ- وأخبره الله عن تصرف بعض أزواجه لما نبأت بما أسر لها: وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِي الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (٣-٦٦) بعض أزواجه: قيل حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. حديثا: قيل تحريم النبي مارية على نفسه وأن أبا عائشة وأبا حفصة سيكونان خليفتيه على أمته من بعده والله أعلم. نبأت به: قيل أن حفصة نبأت به عائشة رضي الله عنهما. وأظهره الله عليه: أي كان الله معينا للنبي فأطلعه على كل ما نبأت به حفصة. عرف بعضه: أي لحفصة. فأخبرها بأنها أفشت بعض سره. وأعرض عن بعض: أي لم يتهمها بأنها أفشت كل ذلك السر مع أنها فعلت تكرما منه. فلما نبأها به: أي أخبر حفصة بأنها أفشت السر. والضمير لبعض السر الذي عرفه لها. قالت من أنبأك هذا: أي من أخبرك بأني نبأت به.

٤٦ر- ثم نزل مباشرة لوم إلهي لحفصة وعائشة: إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (٤-٦٦) عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (٥-٦٦) إن تتوبا إلى الله ...: الخطاب لعائشة وحفصة رضي الله عنهما. والتوبة هنا مما صدر منهما من المظاهرة أو السرور بتحريم الرسول مارية عليه. صغت قلوبكما: أي مالت عن الحق أو مالت إليه إن هما تابتا. وإن تظاهرا عليه: أي إن تتعاونا عليه بما يسوؤه. وجبريل: فهو من أخبر النبي بأمر الله بما فعلت حفصة. وصالح المؤمنين: هما أبو بكر وعمر أبوا عائشة وحفصة لأنهما المعنيان في هذه القضية. أما في القضايا الأخرى فصالح المؤمنين يدخل فيه كل المؤمنين المخلصين المعنيين بها. بعد ذلك: أي بعد نصرة الله. فالله هو مولاه. أما جبريل وصالح المؤمنين والملائكة فكلهم بعد ذلك ظهير. ظهير: أي أعوان له. قانتات: مطيعات لله. سائحات: صائمات أو مهاجرات أو ذاهبات في إطاعة الله. ثيبات: سبق لهن أن تزوجن.

٤٦ز- محمد وتشكي امرأة من زوجها: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (١-٥٨) التي تجادلك: قيل اسمها خولة بنت ثعلبة. وزوجها هو ابن عمها أوس بن الصامت أخو عبادة بن الصامت. وجدالها للنبي حين كان يقول لها أنها حرمت على زوجها هو قولها بأنه لم يلفظ بكلمة الطلاق. زوجها: زوجها المظاهر منها لما قال لها: أنت علي كظهر أمي. وتشتكي إلى الله: أي مصيبة الفراق من زوجها. سميع بصير: وسمع سبحانه تحاور خولة مع النبي وسمع كلام زوجها. وبصير بكل شيء.  ثم نزلت كفارة الظهار: أنظر فصل كفارة السيئات ٨٧- ٤

السورة رقم ٥٨ تحمل اسم" المجادلة"

أنظر في هذا المجال الذين يعتبرون زوجاتهم محرمات عليهم كأمهاتهم: فصل كفارة السيئات ٨٧-٤ (٢إلى٤-٥٨)

٤٦س- قصة الأعمى واجتهاد الرسول : عَبَسَ وَتَوَلَّى (١-٨٠) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (٢-٨٠) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (٣-٨٠) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (٤-٨٠) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (٥-٨٠) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (٦-٨٠) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (٧-٨٠) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (٨-٨٠) وَهُوَ يَخْشَى (٩-٨٠) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (١٠-٨٠) كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (١١-٨٠) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (١٢-٨٠) عبس: كلح وجهه. وتولى: أعرض بوجهه. يزكى: أي يتطهر من الذنوب ودنس الجهل. يذكر: يتعظ. الذكرى: العظة. استغنى: أي عن هديك بغنى ماله. قيل هو الوليد بن المغيرة المخزومي. وقيل العباس وقيل غيرهما. فأنت له تصدى: أي تتعرض له لتحدثه. وما عليك ألا يزكى: أي وليس عليك شيء إن لم يؤمن ويتطهر من ذنوبه. جاءك يسعى: أي مسرعا. يخشى: أي يخشى الله. فأنت عنه تلهى: أي تتشاغل. كلا: أي لا تفعل مثل ذلك. تتصدى لمن استغنى وتتلهى عمن يريد الذكرى. إنها تذكرة: أي الذكرى المذكورة. فمن شاء ذكره: أي القرآن الذي فيه التذكرة. هذا كقوله تعالى: " كلا إنه تذكرة  (٥٤-٧٤) فمن شاء ذكره (٥٥-٧٤) أنظر التتمة في فصل القرآن ٩- ٧ج. فمن شاء فعلا أن يذكر الله فليقرأ كلامه في صحف يكرمها ويعظمها ويضعها في أشرف مكان عنده ويستصغر نفسه بحضرتها. وأن تكون مطهرة من كل باطل وأخطاء ودنس ومن كل زيادة أو نقصان.

السورة رقم ٨٠ تحمل اسم" الأعمى " ( وهو ابن مكثوم )

ما جاء في هذه الآيات ليس فيه عتاب للنبي بالمفهوم المعروف. فهو لم يخالف أبدا أمرا من أوامر الله ولم يقم بمعصية أبدا. كان يختار ما يراه صوابا كما اختار بمشورة أصحابه أخذ الأسرى في بدر. فلا أحد يعلم يقينا الصواب في ذلك لأن الصواب هو ما يريده الله العليم بكل شيء. ونزلت الآيات في أسرى بدر وفي قصة الأعمى وفي غيرهما تصحح اجتهادات الرسول . فلما عبس عبس لأجل الدعوة إذ كان منشغلا بدعوة إنسان إلى الإسلام. وعبسه إذن ليس ناتجا عن سوء خلق. لقد كان ذا خلق عظيم، حريصا على المؤمنين رؤوفا ورحيما بهم بشهادة الله نفسه. إن مثل هذه الآيات تبين رقابة الله على رسوله وتؤكد وجوب اتباع كل ما جاء به من وحي واجتهاد.

٤٦ش- لم يكن محمد أبا أحد من رجال قومه: مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ (٤٠-٣٣) هذا رد على من ظن أن النبي يحرم عليه التزوج من مطلقة دعيه زيد بن حارثة. أما أولاده الذكور من صلبه فماتوا وهم صبيان.


   





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة