U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

القرآن-03

   


٩- القرآن

(3/22)

٧- وحي القرآن

٧أ- نزل القرآن من عند الله : فقرة ١١ج

٧أ١- وهو كتاب الله : إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ (٢٩-٣٥)   

عليم به : وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ (١٠١-١٦) أنظر الفقرة ٩

٧أ٢- إنه وحي : إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (٤-٥٣)

وليس بقول شاعر ولا كاهن ولا شيطان : فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (٣٨-٦٩) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (٣٩-٦٩) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (٤٠-٦٩) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (٤١-٦٩) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَّكَّرُونَ (٤٢-٦٩) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (٢٥-٨١) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (٢٦-٨١) وما لا تبصرون: أي الملائكة والأرواح والجن ... الخ. رسول كريم: ذي الأخلاق الكريمة أو مكرم عند الله. وهو محمد لأن الله رد أيضا بأنه ليس بشاعر ولا كاهن. قليلا ما تؤمنون - قليلا ما تذكرون: أي لا تؤمنون بكل ما جاء في القرآن فتظلون على شرككم وجهلكم وقليلا ما تتفكرون في آياته. والله لا يعمم ليخرج نسبة منهم لعلها تؤمن. كاهن: هو الذي يخبر عن الغيب دون وحي من الله. وما هو: معطوف على: " إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (١٩-٨١) " وهو القرآن. فأين تذهبون: إلى أين ستذهبون لتجدوا هدايتكم إن أعرضتم عن القرآن والحق الذي جاء به بعد ادعائكم أنه قول مجنون أو شيطان ... وأنتم تعلمون أنه ليس كذلك ؟

تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٤٣-٦٩) فصل الله يوحي ١(٣٧) ٤-٥

وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ (٣٧-١٠) اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ (١٧-٤٢) وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا (١١٤-٦) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ ... (٩-١٥) مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى (١١١-١٢) مفصلا: مبينا بالتفاصيل اللازمة. ضد مجمل. الذكر: ما يذكر به الله ودينه. يفترى: أي من فكر إنسان وتخيلاته.

تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (٥-٣٦) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (١-٣٩) تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (٢-٤٠) تَنزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٢-٤١) تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (٤٢-٤١) تَنزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى (٤-٢٠) قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (٦-٢٥) تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٤٣-٦٩) لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٣٧-١٠)

تنزيل: أي القرآن الحكيم. العزيز الرحيم: العزيز هو الغالب على كل شيء. فعليكم تقوى عذابه. الرحيم: فعليكم رجاء مغفرته ورحمته. العزيز الحكيم: العزيز ذو العزة والغلبة على كل شيء. وبالتالي عليكم أن تخشوه باتباع ما أنزل في كتابه. الحكيم في تدبير شؤون كل شيء. وبالتالي عليكم بالاعتقاد أن كل القرآن علم وحكمة. العليم: العليم بكل شيء. وبالتالي عليكم بالاعتقاد أن كل القرآن علم بالحق. تنزيل: أي تنزيل القرآن. الرحمان الرحيم: الرحمان هو منبع كل رحمة. يرحم ويجعل الرحمة بين خلقه. فلولاه لما رحم أحد أحدا. الرحيم الذي يرحم خلقه. حكيم حميد: حكيم في كل أفعاله حميد محمود على صفاته. وفي السياق محمود على تنزيل القرآن الحكيم. السر: ما يسره الخلق لبعضهم البعض. ويدخل في ذلك أسرار السماوات والأرض وما خفي فيهما. بالتالي فهو يحيط بكم علما وبأسراركم وبما في صدوركم. غفورا رحيما: يغفر الذنوب ويرحم عباده. فاتبعوا ما نزل على عبده !

٧أ٤- يذكر الله النبي بذلك : وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (٦-٢٧) قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ (١٦-١٠) حكيم عليم: عليم بأحوال عباده وما يصلح لهم حكيم في تشريعه وأوامره ونواهيه. وعليم بما سيقص عليك من قصة موسى. أدراكم: أعلمكم.

٧أ٥- الله هو الذي علم القرآن: فصل الله يُعلم ١(٣٨)

الرَّحْمَنُ (١-٥٥) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (٢-٥٥) القرآن: المقروء من كلام الله.

٧ب- لقد نزل القرآن حقيقة : وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا (١٠٦-١٧)( وأنزل أولا من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ).

٧ت- مصدره أم الكتاب: ( ناسخه ومنسوخه )

٧ت١- فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (٧٥-٥٦) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (٧٦-٥٦) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (٧٧-٥٦) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (٧٨-٥٦) فلا أقسم: أي كأنني لا أحتاج أن أقسم. وقولي هذا أكثر من قسم. أنظر تفسير هذه الآية في الفقرة ٢٦

٧ت٢- مكانته في أم الكتاب : وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (٤-٤٣) يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثَبتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (٣٩-١٣) أم الكتاب: مصدر كتب الله التي تنزل على الخلائق. وهو في اللوح المحفوظ. لعلي حكيم: فهو في أم الكتاب عند الله أعلى الكتب التي نزلت على البشر. وبالتالي يهيمن عليها وناسخ لكثير من أحكامها. حكيم: أي كله حكم.

٧ث- الله والملائكة شاهدون : لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (١٦٦-٤) أنزله بعلمه: أي ما أنزل الله فيه علمه. وسبحانه يشهد بذلك.

٧ج- السفرة الكرام البررة :

فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (١٣-٨٠) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (١٤-٨٠) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (١٥-٨٠) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (١٦-٨٠) صُحُفًا مُطَهَّرَةً (٢-٩٨) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (٣-٩٨) في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة: هذا رد على ما جاء في الآيات السابقة. أي يا أيها النبي لا تتصدى لمن استغنى. فمن شاء فعلا أن يذكر الله فليقرأ كلامه في صحف يكرمها ويعظمها ويضعها في أشرف مكان عنده ويستصغر نفسه بحضرتها. وأن تكون مطهرة من كل باطل وأخطاء ودنس ومن كل زيادة أو نقصان. مطهرة بأيدي سفرة: أي الكتبة البررة هم الذين يطهرونها من كل ذلك. فليأخذها إذن من عند هؤلاء ذوي الأخلاق الكريمة والصادقين لله الذين لا يحرفون كلامه ويكتبونه طبقا للأصل. وهم كتبة النبي في زمانه وكل من تبعهم على نهجهم إلى يوم الدين. والآية أوحت بكتابة القرآن في صحف وليس فقط حفظه في الصدور. مكرمة: رفيعة القدر. مرفوعة: أي في أشرف مكان ومرفوعة الشأن والقدر بمعنى التعظيم. مطهرة: أي من كل دنس ومن كل باطل. سفرة: كتبة. كرام: ذوي الأخلاق الكريمة الحسنة. بررة: مطيعين لله صادقين له. كتب: أي ما كتب في الصحف من آيات وأحكام. قيمة: مستقيمة عادلة محكمة.

وقيل أن هذه الآيات تعني الملائكة مع أن الذي نزل بالقرآن هو جبريل عليه السلام وحده. فأنزله الله جملة واحدة من عنده إلى بيت العزة في السماء الدنيا ثم نزل به جبريل على النبي . وفي الصحيح الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة. أي سيكون مع هذا الصنف من الناس في الجنة والله أعلم. ولا شك أنها مرتبة عظيمة عند الله. أما ملائكة السماوات السبع فسيكونون في أطراف الجنة بينما الناس سيكونون في وسطها. أنظر تفاصيل عن ذلك في كتاب قصة الوجود.

٧ح- وتم تبليغ القرآن كما يجب : وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٥١-٢٨) وصلنا لهم القول: أتبعناه متواصلا بعضه بعضا ليكون أقرب إلى التذكر. القول: القرآن الذي هو كلامنا. يتذكرون: يتعظون.

٧خ- جبريل هو من نزل به على محمد : فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (١٥-٨١) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (١٦-٨١) وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (١٧-٨١) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (١٨-٨١) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (١٩-٨١)( الرسول هنا جبريل ) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (٢٠-٨١) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ (١٠٢-١٦) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣-٢٦) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (١٩٤-٢٦) قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ (٩٧-٢) فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (٣٨-٦٩) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (٣٩-٦٩) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (٤٠-٦٩)

(والرسول هنا هو محمد )

عسعس: أدبر. وهذا المعنى أقرب إلى السياق من أقبل. تنفس: أي أقبل وامتد ضوؤه حتى صار نهارا جليا. مكين: ذي منزلة ومكانة. نزل به: أي من السماء. الروح الأمين: فجبريل عليه السلام ملك رسول وروح من المقربين. أعظم ملائكة الدنيا. والروح صنف مميز من الملائكة. أنظر تفاصيل عن ذلك في كتاب قصة الوجود. الأمين: أي على الوحي وعلى أوامر الله. على قلبك: أي نزل جبريل القرآن على قلب النبي فصار حافظا له وعالما به وبمعانيه. المنذرين: المخوفين من عذاب الله. من كان عدوا لجبريل: أي كاليهود (  أنظر فصل الملائكة ٢-٢٤ز ). فإنه نزله على قلبك بإذن الله: أي جبريل نزل القرآن على قلبك بإذن الله. وما لا تبصرون: أي الملائكة والأرواح والجن ... الخ.

٧د- وأنزل في شهر رمضان :

شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ (١٨٥-٢)

نزل في رمضان جملة واحدة من عند الله إلى بيت العزة في السماء الدنيا.

وفي ليلة القدر :

إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١-٩٧) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (٢-٤٤) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (٣-٤٤) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (٤-٤٤) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (٥-٤٤) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦-٤٤) فصل ما يباركه الله في القرآن ٤١-١

أنزلناه: أي القرآن المعلوم بتنزيله. ليلة القدر: ليلة لها قدرها وشرفها وفضلها على سائر الليالي. وفيها تفرق المقادير من اللوح المحفوظ. وأنزل القرآن جملة واحدة إلى بيت العزة في السماء الدنيا ثم نزل به جبريل عليه السلام بحسب الوقائع على النبي في ثلاث وعشرين سنة. والكتاب المبين: أي المظهر للحق والهدى. أقسم الله بالقرآن الواضح بأدلته. أنزلناه: أي الكتاب المبين الذي هو القرآن. ليلة مباركة: مباركة لأن ثواب قيامها عظيم فيه خير كثير. إنا كنا منذرين: أي مخوفين من عذابنا. يعني في القرآن إنذار. ولقد أرسل الله رسلا باستمرار لإنذار الناس: فصل الرسل ١٠-٢يفرق: أي من اللوح المحفوظ. حكيم: كل أوامر الله حكيمة. إنا كنا مرسلين: أي مرسلي الملائكة بأمرنا الذي فرق وبالقرآن. رحمة من ربك: أي رحمة بتنزيل القرآن في تلك الليلة. السميع العليم: السميع لكل مسموع ومنه هنا أقوال الناس وأدعيتهم. العليم بهم وبأعمالهم ومعتقداتهم.

٧ذ- أوحي بلسان عربي: وهذا تشريف إلهي لهذه اللغة. وهي لغة أهل الجنة.

٧ذ١- وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (١٠٣-١٦) وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا (١١٣-٢٠) وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاق ٍ(٣٧-١٣) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (١٩٥-٢٦) عربي مبين: أي في كامل التوافق مع كل قواعد اللغة العربية. وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا: أي أنزلناه بما يتضمن وبما قيل في الآيات السابقة بلسان عربي. وكذلك أنزلناه: أي أنزلناه موافقا لما تنبأت به الكتب قبله وناهيا عن كل شرك بالله كما أشارت إلى ذلك الآية السابقة. وأنزلنا ذلك بلسان عربي. حكما: حكما يفصل في كل شيء. عربيا: أي بلسان العرب. ولي: ناصر أو من يتولى أمر الحماية وغيرها. واق: من يقي ويدفع عنك العذاب.

٧ذ٢- ويسره الله بهذا اللسان: فقرة ١٠

فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا (٩٧-١٩) فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٥٨-٤٤) يسرناه: سهلناه. والضمير عائد إلى القرآن ومفهوم من بقية الآية. بلسانك: بلغتك وهي لغة قومك. وتنذر: تخوف من عقاب الله. لدا: الألد هو الشديد الخصومة. فهؤلاء القوم يخاصمون الله والذين آمنوا به. يتذكرون: يتعظون.

٧ذ٣- للفهم : إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٢-١٢) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٣-٤٣)

جعلناه: أي للناس. لعلكم تعقلون: لعلكم تعقلون يا أهل مكة ويا عرب. وهذا لا ينفي كونه منزل للعالمين لهدايتهم. واللغة العربية هي أفصح اللغات وأبينها. فقد نزلت كتب قبل القرآن بلغات أخرى لكن أصحابها لم يقوموا بواجبهم تجاهها. لذلك جعل الله القرآن لكل الناس باللغة العربية كما جاء في قوله: إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٣-٤٣) والقرآن هو المقروء من كلام الله.

٧ذ٤- لقوم يعلمون : قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٣-٤١) وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (١٠٥-٦)

ولنبينه لقوم يعلمون: فبتصريف الآيات تتضح المعاني.

٧ذ٥- ولينذر العرب أولا: فصل العرب ٥٩-١١أ- والفقرة ٧ذ٢

وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ (٧-٤٢) وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ (١٢-٤٦) وكذلك ...: ومثل هذه الطريقة التي أوحينا بها إلى من كانوا قبلك أوحينا إليك. قرآنا: وهو ما يقرأ من كلام الله. فأنزله الله ليقرأ. لتنذر: لتخوف من عقاب الله. أم القرى: هي مكة. وهي أم كل القرى. وهذا في أول رسالته . لكل بلد قرى وأم قرى كما قال تعالى: " وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا (٥٩-٢٨) ". والقرية الأم هي أول القرى التي نشأت في بلد ما ثم نشأت حولها أخرى أو أن هذه القرى تابعة لها. وأول بيت وضع للناس هو الذي بمكة. يوم الجمع: هو اليوم الذي يجمع الله فيه الأولين والآخرين وكل أنواع الخلق. لا ريب: لا شك. كتاب مصدق: أي مصدق الكتب التي نزلت قبله. الذين ظلموا: ظلموا بشركهم وأعمالهم. وبشرى: أي بالجنة ورضا الله. للمحسنين: الذين يحسنون التصرف في عقيدتهم بعدم الشرك وفي أعمالهم.

٧ذ٦- ولكيلا يحتجوا في ذلك : وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ (٤٤-٤١) فقرة ٤٣ثأعجميا: أي بلغة غير العرب. لولا فصلت آياته: أي لولا بينت آياته بلغتنا لغة العرب. أأعجمي وعربي:  أقرآن أعجمي ونبي عربي ؟

٧ر- وأوحي تدريجيا: وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً (٣٢-٢٥) أي دون تدرج كالتوراة والإنجيل والزبور.

٧ر١- ليثبت الله به فؤاد النبي : كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (٣٢-٢٥) كذلك: أي كذلك نزلناه مفرقا. لنثبت به فؤادك: أي بتدرجه سيكون خلقك القرآن بحيث ستعلم بما سينزل عليك في حينه ما عليك قوله للناس وما عليك فعله في الظروف التي ستمر منها. فتكرار التنزيل على النبي كان يزيد في إيمانه ويثبته فيبقى دائما بصلة بالوحي. وهذه ميزة ميزه الله بها. فالذي يتلقى الوحي باستمرار أفضل من الذي يتلقى كتابا مرة واحدة. ورتلناه ترتيلا: أي فرقناه في تنزيله وبيناه شيئا فشيئا مع تنسيق تدريجي ومنظم لآياته. كانت الآيات تنزل مفرقة لتأخذ مكانها في مختلف سوره حتى اكتمل.

٧ر٢- ولإبطال كل الحجج الواهية للمشركين: وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (٣٣-٢٥) ولا يأتونك بمثل: أي بحجة لديهم ليبطلوا أمر نبوتك أو سؤال ليعجزوك به. بالحق: بالحق الذي يثبت نبوتك ورسالتك. تفسيرا: بيانا.

٧ر٣- وللاستيعاب تدريجيا : وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا (١٠٦-١٧) وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٥١-٢٨) وقرآنا فرقناه: هذا تفصيل لكيفية تنزيل القرآن. نزل بالحق لكن مفرقا. على مكث: على تمهل وتأن وتثبت. ونزلناه تنزيلا: أي نزل القرآن حقيقة. وصلنا لهم القول: أي أتبعناه متواصلا بعضه بعضا ليكون أقرب إلى التذكر. القول: القرآن الذي هو كلام الله. يتذكرون: يتعظون.

٧ر٤- ولوجود تعاليم لكل مرحلة ولكل زمن : لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (٣٨-١٣) وهذه الآية مطلقة سواء في تكوين القرآن أم في تنزيل مختلف الكتب " السماوية ".

ملاحظة : أنظر تفسير هذه الآية في فصل مفهوم الناسخ والمنسوخ ٥ب

٧ر٥- أمثلة عن آيات وأحداث يبدو فيها التدرج واضحا :

وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمُ إِلَى بَعْضٍ ... (١٢٧ -٩) وَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ (٨٦-٩) ... وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ ...(٢٠ -٤٧) وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ ...(١٢٤ -٩) يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ (٦٤-٩) وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ...(٤١-٨)وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (١٢٠-١١)( أي في سورة هود ) سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (١-٢٤)( سورة النور ) سورة: السورة هي المحيطة والشريفة والجامعة لعدد معين من الآيات التي تكونها وتميزها وتختص بها. سورة محكمة: أي ليست من المتشابه حتى يلتبس على الناس ما جاء فيها. الجمعان: المسلمون وكفار مكة. وفرضناها: أي فرضنا أحكامها على كل مسلم دون استثناء في كل زمان ومكان منذ نزولها إلى يوم الفناء ولن تنسخ. أي أنزلناها ولن ننزل بعدها ما ينسخ فرائضها. تذكرون: تتعظون.

وبصفة عامة يحس قارئ القرآن بالتدرج في أغلب آياته.

٧ز- لقد وقعت تغييرات في الوحي أثناء نزوله: أنظر فصل مفهوم الناسخ والمنسوخ ٥ب

٧ز١- المحو والتثبيت - والآيات التي نُسخت تلاوتها كانت غير مقصودة لتكوين القرآن النهائي ولكن لظروف محددة في عهد النبوة : لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (٣٨-١٣) يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثَبتُ (٣٩-١٣) لكل أجل كتاب: أي تعاليم من الله لكل مرحلة ولكل زمن.

٧ز٢- ومع ذلك فمصدر كل الآيات واحد : وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (٣٩-١٣)

٧ز٣- وكل آية نُسخت تلاوتها أو حكمها إلا واستبدلت بأخرى. وهذا ينفي وجود المنسوخ تلاوة دون الحكم. أي لا نعمل بالذي نسخت تلاوته: ( والنسخ يعني الإزالة كما جاء في الفقرة ٧ز٥ )

مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٠٦-٢) أنظر تفاصيل التفسير في فصل الناسخ والمنسوخ ٥ب٢

ننسخ من آية: أي نزيل الآية التي أخذت مكانها في القرآن. ومعنى الإزالة والمحو هو كما في قوله تعالى " فينسخ الله ما يلقي الشيطان" (٥٢-٢٢). فالنبي يخبر المؤمنين بأن الآية كذا قد استبدلت بآية أخرى في نفس مكانها من القرآن (أنظر الفقرة التالية). ننسها: يتعلق الأمر هنا بالآية التي تنزل ثم تنسى وتلغى قبل أن تأخذ مكانا في القرآن. ثم تنزل آية بدلها وتأخذ مكانا فيه لأول مرة. فالنبي يخبر المؤمنين بأن هذه الآية التي نزلت معزولة أي دون إشارة من جبريل عليه السلام بأن توضع في موقع معين من القرآن قد ألغيت ونزلت بدلها آية أخرى مع تعيين مكانها فيه. وقد يدخل في النسيان أيضا ما ينساه النبي بأمر الله والله أعلم. نأت بخير منها أو مثلها: أي في الأجر والتكليف في نفس الموضوع.

سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنسَى (٦-٨٧) إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (٧-٨٧) سنقرئك: أي القرآن. سنقرئك بحيث لا تنسى إلا ما شاء الله. ويدخل فيه ما استبدل. إنه يعلم الجهر: ومن ذلك ما تجهر به من القرآن. وما يخفى: أي الذي لم يجهر به.

٧ز٤- والله وحده كان عليما بصورة القرآن النهائي قبل نزوله بالكامل : وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (١٠١-١٦) آية: آية من آيات القرآن. مكان آية: أي إذا أنزلنا آية لنضعها في مكان التي أزلناها. يعني نسخنا آية وأتينا بأخرى عوضا لها. والله أعلم بما ينزل: والله وحده كان عليما بصورة القرآن النهائي قبل نزوله بالكامل. أو الله أعلم بكيفية تكوين القرآن حسب الأحداث. مفتر: مفتر لأن كان يبدو لهم أن النسخ لا يليق بالله. لا يعلمون: لا يعلمون الحكمة في كيفية تنزيل القرآن. ولو شاء الله لأنزله جملة واحدة على النبي ولما استفاد المؤمنون حينها من كلامه وهديه مثل ما كانوا يستفيدون منه وهو ينزل عليهم تدريجيا حسب الوقائع ليثبتهم كما جاء في الآية التالية.

٧ز٥- نسخ أيضا ما يلقي به الشيطان في أمنية النبي إذا تمنى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٥٢-٢٢) لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (٥٣-٢٢) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ (٥٤-٢٢)

أنظر الفرق بين النبي والرسول في فصل الرسل. ويتعلق الأمر هنا بآيات القرآن لقوله تعالى "ثم يحكم الله آياته". والشيطان المعرف هنا هو إبليس. وأمنية الرسول هي الوحي الجديد الذي يتمنى أن ينزل عليه. وعندما يتمنى ويجهر بالقراءة أثناء نزول الوحي لأول مرة يلقي الشيطان في أمنيته دون علم منه . أما إذا لم يجهر فلا يلقي الشيطان أي شيء لأن المقصود عنده هو مسامع من يسمع الرسول وليس الرسول في حد ذاته لأنه يعلم بأنه معصوم. وكذلك بعد انتهاء الوحي لا يستطيع الشيطان أن يلقي لأن النبي قد علم بما نزل عليه فيتلوه على الناس كما نزل. لذلك أمر الله نبيه بأن لا يعجل بالقرآن حتى يقضى إليه وحيه بل ولا يحرك به حتى لسانه ليعجل به.

فينسخ: يبطل ويزيل. يحكم الله آياته: يحكمها بتصفيتها من كل باطل دخل عليها من قبل الشيطان أثناء الوحي. ويأذن الله بذلك لتضليل الكفار. عليم حكيم: عليم بكل شيء. ومن ذلك علمه بما يصدر من الشيطان. حكيم في كل ما يفعل. ومن ذلك ترك الشيطان يلقي الباطل في أمنية الرسول ليترتب على ذلك ما جاء في الآيتين التاليتين. فتنة: فتنة يزداد بها كفر الكافرين وشكهم. للذين في قلوبهم مرض: وهم المترددون في قبول الإيمان. والقاسية قلوبهم: وهم المشركون والكفار الذين لا تلين قلوبهم إلى ذكر الله. الظالمين: وهم الكفار والمشركون يظلمون أنفسهم بالكفر ولا يعترفون بحق الله في الألوهية المطلقة والوحدانية. بعيد: أي عن الحق والصواب. الذين أوتوا العلم: أي الذين يعلمون ويفقهون. أنه الحق: أي ما يجعله الله فتنة للكافرين وإحكامه لآياته بعد ذلك. فيؤمنوا به: أي بالله أو بالقرآن. فتخبت: فتخشع وتسكن وتطمئن. له: لله أو للقرآن.

٧ز٦- وختاما ودائما تتم إرادة الله في كلماته : وَتَمَّتْ كَلِمَاتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (١١٥-٦) وتمت كلمات ربك: أي كلام الله وقرآنه. صدقا: أي فيما قال. وعدلا: أي فيما حكم. لا مبدل لكلماته: أي لا مبدل لوعوده وقضائه وأوامره وكلامه. السميع العليم: أي لكل شيء ولكل من يسعى لتبديل كلماته.


   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة