U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

بنو إسرائيل-10-55

   

٥٥- بنو إسرائيل

(10/18)

١٠ت١١- بل كانوا ظالمين منذ بداية مسيرتهم مع موسى فطلبوا منه أن يجسد لهم إلها صنما مثل قوم مشركين أتوا عليهم: وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمُ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (١٣٨-٧) إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٣٩-٧) قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمُ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (١٤٠-٧) قيل هؤلاء المشركون من الكنعانيين من لحم مروا عليهم بعد اجتيازهم العجيب البحر. وجاوزنا: عبرنا. البحر: قيل بحر القلزم الذي انفلق بقدرة الله. يعكفون: أي يقصدون أصناما لهم فيظلون قربها لعبادتهم. متبر: أي هالك مدمر. أبغيكم: أطلب لكم. فضلكم: فضلكم بأن أرسل إليكم رسله.

١٠ت١٢- وفي غياب موسى أشركوا فعلا واتخذوا العجل لعبادتهم:

١٠ت١٢أ- وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ (١٤٨-٧) وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (٩٣-٢) من بعده: أي بعد ذهاب موسى لميعاد ربه. حليهم: أي ما يتزين به من الذهب. عجلا جسدا: وهو هنا تمثال مجسد في صورة عجل صنعوه من ذهب حليهم. خوار: خوار كصياح البقر. ظالمين: أي هنا مشركون. فالشرك ظلم عظيم للنفس وفي حق الله. وأشربوا في قلوبهم العجل: أي طغى حبهم له على قلوبهم. قل بئسما يأمركم به إيمانكم: قل لهم يا محمد: إيمانكم بئس الإيمان الذي يأمركم بعصيان الله واتخاذ العجل إلها لكم وسائر أعمالكم الخبيثة. وهذا رد عليهم لما قالوا:" سمعنا وعصينا ". أنظر تفاصيل في الفقرة ٣ت.

١٠ت١٢ب- فعاتبهم موسى بعد رجوعه:

وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمُ أَمْرَ رَبِّكُمْ (١٥٠-٧) فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمُ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (٨٦-٢٠) أسفا: شديد الحزن. أعجلتم أمر ربكم: أي أعجلتم سخطه ؟ هل تريدون بعملكم هذا أن تستعجلوا عقابه ؟ وعدا حسنا: ومن هذا الوعد إتيانكم التوراة. أفطال عليكم العهد: والعهد هنا وعده لهم بالرجوع إليهم. يحل: يحق وينزل. غضب من ربكم: غضب كما جاء في الآية (٨١-٢٠). فأخلفتم موعدي: أي فتخليتم عن وعودكم لي بإطاعة الله وموعدي معكم لطول غيابي عنكم.

١٠ت١٢ت- فأجابوه بشكل كأنهم ليسوا هم الخاطئين في أول الأمر: قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (٨٧-٢٠) ما أخلفنا موعدك: أي ما أخلفنا وعدنا لك بإطاعتك في انتظار أن تأتينا بأوامر الله. بملكنا: بإرادتنا. حملنا أوزارا: أي بالرغم عنا حملنا معنا ما ليس لنا وذلك حرام ( فخروجهم المسرع بالليل منعهم من أن يردوا الحلي إلى أصحابها القبط ). وهذا الحلي أصبح أثقالا وذنوبا بالنسبة لبني إسرائيل ما داموا يحملونه لأنه ليس ملكهم. زينة القوم: أي ما كان يحلى به قوم فرعون استعارته نساء بني إسرائيل من نساء القبط. فقذفناها: أي تخلصنا منها وألقيناها في النار. فكذلك ألقى السامري: ألقى الحلي في النار أو قبضة من تراب زعم أنها من أثر الرسول. كأنهم يقولون أنهم كانوا لا يعلمون القصد من ذلك في أول الأمر. السامري: يظهر والله أعلم أنه ينسب إلى قرية من قرى مصر في زمان فرعون قيل اسمها السامرة وليست التي قرب نابلس حديثة العهد أي تسعة قرون قبل المسيح عليه السلام. فأعداء الإسلام والذين في قلوبهم زيغ يريدون أن يبطلوا كلام الله بأفواههم فيجعلون بما لا يعلمون عن قصد أو غير قصد خطأ تاريخيا في كلام الله. ولو انتبهوا لتساءلوا لماذا دقق القرآن في هوية مضل بني إسرائيل وهو السامري ونفى عن هارون ما ينسب الجهلة له أنه هو من صنع العجل.

١٠ت١٢ث- والسامري هو من تولى هذا الأمر الخطير: فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (٨٨-٢٠) أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا (٨٩-٢٠) فأخرج لهم: أي فصاغ لهم. عجلا جسدا: أي تمثالا مجسدا في صورة عجل صنعه من ذهب حليهم لأنهم وهم في مصر ورغم توحيدهم لله كانوا متأثرين بآلهة القبط ومنها العجل. والجسد في القرآن هو من لا حياة فيه كما قال تعالى في قصة سليمان: " وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ". خوار: خوار كصياح البقر بمرور الريح ربما من مضيق أنابيب جعلها السامري بمهارة في وسط جسده. فقالوا هذا إلهكم وإله موسى: أي الضالون من بني إسرائيل نطقوا بذلك تلقائيا لما رأوا أمامهم عجلا من ذهب له خوار. والسامري كان يتوقع قولهم ذاك لأنه يعرف طبيعتهم وقد طالبوا موسى بأن يجعل لهم إلها مجسدا فنهاهم. فلما أخرج لهم السامري العجل وصفوه مباشرة بالإله. وهذا يبين مدى جهلهم. فنسي: هذا من تتمة كلام الضالين من بني إسرائيل: هذا العجل هو إلهكم وإله موسى لكنه نسي. نسي من يكون إلهه فتاه يبحث عنه. لذلك لا نراه يعود إلينا. وكانت هذه تهمة ضد موسى بفقدان الذاكرة ليفسروا عدم عودته في الوقت المحدد. ألا يرجع إليهم قولا: أي العجل لا يجيبهم. أما خواره فكان مصطنعا من غير إرادة ودون كلام.

١٠ت١٢ج- فحاول هارون دون جدوى أن يمنعهم عن ذلك: وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (٩٠-٢٠) قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (٩١-٢٠) من قبل: أي قبل رجوع موسى. فتنتم به: أي ابتليتم به. لن نبرح عليه عاكفين: أي لن نزول عن الاعتكاف عليه. عاكفين: الاعتكاف هو أن تظل قرب معبودك تعبده. حتى يرجع إلينا موسى: حتى يرجع فنسمع كلامه فيه. فكانوا يعتبرون عدم رجوعه حجة لهم لأنهم اتهموه بالنسيان. أي نسي كل شيء.

١٠ت١٢ح- فألقى موسى الألواح: وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ (١٥٠-٧) فصل ألواح موسى ٥ - أي ألقى ألواح التوراة على الأرض من شدة غضبه.

١٠ت١٢خ- وأمسك بأخيه: وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِي الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (١٥٠-٧) قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (٩٢-٢٠) أَلَّا تَتَّبِعَنِي أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (٩٣-٢٠) قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (٩٤-٢٠) ابن أم: يا ابن أمي. فلا تشمت بي الأعداء: أي لا تسرهم وتفرحهم بما تفعل بي. ألا تتبعني: أي لماذا لم تفارقهم وتتبع أثري في الطور ؟ وقيل: لماذا لم تتبع أمري ومنهجي في ردعهم بل ومقاتلتهم ؟ ودخول الظرف " إذ " بعد "ما" الاستفهامية يفرض زيادة اللام النافية على " أن" لتبقي نفس المعنى وهو "ما منعك أن تتبعني ". وهذا كما في قوله تعالى أيضا: " ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك" أفعصيت أمري: أفعصيت أمري لما قلت لك: " اخلفني في قومي ". أكنت أنا سأتركهم يعبدون العجل ؟ فرقت بين بني إسرائيل: أي إن فارقتهم تبعني بعضهم وبقي الآخرون. وإن حاربتهم مع من تبعني اشتدت الفرقة بيننا وبينهم. ولم ترقب قولي: أي لم أتبع أمرك.

١٠ت١٢د- دعا موسى الله: قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (١٥١-٧) وأنت أرحم الراحمين: الثناء على الله في كل دعاء يقرب الاستجابة.

١٠ت١٢ذ- وأخذ الألواح: وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ (١٥٤-٧) نسختها: أي في ما نسخ فيها.

١٠ت١٢ر- موسى والسامري: قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (٩٥-٢٠) قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (٩٦-٢٠) قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (٩٧-٢٠) إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا (٩٨-٢٠) فما خطبك: ما شأنك وما تقول في ما فعلت ؟ بصرت بما لم يبصروا به: هنا يحكي السامري لموسى كيف أقنع بني إسرائيل بالتخلص من حليهم. فقال لهم: بصرت بما لم تبصروا به. أي علمت ورأيت ما لم تروا. رأيت الرسول ( ربما يقصد به رسول الله جبريل ) فعلمت أن علي أن آخذ من تراب أثره المبارك لألقيه مع حلي قوم فرعون لأنه لا يحل لنا. فاقتنع بنو إسرائيل بقوله وقد أبطأ عليهم موسى ولم يدروا ما عليهم فعله بحليهم فانساقوا لكلام السامري فألقوه. فنبذتها: ألقيتها. سولت: زينت وسهلت. وهذا اعتراف منه بأن نفسه هي التي أوحت له بكل ذلك. أي كان ذلك من مكره وخداعه لكي يصنع لهم عجلا من ذلك الذهب وكان يتوقع منهم أن يعبدوه. وهذا يوحي بأن السامري كان مشركا في مصر يعبد عجلا فحن إلى إلهه واستغل سذاجة كثير من بني إسرائيل. فاذهب: أي غادرنا. لا مساس: وهذا أمر الله بلغه إليه موسى وهو أن لا يمسه أحد أو يمس أحدا حتى يموت. قيل لكيلا يلتهب مرض أصيب به كعقاب له في الدنيا على ما فعل. وإن لك موعدا: هو يوم القيامة لتعذيبك. لن تخلفه: أي ستحضره ولن تغيب عنه. لننسفنه: لنذرينه. وسع كل شيء علما: أي يحيط بكل شيء علما. وهذه الحقيقة من صفات الألوهية.

١٠ت١٢ز- اعترف بنو إسرائيل بذنبهم العظيم: وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (١٤٩-٧) ولما سقط في أيديهم: أي سقط أمر عبادة العجل في أيديهم. والأيدي تعبر عن الأعمال. يعني تبين لهم أن شركهم هذا هو من أعمالهم ( أي لم يكن السامري هو الملام وحده ). ورأوا أنهم ضلوا فندموا أشد الندم.

١٠ت١٢س- ثم ذهب موسى بصحبة سبعين رجلا للقاء الله واستغفاره فأخذتهم الرجفة: فصل موسى ٢٦-٧٩

١٠ت١٢ش- لمعاقبتهم أمر الله بني إسرائيل بأن يقتلوا أنفسهم: وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمُ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ (٥٤-٢) فقتل منهم الكثير. فتاب الله عليهم فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (٥٤-٢) وهذا الكلام الأخير من كلام الله لبني إسرائيل. باتخاذكم العجل: أي باتخاذكم له كإله. فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم: أي توبتكم ستقبل إن قتل بعضكم بعضا. فمنكم من عبد العجل ومنكم من لم ينهه عن شركه. كأنهم قيل لهم: ما دمتم لم تنهوا أنفسكم عن المنكر فعليكم أن تعاقبوا أنفسكم بأنفسكم.

١٠ت١٢ص- فعفا عنهم: ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ (١٥٣-٤) فقرة ١٠ت١٢ط (٥٢-٢) اتخذوا العجل: أي اتخذوه كإله. ثم اتخذوا ...: ثم من بعد ما جاءتهم البينات اتخذوا العجل .... وثم هنا ليست للترتيب الزمني. فاتخاذهم العجل وقع قبل طلبهم رؤية الله جهرة. والبينات هنا هي معجزات موسى التي أتى بها قبل إتيانه التوراة.

١٠ت١٢ض- أما الذين تزعموا أمر العجل فقد غضب الله عليهم: إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (١٥٢-٧) وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١٥٣-٧) هذا كلام الله لموسى مباشرة بعد أن رجع إلى قومه وطلب الغفران له ولأخيه وقبل أن يأمر سبحانه بني إسرائيل بقتل أنفسهم لأن بعد ذلك كما نرى في سياق الآيات اختار موسى سبعين رجلا لميقات الله فأخذتهم الرجفة. فقال موسى: أفتهلكنا بما فعل السفهاء منا. أي إن الله لم يتب بعد عليهم. اتخذوا العجل: أي اتخذوه كإله. سينالهم غضب من ربهم: أي سيصيبهم عقاب الله. وذلة في الحياة الدنيا: وهذا دليل على أن الخطاب كان لموسى وليس لمحمد لأن الذلة ستصيب مستقبلا الذين اتخذوا العجل في حياتهم الدنيا في زمان موسى وليس في زمن النبي . المفترين: أي الذين أشركوا افتراء على الله. السيئات: أي المعاصي. أما من عبدوا العجل فسبق أمر الله بأن سينالهم غضب منه وهو القتل وذلة في الدنيا. إن ربك: أي ربك يا موسى.

١٠ت١٢ط- لقد ذكر الله بني إسرائيل مرات عديدة بقصة العجل: وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (٩٢-٢) وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (٥١-٢) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٥٢-٢) اتخذتم العجل: أي اتخذتموه كإله. من بعده: أي بعد ذهابه إلى ميقات ربه. ظالمون: ظالمون بالشرك بالله. واعدنا موسى: أي واعدناه لمناجاتنا. تشكرون: تشكرون عفونا عنكم ومنحكم فرصة أخرى لعبادتنا وشكرنا لأن مآل ذلك الجنة.

١٠ت١٢ظ- بعد ذلك أخبرهم موسى بما فرض الله عليهم في التوراة وأخذ عنهم الميثاق والطور قد رفع بقدرة الله فوق رؤوسهم: أنظر الفقرة ٣


     





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة