U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

بنو إسرائيل-03-55

   

٥٥- بنو إسرائيل

(3/18)

٣- ميثاق بني إسرائيل

لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (٧٠-٥) أي أخذ الله عليهم العهد.

٣أ- رفع الله فوقهم الطور ليأخذوا عنه الميثاق على لسان موسى: وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ (١٥٤-٤) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ (٦٣-٢) وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٧١-٧) بميثاقهم: بسبب ميثاقهم لكي يقبلوه. نتقنا الجبل: رفعناه من أصله. ظلة: أي سحابة تظل. وظنوا: أي أيقنوا في أنفسهم. واقع بهم: أي ساقط عليهم. خذوا ما آتيناكم بقوة: أي التزموا بما في التوراة بكل حزم وصبر. ما فيه: أي في ما آتيناكم يعني التوراة.

لما أراد موسى أن يبلغ قومه أوامر ربه المكتوبة في الألواح رفع الطور بأمر الله فوق رؤوسهم كتأييد رباني لما نزل عليهم. وحدث هذا بعد أن تاب عليهم من عبادة العجل أي بعد أن قتل منهم الكثير وهم بجانب الطور. كانت معجزة مخوفة لكن لم تكن لتجبرهم على الإيمان والتقوى لأن التقوى ستنشأ إن اتخذوا ما أوتوا بقوة كما جاء في آخر الآية: وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٧١-٧). واعتقد بنو إسرائيل أن الجبل سيقع عليهم فسجدوا خوفا وقبلوا الميثاق. فكان في حينه استسلاما فقط. أما الإيمان فيتكون ويتقوى بإطاعة الله اليومية. كانت كل معجزات موسى عظيمة ألفها بنو إسرائيل. وآتاه الله سلطانا مبينا.

٣ب- تعاليم الله ( أو الوصايا ): فصل أهل الكتاب ٥٤-١

٣ب١- وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ (٨٣-٢)

٣ب٢- وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (٨٤-٢) لا تسفكون دماءكم: لا تريقونها بقتل بعضكم بعضا بغير حق. ولا تخرجون أنفسكم من دياركم: أي لا يخرج بعضكم بعضا من داره أو بلده. أقررتم: قبلتم.

٣ب٣- وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمْ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (١٢-٥) وبعثنا منهم: أي أنشأنا أو عينا من كل سبط. نقيبا: كفيلا وأمينا وكبير قومه وضمينهم. وقال الله إني معكم ...: هذا هو الميثاق. وعزرتموهم: أي عظمتموهم ونصرتموهم. سواء السبيل: الطريق السوي أي المستقيم.

وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعَدُّوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (١٥٤-٤) وقلنا لهم: هذا في زمان يوشع بن نون وعلى لسانه بعد التيه. أي لما فتحوا القرية تحت قيادته. الباب: باب بيت المقدس. وقيل أريحاء والله أعلم. وقلنا لهم لا تعدوا في السبت: أي لا تعتدوا بترك ما أمركم به الله ونهاكم عن فعله يوم السبت. وهذا الأمر كان على لسان موسى. قيل نقضوه في زمان داوود. ميثاقا غليظا: أي عهدا مؤكدا والطور فوق رؤوسهم.

٣ب٤- الصلاة والزكاة: فقرة ٣ب١-٣ب٣

وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (٤٣-٢) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ (٤٥-٢) واركعوا: أي انحنوا لجلال الله.

٣ب٥- الطعام: فقرة ١٠ت٧

أ- ما حرم إسرائيل ( وهو يعقوب ) على نفسه: كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٩٣-٣) فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٩٤-٣) قيل أن إسرائيل حرم على نفسه لحم الإبل ولبنها وفاء لنذره والله أعلم. وفي هذه الآية تحدى القرآن بني إسرائيل وأعلمهم بما في كتابهم لما قالوا لمحمد أنه ليس على ملة إبراهيم لأنه يأكل لحم الإبل ولبنها وإبراهيم حسب افترائهم كان قد حرمهما على نفسه. إلا ما حرم إسرائيل على نفسه: فأصبح أيضا محرما على بنيه لأن الاستثناء في الآية يقتضي ذلك. أي أحل لهم كل الطعام إلا ما حرم يعقوب ... من قبل أن تنزل التوراة: أي قبل نزولها كان كل الطعام حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم يعقوب ... أما بعد نزولها فحرمت عليهم أيضا أطعمة أخرى بسبب ذنوبهم. فأتوا بالتوراة: أي هذا الأمر كان واضحا في التوراة ولم يحرفه بنو إسرائيل. فالاستشهاد بها في هذا الأمر كان حقا. الكذب: الكذب في شأن ما أحل من الأطعمة لبني إسرائيل. من بعد ذلك: أي بعد هذا التحدي بإتيان التوراة كشاهد عليهم.

ب- ما حرم الله عليهم بظلمهم:

أ- وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (١١٨-١٦) من قبل: أي في سورة الأنعام. يظلمون: يظلمون  بالمعاصي الكبيرة. أنظر الفقرات الموالية.

ب- فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا (١٦٠-٤) وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمُ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ (١٦١-٤) أي بالرشوة عند الحكام والربا ... الخ

ت- وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (١٤٦-٦) ذي ظفر: أي ما ليس بمنفرج الأصابع من البهائم والطير. إلا ما حملت ظهورهما: أي إلا ما كان علقا من الشحم بظهور البقر والغنم. الحوايا: المصارين والأمعاء. ما اختلط بعظم: أي الشحوم الموالية للعظام. ببغيهم: بظلمهم وأخذهم الربا وأكلهم السحت ... وإنا لصادقون: لصادقون في ما نقول عنهم.

ث- لقد جاء عيسى ليحل لهم بعض الطيبات التي كانت قد حرمت عليهم ( وهذا نوع من النسخ: نسخ بعض الأحكام التي جاءت في الشريعة السابقة ) فصل عيسى ٣٨-١٢(٥٠-٣)

ج- وجاء محمد ليحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم إن هم اتبعوه طبعا: ( وهذا أيضا نسخ: أي الشريعة الخاتمة جاءت لتصدق ما نزل في الكتب السابقة وتنسخ بعض الأحكام ) فصل موسى ٢٦-٧٩ (١٥٧-٧)

٣ب٦- بالنسبة لجريمة القتل: فقرة ٣ب٢

مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ... (٣٢-٥) وذلك لأن قتل نفس كقتل ذريتها. وقتل هابل مثال واضح. من أجل ذلك: أي بما فعل قابيل. وخص الله هنا بني إسرائيل لأنهم هم الذين تلقوا العديد من رسله وكتبه وشرائعه كما جاء في آخر الآية. أنظر تفسير هذه الآية في فصل آدم ١١-٢١ث

٣ب٧- القصاص: فصل التوراة ٦-٧ت (٤٥-٥)

٣ب٨- تجاه يوم الحساب: وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (٤٨-٢) لا تجزي نفس عن نفس شيئا: أي لا تدفع أو تقضي عنها شيئا. عدل: فداء هنا يعدل ما اكتسبه الإنسان من إثم.

٣ب٩- ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق: فقرة ١٦خ (١٦٩-٧)

٣ت- الأمر بالاستماع إلى التعاليم والالتزام بالميثاق: وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا (٩٣-٢) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (٤٠-٢)

وإذ أخذنا ميثاقكم ...: أنظر الفقرة ٣أ. خذوا ما آتيناكم بقوة: أي التزموا بما في التوراة بكل حزم وصبر. واسمعوا: واسمعوا سماع طاعة وانقياد. قالوا سمعنا وعصينا: هذا اعتراف منهم بينهم أو لغيرهم ( وليس وقت الميثاق والجبل فوقهم ) بأنهم لم يأخذوا الكتاب بقوة وإنما اقتصدوا فخلطوا عملا صالحا لقولهم " سمعنا " وآخر سيئا لقولهم " عصينا ". أي أطعنا في بعض الحالات وعصينا في أخرى. أو أطاع منا قوم وعصى آخرون أو مرات سمعنا ومرات عصينا. لكن الله بين لهم أن عصيانهم الذي يستصغرونه أدى بهم إلى الإشراك به باتخاذهم العجل كإله بل إلى حبه حبا كثيرا كما يتبين من بقية الآية: أنظر الفقرة ١٠ت١٢أ

نعمتي = نعمتي بأن أنجيتكم من فرعون وفضلتكم بإرسال كتبي واختيار رسلي منكم. وأوفوا بعهدي = أي بكل ما أمرتكم به يوم أخذت عنكم الميثاق بما في ذلك عدم كتمان ما في كتبي واتباع ما فيها واتباع خاتم النبيين. أوف بعهدكم = أي أدخلكم الجنة على حسب أعمالكم.

٣ث- ولكن تولوا عنها: وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (......) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (٨٣-٢) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٦٤-٢) من بعد ذلك: أي من بعد الميثاق. فلولا فضل الله عليكم ...: أي فضله بأن أعطاكم فرصا أخرى وهي إرسال النبيين بعد إعراضكم وقبول توبتكم. من الخاسرين: أي من أهل النار لأجل نقضكم الميثاق.

٣ج- الذين خانوا العهد لعنهم الله:

- ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَّاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمُ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمُ إِخْرَاجُهُمُ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٨٥-٢) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (٨٦-٢) وذلك لما تحالف بعضهم ( قريظة ) مع الأوس والآخر ( النضير ) مع الخزرج ( وقيل أن النضير وقريظة حالفوا الأوس وبني قينقاع حالفوا الخزرج ). وكانت حروب متكررة بين عرب الأوس والخزرج. وكان يهود كل طائفة يفتدون إخوانهم من الطائفة الأخرى إن أسرهم العرب.

تقتلون أنفسكم: أي يقتل بعضكم بعضا وأنتم إخوة من أبيكم يعقوب. تظاهرون: تتعاونون. بالإثم والعدوان: أي تتحدون عليهم في الإثم والعدوان وليس في البر والتقوى. أسارى: أسرى. تفادوهم: تنقذونهم من الأسر بالمال وغيره. أفتؤمنون ببعض الكتاب: أي بفدية إخوانكم من الأسر. وتكفرون ببعض: أي تخرجونهم من ديارهم. والكتاب هنا تعاليم التوراة. يردون إلى أشد العذاب: أي من يفعل ذلك يرد إلى أشد العذاب. اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة: أي فضلوا الدنيا على الآخرة أو باعوا آخرتهم لأجل دنياهم.

- أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (١٠٠-٢) فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً (١٣-٥) نبذه فريق منهم: أي طرحوه ولم يوفوا به. من بين تلك العهود لله نصرة محمد إن بعث كما جاء في الآية بعد هذه لكن تصرفوا تجاهه كأنهم لا يعلمون مع أن العلم بذلك مكتوب في كتبهم. لعناهم: طردناهم من رحمتنا. قاسية: أي لا تلين إلى الخير ولا تتوب. بل يحرفون الكلم عن مواضعه.

- إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُوْلَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٧٧-٣) يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا: أي يتركون عهد الله بنصرة النبي فيحرفون نعته الذي في التوراة ويحلفون على ذلك لأجل متاع دنيوي. ولا ينظر إليهم: أي لا ينظر إليهم نظرة رحمة ورأفة في ما هم فيه يومئذ من العذاب. ولا يزكيهم: أي لا يطهرهم من ذنوبهم بل يلقيهم بسببها في العذاب الأليم.


     





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة