U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

الحج والمناسك-03-83

   

٨٣- الحج والمناسك

(3/4)

١٥- الصفا والمروة

إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (١٥٨-٢) الصفا: جبل قرب البيت الحرام. ولغة: الصفا هو الحجر الأملس. والمروة: جبل قرب الصفا. ولغة: هي الحجارة الصغار التي فيها لين. فلا جناح هنا رفعت الحرج لأنهم كانوا يعتقدون أن السعي بينهما من فعل الجاهلية والشرك بل هما من شعائر الله أي من معاليم دينه. والمعنى هو أن الساعي ليس بآثم بل مأجور. فسعى رسول الله وأمر بالسعي وأخبر بأن الله كتبه على المسلمين. ومن تطوع خيرا: أي بخير لم يجب عليه كطواف وغيره. شاكر عليم: أي يشكر عباده على إطاعتهم له عليم بعبادتهم وبكل شيء.

١٦- عرفة والمشعر الحرام

فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (١٩٨-٢) والحج عرفة كما جاء في الحديث. أفضتم: أي اندفعتم بكثرة في سيركم. عرفات: أي معالم عرفة. على الحجاج أن يحجوا إليها ويقفوا في داخل حدودها إلى أن تغرب الشمس والله حينها فوقهم في السماء الدنيا يباهي بهم ملائكته. فكل المسلمين الذين قصدوا البيت الحرام يلتقون هناك يوم التاسع من ذي الحجة لطلب المغفرة. المشعر الحرام: هو من مشاعر الله وحرماته. أي من معاليمه وهو مزدلفة حيث يزدلف الحجاج إلى الله. يعني يتقربون بالوقوف فيها. واذكروه كما هداكم: أي اذكروه بنفس الطريقة وبالمناسك التي علمكم إياها. يعني لا تذكروه بغيرها. من قبله: من قبل الهدى الذي هداكم به.

ملاحظة: قيل في الآية : وَالْوَتْرِ (٣-٨٩) أن الوتر هو يوم عرفة.

١٧- بعد المشعر الحرام

ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٩٩-٢) فالمغفرة قريبة من الناس في ذلك المشهد أيضا. أفيضوا: أي اندفعوا بكثرة في سيركم. من حيث أفاض الناس: أي من مزدلفة إلى منى بعد ذكر الله عند المشعر الحرام. وكان الناس كلهم يفيضون منها إلى منى. لذلك أمر الله عباده بالحفاظ على ما كان عليه الناس في هذه المرحلة من الحج. فهما إفاضتان: الأولى من عرفة إلى مزدلفة كما جاء في الآية السابقة. أما قريش المشركون وكنانة وخزاعة فكانوا لا يقفون بعرفة يوم الحج الأكبر ترفعا عن سائر الناس بل مباشرة بمزدلفة فنزل القرآن يبين خطأ هؤلاء وأن الحج عرفة. والإفاضة الثانية من مزدلفة إلى منى.

١٨- النحر

- وسمي يوم النحر بيوم الحج الأكبر : يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ (٣-٩)

- وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ (٩٧-٥) أي جعلهما الله للناس من شعائره في الحج. والقلائد: قيل هي ما يوضع حول أعناق الأنعام إذا كانت هديا إلى الكعبة.

أ- النحر بقرب البيت: لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ (٣٣-٢٢) فيها: أي في الأنعام. ومحلها إلى البيت العتيق من شعائر الله. منافع: منافع كركوبها وشرب لبنها عند الضرورة فقط لأنها هدي. أجل مسمى: وهو وقت نحرها. محلها: أي مكان حل نحرها. إلى البيت العتيق: أي في اتجاه البيت العتيق وهي فجاج منى وفجاج مكة كما في الحديث.

ب- إطعام الفقراء: وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٣٦-٢٢) لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (٣٧-٢٢) فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (٢٨-٢٢) والبدن: أي الإبل. والبدانة هي السمن أو كثير اللحم. لكم فيها خير: أي نفع في الدنيا وأجر في الآخرة. صواف: أي صفت قوائمها وهي قائمة على ثلاث قوائم معقولة اليد اليسرى. وهكذا تنحر الإبل. وجبت جنوبها: أي سقطت على جنوبها ميتة. القانع: هو السائل المتذلل الذي يطلب أي شيء. والمعتر: هو الذي يتعرض لكم يريد اللحم خصوصا. كذلك سخرناها لكم: أي سخرناها لكم رغم ضعفكم لأن تكون من شعائر الله لكم وتذكروا اسمه عليها وتتقوه. لن ينال الله لحومها: أي لن تصل إليه. لحومها: لحوم البدن أي الإبل التي تنحر كشعيرة من شعائر الله في الحج. المحسنين: المحسنين في الحج وفي غير الحج. البائس الفقير: أي الشديد الفقر.

ت- والأنعام حلال إلا ما حرم في القرآن:

وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ (٣٠-٢٢) وأحلت لكم الأنعام: أي نحرها وأكلها. وهذا إبطال ما يحرمه المشركون كالبحيرة والسائبة والوصيلة ... الخ. إلا ما يتلى عليكم: أي ما يتلى تحريمه في الكتاب والسنة كالميتة والموقوذة والنطيحة ... والمضارع قد يدل على أن الوحي لم ينه بعد هذا الموضوع. فحينها ما زال المزيد ينتظر.

ث- ملاحظة: قيل في الآية: وَالشَّفْعِ (٣-٨٩) أن الشفع هو يوم النحر. وقيل أن النبي لما رجع إلى منى يوم النحر بدأ برمي الجمرة فرماها سبع حصيات ثم نحر هديه وحلق رأسه ثم أفاض فطاف بالبيت.

١٩- حلق الرأس

أ- فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ (١٩٦-٢) فمن كان مريضا أو به أذى في رأسه وحلق في الإحرام وقبل أن يبلغ الهدي محله فعليه الفدية. نسك: أي ذبح شاة لله.

ب- حلق الرأس بعد بلوغ الهدي محله: أنظر الفقرة ٢٥

٢٠- وضع الإحرام والوفاء بالنذر

ثُمَّ لِيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ (٢٩-٢٢) ليقضوا تفثهم: أي يزيلوا أوساخهم وشعتهم وهو وضع الإحرام. وليوفوا نذورهم: أي عندما يريدون أن يقضوا تفثهم عليهم أن يلتزموا بما فرضوا على أنفسهم من قران أو تمتع أو إفراد وأن يتموا ذلك على أكمل وجه.

٢١- الطواف بالبيت

وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (٢٩-٢٢) والطواف يوم النحر هو الطواف الواجب: طواف الإفاضة. وهو آخر المناسك.

٢٢- الأعمال الخيرية في الحج

وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ (١٩٧-٢)

٢٣- الأدعية والذكر والصلاة

أ- عند المشعر الحرام: فقرة ١٦ (١٩٨-٢)

ب- ذكر الله في أيام معلومات: وَلَيَالٍ عَشْرٍ (٢-٨٩) وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ (٢٨-٢٢) وليال عشر: قيل إنها العشر الأوائل من ذي الحجة. في أيام معلومات: وهي الأيام العشر.

ت- ذكر الله أثناء النحر: فقرة ١٨ب (٣٧-٣٦-٢٢)

ث- ذكر الله في أيام معدودات:

وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٢٠٣-٢) أيام معدودات: قال مقسم عن ابن عباس: هي أيام التشريق ! يوم النحر وثلاثة أيام بعده. وقال النبي « أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله » ولا يجوز صيامها. وفي حديث عن عبد الرحمان بن يعمر الديلى « وأيام منى ثلاثة فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه » فمن تعجل: أي غادر منى بعد يومين فقط. ومن تأخر: تأخر في منى أي ثلاثة أيام بعد يوم النحر. فلا إثم عليه: أي لا حرج عليه. يعني لا إثم عليه في حجه. لمن اتقى: أي لا إثم عليه شريطة أن يكون ( المتعجل أو المتأخر) قد اتقى الله في كل أركان الحج وأعماله الأخرى. تحشرون: تجمعون.

ج- بعد المناسك: فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمُ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (٢٠٠-٢) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (٢٠١-٢) أُوْلَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (٢٠٢-٢) آتنا في الدنيا: أي آتنا من نعيمها. خلاق: أي نصيب. وقنا عذاب النار: وقنا عذاب النار لأن قسطا ممن سيدخلون الجنة وهم العصاة من الموحدين سيلقون قبل ذلك في جهنم ليتطهروا ثم يخرجون منها بشفاعة الشافعين أو برحمة الله وحدها. وعلى كل حاج أن يدعو بهذا الدعاء الكامل وأيضا بعد قضاء مناسكه مع ذكر الله كثيرا ليستفيد مما جاء في هذه الآية. نصيب مما كسبوا: أي حسب إيمانهم وأعمالهم. سريع الحساب: وسرعة حسابه ستظهر لحظة وقوف كل عبد فردا أمامه ليجازيه على عمله.


     





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة