U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

العقاب في الحياة الدنيا-02-107

   

١٠٧- العقاب في الحياة الدنيا

(2/9)

١- الله يعاقب  فصل الله ذو عقاب ١(٧٥)

٢- العقاب يأتي بغتة أو جهرة

قُلْ أَرَأَيْتَكُمُ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (٤٧-٦).فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (٩٥-٧) بغتة: أي فجأة دون توقع. جهرة: هو العذاب الذي يأتي بسوابقه وإنذاراته. هل يهلك إلا القوم الظالمون: أي ألا يهلك إلا الظالمون ؟ أليس من المنطق ألا يهلك إلا هم ؟ الظالمون: وأعظم الظلم الشرك. فأخذناهم: أي أمتناهم بعقابنا. بغتة وهم لا يشعرون: أي فجأة وهم غافلون عن مجيء الهلاك. أو لا يشعرون بأن ما أصابهم من سراء وضراء هو من ابتلاء الله في انتظار هلاكهم.

لن يتركهم يفعلون أي شيء: وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (٤٨-٣٦) مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخَصِّمُونَ (٤٩-٣٦) فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (٥٠-٣٦) هذا الوعد: أي الوعد الذي في قوله: " اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٤٥-٣٦) ". صيحة: بلا شك يتعلق الأمر بصيحة العذاب غير نفخة ساعة الفناء كالتي دمرت الأقوام السالفة خصوصا وبقية الآية تذكر عجز هؤلاء الكفار عن ترك وصية أو الرجوع إلى أهلهم. أما يوم الفناء فلن يهتم الناس بذلك. يخصمون: أي يختصمون في أمورهم الدنيوية وهم في غفلة. فلا يستطيعون توصية: أي أن يوصوا بشيء لأنهم سيموتون بغتة. ولا إلى أهلهم يرجعون: ذلك لأنهم سيموتون في مكانهم.

٣- لا أمان في الدنيا

٣أ- إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (٢٨-٧٠) غير مأمون: أي لا يأمنه أحد.

٣ب- لا بالليل ولا بالنهار:

فقرة ٢١ض (٤-٧)

فصل اعتقادات الكافرين ٦٠-٢٨أ (٥٠-١٠)

أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (٩٧-٧) أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (٩٨-٧) بأسنا: عذابنا. ضحى: نهارا. وهم يلعبون: أي وهم لاهون عن ذكر الله.

٣ت- والله يعاقب من السماء ومن الأرض: أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (١٦-٦٧) أَمْ أَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (١٧-٦٧) أَفَأَمِنتُمُ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا (٦٨-١٧) أَمْ أَمِنتُمُ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا (٦٩-١٧).أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (٤٥-١٦) أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (٤٦-١٦) أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (٤٧-١٦) أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ (١٠٧-١٢) من في السماء: وهو الله سبحانه وتعالى. وجنوده من الملائكة. يخسف بكم الأرض: أي يغور بكم الأرض. تمور: أي تذهب وتجيء فيتذبذب سطحها من جهة إلى أخرى بعد انشقاقه الذي حدث فجأة بأمر الله وأدى إلى الخسف بمن كان عليه. حاصبا: أي ريحا فيها حصباء وحجارة. فستعلمون كيف نذير: أي ستعلمون كيف سيتحقق تخويفي لكم بالعقاب. يخسف بكم جانب البر: أي بعد أن نجاكم من مخاطر البحر كما في السياق ثم أعرضتم وأنتم لا تزالون بجانبه فالله قادر على أن يخسفه بكم. وكيلا: حافظا أو نصيرا يحفظكم من ذلك. يعيدكم فيه: أي في البحر. قاصفا: أي الريح التي تكسر بشدة. ثم لا تجدوا لكم به: أي بالقاصف من الريح المغرق. تبيعا: أي من يتابعنا ليحاسبنا على ما فعلنا بكم. تقلبهم: أي تقلب أحوالهم مثلا أثناء سفرهم. فما هم بمعجزين: أي بفائتين الله بالهرب من قضائه. يأخذهم على تخوف: أي يأخذهم بعد تخويفهم بذهاب أموالهم أو أنفسهم شيئا فشيئا. لرءوف رحيم: لذلك يمهلهم عسى أن يعودوا إلى رشدهم وإطاعته. ولولا رحمته لأهلكهم مباشرة عند كفرهم. غاشية: وهي ما يغشيهم ويهيمن عليهم من عذاب الله.

٣ث- لا أمان في وقوع الساعة: فصل الساعة ١١١-١٠

أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (١٠٧-١٢) غاشية: وهي ما يغشيهم ويهيمن عليهم من عذاب الله. بغتة وهم لا يشعرون: أي تأتيهم فجأة دون توقع منهم غاشية من عذاب الله أو الساعة وهم لا يشعرون حتى يتجلى ذلك عليهم.

٣ج- لا أمان تجاه مكر الله: أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (٩٩-٧) أفأمنوا مكر الله: هذا سؤال ينبههم بأن لا أمان تجاه مكر الله. ومكره هنا الإمهال والاستدراج وفتح أبواب كل شيء من نعيم الدنيا. والكافرون يأمنون مكر الله على معاصيهم. أما المؤمنون فيطيعونه وهم مشفقون.

فصل الله يمكر ١(٦٢)

فصل الله تجاه الكافرين ٦٤-١٣  

٤- تسليط العقاب يبقى قائما

أ- يمكن أن يحيط العذاب بنا من كل جانب تبعا لإرادة الله: أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (٩-٣٤) أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (١٠٠-٧) وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنقَذُونَ (٤٣-٣٦) وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ (٦٦-٣٦) وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ (٦٧-٣٦) إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيَاحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (٣٣-٤٢) أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (٣٤-٤٢) ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض: أي ما يحيط بهم من كل جانب من السماء والأرض. نخسف بهم: نغور بهم. كسفا: قطعة. أي ليسوا في مأمن من المكان الذي هم فيه والذي تحيط به السماء والأرض. لآية: أي دالة على قدرة الله وهيمنته على عباده. يهد: يتبين. ونطبع: نختم. لا يسمعون: أي لا يسمعون كلام الله سماع قبول لأنه طبع على قلوبهم. وبالتالي لن يتوبوا ومصيرهم جهنم. فلا صريخ: أي لا مغيث. ولو نشاء لطمسنا على أعينهم ...: أي لطمسنا عليها وهم في الدنيا. ولو تنفي وقوع ذلك. لطمسنا على أعينهم: أي لأغلقنا أعينهم التي في وجوههم فجأة. فاستبقوا الصراط: أي ابتدروا الطريق قاصدين أعمالهم ومجالس كفرهم كعادتهم. فأنى يبصرون: أي كيف سيبصرون طريقهم وهم فجأة في ظلام تام ؟ أما أبصارهم التي في صدورهم فهي عمياء كما قيل في أكثر من آية. والله يعميها أكثر فأكثر. مضيا: أي الحركة إلى الأمام. ولا يرجعون: أي إلى الوراء. والمعنى هو أن لو شاء الله لأوقف أعمال كفرهم وهم في الدنيا إما بطمس أعينهم أو بتجميدهم تماما في مكانهم لكن يتركهم لينالوا جزاءهم في الآخرة بعد أن يختم على أفواههم وتكلمه أيديهم وأرجلهم بما كانوا يكسبون كما في السياق. لمسخناهم على مكانتهم: أي لجمدناهم في مكانهم. يسكن الرياح: أي لتتوقف عن جريها. فيظللن: أي الجوار في البحر وهي السفن. رواكد: سواكن وثوابت لا تجري. على ظهره: أي على ظهر البحر. صبار شكور: أي صبار في الضراء على قضاء الله شكور على نعمائه. وفي السياق صابر على مواجهة البحار وأهوالها شكور على فوائدها وما يستخرجه منها. يوبقهن: أي يغرق الجوار بعصف الرياح. بما كسبوا: أي جزاء على معاصيهم. ويعف عن كثير: كثير من الناس لا يغرقهم بذنوبهم. ويتجاوز عن كثير من الذنوب في الدنيا.

ب- والمصائب بإذن الله: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١١-٦٤) ما أصاب: أي ما أصاب أحدا أو أي شيء. ومن يؤمن بالله يهد قلبه: أي من يؤمن بالله وأن ما أصابه بقدره وإذنه ويصبر فسبحانه يهد قلبه ليزداد إيمانا وصبرا. والآية عامة: من يؤمن بالله يهد قلبه إلى الأفضل له. والله بكل شيء عليم: ومن ذلك علمه بالمصائب وبالقلوب.


     





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة