U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

العقاب في الحياة الدنيا-08-107

   

١٠٧- العقاب في الحياة الدنيا

(8/9)

٢١ث- لم تؤمن أية قرية من التي تم إهلاكها: مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ (٦-٢١) ذلك رغم المعجزات التي رأوها بأعينهم. أفهم يؤمنون: أي أيؤمن كفار قريش إن رأوها ؟ وهذا رد عليهم حين طالبوا برؤية معجزات كما جاء في الآية السابقة.

٢١ج- وواجهت حسابا عسيرا: وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكُرًا (٨-٦٥) فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا (٩-٦٥) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا (١٠-٦٥) عتت: أي عصت وأعرضت. فحاسبناها حسابا شديدا: كل قرية كفرت كانت تمر من الحساب الشديد أي كان الله لا يتجاوز عن سيئاتهم كما يفعل مع المؤمنين فيعذبهم بها في الدنيا عذابا نكرا ليذوقوا وبال أمرهم في الدنيا قبل الآخرة. وعاقبة أمرهم في الآخرة الخسران. نكرا: أي منكرا شنيعا فظيعا. وبال أمرها: أي عاقبة أمرها وكفرها. عاقبة أمرها خسرا: وهو كما في الآية التالية: أعد الله لهم عذابا شديدا في جهنم.

٢١ح- كانوا كافرين كعرب قريش: وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٥١-٥٤) أهلكنا: أي أمتنا بالعقاب. من مدكر: أي من يتعظ بما وقع للكفار والمشركين فتنفعه الموعظة.

٢١خ- رغم قوتهم دمروا عن آخرهم: فقرة ٢١ز١- ٢١ش-٢١ط٢- فصل الناس ٥٠-١٧ب (٦٩-٩)

١- أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا (٧٨-٢٨) يتعلق الأمر هنا بقارون. القرون: وهي هنا الأجيال. وأكثر جمعا: أي للمال ومتاع الدنيا.

٢- أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ (٦-٦) مكناهم في الأرض: أي مكناهم بالقوة والغلبة على غيرهم والرزق ... الخ. ما لم نمكن لكم: الخطاب انتقل هنا ليشمل كل من كانوا في زمان الرسول . كأنه يشهد المؤمنين الذين يستمعون إلى الوحي على ذلك. مدرارا: أي مطرا كثيرا متتاليا. وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم: هذا يدل على الخيرات التي كانوا فيها. فجري الماء دون انقطاع يدل على كثرته. والأنهار تجري دائما في أدنى مستوى من الأرض التي هي فيها. ومن " تحتهم " تعني تحت ما كانوا يملكون من أراضي وبساتين ... الخ. وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين: أي بعد هلاك كل قرن.

٣- وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمُ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا  (٧٤-١٩) وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا (٩٨-١٩) وكم أهلكنا قبلهم من قرن: هذا رد على الذين يتباهون بما هم فيه من النعيم. ورئيا: أي منظرا. وهو من الرؤية. هل تحس: أي هل تجد أو ترى. ركزا: أي صوتا خفيا. والمعنى: أهلكناهم عن آخرهم.

٤- وقطع دابرهم: (...) حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (٤٤-٦) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٤٥-٦) ظلموا: أي أشركوا وأجرموا. والحمد لله: هو الرضا بقضاء الله والشكر على نعمه في كل الأحوال. فمهما كانت حالة العبد فهو في نعم من الله. وهنا حمد الله على هلاك الظالمين المشركين.

٥- السير في الأرض للنظر كيف كانت عاقبة القرون القوية السالفة: فصل القرون القديمة ٥٣-٩

٢١د- لقد أمهلهم الله بعض الوقت: فقرة ١٣- فصل الابتلاء ١٠٦-٣د

وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (٤٨-٢٢) وَلَقَدُ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (٣٢-١٣) ظالمة: أي مشركة. أخذتها: أخذتها بالعقاب المميت. وإلي المصير: أي المصير لحساب أهلها.

٢١ذ- وأخبروا بمجيء العذاب: وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمُهْلَكِهِمْ مَوْعِدًا (٥٩-١٨) وتلك القرى: إشارة إلى القرى المدمرة. وكان بعضها معروفا لدى العرب وقريبا منهم. أهلكناهم: أي أهل القرى. كقوم هود وصالح ولوط وشعيب. ظلموا: وأعظم الظلم الشرك. لمهلكهم: أي لهلاكهم أو لوقت هلاكهم. موعدا: أي أخبرهم رسولهم بمجيء العذاب.

٢١ر- وأهلكوا:

١- لإسرافهم: وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ (٩-٢١) المسرفين: وهم هنا المشركون والظالمون. أهلكهم الله بعد تنجية الرسل ومن شاء.

٢- لذنوبهم: أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ (...) فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ (٦-٦) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمُ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (٣١-٣٦) وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (٣٢-٣٦) فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (٢١-٤٠)

أنهم إليهم لا يرجعون: أي كل من هلك لا يرجع إلى الدنيا بل سيأتي مع الكل إلى الله كما جاء في الآية التالية. كل: أي كل العباد وكل القرون. لما: إلا. كقوله تعالى: " إن كل نفس لما عليها حافظ "(٤-٨٦) جميع: أي مجموعون. فأخذهم الله: أي من كانوا قبل أهل مكة. أهلكهم الله بالعقاب على ذنوبهم. واق: أي من يقيهم ويدفع عنهم العذاب.

٣- لمكرهم: قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (٢٦-١٦) قد مكر الذين من قبلهم: وهذا يشير إلى أن مشركي قريش كانوا يمكرون ضد النبي ودعوته ويسعون إلى إضلال الناس كما جاء في الآية السابقة. القواعد: هي هنا أسس البناء وسواريه.

٤- لكفرهم: وَلَقَدْ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (٤١-٢١)(١٠-٦) وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ  (١٨-٦٧).فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (٣٤-١٦)( أي الذين من قبل أهل مكة ) وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (٤٥-٣٤) وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (٢٥-٣٥) ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (٢٦-٣٥)( أي الذين من قبل أهل مكة ) كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (٢٥-٣٩) فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (٢٦-٣٩) فحاق: فأحاط. ما كانوا به يستهزئون: وهو نزول العقاب سواء في دنياهم أم بعد موتهم أيضا. سيئات ما عملوا: فجزاء سيئاتهم سيئات لهم. معشار: هو العشر. ما آتيناهم: أي ما آتيناهم من نعم الدنيا. ومنها قوة الأبدان وطول الأعمار وكثرة الأموال. نكير: أي إنكاري عليهم بإهلاكهم. وبالزبر: أي الصحف المكتوبة. وبالكتاب المنير: وهو الكتاب الذي ينير الطريق إلى الله. وأعظم الكتب قبل القرآن: التوراة والإنجيل. أخذت: أي هنا أهلكت بالعقاب.

٥- لظلمهم: فقرة ٢١ذ (٥٩-١٨)

وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (١٣-١٠) ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (١٤-١٠) وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ (١١-٢١) كذلك: أي مثل هذا الإهلاك. المجرمين: وأعظم الجرم عند الله الشرك به. ظالمة: أي مشركة.

٢١ز- لقد حاولوا الفرار:

١- وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمُ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ (٣٦-٥٠) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (٣٧-٥٠)

أهلكنا: أي أمتنا بالعقاب. بطشا: أي قوة وأخذا. فنقبوا: أي فتشوا وطافوا يبحثون عن مهرب. محيص: أي مهرب من عذاب الله. لذكرى: أي عبرة يتذكر بها ... قلب: أي قلب يعقل به بسرعة. ألقى السمع وهو شهيد: أي من كان يسمع الذكرى وهو حاضر شاهد ليس بغافل.

٢- وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ (١١-٢١) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (١٢-٢١) لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (١٣-٢١) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (١٤-٢١) فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ (١٥-٢١) فكم قوم أنشأهم الله بعد قرية دمرت بكفر أهلها. ورغم ذلك لجؤوا هم أيضا إلى الشرك.

قصمنا: أهلكنا. وكم قصمنا: كثير من القرى حدث لها نفس الشيء. والقصم هو الكسر. ظالمة: أي مشركة. بعدها: والمعنى هو أن من جاؤوا بعد كل قرية أهلكت كانوا عالمين بما جرى لأهلها. أحسوا بأسنا: أي رأوا عذابنا آتيهم أو تيقنوا من وقوعه. إذا هم منها: أي من قريتهم. يركضون: يهربون بعجلة دون مشاورة أو راكضين دوابهم لأنهم كانوا على علم بما جرى لمن كان قبلهم. لا تركضوا وارجعوا إلى ...: هذا ليس مجرد كلام وإنما قول الله أنزله فجأة مجسدا بعذابه المحيط أمام الفارين ليمنعهم من الابتعاد عن القرية ويرغمهم على الرجوع من حيث هربوا. أترفتم: نعمتم. لعلكم تسألون: قال تعالى في آية أخرى: " وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكُرًا (٨-٦٥)" فلا ينزل الله عذابه على قوم حتى يحاسبهم وهم لا يدرون ليكون على مقدار ذنوبهم. فالسؤال والحساب من سننه سبحانه قبل العقاب. فكل قرية عتت عن أمر ربها يحاسبها حسابا شديدا لا عفو فيه عن أية معصية. وكل الذين حاولوا الفرار أرغمهم الله بسياط عذابه إلى الرجوع إلى مقر إهلاكهم حيث كانوا يشركون به لعلهم يدركون أنهم في ميدان حسابهم وسؤالهم. والغاية من السؤال هذا هي أن يعترفوا بجرائمهم قبل هلاكهم وفي مكان ترفهم وآلهتهم الباطلة ليكون كل ذلك شهيدا عليهم. وكل الكفار الذين أهلكوا اعترفوا كما جاء في الآية وقالوا " يا ويلنا إنا كنا ظالمين ". وعذاب الله هو الذي سألهم بطريقته الأليمة حتى سألوا أنفسهم بأنفسهم واعترفوا بالحق رغما عنهم. تلك دعواهم: وهي اعترافهم بظلمهم يرددون: يا ويلنا إنا كنا ظالمين مشركين مجرمين. حصيدا خامدين: أي كأنهم حصدوا بالمناجل مقطعة أجسامهم خامدين بلا حركة كما تخمد النار.

٢١س- كانوا يصرخون: كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (٣-٣٨) فنادوا ولات حين مناص: أي نادوا مستغيثين في حين ليس فيه مفر. نادوا: أي بصوت عال " لا وقت ( لنا ) حتى للجوء إلى مهرب ". وهذا يدل على سرعة إحاطة العقاب بهم. والحين هو الوقت أو فترة من الزمن على حسب الاستعمال. والمناص هو المهرب والملجأ. 

٢١ش- فلم يجدوا من ينصرهم: وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ (١٣-٤٧) حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْئَرُونَ (٦٤-٢٣) لَا تَجْئَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لَا تُنصَرُونَ (٦٥-٢٣) قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ (٦٦-٢٣) مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تُهْجِرُونَ (٦٧-٢٣) التي أخرجتك: أي أهل مكة الذين جعلوك تخرج منها. فخرج مضطرا وخفية لأنهم أرادوا قتله فهاجر إلى المدينة. أهلكناهم: أي أمتناهم بالعقاب. حتى إذا أخذنا مترفيهم ...: أي قلوبهم في غمرة من هذا ( أي من القرآن أو الحق الذي ذكر ) وسيظل مترفيهم كذلك حتى إذا أخذناهم بالعذاب ... مترفيهم: منعميهم. بالعذاب: عذاب لا ينجون منه لقوله تعالى: " إنكم منا لا تنصرون ". فهو إما عذاب هلاكهم كما حدث لبعضهم في بدر أو يوم موتهم أو عذاب الآخرة. فالآية صالحة لكل ذلك. يجئرون: يستغيثون بالله جهرا ويدعون. مستكبرين به: أي مستهزئين بالعذاب المذكور في آيات الله والذي لحقكم الآن. والاستهزاء من الاستكبار.

٢١ص- ولم تنفعهم آلهتهم الباطلة: فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمُ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (١٠١-١١)( يتعلق الأمر بالقرى القديمة التي جاءتها الرسل ) وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٢٧-٤٦) فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (٢٨-٤٦) أمر ربك: أي أمره بالعذاب. تتبيب: تخسير. لعلهم يرجعون: أي لعل أهل تلك القرى يرجعون إلى توحيد الله ودينه لكنهم أعرضوا فدمروا. فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة: أي فلولا نصرهم الذين اتخذهم المشركون آلهة ليقربوهم إلى الله. بل ضلوا عنهم: أي غابوا عن قلوبهم ولم يستنجدوا بهم في ذلك الحين لأنهم ليسوا بحق. فالناس في وقت الموت لا يدعون إلا الله.  وذلك إفكهم: أي اتخاذهم الأصنام آلهة لتقربهم إلى الله. إفكهم: كذبهم.

٢١ض- واعترفوا بظلمهم: فقرة ٢١ز٢

وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ (٤-٧) فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمُ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (٥-٧) بأسنا: عذابنا. قائلون: أي نائمون أو مستريحون بالظهيرة وهي القيلولة. ظالمين: والشرك بالله ظلم عظيم.

٢١ط- كان ذلك انتقاما من الله:

١- وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا (٤٧-٣٠) أجرموا: وأعظم الإجرام في حق الله الشرك به.

٢- وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (٦-٤٣) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (٧-٤٣) فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ (٨-٤٣) قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (٢٤-٤٣) فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (٢٥-٤٣) ومضى مثل الأولين: أي انتهت قصتهم وتركت عبر. قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون: أي أهل كل قرية أتاها نذير قالوا ذلك.

٢١ظ- تم إذلالهم: إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ (٥-٥٨)

٢١ع- وذاقوا وبال أمرهم: كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (١٥-٥٩) أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٥-٦٤) ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (٦-٦٤) الذين من قبلهم قريبا: أي قبل المنافقين وإخوانهم من أهل الكتاب الذين ذكروا قبل هذه الآية. ويتعلق الأمر بكل من ذاقوا وبال أمرهم قبل نزول هذه الآيات كمشركي قريش في بدر وإجلاء بني قينقاع. عذاب أليم: أي في الآخرة. وبال: هو العاقبة السيئة. بالبينات: أي بالحجج الواضحة. أبشر يهدوننا: أي أبشر يرشدوننا إلى الحق اليقين ؟ وتولوا: أي أعرضوا. واستغنى الله: أي استغنى عن إيمانهم. غني حميد: غني عن عبادة العالمين. حميد في ذاته يحمده الخلق لتفضله عليهم بنعم لا تحصى.

٢١غ- بعض مساكنهم ما زال قائما:

١- ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ (١٠٠-١١) ذلك: أي ما ذكر من أنباء القرى. قائم: أي قرى لا تزال قائمة سواء كانت خاوية أم معمورة. وحصيد: أي كما حصدته المناجل. وهي القرى المخربة.

٢- وأكثرها ظل مهجورا: وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمُ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ (٥٨-٢٨) وهذا استئناف في الرد على ما جاء في الآية السابقة أي على من يتمسك بما فيه من نعيم الدنيا ولا يؤمن بتوحيد الله. بطرت معيشتها: أي طغت بها وجهلت قيمتها تكبرا فلم تشكر الله عليها. والمقصود طبعا أهل القرية. من بعدهم: أي بعد هلاكهم بعقاب الله. نحن الوارثين: أي فظلت تلك القرى في ملك الله دون أن يخلفهم فيها أحد.

٣- وبعضها ما زال يسكن من بعد أهله: فقرة ٢٠ت

٢١ف- كان في ذلك عبرة للناس: فقرة ٢١ز١(٣٧-٣٦-٥٠)

١- أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُوْلِي النُّهَى (١٢٨-٢٠) أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ (٢٦-٣٢)القرون: أي هنا الأمم جيل بعد جيل. يمشون في مساكنهم: أي هؤلاء العرب يسافرون ويمرون على تلك المساكن. لآيات: أي دلائل قوية على وجود الله وعقابه وأفعاله. أفلا يسمعون: أي للقرآن سماع تدبر واتعاظ.

٢- وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا (٤٠-٢٥) ولقد أتوا: أي مشركو قريش. القرية: هي هنا سدوم قرية قوم لوط. كانت قريش في تجارتها إلى الشام تمر عليها. مطر السوء: أي مطر الحجارة المسومة. أفلم يكونوا يرونها: أي ليعتبروا. لا يرجون نشورا: أي لا يتوقعونه وبالتالي لا يأملونه لأنهم كافرون به. نشورا: أي بعثا.

٣- كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمُ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (٤٤-٢٣) فأتبعنا بعضهم بعضا: أي بالهلاك ومن تم إلى نفس المصير. ولم يبق منهم أحد. أحاديث: أي يتحدث عن قصتهم من جاؤوا بعدهم. فبعدا: أي إلى أسفل سافلين. إلى سجين قبل البعث ثم بعده إلى جهنم.


     





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة