U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

آدم-05

   

١١- آدم
(5/6)

٨- الدخول إلى الجنة

وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (٣٥-٢) وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (١٩-٧) وخلقت حواء قبل هذا الأمر. والجنة هنا جنة المأوى التي عند سدرة المنتهى في جوف الكرسي. أما جنة الخلد فهي في الآخرة خارج الكرسي تحت العرش مباشرة. وقلنا يا آدم – ويا آدم: أي بعد طرد إبليس من الجنة. رغدا: أي هنيئا بلا عناء. هذه الشجرة: يتبين من آيات أخرى أن الأكل من ثمار هذه الشجرة الغريبة يتسبب في نزع اللباس وكشف العورة. وكان إبليس يعلم بهذا المفعول. وسماها لآدم بشجرة الخلد ( وهي غير شجرة الخلد التي في جنة الخلد ). وقيل هي خاصة بالملائكة يأكلون منها والله أعلم ( دون شهوة أو جوع أو تمتع بأكلها ) فقط ليخلدوا إلى قيام الساعة. ربما لذلك قال إبليس لآدم: " وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (٢٠-٧) ". فربما كان آدم يرى الملائكة يأكلون منها فاستغل إبليس ذلك فكذب عليه. من الظالمين: من الظالمين بفعل شيء لا يحق لكما. أو من الظالمين أنفسهم بعصيان الله. من الخالدين: تجب اﻹشارة هنا إلى أن الله خلق أنواعا من اﻹنس لا يموتون حتى تقوم الساعة أي كالملائكة. فربما إبليس كان يقصد مثل هؤلاء والله أعلم. أنظر تفاصيل عن ذلك في كتاب قصة الوجود.

٩- تحذير آدم من الخطر الذي يشكله إبليس

فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (١١٧-٢٠) وكان آدم يرى الملائكة وإبليس. ولفظ الإشارة " هذا " يدل على ذلك. فالخلائق يرى بعضها بعضا في العالم العلوي. والحوار بين الله وإبليس وقع بعد خلق حواء لأنها أسكنت الجنة مع زوجها مباشرة بعد ذلك. الجنة: أنظر الفقرة السابقة. فتشقى: الآيتان التاليتان تبينان معنى الشقاء وأنه غير موجود في تلك الجنة. أي متوفر فيها المأكل والمشرب والملبس والجو المعتدل.

١٠- نعيم جنة المأوى

إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (١١٨-٢٠) وَإِنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (١١٩-٢٠) وهذه الجنة ليست جنة الخلد بل التي عند سدرة المنتهى، أي في أعلى الدنيا. أما الأخرى ففي الآخرة أعلى وأكبر. ألا تجوع فيها: ذلك فقط لوفرة المأكل فيها باستمرار. أما في جنة الخلد فلا يحس أهلها بالجوع ولا بالعطش أبدا حتى وإن لم يأكلوا ولم يشربوا ( لأنهم سيشربون من حوض رسول الله ويأكلون من كبد حوت قبل دخولهم الجنة جزاء على إيمانهم وأعمالهم. وأكلهم وشربهم فيها للتنعم فقط ). ولا تعرى: أي سيظل عليه لباسه ويتجدد بإذن الله ( طالما لم يعص الله ولم يأكل مما حرم عليه لكنه كان لا يعلم بضرر الشجرة المحرمة ). لا تظمأ: لا تعطش. ولا تضحى: لا تبرز لشمس ( أو أي مصدر حر آخر ) فيصيبك حرها. ولا شمس في تلك الجنة. ونورها من نور جوانب العرش وفيها ظلال متعددة ممدودة. أما جنة الخلد فنورها من نور وسط العرش.

١١- لكن إبليس تمكن من إغواء آدم وزوجته

فوسوس لهما: فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (١٢٠-٢٠) فوسوس إليه: أي كلمه بصوت خفي كحديث النفس لنفسها. أنظر كيف رغم طرده من الجنة في كتاب قصة الوجود. هل أدلك: هذا أول كلام الشيطان لآدم فيما يخص الشجرة لم يذكر فيه تحريمها وإنما أوصافها - وهذا مكر منه ليستدرج به آدم - سيريه شجرة عجيبة شجرة الخلد. فلما أرشده إليها وأخبره آدم بأن الله نهاه عن الأكل منها عقب الشيطان حينئذ بقوله: "مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (٢٠-٧)". وقيل إن الملائكة يأكلون منها ليخلدوا إلى قيام الساعة والله أعلم. وملك: أي تصبح على الدوام مالكا لنفسك لا تفتقر لأي شيء ولا لأي أحد. لا يبلى: لا يفنى ولا يزول. وإبليس هنا شيطان أي أصبحت له صفة الشياطين بعد أن عصى الله. أنظر معنى هذه الصفة في كتاب قصة الوجود.

فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (٢٠-٧) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (٢١-٧) ليبدي لهما ...: أي كأن النظر إلى العورة كان ممنوعا عليهما في تلك الجنة. وذلك بلباس من خلق الله ربما لا يمكن نزعه إلا بأمره. وكان إبليس يعلم مفعول الشجرة عليهما كما جاء في آية أخرى: " يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا (٢٧-٧)". ووري: أخفي وغطي. سوءاتهما: جسديهما. وما ووري منهما عوراتهما. قيل لأن إظهار العورة يسوء صاحبها. وقاسمهما: فلم يكن آدم يعلم أن من الممكن أن يكذب أحد عندما يقسم بالله لذلك صدق الشيطان.

وقادهما إلى اقتراف المعصية: فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ (٢٢-٧) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ (٣٦-٢) فدلاهما بغرور: أطمعهما وغرهما أي استعمل غروره ليجرهما إلى ما أراد. فأزلهما الشيطان عنها: والزلل كالزلق ضد الثبوت. فزلتهما بدأت عن الشجرة. ولم يمكثا في الجنة بعد الأكل منها.

١٢- فذاقا من الشجرة المحرمة

فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا (١٢١-٢٠) فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (٢٢-٧) سوءاتهما: يعني أجسامهما. والمقصود عوراتهما. فكانتا محجوبتين عنهما بلباس منيع. وطفقا: أي أخذا وشرعا. يخصفان: يلزقان أو يلصقان. وناداهما ربهما: والمناداة هنا ربما تبين بداية بعدهما عن الله لما عصياه. أي لم يكن كلاما قريبا منهما كما كان يكلمهما قبل ذلك. عدو مبين: أي عداوته ظاهرة وحقيقية.

١٣- ونسي آدم أمر ربه

أ- وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (١١٥-٢٠) عهدنا إلى آدم: أي وصيناه وأمرناه. من قبل: أي في الماضي أو قبل معصيته. فنسي: أي وقت معصيته زين له فعله فطار عقله. وهو لم ينس أمر الله إليه بل الشيطان كان يذكره به: " ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة ..." ولو كان قد نسي بالكلية أمر الله لما قال سبحانه: " ولم نجد له عزما ". عزما: حزما وصبرا.

ب- وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (١٢١-٢٠) فغوى: أي ضل بعصيانه.

١٤- فطردوا كلهم من تلك الجنة فقرة ١١ت

وَقُلْنَا اهْبِطُوا (٣٦-٢) قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا (١٢٣-٢٠) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا (٣٨-٢) اهبطا: أي الإنسان والجان. والهبوط هو من الجنة التي في أعلى الدنيا إلى عالم الكواكب.

١٥- بلاغ للناس

يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا (٢٧-٧) لا يفتننكم: لا يضلكم عن دين الله فتعصوا ربكم. أخرج أبويكم: أخرجهما بفعل وسوسته التي غرتهما. ولم يقل " أخرجكم " كما هو معهود في أساليب القرآن. فذرية آدم كانت ستكون في الأرض مهما كان الأمر والله أعلم. فالله خلق الأرض لها قبل خلق آدم. ينزع عنهما ...: أي تسبب في نزع لباسهما.

١٦- فالناس وإبليس أعداء

بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ (٣٦-٢) بعضكم لبعض عدو: أي العداوة بين الشياطين والإنس.

١٧- الأرض مستقر مؤقت

وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (٣٦-٢) قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (٢٥-٧) ولكم في الأرض: أي في عالم الكواكب تحت السماء الأولى. مستقر: أي مكان إقامتكم وهو كوكب اﻷرض. ومتاع: كل ما ينتفع به انتفاعا غير باق. إلى حين: أي إلى حين رجوعكم إلينا. قال فيها تحيون ...: أعيد فعل القول " قال " ربما لكون الخطاب بعده موجه خصوصا للإنس بينما قبله موجه للجن والإنس أو أنه من فنون أساليب الحكاية والله أعلم. أخبر الله هنا آدم بمستقر ذريته إلى حين قيام الساعة لأن يبدو أنه لم يكن على علم بذلك حتى طرد من الجنة. وكانت ستكون في الأرض مهما كان الأمر أي سواء أخرج هو من الجنة أم لم يخرج. فالله خلق ما في الأرض جميعا للناس قبل خلقه.

١٨- النجاة في اتباع طريق الله فصل الناس ٥٠-١٣أ

أ- قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٣٨-٢) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٣٩-٢) فإما يأتينكم: أي في حالة ما إذا أتاكم مني هدى. وهذا خطاب لآدم وزوجته فيما يتعلق بهما وبذرياتهما وخطاب أيضا لذرية إبليس عبره ( أما إبليس فقد أصبح شيطانا لا ترجى منه توبة لأنها منعت عنه بلعنة الله عليه ).

ب- فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (١٢٣-٢٠) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (١٢٤-٢٠) وفي عالم الأرض لا بد من هدى من الله لتجنب الضلال ومن تم الشقاء في الآخرة. ولم يكن الأمر كذلك لما أسكن آدم الجنة باستثناء اجتناب الشجرة المحرمة. فإما يأتينكم: أنظر الفقرة السابقة. معيشة ضنكا: أي ضيقة. ضيقة روحيا وبائسة. وتكون الروح كذلك أيضا بعد الموت وقبل البعث. ولدي تفسير إضافي غريب فصلته في كتاب قصة الوجود: أنفس الكفار في حياتهم الأولى توجد في الأرضين السفلية حيث قوالب الأرواح هناك صغيرة ضيقة والله أعلم. ونحشره يوم القيامة أعمى: التفسير في فصل ذكر الله ٧٦-١٨ح

١٩- توبة آدم وزوجته 

فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (٣٧-٢)( أي لقنه الله كلمات استغفار كيف يدعو ربه ليتوب عليهقَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٢٣-٧)

٢٠- فاجتباه الله وجعله نبيا في الأرض ( أي يتلقى الوحي من السماء )

ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (١٢٢-٢٠) اجتباه: قربه واصطفاه.

إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (٣٣-٣) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ (٣٤-٣) أنظر تفسير هذه الآية في فصل الرسل ١٠-٧أ


   





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة