U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

الجن-03

   

٤٩- الجن

(3/12)

٨- لقد عصى إبليس الله تعالى

٨أ- وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى (١١٦-٢٠)

٨ب- إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (٣١-١٥) إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (١١-٧)

٨ت- فقال له سبحانه: قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (٣٢-١٥) قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ (١٢-٧) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (٧٥-٣٨) ما منعك ألا تسجد: أي ما منعك إذ أمرتك بالسجود ألا تسجد. وربما لا يجوز أن تقول: "ما منعك إذ أمرتك أن تسجد" لأن الجملة هنا تصبح غير كاملة ومعناها مختلف. فدخول الظرف " إذ " بعد "ما" الاستفهامية يفرض زيادة اللام " النافية "على " أن" لتبقي نفس المعنى الذي في قوله تعالى في آية أخرى: " ما منعك أن تسجد (٧٥-٣٨)". وهذا كقوله تعالى: " ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن"(٩٣-٩٢-٢٠) إذ أمرتك: كان إبليس من الجن وأمر أيضا بالسجود لآدم. خلقت بيدي: واليدان هنا في بعد لا يعلمه إلا الله. وهذا تشريف للناس أن خلق أباهم آدم بيده. أما الملائكة فثبت في الصحيح أنهم خلقوا فقط بقوله تعالى كن. أنظر التفاصيل في كتاب قصة الوجود. العالين: أي الذين لهم درجة عالية. ويبدو والله أعلم أن الكروبيين الذين يحملون العرش ومن حوله وهم العالون لم يسجدوا لآدم لأنهم لم يؤمروا بذلك لكونهم في عالم آخر لا علاقة لهم بالناس ولا بعالم الدنيا والآخرة. فهم بعيدون عن كل ذلك. وما سجد لآدم إلا ملائكة السماوات السبع. ومن ضمنهم جبريل وميكائيل والله أعلم.

٨ث- لكنه استكبر: فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (٣٤-٢) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (٧٤-٣٨)(......) ...... قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (٧٦-٣٨) قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (٣٣-١٥) إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (٦١-١٧) أي من طين.

من الكافرين: فعصيان أمر الله كفر. وكان من الكافرين: أي كان في علم الله من الكافرين وأصبح مشهودا منذ امتناعه عن السجود. خير منه: أي من آدم. فجعل إبليس الخيرية في نوع المصدر الذي خلق منه فاستكبر ولم يعلم أن خلق آدم كان أشرف منه. خلقه الله بيديه ونفخ فيه من روحه. ولو كان إبليس غير متكبر لامتثل لأمر الله له في جميع الأحوال.

٨ج- وتمرد وكفر: فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ (٥٠-١٨) إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَانِ عَصِيًّا (٤٤-١٩) وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (٢٧-١٧)

ففسق ...: أي خرج عن إطاعة أمر ربه. للرحمان عصيا: وبالتالي الشيطان بعصيانه للرحمان يأمر بما يبعد عن رحمته.

٩- قصة إبليس مع آدم وزوجه

أ- لقد أخبر الله آدم عن نوايا إبليس السيئة: فصل آدم ١١-٩

ب- لكن الشيطان قاده وكذا زوجته إلى الأكل من الشجرة المحرمة: فصل آدم ١١-١١أ-١١ب

ت- وكان ذلك سببا في خروجهما من الجنة: فصل آدم ١١-١١ت

ث- وطُردا منها: فصل آدم ١١-١٤

ج- ووحدهم الذين يتبعون هدى الله سينجون سواء من ذرية آدم أم من ذرية إبليس: فصل آدم ١١-١٨أ-١٨ب

١٠- لقد أمهل الله إبليس أن يعمل على شاكلته

١٠أ- طلب من الله أن يمهله إلى يوم البعث ( وكان مؤمنا بالبعث ): قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (١٤-٧) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (١٥-٧) قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (٧٩-٣٨) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (٨٠-٣٨) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (٨١-٣٨) أنظرني: أخرني وأمهلني. يوم يبعثون: أي يوم يبعث بنو آدم كما يفهم من الآيات التالية: قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمُ أَجْمَعِينَ (٨٢-٣٨). المنظرين: وهم الذين لن يموتوا حتى تقوم ساعة فناء السماوات والأرض. وهم كل الملائكة ومن شاء الله مما لا نعلم. وكان إبليس عند الله من المنظرين قبل أن يسأله ذلك.

١٠ب- وتحدى الله بأن يغوي بني آدم:

١٠ب١- قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (٦٢-١٧) أرأيتك ...: أي أترى هذا الذي ... لأحتنكن ذريته: لأستولين عليها ولأستأصلنها بالإغواء. إلا قليلا: يعني بذلك المؤمنين المخلصين. فهذا يدل على أن إبليس كان يتوقع أن أكثر الناس لا يؤمنون. أنظر تفاصيل عن مختلف أنواع الإنس التي سبقت بني آدم وأفسدت في الكواكب الأخرى في كتاب قصة الوجود. فأراد اللعين أن يتخذ كل الكافرين من نصيبه كما هو مفسر في الفقرة التالية.

١٠ب٢- ويضل أكبر عدد منهم: وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (١١٨-٤) فقرة ١٠ب١  - نصيبا: أي عددا من عباد الله يكونون من نصيبه يعني تحت ولايته. مفروضا: وفي النصيب المفروض كل الكافرين. وليس له سلطان في اختيار الإنسان بين الإيمان والكفر. لكن إذا كفر يصبح بالرغم عنه تحت سلطانه. أي يفرض عليه.

١٠ب٣- وأقسم على ذلك: قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمُ أَجْمَعِينَ (٨٢-٣٨) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (٨٣-٣٨) فبعزتك: أقسم الشيطان بعظمة الله وقوته وعزته. لأغوينهم: أي لأضلنهم بتزيين المعاصي لهم.

١٠ب٤- ويضلهم إلى حد يجعلهم يغيرون خلق الله: وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ (١١٩-٤)

ولأمنينهم: أي سألقي في قلوبهم الأماني المخدوعة والوعود الكاذبة لأبعدهم عن دينك. فليبتكن: أي سيقطعن أو سيشقن. والقصد من ذلك هو أن يجعلوا تلك الأنعام محررة للأصنام كالبحيرة والسائبة والوصيلة. فليغيرن خلق الله: يدخل هنا الخروج عن الفطرة التي فطر الناس عليها وتشويه أجسام الناس والحيوان بما فيها قطع أعضاء حيوية كخصي الدواب والعبيد ... وإفساد الأرض.

١٠ب٥- ويزين لهم في الأرض: قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمُ أَجْمَعِينَ (٣٩-١٥) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (٤٠-١٥)

بما أغويتني ...: أي بما أنك جعلتني غاويا مبعدا عن صراطك بلعنتك علي ( كما جاء في الآيات السابقة ) سأعمل أنا أيضا على إغواء بني آدم. أو بما أنك بينت عصياني بأمرك لي بالسجود لآدم وأنت تعلم أنني لن أسجد ... لأزينن لهم: أي لأزينن لهم المعاصي. ولأغوينهم: لأضلنهم بتزيين المعاصي لهم.

١٠ب٦- وينقض عليهم من كل جانب: قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (١٦-٧) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (١٧-٧) أغويتني: أنظر الفقرة السابقة. لأقعدن لهم: أي لأترصدنهم لأحول بينهم وبين طريقك المستقيم إلى الجنة فأجعلهم يميلون عنه. من بين أيديهم: أي من أمامهم فيعرفون طريقي فيتبعونه. ومن خلفهم: أي من ورائهم ومن الجهة التي لا يعرفون أنني فيها فيتبعوني وهم لا يدرون. وعن أيمانهم: من الجهة التي يثقون فيها أو تظهر لهم أنها الحق فيتبعوني. وعن شمائلهم: أي من الجهة التي لا يثقون فيها أو تظهر لهم أنها باطلة فيتبعوني. شاكرين: أي لنعمك. وأول الشكر الإيمان ثم الأعمال. أي قال الشيطان: ستجد أكثرهم كافرين فاسدين عاصين.

١٠ت- فأعطاه الله حرية التصرف: قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا (٦٣-١٧) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ (٦٤-١٧) موفورا: وافرا أي كافيا وأكثر. واستفزز: استخف واستعجل. بصوتك: بوسوستك وكل ما يدعو إلى معصية الله. وأجلب عليهم: أي سقهم. بخيلك ورجلك: أي بسرعتك أو بتمهل. وشاركهم في الأموال والأولاد: أي كالربا والأموال الباطلة والسرقة ... وأولاد الزنا. أي اجعلهم يتبعونك في ذلك. وعدهم: أي عدهم بالوعود الكاذبة التي تزين لهم المعاصي. وهذه ليست أوامر من الله إلى الشيطان بل أعلمه بأنه سبحانه سيتركه يفعل ما يريد في إطار ما حدد له.

١١- لقد لعن الله إبليس وطرده من الجنة

أ- قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (١٣-٧) قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمُ أَجْمَعِينَ (١٨-٧) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (٣٤-١٥) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (٣٥-١٥) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (٧٨-٣٨) فقرة ٢٨أ. فاهبط منها: أي من الجنة التي في أعلى الدنيا كما في قوله تعالى: " قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا (٣٨-٢) ". الصاغرين: الذليلين. ولها أيضا معنى آخر في عالم الغيب: أي ستكون في الأرض السابعة حيث الأجسام هناك لها أصغر حجم والله أعلم. مذءوما: مذموما معيبا ممقوتا. رجيم: أي ستموت بالرجم. وسيتحقق ذلك يوم الفناء لأن الشيطان طلب من الله أن ينظره. لعنتي: وهي الطرد من رحمتي ومنها الإبعاد الكلي والأبدي عن الجنة. إلى يوم الدين: أي هو ملعون في الدنيا قبل الآخرة. فلا توبة له فيها أبدا. مصيره جهنم منذ تمرده.

ب- لَعَنَهُ اللَّهُ (١١٨-٤)


     





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة