U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

بنو إسرائيل-17-55

   

٥٥- بنو إسرائيل

(17/18)

١٦- الأشرار منهم فصل أهل الكتاب ٥٤-١٧

١٦أ- يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم: أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (٤٤-٢) بالبر: أي بأعمال التقوى. الكتاب: هو هنا التوراة. فأمرهم الله في الآية قبل هذه بأن يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ويركعوا مع الراكعين ولا يلبسوا الحق بالباطل.

١٦ب- لا يتناهون عن المنكر: كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (٧٩-٥) لا يتناهون: أي لا ينهى بعضهم بعضا. منكر: هو كل ما ينكره الشرع بالنهي عنه. ويعم كل المعاصي.

١٦ت- بل بعضهم لا يرى فائدة من ذلك: وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمُ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (١٦٤-٧) في قصة القرية التي اعتدت في السبت. أمة: أي هنا مجموعة. لم تعظون قوما: أي لم تنهونهم عن فعل ما يفعلون ؟ قوما: يقصدون بهم فريقا منهم. الله مهلكهم أو معذبهم: أي لم تعظونهم وتعلمون أن الله سيهلكهم أو سيعذبهم لأنهم اعتدوا في السبت. معذرة إلى ربكم: أي نهينا لهم هو عذرنا أمام الله. فقد أمرنا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ولعلهم يتقون: أي ولعل هؤلاء المعتدين يقلعون عما يفعلون ويتوبون إلى الله ويخشونه. فكانوا ثلاث فرق: فرقة تعتدي في السبت. وفرقة تنهاهم عن ذلك. وفرقة لا تعتدي ولا تنهى.

لكن الله عاقبهم: فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (١٦٥-٧) فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (١٦٦-٧) نسوا ما ذكروا به: أي تناسوا عمدا موعظة الآخرين ولم يعملوا بها. ظلموا: أي ظلموا أنفسهم بعصيان أمر الله وتعاليمه. بئيس: أي شديد. عتوا: أي استعصوا. عن ما نهوا عنه: وهو الاعتداء في السبت. كونوا قردة: هذا أمر بمسخ تلك الفرقة إلى قردة. خاسئين: أي مبعدين ذليلين حقيرين. والآيتان تبينان أن الله عذبهم في الأول عذابا شديدا نجا منه فقط الذين ينهون عن السوء. وشمل المعتدين في السبت والساكتين عن النهي عن المنكر. فهؤلاء أيضا نسوا ما ذكرهم به الواعظون بضرورة النهي عن المنكر لأن لماذا سيذكر الله الحوار بين الواعظين والساكتين دون أن تكون له تبعات ؟ أما المسخ إلى قردة فحدث فعلا لأنه أتى بعد العذاب الأول ولم يصب إلا الذين عتوا عن ما نهوا عنه أي المعتدين في السبت بعد تكبرهم وتعنتهم رغم رؤيتهم لذلك العذاب.

١٦ث- يتولون الكافرين: تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمُ أَنفُسُهُمُ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (٨٠-٥) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (٨١-٥) ترى كثيرا منهم: أي من بني إسرائيل أو من كفارهم. وهذا استئناف في أوصاف معاملاتهم. يتولون: أي يتحدون ويصاحبون. الذين كفروا: أي المشركين والمنافقين كما كان أكثر يهود المدينة يفعلون. لبئس ما قدمت لهم أنفسهم: أي بئس ما سولت وزينت لهم أو قدمت لهم كجزاء يوم الحساب. سخط: غضب. والنبي: هو محمد . ما اتخذوهم أولياء: فيحرم على المؤمنين أن يتخذوا الكافرين أولياء.

١٦ج- مسرفون: وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (٣٢-٥) لمسرفون: أي متجاوزون حدود الله فيعملون كل المناكر ويقتلون بغير حق.

١٦ح- يكيدون لإشعال الحرب ويفسدون في الأرض: كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (٦٤-٥) أوقدوا نارا للحرب: خصوصا حرب النبي . ونار الحرب هي ما يجعلها تكون أي أسبابها ومعداتها. أطفأها الله: أي أبطل كيدهم وأخمد أسباب الحرب. ويسعون في الأرض فسادا: أي ينشرون الفساد فيها.

١٦خ- يأكلون الأموال بالباطل: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (١٦٩-٧) من بعدهم: أي بعد كل المذكورين. والمقصود بعد الذي أصابهم من الله. أي الرجفة والحكم بالتيه في زمن موسى عليه السلام والرجز من السماء في زمن يوشع بن نون والعذاب والمسخ إلى قردة خاسئين للذين اعتدوا في السبت والأذان الخطير الذي تأذن به الله ببعث من يسومهم سوء العذاب والتقطيع في الأرض والابتلاء. فعرض الله كل ذلك ليبين أن خلفهم لم يتعظ. الكتاب: التوراة هنا. يأخذون عرض هذا الأدنى: أي يأخذون بالباطل والحرام ما يعرض عليهم من متاع الدنيا. سيغفر لنا: هذا قولهم ينسبونه إلى ما عندهم من التوراة. وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه: أي يعودون كل مرة لأخذ ما أخذوه من عرض الدنيا المحرم مع رجائهم في المغفرة. ميثاق الكتاب: أي الإيمان بالتوراة يلزمهم بما فيها. أن لا يقولوا على الله إلا الحق: فقد قالوا باطلا في ما يخص غفران ذنوبهم. فكيف يغفر الله لمن يصر على الذنب ويزعم مسبقا أنه سيغفر له ؟ ودرسوا ما فيه: أي قرأوه وفهموه جيدا. فقرة ١٦د-١٦ذ

١٦د- والسحت: فصل أهل الكتاب ٥٤-١٧د

أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ (٤٢-٥) للسحت: أي للمال الحرام كالربا والرشوة وكل الأموال التي تأتي بالباطل والظلم.

١٦ذ- والربا: وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمُ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ (١٦١-٤) بالباطل: أي بالرشوة عند الحكام والربا ..... الخ

١٦ر- لقد اعتدى قوم منهم في السبت: أنظر القصة : فقرة ١٦ر٣

١- وقد أمروا أن يطيعوا أمرالله فيه: فقرة ٣ب٣ (١٥٤-٤)

٢- وفُرض على الذين اختلفوا فيه: إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (١٢٤-١٦) إنما جعل السبت ...: أي لم يفرض السبت في ملة إبراهيم عليه السلام لأن الآية جاءت بعد ذكره. ولم يفرض إلا على هؤلاء. السبت: هو هنا الاستراحة المفروضة من كل عمل يجلب فقط نفعا دنيويا. فعقابا لهم على اختلافهم فيما جاء به موسى ومنه كما قيل عدولهم عن تعظيم ما أمروا به أي يوم الجمعة حرم عليهم كل عمل يوم السبت الذي فضلوه على سواه إلا التفرغ لعبادة الله. على الذين اختلفوا فيه: أي فرض السبت على الذين اختلفوا فيه فأصبح واجبا عليهم وعلى من اتبعهم. من لم يلتزم منهم بما أمر الله فيه عوقب في الدنيا أو في الآخرة.

٣- الذين اعتدوا في السبت مسخهم الله إلى قردة: وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (٦٥-٢) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (٦٦-٢)(...) أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ (٤٧-٤) ولقد علمتم: أي ولقد علمتم أيها اليهود. الذين اعتدوا منكم في السبت: هم أهل قرية أيلة الذين تحايلوا على اصطياد السمك يوم السبت وهم يعلمون أن ذلك لا يجوز. كونوا قردة: هذا أمر بمسخ تلك الفرقة إلى قردة. خاسئين: أي مبعدين ذليلين حقيرين. فجعلناها: أي القردة أو العقوبة تلك. لما بين يديها: أي لمن شاهدها. وما خلفها: أي لمن جاء بعدهم من الأمم. نلعنهم: أي نطردهم من رحمتنا. وهذا خطاب لأهل الكتاب يهددهم إن لم يؤمنوا بالقرآن ( أنظر هذه الآية الأخيرة بكاملها وتفسيرها في فصل التنبؤات ٤٤ - ب٧ ).

قصة القرية التي اعتدت في السبت: وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (١٦٣-٧) حاضرة البحر: أي بقرب البحر. يعدون في السبت: أي يعتدون على حرمته. شرعا: أي تلك الحيتان كانت تأتي ظاهرة على الماء وكثيرة. ويوم لا يسبتون: أي في الأيام الأخرى غير السبت. فمن دخل في السبت فقد أسبت. كذلك نبلوهم: أي نبلوهم بتلك الطريقة لأنهم كانوا فاسقين. فمن لم يطع الله قد يتعرض لمثل هذا الابتلاء.

١٦ز- يتعاطون السحر: فصل السحر ٩٨-٢-٣-٤-٥ (١٠٣-١٠٢-٢)

١٦س- أعمال سيئة أخرى قاموا بها: أنظر فصل بنو إسرائيل بكامله وخصوصا مواقفهم تجاه الله والميثاق والكتب والأنبياء.

١٦ش- في الحقيقة لا يظلمون إلا أنفسهم:

وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (١٦٠-٧) وما ظلمونا: أي ما ضرونا بكفرهم النعمة. يظلمون: يظلمون بكفرهم بنعم الله عليهم.

وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٥٧-٢) يظلمون: ومن ذلك اتخاذهم العجل ورفضهم الإيمان بموسى حتى يروا الله جهرة مع أنهم رأوا من الآيات ما فيه بلاء مبين.


     





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة