U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

21- تفسير سورة الأنبياء من الآية 1 إلى الآية 20

   

21- تفسير سورة الأنبياء من الآية 1 إلى الآية 20

بسم الله الرحمن الرحيم


اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ( ١-٢١ ) مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ( ٢-٢١ ) لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ( ٣-٢١ ) قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ( ٤-٢١ )

( ١-٢١ ) محمد ﷺ ٣ ٩-٣٦أض٨ . طبيعة الكافرين ٦٢-١٢أ . الساعة ١١١-٧ب . يوم الحساب ١١٤-٦-١٠ . ( ٢-٢١ ) الناس ٥٠-١٢د . ذكر الله ٧٦-١٦أ . الساعة ١١١-٧ب . ( ٣-٢١ ) محمد ﷺ ٣ ٩-٣٦أر . الناس ٥٠-١٢د . ذكر الله ٧٦-١٦أ . الساعة ١١١-٧ب . القرآن ٩-٤٢ظ١ . ( ٤-٢١ ) محمد ﷺ ٣ ٩-٣٦أر . العليم ١ ( ٣٩ ) ٧ت . السميع ١ ( ٤٩ ) ١أ . الأسماء المقترنة ١ ( ٧٩ ) ٢٥

اقترب للناس حسابهم: والاقتراب يعني أن ما بقي من الزمن أقل مما مضى. أنظر في كتاب قصة الوجود تفسيرا آخر عن الاقتراب بأنه يعني على الأقل أن نصف مدة قد مضت وهي هنا في زمن الرسول ﷺ مدة عمر البشرية من بدايتها إلى نهايتها. وهم في غفلة: أي قلوبهم لاهية. من ذكر: وآخر ذكر هو القرآن الذي كان ينزل تدريجيا. محدث: جديد. وأسروا النجوى: أي تناجوا فيما بينهم خفية. الذين ظلموا: وهم المشركون. أفتأتون السحر وأنتم تبصرون: أي أتقدمون على اتباع القرآن وأنتم تعون أنه ليس إلا سحرا من قبل بشر مثلكم ؟ قال ربي: أي الرسول ﷺ . وفي قراءة: " قل ". أخبر الله عن رد رسوله ﷺ على المشركين. القول: ومن ذلك ما يسرون بعضهم لبعض عن النبي ﷺ والقرآن. السميع العليم: صفتان لله تعالى في هذا المقام. فالله يعلم القول في السماء والأرض قبل أن يقال ومنذ الأزل. ويسمعه حين يقال.


● بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ ( ٥-٢١ )

محمد ﷺ ٣ ٩-٣٦أذ-٣٦أض٢ . القرآن ٩-٤٢ض٢-٤٢ط

أضغاث أحلام: تخالط أحلام. الأولون: أي الرسل الأولى.


● مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ ( ٦-٢١ )

الناس ٥٠-٣٨ت . العرب في مرحلة الوحي ٥٩-٣ذ . العقاب في الحياة الدنيا ١٠٧-٢١ث

لم تؤمن أية قرية من التي تم إهلاكها رغم المعجزات التي رأوها بأعينهم. أفهم يؤمنون: أفهم يؤمنون إن رأوها هم ؟ وهذا رد عليهم حين طالبوا برؤية معجزات كما جاء في الآية السابقة.


● وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا يُوحَى إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ( ٧-٢١ ) وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ ( ٨-٢١ ) ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ ( ٩-٢١ )

( ٧-٢١ ) الله يخاطب الكافرين ٦٥-٦ب . ( ٨-٢١ ) الموت ١١٠-٥ت . الرسل ١٠-٢٢ . ( ٩-٢١ ) طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أح . العقاب في الحياة الدنيا ١٠٧-٢١ر١ . الرسل ١٠-٤٢ح . مشيئة الله ١ ( ٣٤ ) ٤٣ . وعد الله ١ ( ٦٣ ) ٣ب

فاسألوا أهل الذكر: هذا خطاب فقط للكافرين. وأهل الذكر هم علماء أهل الكتاب وأهل العلم. وما كانوا خالدين: أي في الأرض. ( فالرسل الآن أحياء في السماوات ) . أ ما الملائكة فلا يموتون حتى تقوم الساعة. فأنجيناهم: أي الأنبياء والرسل. ومن نشاء: أي من المؤمنين ومن غيرهم مما شاء الله. المسرفين: وهم هنا المشركون والظالمون.


● لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ( ١٠-٢١ )

الناس ٥٠-٤٢ . الله يخاطب الكافرين ٦٥-٤ب . القرآن ٩-٢٢ر

فيه ذكركم: أي به تذكرون الله وأوامره ونواهيه. أفلا تعقلون: أفلا تعقلون أن باتباع هذا الذكر ستنجون من عذاب الله ؟


وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ ( ١١-٢١ ) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ ( ١٢-٢١ ) لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ( ١٣-٢١ ) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ( ١٤-٢١ ) فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ( ١٥-٢١ )

( ١١-١٢-٢١ ) العقاب في الحياة الدنيا ١٠٧-١١-٢٠ت-٢١ر٥-٢١ز٢ . ( ١٣-٢١ ) الله يخاطب الكافرين ٦٥-١٨ذ . العقاب في الحياة الدنيا ١٠٧-٢٠ت-٢١ز٢ . ( ١٤-٢١ ) العقاب في الحياة الدنيا ١٠٧-٢١ز٢ . ( ١٥-٢١ ) الأمثال ٤٦-٣١ . العقاب في الحياة الدنيا ١٠٧-٢١ز٢

فكم من قوم أنشأهم الله بعد قرية دمرت بكفر أهلها. ورغم ذلك لجؤوا هم أيضا إلى الشرك. وكم قصمنا: كثير من القرى حدث لها نفس الشيء. قصمنا: أهلكنا. والقصم هو الكسر. ظالمة: أي مشركة. بعدها: والمعنى هو أن من جاؤوا بعد كل قرية أهلكت كانوا عالمين بما جرى لأهلها. أحسوا بأسنا: أي رأوا عذابنا آتيهم أو تيقنوا من وقوعه. إذا هم منها: أي من قريتهم. يركضون: يهربون بعجلة دون مشاورة أو راكضين دوابهم لأنهم كانوا على علم بما جرى لمن كان قبلهم. لا تركضوا وارجعوا إلى ...: هذا ليس مجرد كلام وإنما قول الله أنزله فجأة مجسدا بعذابه المحيط أمام الفارين ليمنعهم من الابتعاد عن القرية ويرغمهم على الرجوع من حيث هربوا. أترفتم: نعمتم. لعلكم تسألون: قال تعالى في آية أخرى: " وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكُرًا ( ٨-٦٥ ) " فلا ينزل الله عذابه على قوم حتى يحاسبهم وهم لا يدرون ليكون على مقدار ذنوبهم. فالسؤال والحساب من سننه سبحانه قبل العقاب. فكل قرية عتت عن أمر ربها يحاسبها حسابا شديدا لا عفو فيه عن أية معصية. وكل الذين حاولوا الفرار أرغمهم الله بسياط عذابه إلى الرجوع إلى مقر إهلاكهم حيث كانوا يشركون به لعلهم يدركون أنهم في ميدان حسابهم وسؤالهم. والغاية من السؤال هذا هي أن يعترفوا بجرائمهم قبل هلاكهم وفي مكان ترفهم وآلهتهم الباطلة ليكون كل ذلك شهيدا عليهم. وكل الكفار الذين أهلكوا اعترفوا كما جاء في الآية وقالوا " يا ويلنا إنا كنا ظالمين ". وعذاب الله هو الذي سألهم بطريقته الأليمة حتى سألوا أنفسهم بأنفسهم واعترفوا بالحق رغما عنهم. فما زالت تلك دعواهم: وهي اعترافهم بظلمهم فظلوا يرددون: يا ويلنا إنا كنا ظالمين مشركين مجرمين. حصيدا خامدين: أي كأنهم حصدوا بالمناجل مقطعة أجسامهم خامدين بلا حركة كما تخمد النار.


● وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ( ١٦-٢١ ) لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ ( ١٧-٢١ ) بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ( ١٨-٢١ )

( ١٦-١٧-٢١ ) الخالق ١ ( ١٩ ) ١٣ . ( ١٨-٢١ ) الشرك ٥٧-٣٧ن . الله يخاطب الكافرين ٦٥-٢-٢٢ . الخالق ١ ( ١٩ ) ١٣

لاعبين: عابثين. أي إن الخلق كله ليس في المستوى الذي يلهي الله . وعلى أية حال فهو لا يلعب، سبحانه . ونفى ذلك بلفظ "لو". من لدنا: من عندنا. نقذف: نرمي. بالحق: كل ما يصدر عن الله هو الحق سواء في خلقه أم في كلامه. لا لعب فيه ولا عبث. وما خلق السماء والأرض إلا ليظهر الحق. أي ليظهر ما أراد على ما لا يريد. الباطل: هو من فعل الشيطان والنفوس الخبيثة والمعتقدات الفاسدة الباطلة. فيدمغه: فيمحقه ويهلكه ويكسره. زاهق: ذاهب مضمحل لا يستقر. الويل: العذاب والشقاء. مما تصفون: أي بأن لله شريكا أو ولدا أو صاحبة.


وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ ( ١٩-٢١ ) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ ( ٢٠-٢١ )

القرآن والعلم ٤٥-١٠أ . الملائكة ٢-٣ج . الغني ١ ( ٣٢ ) ١ . عند الله ١ ( ٦٦ ) ٦**

وله من في السماوات والأرض: وهم الملائكة وكثير من الجن والإنس جبلوا أيضا على عبادة الله في كواكب أخرى. أنظر تفاصيل عن ذلك في كتاب قصة الوجود. ومن عنده: أي خارج حلقة الكرسي كحملة العرش ومن حوله. ولا يستحسرون: لا يعيون ولا يملون. يسبحون: ينزهون الله عن كل نقص بتعظيمه بكلمات التسبيح وذكر أسمائه الحسنى. الليل والنهار: وتوجد ظاهرة الليل والنهار في السماوات أيضا وعند الله باستثناء عالم الآخرة ( وليل هذه الظاهرة يدوم خمسمائة سنة ونهارها كذلك. أما جنة الخلد فيومها يدوم ألف سنة ليس فيها ليل ) . لا يفترون: لا يقصرون ولا يضعفون ولا ينقطعون. ولا يشغلهم عن التسبيح العمل والكلام والرسالة.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة