U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

21- تفسير سورة الأنبياء من الآية 95 إلى الآية 112

   

21- تفسير سورة الأنبياء من الآية 95 إلى الآية 112

وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ( ٩٥-٢١ ) حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ ( ٩٦-٢١ ) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ ( ٩٧-٢١ )

( ٩٥-٩٦-٢١ ) العقاب في الحياة الدنيا ١٠٧-١٦ث . الساعة ١١١-١٢ح٢ . ( ٩٧-٢١ ) الساعة ١١١-١٢ح٢ . يوم الحساب ١١٤-٤٨ض

وحرام: أي ممنوع أو مستحيل. أهلكناها: أهلكناها بتدميرها وموت أهلها. أنهم لا يرجعون: أي مستحيل أن لا يرجعوا إلينا للحساب والجزاء. على قرية: يتبين هنا أن أهل كل قرية سيحشرون مجتمعين أمام الله للحساب. وسيبقى هذا الأمر منتظرا حتى تفتح يأجوج ومأجوج فيقترب حينئذ الوعد الحق. يأجوج ومأجوج: هم قوم مفسدون حبسهم ذو القرنين وجعل بينهم وبين الناس ردما. حدب: أي الأرض الغليظة المرتفعة. ينسلون: يسرعون ( أي في مشيهم ) . ومن كل حدب لكثرتهم. واقترب الوعد الحق: أي بزمن بعد خروج و هلاك يأجوج ومأجوج. ومع اقتراب الوعد الحق تبدأ أهوال الساعة شيئا فشيئا على الكافرين وحدهم وتشخص أبصارهم لذلك. أما المؤمنون فسيكونون قد ماتوا قبل الأهوال. فالآية تتكلم فقط عن الذين كفروا. ونشير أن عيسى عليه السلام سينزل قبل خروج يأجوج ومأجوج بسنوات معدودة وببركة دعائه يهلكون. وفي الآية نلاحظ أن بعدهم سيقترب الوعد الحق. والاقتراب يشير إلى مرور نصف مدة معينة ( أنظر تفاصيل في كتاب قصة الوجود ) . وهي في سياق هذه الآية نصف المدة التي بين خروج يأجوج ومأجوج وبين ساعة الفناء. يومها تطلع الشمس من المغرب. فكون الكفار يصيحون حينها بالويل يدل على أنهم علموا أن باب التوبة أغلق. شاخصة: أي لا تغمض ولا ترمض من هول ما ترى. ظالمين: أي كافرين مشركين.


● إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ( ٩٨-٢١ ) لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ ( ٩٩-٢١ ) لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ ( ١٠٠-٢١ )

( ٩٨-٢١ ) الشرك ٥٧-٣٧م . طبيعة الكافرين ٦٢-٢٢أخ . الله يخاطب الكافرين ٦٥-٢-٢٢ . جهنم ١١٥-أ٧ت . ( ٩٩-٢١ ) الشرك ٥٧-٣٧م . جهنم ١١٥-ب١٠ث-ب٥٦ث-ت٥ . ( ١٠٠-٢١ ) جهنم ١١٥-ب٢٣-ب٣٦

حصب: وقود. واردون: داخلون. هؤلاء: أي الآلهة الباطلة. يعني الأصنام فهي من حصب جهنم والشياطين وكل من اعتبر نفسه إلها كفرعون وغيره. أما الملائكة وعيسى وغيرهم من المؤمنين الذين عبدهم الناس فهم عن النار مبعدون. ما وردوها: أي ما دخلوها. زفير: هو صوت إخراج شديد للنفس من الصدر. لا يسمعون: فالله سيصممهم ما داموا في حفرة من حفر النار .


● إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ( ١٠١-٢١ ) لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ ( ١٠٢-٢١ )

( ١٠١-٢١ ) الشرك ٥٧-٣٧م . الله يخاطب الكافرين ٦٥-٢٢ . طبيعة المؤمنين ٧٠-٣٩خ . الجنة ١١٧-ت١ . الكتاب الخالد ٣-١٥ب . ( ١٠٢-٢١ ) جهنم ١١٥-أ١٠أ . الجنة ١١٧-ت١-ت٤٤ج-ت٥٢أ

سبقت لهم منا ...: أي سبق في علم الله أنه سيرحمهم من أجل إيمانهم ونفوسهم الطيبة. وهم المؤمنون. ومن ضمنهم الذين عبدهم الجاهلون دون إرادتهم. أولئك عنها: أي عن جهنم. مبعدون: فالمؤمنون لا يدخلون جهنم من أبوابها كالكافرين. سيمرون فقط فوقها على الصراط وهي في الأسفل. ثم بعد اجتيازهم له سيبعدون عنها أكثر في اتجاه الرحمان وفدا ثم يرفعون إلى الجنة. حسيسها: أي صوت حركة لهب النار. لا يسمعون حسيسها: فالمؤمنون لا يسمعون حسيسها لا عند مرورهم على الصراط ولا وهم في مساكنهم في الجنة. أما الكفار فسيسمعون لها تغيظا وزفيرا من مكان بعيد وهم لم يدخلوها بعد. وإذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور.


لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ( ١٠٣-٢١ )

يوم الحساب ١١٤-١٣ش٥**-٤٧ب . الجنة ١١٧-ت٥ب**

لا يحزنهم الفزع الأكبر: الفزع من إحساس أهل النار باستمرار يبعث به الكفار يوم القيامة ويختصون به وحدهم. سيعجل لهم قبل دخولهم جهنم. أما المؤمنون فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون وهم من فزع يومئذ آمنون. وتلك رحمة عجلت لهم وهم لم يدخلوا بعد الجنة. فيوم القيامة يوم الفصل بين أهل الجنة وأهل النار وما يختص به كل منهم. والله سيبعث المؤمنين إذن بقلوب لا تعرف الفزع ولا الحزن. ومواطنهما كثيرة يومئذ منذ بعث الناس. أول الأفزاع سيكون أثناء الخروج من القبور. ثم تليه الأفزاع الخاصة بكل مجرم في الدواوين التي سيمر منها. أما الفزع الأكبر فسيحس به في آن واحد كل الجن والإنس إلا المؤمنون. وسيحدث بلا شك في القسم الثالث من أرض المحشر ( أنظر تفاصيل عن ذلك في كتاب قصة الوجود ) أي عند مواجهة جهنم بعد انتهاء الحساب. سيبعث الله هناك فجأة ظلمة شديدة على الكل وسيفقد الكفار أبصارهم وكل حواسهم ثم يخسف بهم في الهاوية في اتجاه الأرضين السبع. وسيسلب من المنافقين النور الزائف الذي منحهم. أما المؤمنون فسيسعون بفضل نور إيمانهم في أيمانهم. ويقال لهم حينها " بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ( ١٢-٥٧ ) " ثم يمرون على الصراط ثم تتلقاهم الملائكة بعده كما هو مرتب في الآية بقولهم " هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ( ١٠٣-٢١ ) " يهنئونهم بأن فازوا في موطن الفزع الأكبر. يومكم الذي كنتم توعدون: أي يوم جوائزكم التي وعدتم بها.


يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكِتَابِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ( ١٠٤-٢١ )

القرآن والعلم ٤٥-٢٨ث٦-٢٨ث٦٢٨ج٣ . الأمثال ٤٦-٢٧ . البعث ١١٣-٣-٤ب-٦ب** . يوم الحساب ١١٤-٢٦أ١-٤٨غ٣ . وعد الله ١ ( ٦٣ ) ٤

يوم نطوي السماء ...: أي سيقع ما جاء في الآية السابقة بعد أن نطوي السماء ... أنظر تفاصيل طي السماوات والأرضين في كتاب قصة الوجود. وهو الطي الأول طي الفناء. كطي السجل للكتاب: أي كالصحيفة التي تطوى على ما فيها من مكتوب. والسجل هو كالذي كان يكتب فيه القاضي ليبقى محفوظا عنده. والطي سيكون بعد موت الخلائق طبعا. كما بدأنا أول خلق نعيده: أي سنعيد الخلق كما خلقناه أول مرة. ويدخل هنا أيضا حجم الإنسان وطوله. أي سيبعث الله الناس بنفس طول آدم لما خلقه في مستوى جنة المأوى الدنيوية أي مقارنة بطول الملائكة في ذلك الزمن. أنظر تفاصيل ذلك في كتاب قصة الوجود. إنا كنا فاعلين: أي سنحقق هذا الوعد.


● وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ( ١٠٥-٢١ ) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ ( ١٠٦-٢١ )

( ١٠٥-٢١ ) الكتاب الخالد ٣-١٥ت . الكاتب ١ ( ٤٦ ) ٥ . ( ١٠٦-٢١ ) الكتاب الخالد ٣-١٥ت

الزبور: أصل الزبور كل كتاب غليظ الكتابة. وهو هنا اللوح المحفوظ الذي ربما غلظت كتابته لتعظيم شأنها. فهو من علم الله. والزبر بمعنى الكتب أو الصحف جاء في قوله تعالى " أم لكم براءة في الزبر " ( ٤٣-٥٤ ) " وكل شيء فعلوه في الزبر " ( ٥ ٢ -٥٤ ) " وإنه لفي زبر الأولين " ( ١٩٦-٢٦ ) . من بعد الذكر: والذكر أيضا كتبه الله في الزبور المحفوظ. وسمي ذكرا لأن فيه ذكر كل شيء سيكون إلى يوم القيامة كما جاء في الصحيحين: " كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء ..." وكل ما ينزل منه هو أيضا ذكر. والمعنى هو أن بعد كتابة ذكر كل شيء كتب الله أن "الأرض يرثها عبادي الصالحون" كخلاصة رئيسية لوجود هذا الكون. الأرض: أرض الجنة. ويتعلق هنا بالميراث الأبدي الذي لا يزول عنه صاحبه ولا يفنى. وذلك بعد أن يطوي الله السماء كطي السجل للكتاب ويعيد الخلق كما جاء في الآية السابقة. الأرض يرثها: أي يأخذونها ويملكونها إلى الأبد. أما السلطان في أرض الدنيا فهو استخلاف فقط. وهو مؤقت كما جاء في آية أخرى: "وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم " ( ٥٥-٢٤ ) . لقوم عابدين: أي كل من كان يعبد أو أراد أن يعبد فهذا بلاغ له: فليعبد الله لا شريك له وليكن من الصالحين كما أمر إن أراد الجنة.

أما زبور داوود فلا يمكن أن يختص وحده بهذا البلاغ العظيم. فقد أخبرت كل الكتب قبله وبعده وكل الأنبياء منذ آدم بأن الصالحين مصيرهم الجنة خالدين فيها.


● وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ( ١٠٧-٢١ )

محمد ﷺ ٣ ٩-٣١-٣٢أ-٣٢ر١ . الرحمان ١ ( ٦ ) ١٣

رحمة للعالمين: أي ما جاء به النبي ﷺ وهو القرآن رحمة لكل الناس في الدنيا والآخرة.


● قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمُ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ( ١٠٨-٢١ ) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ ( ١٠٩-٢١ )

( ١٠٨-٢١ ) محمد ﷺ ٣ ٩-٣٧ح . الإسلام ٤٧-١٨ . الناس ٥٠-٤٢ . الإله- الواحد ١ ( ٣ ) ١٣ . ( ١٠٩-٢١ ) محمد ﷺ ٣ ٩-٣٢ر٢-٣٤ر٥-٣٧ح . يوم الحساب ١١٤-٧

فهل أنتم مسلمون: أي هل أنتم خاضعون لله الواحد ؟ تولوا: أعرضوا. آذنتكم على سواء: أي قد أعلمتكم بما يتوجب عليكم معرفته في الدين وعقاب الله. فأنا وأنتم سواء في هذا الصدد. وقيل: أعلمتكم علانية بالحرب بيني وبينكم. وإن أدري: أي ما أدري. ما توعدون: أي يوم الحساب والجزاء.


إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ ( ١١٠-٢١ )

العليم ١ ( ٣٩ ) ٢٤

إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون: الضمير يعود إلى الله المذكور في الآية قبل السابقة. يعني حذار مما تقولون سرا وعلانية مما يكره. فهو سيحاسبكم على كل ذلك.


وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ( ١١١-٢١ )

محمد ﷺ ٣ ٩-٣٤ر٥ . الابتلاء ١٠٦-٣س

وإن أدري: أي ما أدري. لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين: أي ما أدري لعل كون أجل ما توعدون غير معروف أمده اختبار لكم ومتاع إلى حينه.


● قُلْ رَبِّ احْكُمْ ‎ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ( ١١٢-٢١ )

محمد ﷺ ٣ ٩-٣٦ب ر . المؤمنون والمشركون ١٠٢-ب١٤ . المؤمنون والكافرون ١٠٣-ت٢ح . الرحمان ١ ( ٦ ) ٣ . المستعان ١ ( ٥٨ ) ٨-١٣أ . الحكم ١ ( ٦٧ ) ٥

احكم بالحق: أي اقض به واجعله ظاهرا بيني وبين مكذبي. المستعان: الذي يستعين به عباده على كل شيء. وفي السياق: على ما يصفه المشركون عن الله والقرآن والنبي ﷺ . على ما تصفون: أي كافتراء شركاء لله وتكذيب كلامه.

*****


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة