U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

البعث-02-113

   

١١٣- البعث

(2/6)

١- أقسم الله أيضا بيوم البعث

لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (١-٧٥) هذا قسم كما قال تعالى: فلا أقسم بمواقع النجوم (٧٥-٥٦)  وإنه لقسم لو تعلمون عظيم (٧٦-٥٦) أي كأنني لا أحتاج أن أقسم. وقولي هذا أكثر من قسم.

السورة رقم ٧٥ تحمل اسم " القيامة "

٢- والرجوع إليه حتمي  فصل الله - الرجوع إلى الله ١(٦٥)

أَفَحَسِبْتُمُ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمُ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (١١٥-٢٣) ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (١٥-٢٣) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (١٦-٢٣) وَاعْلَمُوا أَنَّكُمُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٢٠٣-٢).وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (١٥-٦٧) وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (٣٥-٢١) وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٢٤-٦٧).وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ (١٤-٤٣)( هذا مما أمر الله الناس أن قوله ) عبثا: أي دون هدف. بعد ذلك: أي بعد خلقكم وحياتكم. أنكم إليه: أي إلى الله. النشور: هو البعث والمرجع. وإليه تحشرون: أي سيتم جمعكم أمامه. لمنقلبون: أي لمردودون.

لا ريب فيه: وَجَعَلَ لَهُمُ أَجَلًا لَا رَيْبَ فِيهِ (٩٩-١٧)

٣- إنه وعد من الله

وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٣٨-١٦) كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (١٠٤-٢١)

جهد أيمانهم: أي بأقوى أيمانهم وأغلظها. لا يبعث الله من يموت: أي ليس ذلك من أفعاله. لا يعلمون: لا يعلمون أن الله وعد بذلك وأن وعده حق وأنه قادر على كل شيء. وأكثر الناس هنا هم الكافرون والمشركون. إنا كنا فاعلين: أي سنحقق هذا الوعد.

٤- هو من سيتكلف به

٤أ- وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى (٤٧-٥٣) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى (١٢-٣٦) وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ (٣٦-٦)( وكل ميت سيبعثه الله حتى موتى القلوب وهم الكافرون ) النشأة: الخلقة. الأخرى: أي التي في يوم البعث.

٤ب- لأنه هو من يحيي ويميت: فصل الله الذي يحيي ويميت ١(٢٥)

ويبدأ الخلق ثم يعيده: إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ (٤-١٠) أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ (٦٤-٢٧) فقرة ٤ث   - يبدأ الخلق ثم يعيده: يبدأه أول مرة بالإنشاء لأنه لم يكن موجودا ثم يعيده بالبعث.

وعن عالم السماوات والأرض ومن فيه قال تعالى: كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ (١٠٤-٢١)

شهادة إبراهيم : إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ (٢٥٨-٢)

٤ت- وله كل القدرة على تحقيق النشأة الثانية:

- وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٦-٢٢)

- بالنسبة للإنسان: إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (٨-٨٦) رجعه: أي إعادة خلق الإنسان.

- وكل دواب السماوات والأرض: وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمُ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ (٢٩-٤٢) ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٠-٢٩) بث: فرق ونشر. فتوجد دواب في السماوات وفي الأرض. ويدخل في ذلك الإنس والملائكة والحيوانات. أنظر تفسير هذه الآية وما تحتوي من أسرار في فصل القرآن والعلم ٤٥- ١٧. جمعهم: يوم القيامة يجمع الله كل الخلق من الجن والإنس والملائكة وكل الحيوانات والحشرات ما نعلم وما لا نعلم. إذا يشاء: أي إذا حان أجل الجمع الذي شاءه في الأزل. ثم: أي بعد أن بدأ الله الخلق.

٤ث- وذلك يسير عليه سبحانه: فصل الله العزيز ١(١٥) ٨ت

قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (٧-٦٤)( هذا رد على من أنكر البعث ) وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ (٢٧-٣٠) أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (١٩-٢٩) يسير: هين. يبدأ الخلق ثم يعيده: يبدأه أول مرة بالإنشاء لأنه لم يكن موجودا ثم يعيده بالبعث.

٤ج- ولأنه الذي خلق الخلق أول مرة:

٤ج١- أنظر الفقرة ٤ث-٦ث

٤ج٢- والإنسان يتساءل: وَيَقُولُ الْإِنسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (٦٦-١٩) أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا (٦٧-١٩) وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (٧٨-٣٦) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ (٧٩-٣٦) وضرب لنا مثلا ...: وهذا المثل هو أنه قال: " من يحيي العظام وهي رميم " ونسي أنه خلق من أقل من ذلك. من نطفة وقبل ذلك من طين. وهي رميم: أي بالية. أنشأها: خلقها.

٤ج٣- والذي خلق الإنسان من ماء مهين: أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ تُمْنَى (٣٧-٧٥) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (٣٨-٧٥) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى (٣٩-٧٥) أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (٤٠-٧٥) فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (٥-٨٦) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (٦-٨٦) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (٧-٨٦) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (٨-٨٦) فخلق: أي ربك الذي في قوله تعالى: إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (٣٠-٧٥). فجعل منه الزوجين: أي من المني لأن الإنسان نفسه كان نطفة من مني. واكتشف حديثا أن الجنس يحدده ماء الرجل. أليس ذلك: أي الذي خلق فسوى. دافق: أي مصبوب بدفع وشدة. والماء هنا هو المني ماء الرجل. ولا يصل إلى مبتغاه إلا إذا كان دافقا. وأيضا ماء المرأة الذي يخرج من المبيض متدفقا أيضا فيلتقيان فيكون منهما الولد. من بين الصلب والترائب: أنظر فصل القرآن والعلم ٤٥-۲۲د۲. على رجعه: أي على إعادة خلقه.

٤ج٤- والذي خلق السماوات والأرض: أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (٨١-٣٦) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٣٣-٤٦) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ (٩٩-١٧) يخلق مثلهم: أي مثلهم بدنا وروحا ونفسا أي يعيد خلقهم بعد موتهم. الخلاق: الخالق كثير الخلق الذي يخلق ولا شيء يعجزه عن خلق ما يريد. الخلاق العليم: يخلق بعلم ويعلم خلقه وكل شيء. ولم يعي بخلقهن: هذا رد على اليهود الذين زعموا دون علم أن الله استراح يوم السبت بعد خلق السماوات والأرض في ستة أيام. بل الستة أيام هذه هي ست مراحل طويلة وليست أيام أسبوعنا. بل بعد ذلك استوى سبحانه على العرش وخلق جنة الخلد التي عرضها السماوات والأرض ثم جهنم.

٤ج٥- والذي يحيي الأرض بعد موتها: يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (١٩-٣٠) فَانظُرْ إِلَى أثَرِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٥٠-٣٠) أنظر الفقرة ٦أ. يخرج الحي من الميت ....: أي يخرج النبات من الحب الميت اليابس ويخرج الحب من النبات الحي. وأيضا يجدد خلايا كل الكائنات الحية. ففي نفس الوقت خلايا تولد مكان أخرى تموت وتنصرف. وكذلك تخرجون: أي بنزول الماء كما تحيى الأرض به ( سينزل ماء من البحر المسجور بالنسبة لبعث الناس ). أثر رحمت الله: رحمة الله هنا هي المطر. وأثره هو ما ينتج عنه في الأرض. فتحيا الأرض وتخضر وتخرج الثمار والزروع ... ذلك: أي الله أو الماء الذي به سيبعث الله الأجساد.

٤ح- هو الذي سيخرج الموتى من القبور: ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمُ إِخْرَاجًا (١٨-٧١).وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (٧-٢٢) فيها: أي في الأرض. إخراجا: أي ستخرجون فعلا من الأرض. لا ريب: لا شك.

٤خ- وهو الذي سيجمع كل أطراف الجسد: لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (١-٧٥) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (٢-٧٥) أَيَحْسِبُ الْإِنسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (٣-٧٥) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (٤-٧٥) بالنفس اللوامة: هي النفس التي تلوم نفسها يوم القيامة كما هو سياق الآية. تلومها على كفرها أو عصيانها أو تفريطها أو تقصيرها في دين الله. نسوي بنانه: أي نجعل كل جزء من أصابعه في محله لتصبح سوية كما كانت. بنانه: أي أصابعه.

وأينما ماتوا: أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا (١٤٨-٢)

٤د- وسيجمع كل الخلائق وكل شيء: يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا (٦-٥٨)

قال لقمان لابنه : يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (١٦-٣١) إن تك: ويتعلق الأمر بالحسنات والسيئات. والصخرة هنا قد تكون صخرة مركز الدنيا أو مركز مجرة أو صخور تدور في أفلاكها أو أي صخرة. أنظر تفسير ذلك في كتاب قصة الوجود. لطيف: أي عليم بدقائق الأشياء والأمور وإن كانت حبة من خردل. واللطيف أيضا هو من يرفق بعباده. خبير: خبير بكل حبة يأتي بها وخبير بكل شيء.

فسبحانه عليم بكل ما تنقص الأرض من خلقه: فصل الله العليم ١(٣٩) ١٢ب (٤-٥٠)


     



  

  

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة