١١٣- البعث
(4/6)
٦أ- سيتم على غرار الأرض التي تحيى بعد موتها:← فقرة ٤ج٥
٢- ولقد أعلمنا الله بذلك: اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا (١٧-٥٧) وَاللَّهُ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا (٦٥-١٦)
٣- يجب أن نشاهد هذه الظاهرة: فقرة ٤ج٥ (٥٠-٣٠)
٤- إن إحياء الأرض يتم على الطريقة التالية: وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ نُشُرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ ( ٥٧-٧) وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا (٩-٣٥) وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا (١١-٤٣) وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ ... (٩-٥٠) ... ... وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا (١١-٥٠) وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (٤٨-٢٥) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا (٤٩-٢٥) أقلت: حملت. ثقالا: مثقلة بالماء. فأنزلنا به: أي بالبلد الميت. فأحيينا به: أي بماء السحاب. فأنشرنا: فأحيينا. وأحيينا به: أي بماء السماء. فتهتز الأرض وتربو وتنبت. ميتا: صفة يستوي فيها المذكر والمؤنث. طهورا: أي من كل خبث. فماء المطر أطهر المياه. ونسقيه ....: أي ونجعلهم يشربون منه. وأناسي: أي ناس في كثير من المناطق. ناس هنا وناس هناك ...
أنظر حالة الأرض عند التقاء ماء المطر بها:← فصل القرآن والعلم ٤٥-٢١ك٦
٥- والبعث سيكون أيضا بإنزال المطر على أرض المحشر: كَذَلِكَ الْخُرُوجُ (١١-٥٠) كَذَلِكَ النُّشُورُ (٩-٣٥) كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٥٧-٧)( أي أن إحياء الموتى يتم أو سيتم بنفس الطريقة التي تحيا بها الأرض )
وبخطاب مباشر للناس قال تعالى: وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (١٩-٣٠) أي كإحياء الأرض بالماء بعد موتها. سينزل ماء من تحت العرش يوم القيامة فتنبت أجسام الناس به فيبعثون.
٦ب- سيكون البعث شبيها بالخلق الأول:
مع بعض التغييرات التي تتلاءم مع يوم الحساب: يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ (٤٨-١٤) يوم تبدل الأرض ...: هذا تفصيل لانتقام الله يوم القيامة المذكور في الآية السابقة. فالسماوات لن تعود كما كانت حلقات والأرض لن تعود كروية. ستصبح السماوات السبع والأرضون السبع ممدودة منبسطة.
قال تعالى: كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ (١٠٤-٢١)
وعن البشر قال سبحانه: كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (٢٩-٧)هذا مثل قوله تعالى: كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ (١٠٤-٢١) ُ
وسيقال لهم: لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمُ أَوَّلَ مَرَّةٍ (٤٨-١٨) أي بنفس المقاييس. أنظر تفاصيل عن ذلك في كتاب قصة الوجود.
٦ت- سيكون بعث الناس مماثلا لبعث فرد واحد كما حدث في الخلق الأول: مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمُ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (٢٨-٣١) سميع بصير: يسمع أقوالكم ويبصر أعمالكم. فاحذروه لأن بعثكم عنده هين كبعث نفس واحدة.
٦ث- ولا تهم طبيعة المبعوث. إن الله قادر على بعث أي شيء: وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (٤٩-١٧) قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا (٥٠-١٧) أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمُ أَوَّلَ مَرَّةٍ (٥١-١٧)
ورفاتا: أي فتاتا وحطاما وغبارا. إنا لمبعوثون خلقا جديدا: استفهام للإنكار. فقالوا ذلك وهم كافرون بآيات الله. أي أهل نصدق بأننا سنبعث خلقا جديدا بعد أن نصير عظاما ورفاتا ؟ خلقا مما يكبر في صدوركم: أي خلق يعظم عندكم ترونه عظيما جدا في عملية الخلق. فطركم: أي خلقكم وأنشأكم.
٦ج- وقادر على أن يبعث كل شيء بأية طريقة:
بأمر واحد منه:← فصل مشيئة الله ١(٣٤) ٣
وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ (٧٣-٦) ويوم يقول: أي يوم القيامة. كن فيكون: أي بعث الخلق سيكون بأمر الله " كن ". قوله الحق: أي قوله " كن" هو قوله الحق الذي سيظهر للكل يومئذ.
أمثلة في هذا المجال:
- بعث أربعة طيور ميتة وممزقة بمجرد نداء إبراهيم ﷺ لها: طلب إبراهيم ﷺ من الله أن يريه كيف يحيي الموتى ← فصل إبراهيم ١٧-٢٤ (٢٦٠-٢) فمهما مزق الإنسان كل ممزق فسيبعث من جديد كما وقع لهذه الطيور.
- الرجل المقتول الذي بعث بمعجزة بمجرد ضربه ببعض أطراف بقرة في زمان موسى عليه السلام: فصل بنو إسرائيل ٥٥-١٠ت١٣ (٧٣-٢)
- بنو إسرائيل الذين بعثوا بعد موتهم لما طالبوا برؤية الله:← فصل بنو إسرائيل ٥٥-١١ث١ (٥٦-٢)
- وقوم منهم لما فروا من الطاعون وقيل من القتال أماتهم الله ثم أحياهم وهم ألوف:← أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمُ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (٢٤٣-٢) وقيل أحياهم ببركة دعاء نبيه حزقيل والله أعلم. إن الله لذو فضل على الناس: ومن فضله إحياء هؤلاء رغم عصيانهم. فأعطاهم بذلك فرصة أخرى للإيمان به.
- بعث أهل أيوب عليه السلام بعد ابتلائه: أنظر فصل أيوب ٢٣- ٨ت
- عيسى عليه السلام كان يحيي الموتى بإذن الله:← فصل عيسى ٣٨-٨ث٢(٤٩-٣)-٢٦أ (١١٠-٥)
- قصة الذي بعث بعد موت دام مائة عام: وذكر فيها أن العظام تنشر وتكسى باللحم ← فصل الأمثال ٤٦-٤٠ (٢٥٩-٢)
- أما بالنسبة لأهل الكهف فيتعلق الأمر بنوم عميق وليس بموت. فضرب على آذانهم لكيلا يستيقظوا. وكانوا في حاجة إلى دفء الشمس وكذا أن يقلبوا ذات اليمين وذات الشمال ليجري الدم في جميع أطراف أجسامهم ← فصل الأمثال ٤٦-٣٥ت (١٨-١٧-١٨)( ونراه سبحانه يأخذ بأسباب دنيوية ليكون نوم أهل الكهف نوما حقيقيا مع أنه لا يحتاج إلى تلك الأسباب )
٧- ولا أحد غيره سبحانه بإمكانه أن يبعث الموتى
أ- أما عيسى فكان يفعل ذلك بإذن الله:← فصل عيسى ٣٨-٨ث٢-٢٦أ ( فكان سبحانه هو الفاعل وليس عيسى )
ب- أما الملك النمرود الذي زعم أمام إبراهيم ﷺ أنه يحيي الموتى فلم تكن له القدرة على ذلك بل فقط على قتل الناس أو تركهم ( وتركه الله يفعل وسيحاسبه أشد حساب ):← فصل إبراهيم ١٧-١٧
إرسال تعليق