U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

مفهوم الناسخ والمنسوخ وقواعد النسخ-02

   

مفهوم الناسخ والمنسوخ

(2/5)

١- تعريف مصطلح النسخ وأنواعه:

النسخ لغة هو إزالة الشيء بشيء آخر أو النقل.لكن في هذا الموضوع لا يعني إلا الإزالة أو المحو كما قال تعالى﴿فينسخ الله ما يلقي الشيطان﴾(٥٢-٢٢). أما تعريفه الفقهي الصحيح فهو إزالة الحكم أو استبداله بآخر جديد بصفة نهائية بحيث لا يُعمل بالأول أبدا بعد أن نزل الناسخ له. أما استبدال حكم بآخر بصفة مؤقتة فلا يعد نسخا حقيقيا لأن كلما أعيدت ظروف الحكم الأول أعيد تطبيقه أي تطبيق منهج الله الذي حدد في تلك الظروف. فهذا النوع من الأحكام القرآنية الذي ظل مسطورا في القرآن ويطبق حسب الظروف يعطي للمسلمين منهجا عليهم اتباعه.

يمكن أن نقسم النسخ ( النسخ الحقيقي والنهائي الذي وقع فعلا ) إلى الأقسام التالية. ونستنتجها من القرآن الكريم نفسه:

١- النسخ في الشرائع القديمة

٢- نسخ الشرائع القديمة

٣- النسخ في الشريعة الخاتمة التي أتى بها خاتم النبيين محمد : وهو نسخ تم أثناء مرحلة الوحي:

أ- نسخ الحديث بالقرآن

ب- نسخ القرآن قبل إتمامه بالحديث

ت- نسخ التلاوة والحكم

ث- نسخ الحكم مع بقاء التلاوة ( وهو نسخ في القرآن )

أما منسوخ التلاوة دون الحكم الذي يعتقد البعض بوجوده فهذا لا يُعمل به كما سنرى في الفقرة الخاصة به. أما نسخ الحديث بالحديث فكان ممكنا أيضا كالحديث الذي نهى عن زيارة القبور ثم نُسخ بآخر يُجوز ذلك. وهذا يعني أنه لا يكفي أن نتأكد من صحة حديث ما بل علينا أن نعرف هل نسخ بغيره أو بالقرآن أم لا ( هذا طبعا فقط بالنسبة للأحاديث التي فيها أحكام وأوامر ونواهي ).

٢- نسخ الأحكام من سنن الله:

من سنن الله في وحيه وأوامره أن ينسخ حكما بآخر حسب الظروف﴿ لكل أجل كتاب﴾(٣٨-١٣) وكان يحرم ثم يحل أو العكس. وبنو إسرائيل عايشوا هذه التقلبات في الوحي مع أن إخوانهم من اليهود بعدهم يدعون استحالة النسخ، ويعتبرونه بداء (فيقولون أن الله لا يليق به أن يغير حكما من أحكامه لأن ذلك يعد عندهم جهلا ). ويجهلون أن الله إذا نزل حكما فلظروف معينة يعلمها، ويغيره إذا تغيرت. وهذا ليس كالأحكام الوضعية إذ أن الإنسان المشرع إذا أصدر حكما فقد يكون صالحا للظروف أو لا. فقد يغير الحكم قبل أن تتغير الظروف. أما الله سبحانه فهو عليم بها قبل وقوعها، ويعلم وقت تغييرها، كل ذلك في كتاب. ويعلم أنه سيغير الحكم. والمثال على ذلك قوله﴿ فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا ﴾ (١٥-٤) فهذا السبيل كان في علم الله منذ الأزل قبل نزول آية الجلد وقبل خلق السماوات والأرض. والإمساك في البيوت كان حكما مؤقتا في بداية الإسلام. ولم يكن قائما على كل الناس إذ لم تكن دولة إسلامية بعد. أنظر مثال آخر في استقبال بيت المقدس: فقرة ٥

٣- النسخ في الشرائع القديمة:

الدليل على هذا النسخ قوله تعالى لبني إسرائيل على لسان عيسى عليه السلام﴿ ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم ﴾(٥٠-٣). كانت بعض الطيبات قد حرمت عليهم بسبب ظلمهم ( أنظر فصل بنو إسرائيل ٥٥-٣ب٥ب ). فنسخ الإنجيل بعض ما جاء في التوراة من الأحكام.

فدين الله هو الإسلام. دين الأنبياء جميعا، إلا أنه كان يرسل رسولا بعد آخر ليبينوا ولينسخ أيضا بعض أحكامه حسب الظروف وما بلغت إليه أنفس الناس.

٤- نسخ الشرائع القديمة:

إن الله أرسل محمدا للبشر كافة. ومن بين رسالاته:

- تصديق الرسل وكتب الله السابقة ( فصل القرآن ٩-٤٥ )

- هيمنة القرآن على تلك الكتب ( فصل القرآن ٩-٤٥ت ). فقد جاء أيضا بأشياء جديدة وتنبؤات لم تأت بها الكتب الأخرى. وأكمل الله به الدين للناس﴿ اليوم أكملت لكم دينكم ﴾(٣-٥)

- تصحيح ما حرف الكفار من أهل الكتاب في كتبهم وتبيان ما أخفوا منه وفضح أمرهم وتبيان اختلافاتهم (فصل أهل الكتاب ٥٤-٤-٥. فصل بنو إسرائيل ٥٥-٩)

- نسخ الأحكام القديمة واستبدالها بأخرى جديدة ( كالقصاص والصيام والحدود والأطعمة ... الخ ). أما مسائل التوحيد فلا تنسخ لأنها إخبارية. والكفار من أهل الكتاب هم الذين حرفوا عقيدتهم وما أنزل إليهم حتى أصبح كثيرون منهم يشركون بالله ما لم ينزل به سلطانا.

والدليل على نسخ الأحكام قوله تعالى﴿ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون ﴾ (١٥٧-٧). من هذه الآية نرى أن القرآن نسخ بعض الأحكام القديمة التي أنزلها الله في الكتب السابقة.ويدعو الجميع إلى اتباع الدين الكامل الذي أتى به خاتم النبيين محمد بقوله تعالى﴿واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم ﴾( ٥٥-٣٩) وهو القرآن العظيم. وهذا نسخ للشرائع القديمة.


     



  

  

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة