U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

تطبيق قواعد النسخ-08

   

تطبيق قواعد النسخ

(8/9)

١٧- في المنافقين والتوبة

قيل الآية﴿ ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدواالله توابا رحيما ﴾(٦٤-٤) نسخها قوله﴿ استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله ﴾(٨٠-٩)

تفسير: ليس بين الآيتين نسخ. والآيتان معا تبينان كفر المنافقين. فالآية الأولى فتحت لهم باب التوبة علما بهم أنهم لن يقدموا عليها وذلك بلفظ " لو". ولو استغفروا الله فعلا لغفر لهم لأنه يغفر الذنوب جميعا لكل إنسان أناب إليه قبل احتضاره. والآية الثانية تؤكد كفرهم بقوله﴿ ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله ﴾

١٨- في مصير أهل الكتاب

قيل الآية﴿ إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ﴾(٦٢-٢) نسخها قوله﴿ ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ﴾ (٨٥-٣)

تفسير: ليس بين الآيتين نسخ. فأولا من قواعد النسخ لا يجوز أن تنسخ آية ثبتها الله في القرآن. فالآية الأولى (٦٢-٢) ثبتها بآية مماثلة في سورة المائدة وهي الآية  (٦٩-٥). ثانيا: الآية إخبارية والخبر لا ينسخ. وثالثا: اختلاف العلماء في وجود نسخ هنا حتى أن بعضهم زعم أن المقصودين من اليهود والنصارى هم فقط الذين كانوا قبل بعثة محمد (لكن يوجد منهم الآن من لم يصله القرآن ولن يصله في المستقبل أو لا يفهمه ويصبح شأنه كشأن الأولين ). والجمع بين الآيتين ممكن بلا نسخ. وهو كالتالي:

تخبر الآية الأولى عن مصير الذين آمنوا بالدين الخاتم واليهود والنصارى والصابئين بأن لهم الجنة إذا توفرت فيهم الشروط التالية:

١- الإيمان بالله: أي أن يؤمنوا بالله وحده لا شريك له. أما المشركون منهم فقد كفرهم الله في الآيات التالية ولا يدخلون في الآية الأولى﴿ لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ﴾(٧٣-٥)﴿ لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم ﴾(١٧-٥) والله لا يغفر أن يشرك به.

٢- الإيمان باليوم الآخر: ومن ضمن ذلك الإيمان بأنهم سيحاسبون على أعمالهم وأن الجزاء لن يكون بأماني أحد ولكن وفقا للإيمان والعمل ( فصل أهل الكتاب ٥٤-١٤ )

٣- العمل الصالح: وهذا يعني أولا أن يجتنبوا الكبائر ( كالزنا والقتل والربا ... الخ ) ثم يقومون بفعل الخيرات والعمل الصالح.

٤- الإيمان بالقرآن إذا وصلتهم معانيه الحقيقية: وهذا شرط مذكور في آية أخرى يقيد هذه الآية﴿ ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده ﴾(١٧-١١). فإذا فهموه ثم رفضوه سيصبحون من الكفار به وسيكون مصيرهم كمصير من يكفر به عربيا كان أو أعجميا. وإن آمنوا به فلهم أجرهم مرتين ( فصل القرآن ٩-٤٤أث (٤٧-٢٩)(٥٢إلى٥٤-٢٨)- فصل القرآن ٩-٤٣ت ). أما إذا لم يصلهم فلا حجة عليهم في ذلك خصوصا وأن كتبهم محرفة. وهذه مسؤولية المسلمين ودعوتهم لهم وللناس جميعا إلى الإسلام باللسان والحكمة أولا ثم بالسيف ثانيا إن تعرضوا له وأرادوا منع نشره وكان المسلمون في مرحلة قوة ( إلا أن يعطوا الجزية وهم صاغرون ). وجاء في الحديث «من سمع بي من أمتي أو يهودي أو نصراني فلم يؤمن بي لم يدخل الجنة ».

إذا توفرت هذه الشروط في أهل الكتاب فسيصبحون كالمسلمين لأنها شروط الإسلام العامة. وذلك لا يتعارض مع قوله تعالى﴿ ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ﴾(٨٥-٣) لأن الإسلام لغة ودينا هو الخضوع لله وحده لا شريك له. فقد تختلف فيه الأوامر والنواهي والشرائع مع اختلاف الرسل لكن العقيدة واحدة وهي توحيد الله والطاعة له. كان موسى مسلما وعيسى أيضا لكن أتيا بشرائع مختلفة لقوله تعالى﴿ لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ﴾(٤٨-٥). أما الشريعة التي جاء بها محمد فهي الأكمل للإنسان﴿ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ﴾(٣-٥) ونسخت الشرائع التي سبقتها بالنسبة لمن أتاه العلم. ومن لا يعلم يكتفي بالشروط الثلاثة الأولى.فالآية (٦٢-٢) تذكر إذن حالة خاصة تتعلق بمصير بعض من أهل الكتاب المؤمنين المخلصين لله الذين لم يصلهم القرآن لظروف طبيعية معروفة، والله لا يظلم أحدا. وهي من أجمل الآيات التي تبين عدل الله المطلق في جميع الناس وتبين رحمته بعباده.


   





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة