U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

محمد-015

   

٣٩- محمد

(15/26)

٣٧- محمد والشرك والمشركون (فقرة خاصة بالشرك)

٣٧أ- كان النبي يعبد الله ولا يشرك به:

قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ (١٤-٦) قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ (٣٠-١٣) وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٠٨-١٢) فاطر: خالق ومبدع. وسبحان الله: أي تنزه عن الشركاء.

عليه أن يقول ذلك للناس: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ (١٠٤-١٠) إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد ...: أي إن كنتم تعبدون من دون الله وتشكون في وحدانيته فأنا لا أعبدهم ولكن أعبد الله دون شك.

وللكافرين: فقرة ٣٠ح٣

مما أثار فضول المشركين واستغرابهم لما رأوه يعبد الله دون شرك:

وَإِنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (١٩-٧٢) قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا (٢٠-٧٢) قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (٢١-٧٢) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (٢٢-٧٢) إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (٢٣-٧٢) هذا من تتمة كلام الله منذ قوله: " فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا ....". عبد الله: هو هنا محمد . فهو عبد من عباد الله قام يدعوه دون شرك بلا شك في المسجد الحرام مستجيبا لأمره لكل عباده: " وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا "(١٨-٧٢). ويبدو أن هذه أول مرة يشهر فيها النبي إسلامه بدعائه في المسجد الحرام. يدعوه: يدعو الله ويصلي. كادوا: أي كل من يعرض عن ذكر ربه كما في سياق هذه الآيات وهم مشركو قريش. لذلك قال بعد ذلك أو عليه أن يقول حسب القراءات: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا ﴾(٢٠-٧٢). كادوا يكونون عليه لبدا: أي لكثرة ازدحامهم حول إنسان يدعو الله وحده لأول مرة في زمانهم حول الكعبة. كان هذا شيئا جديدا عليهم أثار فضولهم واستغرابهم. فكادوا يسقطون عليه بتدافعهم حوله. وقيل أيضا لكون هذه الآية في سورة الجن نزلت في نفر منهم كانوا يتدافعون حول الرسول متراكمين من ازدحامهم حوله لأجل الاستماع إلى القرآن لكن التفسير الأول هو الأرجح خصوصا بعد قوله تعالى لنبيه: قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (٢١-٧٢) أي لكم يا قريش.  يجيرني: يقيني ويحميني.

٣٧ب- لقد أعلمه الله تعالى بوحدانيته: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (١٩-٤٧)

٣٧ت- وأوصاه بألا يعبد أحدا غيره:لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (٢٢-١٧) وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا (٣٩-١٧) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٦٥-٣٩) وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٤-٦) الذين من قبلك: أي الأنبياء.

وأمره بأن يبلغ ذلك: قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا (٣٦-١٣) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ (١٦٣-٦) قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ (٥٦-٦) قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِي الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (٦٦-٤٠) لما جاءني البينات: جاءت البينات والنهي عن الشرك بكلام الله في نفس الوقت. والنهي هنا فقط من باب التأكيد مصحوب بالأدلة. أما النبي  فلم يشرك بالله أبدا ولم يسجد لصنم قط. فكان على الفطرة حتى نزل عليه الوحي وأكد له النهي. أي الاستمرار على عدم الشرك. أسلم لرب العالمين: أخضع لله ولأوامره.

٣٧ث- ولا يدعو أحدا غيره: وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ (١٠٦-١٠) فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (٢١٣-٢٦) وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ (٨٨-٢٨) الظالمين: أي لأنفسهم إذ يعرضونها للعذاب الأكبر. وأيضا لأن ليس عدلا أن تعبد من ليس بحق. وحق الله على العباد أن يعبدوه لا يشركون به شيئا.

وكان يقول: قَالَ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا (٢٠-٧٢)

٣٧ج- عليه ألا يرتاب في هذا الأمر: فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلَاءِ مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ (١٠٩-١١) هؤلاء: أي مشركو مكة. نصيبهم: أي الذي كتب لهم في الدنيا وأيضا الذي يستحقون في الآخرة.

٣٧ح- وأن يدعو إلى وحدانية الله: قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ (٦-٤١) فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (١١٠-١٨) وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥١-٥١) قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمُ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٠٨-٢١) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ (١٠٩-٢١) فاستقيموا إليه: فاستقيموا بالطاعة وبما أمر. فمن كان يرجو لقاء ربه: بمعنى اللقاء والثواب. آذنتكم على سواء: أي قد أعلمتكم بما يتوجب عليكم معرفته في الدين وعقاب الله. فأنا وأنتم سواء في هذا الصدد. وقيل: أعلمتكم علانية بالحرب بيني وبينكم.

٣٧خ- عليه أن يتحدث إلى المشركين ويسألهم:

١- عن برهانهم: فصل الشرك ٥٧-١٤

٢- وعن شهدائهم: قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ (١٥٠-٦)(...) أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ (١٩-٦)

هلم: أي هاتوا أو أحضروا. حرم هذا: أي ما حرمتم من الأنعام كما ذكر في الآيات السابقة. فلا تشهد معهم: أي ارفض شهادتهم لأنها كذب.

٣- وعن البنات اللاتي ينسبونهن إلى الله: فَاسْتَفْتِهِمُ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (١٤٩-٣٧)

فاستفتهم: سلهم واستخبرهم. البنات: فقد زعموا أن الملائكة إناث وبنات الله.

٤- وعن البنين أيضا:  قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَانِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ (٨١-٤٣) ولد: ولد كما يزعم المشركون والنصارى وغيرهم. فأنا أول العابدين: أي لهذا الولد ولله. ولكن ليس للرحمان ولد. وما ينبغي له.

٥- أما عن نصائحهم له بأن يعبد ما يعبدون: قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونَنِي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (٦٤-٣٩)

٦- فلهم " حرية " العبادة من ورائها حساب عسير ومصيرهم النار! فَاعْبُدُوا مَا شئتمْ مِنْ دُونِهِ (١٥-٣٩)

٣٧د- لقد أخبره الله عن جهلهم: أَمْ تَحْسِبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمُ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمُ أَضَلُّ سَبِيلًا (٤٤-٢٥) لأن الأنعام تنقاد إلى أربابها. وهؤلاء لا ينقادون إلى ربهم.

٣٧ذ- عليه أن يعرض عنهم: فقرة ٣٦ب ج

وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (٩٤-١٥) فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (١٣٧-٦) أي لا تلتفت إلى المشركين الذين يريدون أن يصدوك عن آيات الله. فذرهم: أتركهم.

٣٧ر- وألا يتبع أهواءهم: فقرة ٣٦ب ت٤

قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (٥٦-٦)

٣٧ز- وألا يستغفر لهم: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ أَنَّهُمُ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (١١٣-٩) من بعد ما تبين لهم: أي بعد أن ماتوا على الكفر. وقيل نزلت في أبي طالب عم الرسول .

٣٧س- إنه ليس بوكيل عليهم: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (٦-٤٢) أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (٤٣-٢٥)

حفيظ عليهم: أي يحفظ أعمالهم ومعتقداتهم ليجازيهم عليها. اتخذ إلهه هواه: أي يتبع هواه. أفأنت تكون عليه وكيلا: أي موكلا عليه حتى يؤمن ؟ كلا.

٣٧ش- وإنه بريء من شركهم: وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (١٩-٦)

٣٧ص- لقد أرادوا أن يُخوفوه بشركائهم: وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (٣٦-٣٩) ومن يضلل الله: فهؤلاء يعتقدون أن آلهتهم ستؤذيك. وذلك ضلال. فما له من هاد: أي من هاد من دون الله.

عليه أن يقول لهم: قُلْ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنظِرُونِ (١٩٥-٧) كيدون: أي أمكروا ضدي. فلا تنظرون: لا تمهلون.

٣٧ض- كان الله يعصمه منهم: إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (٩٥-١٥) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٩٦-١٥) كفيناك الْمُسْتَهْزِئِينَ: أي تكفلنا بهم وبمعاقبتهم وإهلاكهم بدلا عنك.


   





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة