U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

القرآن والعلم-04

   

٤٥- القرآن والعلم

(4/10)

٧- السماء أنظر أيضا الفقرة ٦

٧أ- السماء الدنيا: ( أي ما تحت السقف الأول )

زين الله هذه السماء بالنجوم ومختلف الكواكب: وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (١٢-٤١) وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (١٦-١٥) وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ (٥-٦٧) إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (٦-٣٧) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (٧-٣٧) وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (١٧-١٥) أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (٦-٥٠)

وحفظا: حفظا من كل ضرر ومن نور الله الأعظم ومن كيد الشياطين لكيلا يسمعوا إلى الملأ الأعلى ... ذلك: أي كل ما ذكر من الخلق. تقدير: وهو ما قدر الله للخلق أن يكون على شكل معين طبقا لما شاء. العزيز: فمن يقدر على مثل هذه الأمور إلا العزيز الغالب على كل شيء ؟ العليم: أي بخلق كل شيء. رجوما: رجوما بالشهب. للشياطين: وهم الجن المتمرد الذين نزعت منهم صفة التوبة عقابا لهم على ما قاموا بفعله من شر وبالغوا فيه. مارد: أي متمرد خارج عن الطاعة. أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم: أي ما يعلو الأرض. وهو هنا عالم الكواكب والمجرات. أما السقوف فوق هذا العالم فلا يراها الإنسان في حياته. كيف بنيناها: كيف بنيناها وبلا عمد. وزيناها: أي بالكواكب. فروج: شقوق. والمعنى هو أن في عالم المجرات ميزان تنسجم فيه الكواكب والمجرات والمراكز دون خلل كأنهن متلاصقات. فلا تجد فيهن فرجة أي منطقة لا تخضع لذلك الميزان. أما في السقوف الصلبة فلا شقوق طبعا رغم توسعهن المذهل.

٧ب- البروج: وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا (١٦-١٥) وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (١-٨٥).تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا (٦١-٢٥)

٧ت- السبل: وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ (٧-٥١) ذات الحبك: ذات الطرق. فيها سبل للأجرام لكيلا يجذب بعضها بعضا، وسبل يمر منها الخلق كالملائكة والجن. والحبك تعني أيضا الحسن.

أسباب السماوات: أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ (١٠-٣٨) الأسباب: هي طرق السماء هنا أو معارجها. أي التي توصل إلى حيث يستطيع هؤلاء الكفار أن يؤتوا بأي شيء يريدون كالوحي فيخصوا به من يشاؤون. والخطاب للمشركين.

وقال فرعون : وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (٣٦-٤٠) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى (٣٧-٤٠)

هامان: وزير فرعون. صرحا: قصرا أو بناء عاليا. الأسباب: أنظر الفقرة السابقة.

٧ث- سقف السماء مرفوع ومحفوظ:

فقرة ٧أ

فصل آيات الله ٤٢-١٢د (٣٢-٢١)

فصل الجن ٤٩-٢٣

وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (٥-٥٢) أي السماء الأولى. فهي مرفوعة ولا يمكن لنا أن نراها. وهي سقف غليظ بمعنى الكلمة وله أبواب. وكل سماء فوقها مرفوعة عن التي تحتها. والعرش سقف جنة الخلد ومرفوع عنها. أنظر التفاصيل في كتاب قصة الوجود.

كما أن الأرض محفوظة وكل السماوات: وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا (٢٥٥-٢) أي لا يثقل ولا يشق على الله حفظهما. وهما محفوظتان من أنوار الله العظيمة ومن كل ضرر.

٧ج- لقد تم حصر عدد شهور السنة يوم خلقت السماوات والأرض ( ولا شك أن السنة في كل عالم فيه عقلاء من الجن والإنس اثنا عشر شهرا أيضا والله أعلم ): فصل الله والخلق ٤٠-١٨ذ

٨- النجوم

٨أ- مصابيح: فقرة ٧أ

وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ (١٢-٤١) والشمس مصباح أيضا أنظر الفقرة ٩أ  - السماء الدنيا: هي ما تحت السماء الأولى أي تحت السقف الأول. ولا توجد الكواكب والمجرات إلا فيها.

٨ب- للنجوم مواقع:

فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (٧٥-٥٦) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (٧٦-٥٦) بمواقع النجوم: بمنازل النجوم. وقيل بمساقطها يوم الفناء حين تنكدر. ونعلم حاليا أن النجوم تسبح في أفلاكها. وعندما نرى نجما نرى فقط " الموقع " الذي كان فيه. فضوؤه تدوم رحلته ليصل إلينا سنين بل ملايين السنين. وهذا يمنح معنى إضافيا. لو تعلمون: والخطاب للكفار بوحدانية الله وبالبعث كما في السياق. ونفى عنهم العلم بلفظ " لو ". عظيم: فالكفار لا يعلمون عظمة هذا القسم. ولو علموا لآمنوا. وهو عظيم لأنه يستوجب الإيمان بالمقسم عليه وهو القرآن للنجاة من النار.

أنظر الفقرة ٩ب.

٨ت- ومسالك: فقرة ٧ت (٧-٥١)

٨ث- وسرعتها هائلة: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (١-٥٣) فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (١٥-٨١) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (١٦-٨١) والنجم: أي كل نجم من النجوم. هوى: سقط هاويا. وقد يقصد بهذا ظاهرة موت النجوم وسقوطها هاوية في الثقب السوداء والله أعلم. وقيل هوى: غرب. بالخنس: أي التي تتأخر. الجوار الكنس: أي التي تجري وتختفي أو تكسح كالمكنسة. وقد يتعلق الأمر بالمجرات التي تتأخر في ظهورها ليلا وهي تجري وتجر معها نجوما كثيرة كأنها تكنس. وقيل الكواكب تخنس نهارا وتظهر ليلا ثم تغيب. وفسر بعض العلماء حاليا هاتين الآيتين من سورة التكوير بالثقب السوداء التي تختفي وهي تجري وتكنس كالمكنسة كل ما يمر بقربها والله أعلم.

٨ج- الاهتداء بالنجوم: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ (٩٧-٦) وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (١٦-١٦) وعلامات: أي كالجبال والأنهار والغابات ... الخ.

٨ح- النجوم النابضة: وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (١-٨٦) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (٢-٨٦) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (٣-٨٦) أنظر التفسير في فصل الملائكة ٢-٨ب

٩- الشمس والقمر

٩أ- الشمس كتلة من" النيران النووية " والقمر كل كوكب يعكس ضوءها ( فهو كل كوكب ليس بشمس كقمرنا وأرضنا أيضا وغيرها ): أنظر أيضا الفقرة ١٠ب

وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (١٣-٧٨) وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا (٦١-٢٥) هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا (٥-١٠) وهاجا: وقادا متلألئا. ضياء: أي مضيئة. منها يأتي الضوء. فكل النجوم شموس وكل ما عداها من الكواكب أقمار. لذلك قال تعالى﴿ أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ﴾(١٥-٧١)﴿ وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ﴾(١٦-٧١) وجعل القمر فيهن: أي في قلبهن. والمعنى: في السماء الدنيا لأنها الأدنى. ولا توجد الكواكب إلا فيها أي تحت السقف المرفوع الأول. وقد زينها الله بمصابيح. نورا: منيرا أي بدون نار يعكس النور. فالقمر منور للأرض. وفي كتاب قصة الوجود بينت أن السماوات والأرضين حلقات بعضها وسط بعض. 

٩ب- سباحة الشمس والقمر وكل النجوم في أفلاك: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (٣٣-٢١) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا الَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (٤٠-٣٦) أنظر تفسير هذه الآية في الفقرة ٩ح. كل: أي كل الشموس والأقمار. فلك: هو طريق يدور فيه الكوكب خاص به. يسبحون: يجرون بسرعة. وجريهم هذا جري بحسبان تدريجي كأنهم من العقلاء. أنظر أسرار دوران الكواكب في كتاب قصة الوجود.

وسيجمعان عند قيام ساعة الفناء: فقرة ٢٨ث٦

٩ت- ودورانهما بحسبان: وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ (٣٣-١٤) الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (٥-٥٥) فلا يخرج أي كوكب من فلكه ونظام تحركه. دائبين: دائمين في سيرهما لا يفتران. وبالتالي نفعهما لكم دائم. بحسبان: أي يجريان بحساب معلوم دقيق.

٩ث- وله نهاية: وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى (٢٩-٣١) وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى (١٣-٣٥) والقمر: هو كل كوكب ليس بشمس ويعكس ضوءها. مسمى: أي مكتوب في اللوح المحفوظ. وهو يوم الفناء.

٩ج- رحلة الشمس ( كل شمس ) إلى مستقر لها: وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (٣٨-٣٦) والشمس: أي وآية لهم الشمس. لمستقر لها: ستستقر الشمس يوم الفناء عندما تتوقف كل الكواكب. ومعنى " لها " أي تجري لأجل أن تستقر. تقدير: وهو ما قدر الله للخلق أن يكون على شكل معين ويتطور طبقا لما شاء. العزيز العليم: فمن يقدر على مثل هذه الأمور إلا العزيز الغالب على كل شيء ؟ العليم بسير الشمس ومصيرها وبكل شيء.

ثم يجمع الشمس والقمر: فقرة ٢٨ث٦ (٩-٧٥)

٩ح- منازل القمر:

وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (٣٩-٣٦) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا الَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (٤٠-٣٦) والقمر قدرناه ...: أي وقدرنا القمر ... كالعرجون القديم: كعود عذق النخلة اليابس. لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر: ليس بين هذه الآية والتي قبلها واو عطف. فهي من عواقب تقدير الله لمنازل القمر. بهذا التقدير لا يمكن للشمس أن تدركه بمعنى أن تظهر معه في كل منازله لأهل الأرض لأن الليل يحجبها عنهم. ومعنى القمر هنا نوره الذي يعكسه على الأرض وليس الكوكب في حد ذاته. ففي النهار مدة نصف شهر لا يتعدى نوره نصف دائرته بل يصير ضعيفا كالعرجون القديم أمام الشمس ويختفي. أما في النصف الآخر من الشهر وبالليل فيتعداه دائما إلى أن يكتمل. والشمس لا ترى إلا بالنهار. لذلك هي التي لا ينبغي لها أن تدرك القمر لأن هذا الأخير بعد ظهوره ضعيفا في النهار يختفي عنها في الليالي التي يكتمل فيها. ولا تقدر أن تلحق به. والقمر كله أو معظمه لا يرى إلا بالليل.

ولا الليل سابق النهار: هذا بيان للآية السابقة أيضا﴿ وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (٣٧-٣٦) فقد ذكر الله في الآيات السابقة الليل والنهار ثم الشمس والقمر ثم رجع إلى كل منهما للتوضيح أكثر. الليل نسلخ منه النهار (٣٧-٣٦) - ولا الليل سابق النهار: أي النهار دائما يدركه ليسلخ منه. فالليل لا يسبقه أي لا يفوته. وهذا يكون دائما على وجه الكرة الأرضية بين الغروب وظلمة الليل. ولا يسلخ إلا النور. وبالتالي لا يمكن أن تقول: "النهار يسلخ منه الليل" لأن لا شيء في الليل. وكل في فلك يسبحون: أي الشمس في فلك والقمر في فلك آخر. وبالتالي لا يمكن أيضا للشمس أن تدرك جسميا جسم القمر وهي تجري في فلكها رغم أن الأرض بقمرها يمران كل مرة في السنة أمامها في طريق مسيرتها. أما جمعهما فلن يحدث حتى يتوقفا يوم الفناء. فلك: هو طريق يدور فيه الكوكب خاص به. يسبحون: يجرون بسرعة. وجريهم هذا جري بحسبان تدريجي كأنهم من العقلاء. أنظر أسرار دوران الكواكب في كتاب قصة الوجود.

لحساب الزمن: فصل الله والخلق ٤٠-٢٠ث

وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ (٥-١٠) يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ (١٨٩-٢)

١٠- الليل والنهار

١٠أ- خلق الله الليل والنهار قبل مد الأرض وإرساء الجبال: وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (٢٩-٧٩) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (٣٠-٧٩)

وتوجد ظاهرة الليل والنهار في السماوات أيضا وعند الله باستثناء عالم الآخرة الذي تحت العرش مباشرة: وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ ... (١٩-٢١)  يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (٢٠-٢١) ومن عنده: أي خارج حلقة الكرسي كحملة العرش ومن حوله. يسبحون: ينزهون الله عن كل نقص بكلمات التسبيح.

أما عن اليوم في جنة الخلد: فصل الجنة ١١٧ ت٣١ت (٦٢-١٩)

١٠ب- آية الليل وآية النهار:

وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا (١٢-١٧) هذه الآية لها علاقة بأبصار الناس. فلا يستبان لهم في الليل كما يستبان لهم في النهار. فعلاقة الأبصار بما يحدث لها باختلاف الليل والنهار تدل على وجود الله المسخر الذي أوجد تلك العلاقة. فهو من جعل آية النهار وهي النور مبصرة. أما آية الليل فقد محاها عن أبصار الناس وإلا لاستطاعوا أن يبصروا فيه كما في النهار. فلكي يبصر الإنسان في الدنيا يجب أن يكون له بصر شغال ويكون الشيء المنظور أمامه غير ممحو عن بصره. وآية الليل لا تعني القمر. فلو محا الله نوره لما عاد يرى بل قدره منازل وجعله منيرا. وقيل كان مضيئا بذاته في أول الخلق ثم طمس نوره الأصلي فأصبح فقط يعكس ضوء الشمس. هذا صحيح لأن كل الكواكب كانت كذلك في أول خلقها لكن هذا لا يفسر آية المحو لأن الله لو محا جسم القمر لانعدم. فكل الكواكب بما فيها الأرض كانت كتلا من النيران الحامية نتيجة دوران الضغط لكن الأقمار برد سطحها وتصلب. أما الشموس فكان الضغط عليها كبيرا جدا فلم تتصلب. أما آية النهار فهي نور فضاء الأرض المستنير بنور الشمس. وبه يبصر الإنسان. أما الليل فهو لوحة سوداء فارغة ممحوة بالنسبة لبصره. لو وضعته في ليل دون أي نور من قمر أو نجوم أو مصابيح أو نار ... فسيكون أعمى تماما.

لتبتغوا فضلا من ربكم: أي لتسعوا في النهار طالبين الرزق من الله. ولتعلموا عدد السنين والحساب: أي بتعاقب الليل والنهار. ولولاه لما علمتم كيف تحصون الزمن. وكل شيء فصلناه تفصيلا: أي كل شيء يحتاجه الناس لمعرفته بيناه لهم تبيينا.

١٠ت- الليل لباس: وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (١٠-٧٨) أي يغشى ويستر بظلمته كاللباس.

١٠ث- اختلاف الليل والنهار: يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُوْلِي الْأَبْصَارِ (٤٤-٢٤) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً (٦٢-٢٥)

يقلب: التقليب هو تغيير هيأة إلى ضدها. فالليل ضد النهار. ذلك: أي تقليب الليل والنهار. لعبرة: لعبرة لأن هذا التقليب المفيد للكائنات هو من تسخير الله. فلا تسخير بدون مسخر. لأولي الأبصار: أي الذين يفقهون ما يبصرون فيعلمون أن كل ذلك من آيات الله. الليل والنهار خلفة: أي يخلف كل منهما الآخر.

١٠ج- ولو شاء الله لما جعل اختلافهما قائما في أرضنا كما هو الأمر في بعض الكواكب: قُلْ أَرَأَيْتُمُ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ... (٧١-٢٨) قُلْ أَرَأَيْتُمُ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ... (٧٢-٢٨) سرمدا: أي على الدوام. فصل نعم الله على الناس ٥٢ ٢٠

١٠ح- النهار يدرك دائما الليل: وَلَا الَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ (٤٠-٣٦) أنظر تفسير هذه الآية في الفقرة ٩ح.

١٠خ- تداخل الليل والنهار فيما بينهما: يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ (١٣-٣٥) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ (٢٩-٣١) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ (٢٧-٣) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (٦١-٢٢) وبهذا التداخل المستمر يزداد كل منهما بما نقص من الآخر مع تعاقب الصيف والشتاء ( وفي الشتاء يتعدى ظل الأرض محورها ) وما يقع في شمال الأرض يقع عكسه في الجنوب على الدوام. إذن ولوج الليل في النهار وولوج النهار في الليل حركتان دائمتان في نفس الوقت. يولج: يدخل. ذلك: أي سيكون الأمر كذلك. يعني نصر الله للذي بغي عليه ردا على قوله في الآية السابقة: " لينصرنه الله ". ذلك لأن بيده الأمر كله ومنه ولوج الليل في النهار وولوج النهار في الليل وليس غافلا عن خلقه وعن المظلومين. فهو سميع بصير.

١٠د- تكوير أحدهما على الآخر باستمرار: يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ (٥-٣٩) وهذا يدل على أنهما في دوران مستمر سواء في الأرض أم في السماوات أم في جوانب العرش. أنظر تفاصيل في كتاب قصة الوجود. وقد تدل الآية كذلك على كروية الأرض.

١٠ذ- قال سبحانه وتعالى أيضا: يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ (٣-١٣) يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا (٥٤-٧) وفي الحديث » إذا أقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم « أي إن الليل يأتي من المشرق بينما النهار يذهب إلى المغرب تماما كالشمس. يغشي الليل النهار: يغطي النهار بظلمة الليل ويغطي الليل بضوء النهار. يطلبه: أي يطلب كل منهما الآخر. حثيثا: سريعا ودائما. هذا يدل على أنهما موجودان على الدوام وتدخل حدودهما بعضها في بعض باستمرار.

١٠ر- الظل: أنظر الفقرة ٢٩ت

١١- المشارق والمغارب

أ- المدى بين المشرق والمغرب: قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا (٢٨-٢٦) وما بينهما: هو كل ما بين ما طلعت عليه الشمس وغربت.

ب- المشرقان والمغربان: رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (١٧-٥٥) أي مشرقي ومغربي الصيف والشتاء للشمس والقمر.

ت-  بينهما عدة مشارق ومغارب: فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ (٤٠-٧٠) سواء مشارق شمسنا ( وهو اختلاف مطالعها في كل يوم ) ومغاربهاأم مشارق ومغارب الشموس والكواكب الأخرى. وقد يدخل في هذا أيضا المشارق والمغارب المتعددة كل لحظة على وجه الكرة الأرضية وهي تدور.


     





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة