U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

المنافقون-10-58

   

٥٨- المنافقون

(10/10)


٢١عقاب الله

قال تعالى: فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (٨٢-٩) بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (١٣٨-٤) قليلا: أي في الدنيا. كثيرا: أي في الآخرة. وهذا قضاء الله لهم مسبقا.

٢١أ- ستحبط أعمالهم: حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (٥٣-٥)

في الدنيا والآخرة: أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (٦٩-٩) أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (١٩-٣٣) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٥-٥٨) فأحبط: أبطل. وكان ذلك على الله يسيرا: أي سهلا هينا عليه رغم إظهارهم الإيمان للناس. أعد الله لهم: يتعلق الأمر هنا بالذين تولوا اليهود.

٢١ب- العذاب في الدنيا والآخرة: وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (٧٤-٩) وإن يتولوا: أي إن يعرضوا عن الإيمان الخالص. عذابا أليما في الدنيا: أي عذابا بالقتل وغيره. ولي: أي من يتولى أمر حمايتهم. أما النصير فهو من ينصر عند الطلب. والولي أوسع مجالا من الناصر.

٢١ت- سيعذبهم الله للأسباب التالية:

لأنهم لم يراعوا أمانته: وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (٧٢-٣٣) لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ (٧٣-٣٣) وحملها: أي حمل الأمانة أمانة الله. ظلوما جهولا: ظلوما جهولا بالشرك والكفر والنفاق. ليعذب: ليعذب بالنار في جهنم. أنظر تفسير هذه الآية في فصل الهداية ٤٨- ١

لأنهم كذبوا بدين الإسلام: وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (١٠-٢)

لأنهم يظنون بالله ظن السوء: فقرة ٢١ث٢

لسوء أعمالهم: فقرة ٢١ج- ١٦ب

لكذبهم: فقرة ١٥خ٢

٢١ث- لقد وعدوا بجهنم رجالا كانوا أو نساء:

١- وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (٦٨-٩) ولعنهم: أي طردهم من رحمته. مقيم: دائم.

٢- وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (٦-٤٨) الظانين بالله ظن السوء: ومن ذلك يظنون أن الله لن ينصر رسوله ﷺ والمؤمنين. والمثل في السياق أن الله نصر رسوله فعلا في الحديبية.  عليهم دائرة السوء: أي يحيط بهم السوء.

٢١ج- عذاب شديد: فقرة ١٨ب٢ (١٠١-٩)( سيعذبون مرتين قبل عذاب جهنم )

أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٥-٥٨)

٢١ح- عذاب مهين وأبدي: فقرة ٢١ث١

فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (١٦-٥٨) ... أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (١٧-٥٨) أصحاب النار: وصحبة أي شيء هي أن تظل معه وترافقه.

٢١خ- عذاب كاف لمعاقبتهم: حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٨-٥٨) فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ (٢٠٦-٢)

سيجعلهم الله في الدرك الأسفل من النار: إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (١٤٠-٤) إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ (١٤٥-٤)

الدرك الأسفل: وهو أدنى طبقة في جهنم وأضيقها وأبعدها عن العرش. وحرها هو الأعظم. وسميت دركة لأن الكافر سيهوي إليها. أما الجنة فهي درجات لأن المؤمن سيرتقي إلى درجته. أنظر تفاصيل عن الدرك الأسفل وشكله في كتاب قصة الوجود.

٢١د- ولا أحد سيستطيع لهم شيئا: لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمُ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا (١٧-٥٨) وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (١٤٥-٤) وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (٧٤-٩)

لن تغني عنهم أموالهم ....: أي لن تنفعهم في شيء من عذاب الله.

سيستغيثون بالمؤمنين دون جدوى: فصل مقارنة بين أصحاب النار وأصحاب الجنة ١١٦-٤خ (١٣-٥٧) ٤ج- ٤ح

٢١ذ- سيحلفون بالكذب أمام الله. فهم كاذبون حتى في الآخرة:

يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسِبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (١٨-٥٨) يوم يبعثهم الله جميعا: أي المنافقون كما في السياق. فيحلفون له: أي يحلفون يوم القيامة أمام الله أنهم مؤمنون كما كانوا يحلفون للمؤمنين. ويحسبون أنهم على شيء: أي على شيء ينفعهم. فيعتقدون أن بحلفهم سينجون.

٢١ر- إليه سبحانه يرجع الأمر في معاقبتهم أو العفو عن بعضهم: وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (٢٤-٣٣) إن شاء: إن شاء أن يميتهم على النفاق. يتوب عليهم: يتوب عليهم إن تابوا واستحقوا التوبة.

العفو عن البعض منهم: لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمُ إِنْ يُّعْفَ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ تُعَذَّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (٦٦-٩) لا تعتذروا: لا تعتذروا عن استهزائكم برسول الله (حدث هذا أثناء سيرهم إلى غزوة تبوك). طائفة منكم: طائفة أقرب إلى الإيمان منكم. قيل كجحش بن حمير والله أعلم. مجرمين: مجرمين بكفرهم ونفاقهم وأعمالهم وإيذائهم لرسول الله .

وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمُ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٠٢-٩) وذلك لأنهم تابوا. قيل نزلت في من تخلفوا في غزوة تبوك. وقيل أيضا أن الله بعد ذلك أمر النبي بأخذ ثلث أموالهم ليتصدق بها ليطهرهم ويزكيهم بها

خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمُ إِنَّ صَلَوَاتِكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١٠٣-٩) أموالهم: أي أموال المذكورين في الآية السابقة. وتزكيهم بها: تطهرهم بتلك الصدقة من ذنوبهم ومن فجور النفس. وصل عليهم: أي ادع لهم واطلب الله أن يفيض رحمته عليهم. سكن لهم: أي طمأنينة. فكان دعاء النبي لهم يريحهم لأنه أقرب الناس إلى الله. سميع عليم: سميع لصلواتك ودعائك ولكل شيء. عليم بأحوالهم ونياتهم وبكل شيء.

أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (١٠٤-٩) ألم يعلموا: أي هؤلاء الذين اعترفوا بذنوبهم. ويأخذ الصدقات: أي يقبلها لمصلحة خلقه لا لنفسه. فالصدقة في يد المسكين هي في يد الله. هو من يثيب عليها. ومنها صدقة التطهر وتزكية النفس المذكورة في الآية السابقة. التواب الرحيم: تواب رحيم بعد اعترافكم بذنوبكم وصدقات تطهيركم.

وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (١٠٥-٩) وقل: أي قل لهؤلاء الذين تخلفوا ثم اعترفوا بذنوبهم. فينبئكم: أي سيخبركم بما فعلتم وبنياتكم في ذلك.

جاء في الحديث أن أعمال الأحياء تعرض على الأموات من الأقرباء والعشائر في البرزخ. والقرآن يصرح بأن أعمال الناس سيراها الله والرسول والمؤمنون فصل الإسلام ٤٧-١٠

أما الآخرون فلن يعفو الله عنهم ولو استغفر لهم النبي : اسْتَغْفِرْ لَهُمُ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمُ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (٨٠-٩) أنظر فصل تطبيق قواعد النسخ ١٧ - سبعين مرة: أي عددا غير متناهي. لا يهدي القوم الفاسقين:  أي بسبب فسقهم لا يهديهم الله إلى صراطه.

٢٢- التوبة ممكنة

إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (١٤٦-٤) فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ (٧٤-٩)

وقبول توبة المنافقين في زمان النبي كان مشروطا بقبولهم حكمه : فصل محمد ٣٩-٣٨أث (٦٥-٦٤-٤)

٢٣- المنافقون والمؤمنون   فصل المنافقون والمؤمنون ١٠٤

٢٤- السورة رقم ٦٣ تحمل اسم" المنافقون "

 
     





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة