U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

المؤمنون في مرحلة الوحي-04-67

   

٦٧- المؤمنون في مرحلة الوحي

(4/13)

٥- المؤمنون في الجهاد والقتال  أنظر فصل الجهاد ٨٥

٥أ- في أول الدعوة نزل القرآن يحثهم على الصبر وعدم اللجوء إلى القوة ضد الكافرين المعتدين لأن عددهم كان قليلا: فصل المؤمنون والكافرون١٠٣ ت - فصل الجهاد ٨٥-١٣

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ...... (٧٧-٤) كفوا أيديكم: أي لا تلجؤوا إلى العنف. كان هذا في مكة لما كان المشركون يعذبون المسلمين وهم قلة. أنظر فيمن نزلت هذه الآية في الفقرة ٥خ٢

٥ب- وكانوا يرجون مقاتلتهم: وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ (٢٠-٤٧) أي سورة تأذن بالقتال.

٥ت- فآواهم الله إلى ملجأ. وكان ذلك نعمة من عنده: وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٢٦-٨) هذا خطاب للمهاجرين. يتخطفكم: أي يأخذوكم بسرعة. فآواكم: فآواكم بالهجرة خصوصا إلى المدينة. بنصره: بنصره خصوصا يوم بدر. الطيبات: ومنها الغنائم.

٥ث- فهاجروا وتخلوا عن ديارهم وأهليهم، وآواهم مؤمنون آخرون:

٥ث١- وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٧٤-٨) والذين آووا ونصروا: وهم الأنصار بالمدينة. ورزق كريم: رزق حسن وهو الجنة.

٥ث٢- وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٠٠-٩) بإحسان: بإحسان في المعتقد والعمل. فالمؤمنون في زمن النبوة هم أسوة لكل المؤمنين من بعدهم.

٥ث٣- أما الذين هاجروا من بعد فلهم كذلك أجورهم: وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُوْلَئِكَ مِنْكُمْ (٧٥-٨) من بعد: أي بعد الذين هاجروا في أول الأمر وجاهدوا مع الذين آووا ونصروا. وهذه الآية فتحت المجال لاستمرارية هجرة الناس إلى الإيمان والتحاقهم بالمهاجرين الأولين. وأن يعاملهم هؤلاء مثلهم. وهم ليسوا كالذين آمنوا ولم يهاجروا كما جاء في آية سابقة. أما بعد فتح مكة فلا هجرة. فأولئك منكم: أي أصبحوا من ضمنكم وإن كان أجر المهاجرين الأولين أفضل.

أما في مجال الإرث فنزل القرآن يعطي الأولوية لأولي الأرحام لأن المؤمنين كانوا في بداية الإسلام يتحالفون على أن يرث الواحد منهم الآخر: فصل الإرث ٩٢-٥-٦

وَأُوْلُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمُ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ (٧٥-٨) بعضهم أولى ببعض: أي لا يرث معهم غيرهم. في كتاب الله: أي في ما كتب الله على العباد وشاء لهم.

٥ث٤- لقد طولبوا بأن يضحوا بأموالهم في سبيل الله لكن بعضهم بخل: وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمُ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمُ أَمْوَالَكُمُ (٣٦-٤٧) إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ (٣٧-٤٧) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمُ (٣٨-٤٧)( أنظر تطبيق قواعد النسخ ٣خ ) ولا يسألكم أموالكم: المقصود هنا المبالغة في طلب المال. أي لا يبالغ الله في طلب المال فيما فرض عليكم كما يشير إلى ذلك في الآية التالية بقوله تعالى: فيحفكم. فيحفكم: أي يبالغ في طلب الأموال. أضغانكم: أحقادكم أي كراهيتكم لبدل المال الكثير ومن تم لدين الإسلام الذي أمر بذلك. الغني: الغني عن أموالكم ( هذا في السياق ) وهو الغني المالك لكل شيء. الفقراء: الفقراء إلى الله. يستبدل قوما غيركم: وذلك إما بإهلاككم وجعل آخرين مكانكم أو بنقل الرسالة إليهم. ثم لا يكونوا أمثالكم: أي أمثالكم في البخل إن بخلتم وفي الإعراض إن أعرضتم.

٥ث٥- الولاية بين المهاجرين والأنصار: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمُ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ (٧٢-٨) كان المسلمون في أوائل الإسلام يتوارثون بالهجرة. وهذا لا يعني أن هذه الآية أمرتهم بذلك. فالولاية لها معاني كثيرة كالتحالف والاتحاد والحماية والمؤازرة والمعاونة... فنزل القرآن بعد ذلك يعطى الأولوية في الإرث لأولي الأرحام: فصل الإرث ٩٢-٥-٦

والذين هاجروا من بعد كانوا هم أيضا أولياء المؤمنين الآخرين: فقرة ٥ث٣

وكانت المودة بينهم: فقرة ٥ص١٠ج (١٠-٩-٥٩)

٥ث٦- ولم تكن ولاية بينهم وبين المؤمنين الذين لم يهاجروا ولكن استنصارا بشروط: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنْ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٧٢-٨) ما لكم من ولايتهم من شيء: أي لا معاونة بينكم وبينهم. وقد يدخل في ذلك عدم الإرث أيضا لأن الآية التي تعطي الأولوية الخالصة لأولي الأرحام لم تنزل بعد. وذلك لحثهم على الهجرة. والآية ليست منسوخة لأن الولاية لها معاني كثيرة ( أنظر الفقرة السابقة ) ولا تعني الإرث على وجه الخصوص. ففي الفقرة التالية نرى بوضوح أن الولاية بين الكافرين لا يدخل فيها الإرث. والله بما تعملون بصير: لذلك لا تخالفوا أمره.

٥ث٧- والاتحاد بين المؤمنين واجب خصوصا والكافرون يتحدون عليهم: فصل الجهاد ٨٥-١٤خ-١٥ث-١٥ج

وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمُ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (٧٣-٨)

ونرى هنا أن الاتحاد بين المؤمنين هو الذي يمنع الفساد الكبير في الأرض. إلا تفعلوه: أي إن لم تفعلوا كل ما ذكر أي الهجرة والجهاد بالمال والنفس وإيواء المهاجرين ونصر المؤمنين والولاية بعضهم بعضا.

٥ث٨- وكما جاء في الفقرة ٥ث٣- والفقرة ٥ث٥ فالمؤمنون كانوا يتوارثون بالهجرة حتى أنزل الله آية تحمي التوارث بالنسب: لكن الله لم يمنع المعروف بين المسلمين وأوليائهم المؤمنين. وهذا دليل على أن الولاية لا تعني الإرث على وجه الخصوص. فلا يوجد نسخ بين الآيات.

وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمُ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (٦-٣٣) فصل تطبيق قواعد النسخ ٧أ-٧ب  - وأولوا الأرحام: أي ذووا القرابة. بعضهم أولى ببعض: أي لا يرث معهم غيرهم من المؤمنين والمهاجرين. في كتاب الله: أي في ما كتب الله على العباد وشاء لهم. معروفا: معروفا كوصية أو إحسان. في الكتاب: في ما كتب الله في اللوح المحفوظ. مسطورا: مكتوبا.

٥ث٩- أما عن الولاية بصفة عامة : أنظر فصل المؤمنون والكافرون ١٠٣ ت١١

٥ج- أما الذين هاجروا فقط بعد ما فتنوا فقد تاب الله عليهم بعد أن جاهدوا مع المسلمين وصبروا: ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١١٠-١٦) استئناف في موضوع الذين أكرهوا على التلفظ بالكفر وقلوبهم مطمئنة بالإيمان كعمار الذين ذكروا في الآية السابقة. وهذه الآية بيان لمصيرهم عند الله. وهم قوم لم يتمكنوا من أن يهاجروا مع الأولين إلى المدينة. فلم يهاجروا إلا بعد ما فتنوا أي عذبوا أو كادوا يفتنون عن دينهم. فتاب الله عليهم بعد أن جاهدوا هم أيضا مع النبي . بعدها: أي بعد الفتنة التي جعلتهم يتلفظون مكرهين بالكفر. فهي التي تغفر خصوصا بعد الهجرة والجهاد والصبر.


     





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة