U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

الإنفاق-08-81

   

٨١- الإنفاق والزكاة

(8/8)

٢١- الله لا يحب البخلاء

وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (٢٣-٥٧) الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (٢٤-٥٧) أنظر تفسير هذه الآية في الفقرة ١٦أ.

٢٢- يجب على المرء أن يوق شح نفسه

إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (١٥-٦٤) فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٦-٦٤) فتنة: ابتلاء. أي الأموال والأولاد قد يؤدون بكم إلى الكفر أو إلى الحرام. والله عنده: أي في الآخرة. فاتقوا الله ما استطعتم: أنظر فصل تطبيق قواعد النسخ ٢١. وأنفقوا: وأنفقوا في سبيل الله كما هو مبين في الآية التالية وفي ما شرع سبحانه. خيرا لأنفسكم: أي ما أنفقتم سيكون خيرا لكم خصوصا في الآخرة. ومن يوق شح نفسه: أي من يتحصن ضد شح نفسه ببذل المال وغير ذلك في سبيل الله. المفلحون: هم الفائزون بسعادة الدنيا والآخرة.

٢٣- لا يجوز القسم بعدم إعطاء الصدقة

وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٢-٢٤) نزلت في أبي بكر رضي الله عنه حين حلف أن لا يتصدق على ابن خالته مسطح بن أثاثة بعد أن اشترك في الإفك على عائشة رضي الله عنها. ولا يأتل: أي لا يحلف أو لا يقصر. أولوا الفضل منكم والسعة: أي أصحاب الغنى. وليعفوا وليصفحوا: أي على هؤلاء الذين أساءوا في قضية الإفك. والآية عامة.

٢٤- مصير البخلاء  أنظر فصل تطبيق قواعد النسخ ٣ح

أ- الذين يكنزون الأموال: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٣٤-٩) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (٣٥-٩) والذين يكنزون الذهب والفضة ...: منهم الأحبار والرهبان الذين يأكلون أموال الناس بالباطل وغيرهم. فالآية عامة. يحمى عليها: يحمى على الذهب والفضة أي على المال الذي لا يؤدى فيه حق الله. ما كنتم تكنزون: أي تكنزون ولا تعطون منه حق الله ولا تنفقون منه في سبيله.

وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (١-١٠٤) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (٢-١٠٤) يَحْسِبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (٣-١٠٤) كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (٤-١٠٤) همزة: هو العياب الذي يطعن في وجه الإنسان. لمزة: هو العياب الذي يغتاب من خلف الإنسان. نزلت هذه الآيات في بعض أغنياء المشركين المترفين الذين كانوا يؤذون المسلمين بالهمز واللمز. وعدده: أي نوع أصناف المال من ذهب ونقود وعقار وفلاحة وتجارات مختلفة ... الخ حتى أصبح غناه مشهودا لدى الناس. يحسب أن ماله أخلده: والعيب هنا ليس في جمع الأموال وتنويعها بل في كون هؤلاء الأغنياء لا يهتمون إلا بجمعها ولا يزكون ولا يتصدقون ولا يؤمنون بيوم الحساب ولا يستعدون له. وزيادة على ذلك يؤذون المسلمين. والآية تهديد لكل من فعل مثلهم. كلا: كلا إن ماله لن يخلده. لينبذن: أي ليطرحن هذا المال.

أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (١-١٠٢) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (٢-١٠٢) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣-١٠٢) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (٤-١٠٢) كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (٥-١٠٢) لَتَرَوُّنَّ الْجَحِيمَ (٦-١٠٢) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (٧-١٠٢) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (٨-١٠٢) السورة رقم ١٠٢ تحمل اسم " التكاثر "

التكاثر: هو تكثير الأموال بكل أنواعها والأولاد. زرتم: الزيارة تدل على أن البقاء في القبور مؤقت وليس أبديا كما يعتقد الملحدون. فهي زيارة خاصة من ورائها بعث وحياة أخرى. كلا: ردع عن اللهو بمتاع الدنيا. سوف تعلمون: أي سوف ترون. سترون بأعينكم لأن العلم بذلك وصلكم فكفرتم به. سوف تعلمون ثم سوف تعلمون: تأكيد يبين أن ما سوف يعلمون متدرج في عظمته. وما سوف يرون سيبدأ مع موتهم ويستمر في القبر ثم بعد البعث والحساب. ثم لترونها عين اليقين ....: أنظر التفسير في فصل يوم الحساب ١١٤- ٥

ب- الذين لا يطعمون المساكين: مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (٤٢-٧٤) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (٤٣-٧٤) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (٤٤-٧٤)( هنا أصحاب اليمين يتساءلون عن المجرمين ). ما سلككم: أي ما أدخلكم.

ت- عذاب مهين: الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (٣٧-٤) الذين يبخلون ...: وهم من الذين يختالون ويتفاخرون كما جاء في الآية السابقة. ويكتمون ما آتاهم الله من فضله: أي كاليهود الذين يكتمون نعت النبي في التوراة.

ث- سيطوقون ما بخلوا به: وَلَا يَحْسِبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (١٨٠-٣) الذين يبخلون: أي عن الإنفاق في سبيل الله. ويدخل فيه كل بخل عن إنفاق شرعه الله. سيطوقون ما بخلوا به: أي ما بخلوا به في الدنيا سيكون طوقا في أعناقهم.

ج- الطريق العسير: وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (٨-٩٢) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (٩-٩٢).فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (١٠-٩٢) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (١١-٩٢) وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ (٣٨-٤٧) من بخل: أي بماله ولم يعط منه حق الله للفقراء. واستغنى: أي عن عبادة الله وثوابه. وما يغني عنه ماله إذا تردى: أي وفي أي شيء سينفعه ماله ... ؟ تردى: أي هنا سقط وهوى في النار. ومن يبخل: السياق هنا في الإنفاق في سبيل الله. يبخل عن نفسه: أي يحرمها أجر الإنفاق يوم القيامة.

ح- معاقبة المشركين لشركهم وكفرهم وعدم إعطاء الزكاة: وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (٦-٤١) الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (٧-٤١) الزكاة هي تطهير النفس والمال. وهي زكاة على نعم الله التي وهبها للناس. ومنها نعمة الحياة ونعمة المال. فعلى كل إنسان أن يعبد الله ويوحده ويطيع أمره - ذلك زكاة له على نعمة وجوده - ثم يؤتي زكاة ماله الذي جعله الله مستخلفا فيه. فالزكاة مفروضة من قديم على الأمم كما قال عيسى عليه السلام: " وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (٣١-١٩)". وقال الله عن إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام: " وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ (٧٣-٢١)". فهددت الآية المشركين بالويل الواقع لهم حتما لأنهم لا يطهرون نفوسهم من الشرك والذنوب ولا أموالهم.


     





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة