U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

القرآن والعلم-06

   

٤٥- القرآن والعلم

(6/10)

٢١- الأرض

الأرض قمر أنظر كتاب قصة الوجود. بالتالي بعض الآيات عن القمر قد تعني في بعض الأحيان الأرض أيضا ( فقرة ٩) فهي تجري لأجل مسمى ككل الكواكب.

٢١أ- دوران طبقات الأرض حول نفسها وجاذبيتها: أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (٢٥-٧٧) أَحْيَاءً ‎وَأَمْوَاتًا (٢٦-٧٧) أي كفاتا للأحياء والأموات. فالأرض تضمهم بجاذبيتها. كفت: جمع وضم.

وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسِبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (٨٨-٢٧) مر السحاب: أي كسير السحاب. فالجبال ماسكة بالطبقات الباطنية للأرض وتدور بدورانها وتدفع سطح الأرض الذي يدور ببطء. فسرعة دوران الأرض حول نفسها بعد تصلب الجبال ناتجة عن دوران الطبقات الباطنية. ولولا الجبال لدارت الطبقات السطحية مستقلة عن دوران الطبقات الباطنية ولأصبحت الأرض تميد بمن عليها. أنظر التفاصيل في كتاب قصة الوجود. خبير بما تفعلون: هذا تمهيد لما سيوضحه الله في الآيات التالية: " من جاء بالحسنة فله خير منها...." وأفعال خلقه إما حسنات أو سيئات.

٢١ب- لقد مد الله الأرض: وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (٦-٩١) وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ (٣-١٣).وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا (١٩-١٥) طحاها: بسطها.

بعد بناء السماء وخلق الليل والنهار: فقرة ٦ح-١٠أ

٢١ت- ومدت كالفراش- والفراش هنا هو سطح الأرض وقشرتها: وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ (٤٨-٥١) اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا (٢٢-٢) فرشناها: مهدناها ومددناها. فنعم الماهدون: فقد مهدت الأرض تمهيدا نافعا صالحا. فنعم من مهدها وهو الله. وهذا ثناء عليه.

٢١ث- كالبساط: أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (٦-٧٨) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مِهَادًا (٥٣-٢٠) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (١٩-٧١) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا (٢٠-٧١)

٢١ج- وأثناء الدحو أخرج منها الماء والمرعى: فقرة ٦ح

أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (٣١-٧٩) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (٤-٨٧) منها: من الأرض. ماءها: أي ماء البحار والأنهار وما في ينابيع الأرض.  المرعى: هو كل ما تنبت الأرض ( العشب ).

مصدر الماء إذن من الأرض - قال تعالى لها عند نهاية الطوفان في زمان نوح: يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ (٤٤-١١)

٢١ح- ثم أرسى الله الجبال:

١- وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ (٧-٥٠) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ (٣-١٣) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (٣٢-٧٩) هذا يعني أنها كانت تتحرك.

٢- وجعلها ظاهرة من فوق سطح الأرض:

وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا (١٠-٤١)

٣- كالأوتاد: وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ (١٩-١٥) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (٧-٧٨) وكلمة " ألقينا " تدل على أن الجبال تكونت بشدة بلا شك من باطن الأرض إلى سطحها. أوتادا: الوتد هو ما يثبت به شيء على شيء آخر فيبقى لاصقا معه كأوتاد الخيام. فمعظمه يدخل في الأرض وإلا زال.

٤- وعلوها كبير: وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ (٢٧-٧٧) فيها: أي في الأرض. شامخات: طوال مرتفعات.

والجبال كتل متماسكة وإلا خرت كما قال تعالى: وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (٩٠-١٩) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَانِ وَلَدًا (٩١-١٩)

٥- دور الجبال:

إنها رواسي للأرض: وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ (١٠-٣١) وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ (٦١-٢٧) وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ (٣١-٢١)

تميد: تتحرك قشرتها وتمور.

المرتفعات تجلب السحب: كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرُبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ (٢٦٥-٢) فكذلك يربي الله صدقات المخلصين كثيرة كانت أو قليلة. أكلها: مأكولها من الثمر. فطل: أي القطر الخفيف. فهذا الطل يكفيها لتثمر.

كما أن السكن فوق الجبال يبدو آمنا من الزلازل أكثر من السهول لأنها كالأوتاد:

قال صالح لقومه : أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ (١٤٦-٢٦) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (١٤٧-٢٦) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (١٤٨-٢٦) وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَرِهِينَ (١٤٩-٢٦) أنظر أيضا فصل نعم الله ٥٢-١٩ث  - أتتركون في ما هاهنا آمنين: أي أتظنون أنكم ستظلون هنا في مساكنكم وقريتكم آمنين من الموت وعذاب الله ؟ طلعها: ثمرها. هضيم: لطيف لين نضيج.  فرهين: ماهرين حاذقين أو بطرين متجبرين.

والجبال وما في الأرض متاع للإنسان والحيوان: وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (٣٢-٧٩) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (٣٣-٧٩)

٦- الجبال تمر مر السحاب. وذلك دليل على تحرك الأرض ودورانها حول نفسها: فقرة ٢١أ

والأرض تسبح لأنها قمر أيضا: فقرة ٩ب

٢١خ- الأرض إذن قرار: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا (٦٤-٤٠) أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا (٦١-٢٧) قرارا: أي مستقرا لكم أو لا تميد بكم.

٢١د- وفيها قطع متجاورات مختلفة سواء من حيث الشكل أم من حيث نوع التربة: وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ (٤-١٣) وحاليا يقول علماء الأرض بأن في القشرة الأرضية قطع متجاورات تتحرك وهي ألواح الغلاف الصخري.

ونقصان أطراف هذه الألواح تنتج عنه زلازل فصل العرب ٥٩- ١٣ث٥

٢١ذ- وفيها سبل: وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا (١٠-٤٣) وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا (٥٣-٢٠).وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (٣١-٢١) واضح في القرآن أن هذه السبل خلقت بعد مد الأرض ونصب الجبال﴿ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مِهَادًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا ﴾(٥٣-٢٠) وسلك لكم فيها سبلا: جعل لكم طرقا بين جبالها. فجاجا سبلا: أي طرقا واسعات سبلا لكم. يهتدون: يهتدون إلى مقاصدهم في أسفارهم ورحلاتهم.

٢١ر- أدنى موقع في الأرض : غُلِبَتِ الرُّومُ (٢-٣٠) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ (٣-٣٠) أقرب أرض الروم إلى أرض العرب لأن المخاطبين هم المؤمنون. وهي الشام التي كانت تحت إمرة هؤلاء الروم. وقيل حاليا هي أخفض بقعة في الكرة الأرضية والله أعلم.

٢١ز- وقال تعالى عن الحجر: وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ (٧٤-٢) وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار: رغم صلابة الحجارة فالأنهار العظيمة والصغيرة التي تأتي من مياه باطن الأرض تخرج من خلالها. وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء: ويتعلق الأمر هنا بالعيون الصغيرة التي تنبع من شقوق الأرض والجبال فيخرج ماء ليس بقدر الأنهار. وإن منها لما يهبط من خشية الله: قد يراد بذلك الجبل الحجري الذي يغور في الأرض أو الجزر في البحر. كل ذلك من خشية الله أي عندما يأذن الله يستسلم لأمره فينزل فيصبح علوه صغيرا أو يختفي عن الأنظار. ويوجد أيضا حجر ينزل من السماء التي تحيط بنا. وكذلك الذي في سطح الأرض أو في باطنها يخضع لجاذبيتها. كلما وجد سبيلا إلى الهبوط إلى أسفل مستوى هبط.

٢١س- البحار

في البحار العميقة ظلمات مختلفة بعضها فوق بعض: أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا (٤٠-٢٤) قد توحي هذه الآية بأن الإنسان سيكتشف ما في البحار العميقة وسيتعرف على آيات الله في ذلك. أو كظلمات: تشبيه آخر لأعمال الكفار. كظلمات: وهي طبقات مختلفة. كل طبقة أظلم من التي فوقها. وقبل الظلام التام تبدأ الألوان تختفي شيئا فشيئا وأنت نازل في عمق البحر. لجي: عميق. يغشاه موج من فوقه موج: إشارة إلى وجود أمواج في باطن البحار العميقة تحت التي في السطح. من فوقه سحاب: أي سحاب يحجب الشمس لتكون الظلمة أشد. أي أعمال الكافر ظلمات يوم الحساب ولن تتحول إلى نور كأعمال المؤمن. وإن أخرج يده يوم تقسيم النور على المؤمنين لم يكد يراها لشدة الظلمة وظلمة أعماله.

٢١ش- يوجد حاجز بين كل بحرين:

مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (١٩-٥٥) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ (٢٠-٥٥) وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا (٦١-٢٧) وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (٥٣-٢٥) مرج البحرين: أرسلهما متجاورين متلاصقين. برزخ: حاجز بيني. لا يبغيان: لا يطغى أحدهما على الآخر فيختلطا. عذب فرات: طيب حلو. ملح أجاج: ملح شديدة الملوحة إلى المرارة. وحجرا محجورا: أي مانعا مستورا يمنع اختلاطهما. فلكل بحر خاصياته وكائناته. وللماء الحاجز أيضا.

٢١ص- الأنهار:

أوجدها الخالق بعد مد الأرض: وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا (٣-١٣).أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا (٦١-٢٧)

ماء المطر والوديان: أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا (١٧-١٣)

٢١ض- أشياء وتغيرات تقع في الأرض وفي السماء: يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (٢-٣٤) يلج في الأرض: أي يدخل فيها. ومن ذلك كل ما ينزل من السماء ما يراه الإنسان كماء المطر وما لا يراه وكل ما يدفن فيها كالأموات والكنوز. يخرج منها: يخرج كالنبات والمعادن والصهير البركاني والغازات ... الخ. ينزل من السماء: أي من خزائن الله ومن الملائكة والجن والكتب والأرواح الجدد والعقاب كالصواعق والحجر وغير ذلك من أمر الله. يعرج: يصعد. كالغازات والملائكة وأرواح الأموات وأخبار الأرض وأهلها وأعمالهم ...الخ. الرحيم الغفور: الذي يرحم عباده فلا يعذبهم حتى ييأسوا هم من رحمته. ويغفر لمن تاب.

٢١ط- الرياح:

الله هو المسبب الأول في تصريف الرياح: وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ نُشُرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ (٤٨-٢٥) وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ نُشُرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ (٥٧-٧)

تصريف الرياح: فصل آيات الله ٤٢-١٧ب (٥-٤٥)

الرياح تلقح السحاب والنبات: وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ (٢٢-١٥) فهي تحمل القوة والبرودة أو الحرارة اللازمة لإثارة السحب. لواقح: أي حوامل للسحب وملقحات لها وللنبات والأشجار.

٢١ظ- الرياح والسحب:

٢١ظ١- السحب المنبسطة والطبقية :

اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ (٤٨-٣٠) فيبسطه: يمده. كسفا: قطعا متفرقة. الودق: المطر.

هنا رياح أي تيارات هوائية تثير سحابا فيبسطه الله في السماء كما يشاء. ويجعله كسفا أي قطعا بعضها فوق بعض. وخروج الودق من خلاله يدل على أن أعلاه هو الذي يمطر أي طبقاته العليا حيث يتحول البخار إلى قطرات ماء لانخفاض الحرارة في الأعلى أو عندما يكون الريح باردا جدا. أما الرياح الساخنة فتطرد البخار إلى الأعلى.

فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (٤٨-٣٠) يستبشرون لانبساط السحاب في السماء. فهو بذلك يغطي مساحات كبيرة من الأرض.

وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (٤٩-٣٠) من قبل أن ينزل عليهم: أي قبل تنزيل الودق. من قبله: هذا إما توكيد للقبلية أو قد يعود الضمير إلى السحاب لأن قبلُ الشيء هو ما كان قبله. كما يقال: ليس لله قبل ولا بعد. أي قد يكون المعنى " وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من السحاب لمبلسين ". فالآية تبين أن الناس يستبشرون بالمطر وإن كانوا يائسين قبل نزوله من السحاب حتى وهو فوق رؤوسهم لتأخيره الطويل عنهم فينقلب يأسهم فرحا في الحين. لمبلسين: يائسين مكتئبين.

٢١ظ٢- السحب الركامية:

أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ (٤٣-٢٤) يزجي سحابا: أي يسوقه برفق ( خلافا للسحب الطبقية التي تثيرها الرياح ). يؤلف بينه: يضم بعضه إلى بعض. ركاما: أي مجتمعا بعضه فوق بعض. الودق: المطر. السحب الركامية ليست طبقات بعضها فوق بعض وإنما كتلة واحدة ألف الله بينها ليصبح أعلاها في المنطقة الباردة من الجو فيتحول البخار البارد إلى قطرات ماء تمر عبرها لقوله تعالى: " من خلاله ".

وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ (٤٣-٢٤) من جبال فيها من برد: هذا النوع من السحب كالجبال في علوها قد ترتفع قممها إلى مستوى تتجمد فيه القطرات المائية لانخفاض درجة الحرارة هناك فتصبح بردا. ثم ينزل عبر السحاب لكن إذا التقى بتيار ساخن يرده إلى الأعلى. وقيل إعادته إلى الأعلى ينتج عن ذلك برق والله أعلم. برد: حبوب ثلجية.

٢١ظ٣- المعصرات:

وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (١٤-٧٨) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (١٥-٧٨) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (١٦-٧٨) المعصرات: نوع من السحب التي تخضع للرياح الإعصارية. ثجاجا: صبابا متتابعا بكثرة. حبا: حبا كالزرع والشعير ... وجنات ألفافا: أي ملتفة الأشجار قريبة من بعضها البعض لتشعب أغصانها. فالرياح الإعصارية ترفع البخار إلى الأعلى مباشرة إلى المنطقة التي يتحول فيها إلى ماء ثم ينزل مطرا. ثم ترفع أخرى. وتستمر الرياح في صعودها ونزولها فينزل المطر بكثرة على شكل دفعات بعضها بعد بعض. وينتج عن ذلك جنات ألفاف هائلة وغابات كثيفة.

٢١ظ٤- الرياح والسحاب الثقال:

وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ نُشُرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ (٥٧-٧) وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ (١٢-١٣) نشرا: أي متفرقة. أو بشرا أي مبشرة ( حسب القراءات ). أقلت: حملت. ثقالا: مثقلة بالماء. وينشئ: أي الله يخلق ويكون. فالسحاب يكون ثقيلا بكثرة ماءه حتى أنه يبدو قريبا من الأرض. ويوجد نوع من الرياح ليس له كوظيفة إلا حمل السحب إلى البلاد الميتة بأمر الله فيسوقها في الجو تحت المنطقة الباردة. وكونها ثقيلة يجعلها تظل تحتها طوال مسيرتها. وكونها تساق إلى البلاد الميتة الخاشعة دليل على عدم وجود العبث في الظواهر الطبيعية ( أنظر فصل مشيئة الله ١(٣٤) ٤٧ )

٢١ع- المطر:

١- ماء المطر طيب وطهور: وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (٤٨-٢٥) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (٧٠-٥٦) فسبحانه على كل شيء قدير. طهورا: أي من كل خبث. وهو أطهر المياه. أجاجا: ملحا أو مرا لا يمكن شربه. فلولا تشكرون: أي فهلا تشكرون ؟

٢- والله وحده قادر على إنزال المطر : أَأَنْتُمُ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ (٦٩-٥٦)( أي الماء الذي نشربه ) رأينا أن نزول المطر يتعلق بتصريف الرياح المختلفة. فمن يقدر على ذلك إلا الله ؟

٣- وكمية ماء المطر في كل الأرض لا تتغير تغيرا ملموسا من عام إلى الذي يليه ( لأن الشمس نفس الشمس والأرض نفس الأرض ) لذلك قال سبحانه: وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا (٥٠-٢٥) فالله يقسم كمية الماء على المناطق والعباد.

٢١غ- البرق والصواعق:

أشار القرآن إلى العلاقة بين البرق والبرد: وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ (٤٣-٢٤) قيل أن البرق يحدث عندما يصرف الله البرد عن نزول بعضه أو كله إلى الأرض. أي عندما يأتي تيار ساخن ليلتقي به ويرغمه على العودة إلى الأعلى ينتج عن ذلك رعد وبرق، أي تفاعلات أو اصطدامات كهربائية ترى وتسمع.

خطورة البرق على البصر: يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ (٢٠-٢) يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ (٤٣-٢٤) يخطف أبصارهم: أي يأخذها بسرعة فيعميهم.

خطورة الصواعق: يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ (١٩-٢) وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ (١٣-١٣) من الصواعق حذر الموت: أي حذر الموت من الصواعق ( تقديم وتأخير). يعني خوفا من الموت من أخذة الصواعق. فيجعلون أصابعهم في آذانهم لكيلا يسمعوا أصواتها المرعبة التي تذكرهم بموت رهيب ( والضمير للمنافقين ).

٢١ف- دورة الماء: فصل الله والخلق ٤٠-٣٩- والفقرة ٢١ص إلى ٢١غ

١- وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ (١٨-٢٣) فأسكناه في الأرض: أي فوق وتحت سطح الأرض كالثلوج والأنهار والمياه المستقرة في باطن الأرض التي تنبع عيونا وأنهارا والتي يخرجها الإنسان من الآبار. فالله ينزل الماء في منطقة ما من الأرض بالقدر الذي يشاؤه ولا يفوق مخازنها. ولو أنه قادر على الذهاب به إلى قعر الأرض إلى الأبد. قال في هذا الصدد﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمُ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ﴾(٣٠-٦٧)

٢- أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ ... (٢١-٣٩) فسلكه ينابيع: أي أدخله في مجار ومسالك في الأرض لينبع عيونا.

٣- دورة الماء حتمية. ولا يمكن لأحد أن يخزن كل ماء المطر لأنه يسلك ينابيع في الأرض. فالله هو من يتكلف بخزنه:  فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (٢٢-١٥)

أما السدود التي يبنيها الإنسان فتدخل في قوله تعالى﴿ فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ ﴾

٢١ق- الماء والحياة: فصل الله والخلق ٤٠-٣٣ إلى٤٣

خلقت الدواب من ماء: وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ (٤٥-٢٤) ماء: أي ماء مهين وهو النطفة. ثم خلق الجسد يحتاج لكثير من الماء. وخلق آدم من تراب مبلل بالماء وهو الطين.

لا حياة لأي شيء بدون ماء: (...) وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (٣٠-٢١) أي بعد فتق السماوات والأرض جعلنا من الماء أول سبب لكل حياة فيهما بدون استثناء. أما في الأرض فبه أحييت البذور ثم به نمت النباتات والثمار التي منها تأكل الدواب. لو انقطع لمات كل شيء كان حيا. أفلا يؤمنون: أي أفلا يصدقون خصوصا ويعلمون أن ما قيل في هذه الآية مطابق للواقع ؟

خلق الإنسان ككل دابة من ماء: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (٥٤-٢٥) الماء: أي ماء مهين وهو النطفة. ثم خلق جسده يحتاج لكثير من الماء. وخلق آدم من تراب مبلل بالماء وهو الطين. نسبا: أي ينسب إلى أبويه. وصهرا: أي تصير له قرابة عندما يتزوج. والصهر هو زوج الابنة أو الأخت. قديرا: ومن قدرته الأزلية الأبدية قدرته على خلق ما يشاء من أي شيء شاء.

إحياء الأرض والدواب بالماء: وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ (١٦٤-٢) فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ (٢٢-١٥) أي منه تشربون وبه تنتفعون.

٢١ك- عالم النباتات والزراعة:

١- الأرض الميتة تحيى بالماء:

فصل البعث ١١٣-٦أ

فصل آيات الله ٤٢-١٩ (أ إلى ج )

٢- ويخرج الله بالماء نباتات

 وثمرات مختلفة :

فصل الله والخلق ٤٠-٣٩ إلى٤٣

فصل آيات الله ٤٢-١٩ح-١٩خ

٣- زوجان اثنان في كل نوع : فقرة ١٦

٤- التوازن في عالم النباتات: وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (١٩-١٥) فيها: أي في الأرض.

والنباتات هي أول الكائنات الحية على وجه الأرض وخلقت بعد الجبال: وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (١٩-١٥) وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (٧-٥٠)

وخلق الله النباتات والوحوش والأنعام قبل سقوف السماوات وقبل استوائه على العرش: كتاب قصة الوجود ٣٢خ- والفقرة ٦د (٢٩-٢)

أما الإنسان فخلق بعد الاستواء ( أنظر كتاب قصة الوجود ٣٢خ )

٥- الأرض الطيبة والأرض الخبيثة: وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (٥٨-٧) والبلد الطيب: أي تربته طيبة. والذي خبث: أي أصبحت تربته غير صالحة للزراعة. لا يخرج إلا نكدا: أي عسرا قليلا وبمشقة. يشكرون: يشكرون الله على نعمه ومن بينها الثمرات التي أخرجها لهم. وربما يراد بالبلد الطيب أيضا أهله.

٦- حالة الأرض عند

التقاء ماء المطر بها:

فصل آيات الله ٤٢-١٩ث (٣٩-٤١)

فصل الله يقسم ١(٧٨) ٥-٩ (١٢-١١-٨٦)

فصل الله والخلق ٤٠-٣٦ (٢٦-٢٥-٨٠)

وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (٥-٢٢) هامدة: يابسة لا نبات فيها. اهتزت: تحركت. وربت: انتفخت وعلت. وإحياء الموتى كإحياء الأرض.

٧- شجرة الزيتون: وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سِينَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ (٢٠-٢٣).وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (١-٩٥) وَطُورِ سِينِينَ (٢-٩٥) وشجرة: أي فأنشأنا لكم بالماء شجرة ... تخرج من طور سيناء: ربما المقصود أن هناك ظهرت لأول مرة والله أعلم. والطور هو الجبل الذي عليه شجر. سيناء (سينين): هو الجبل الذي كلم الله فيه موسى. وهو من أرض الشام. تنبت بالدهن: فالزيتون مخزن لزيت شجرته. إذا أعصر أصبح زيتا. فمصدره إذن من الشجرة ( كما جاء في آية أخرى: يكاد زيتها ... (٣٥-٢٤)) وصبغ للآكلين: أي الدهن صبغ لهم. فالزيت يصبغ لون الخبز لما يغمس فيه.

٨- الجنات على المرتفعات هي الأفضل: كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرُبْوَةٍ (٢٦٥-٢) فصل ٨١-١٠ح٢

٢١ل- وقال تعالى عن الحديد: وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ (٢٥-٥٧) أي نزل من الفضاء المجاور للأرض. نزل يوم خلقها. أنظر تفاصيل ذلك في كتاب قصة الوجود. بأس شديد: شديد لأن لصلابته تصنع منه أسلحة شديدة قوية. ومنافع للناس: فيصنع بالحديد أواني وآلات ومنافع لا تحصى.

وأشياء كثيرة تنزل أيضا من السماء: كتاب قصة الوجود ٢٣

٢١م- دور الأرض في تفتيت جسم الميت: فصل الله العليم ١(٣٩) ١٢ب (٤-٥٠)


     





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة