U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

بنو إسرائيل-18-55

   

٥٥- بنو إسرائيل

(18/18)

١٧غضب الله عليهم ( والمغضوب عليهم هنا هم من قاموا بالمعاصي التالية )  فقرة ٩ب ت

١٧أ- لكفرهم: وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (٤٦-٤) قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (٦٠-٥) لعنهم: أي طردهم من رحمته. فلا يؤمنون إلا قليلا: أي إيمانهم ناقص. هل أنبئكم بشر من ذلك: أي هل أخبركم بشر من نقمكم لنا وكرهكم لديننا ( خطاب لأهل الكتاب ). مثوبة عند الله: وشر من ذلك هي هذا الجزاء من الله. لعنه الله: أي طرده من رحمته. وعبد الطاغوت: ومعنى ذلك: أضلهم الله عقابا لهم فالتجأوا إلى الطاغوت. شر مكانا: أي في النار. سواء السبيل: أي الطريق السوي المستقيم.

(...) قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (١٣-٦٠) أنظر تفسير هذه الآية في فصل اعتقادات الكافرين ٦٠- ٣٨ت

١٧ب- لخيانتهم العهد مع الله: فقرة ٣ج

١٧ت- لإهمالهم تعاليمه: فقرة ١٦ت (١٦٦-٧)

١٧ث- لاعتدائهم في السبت: فقرة ١٦ر٣

١٧ج- لتوليهم الكفار : فقرة ١٦ث (٨٠-٥)

١٧ح- لقتلهم الأنبياء: فقرة ١٠أ (٦١-٢)

ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (١١٢-٣) فصل ٧٣-٣٤ح -  ضربت عليهم الذلة: أي أحاط بهم الذل. ثقفوا: وجدوا. بحبل من الله: وهو أن يتمسكوا بدينه فيقيهم من الذل. وحبل من الناس: أي عهد الذمة وإعطاء الجزية. وباءوا: رجعوا. وضربت عليهم المسكنة: أي أحيط بهم الفقر وشح النفس. يعتدون: يعتدون بتجاوز حدود الله ويظلمون.

١٧خ- لاتخاذهم العجل: فقرة ١٠ت١٢ض (١٥٢-٧)

١٧د- جهنم للكافرين منهم: وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (١٦١-٤)

١٨- لعن داوود وعيسى كفارهم لعصيانهم أوامر الله وطغيانهم

لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (٧٨-٥) الذين كفروا: أي كفروا بالله ورسله. وهم كل كفار بني إسرائيل. على لسان داوود وعيسى: أي أخبر داوود وعيسى بني إسرائيل أن الله يلعن من كفر منهم. يعتدون: يعتدون بتجاوز حدود الله ويظلمون.

١٩- العداوة والبغضاء بينهم

وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (٦٤-٥) بينهم: أي بين طوائف اليهود.

ملاحظة: نفس هذه العداوة نجدها بين النصارى فصل النصارى ٥٦ ث (١٤-٥) ولم يجعل الله عداوة مكتوبة ومعلنة في كتبه بين المسلمين بل ألف بين قلوبهم.

٢٠- ولن يذوقوا الأمان أبدا في هذه الحياة

وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١٦٧-٧) تأذن: أعلم. يسومهم: يذيقهم ويكلفهم. لسريع العقاب: أي لسريع لتنفيذ هذا الوعيد لهم كلما أفسدوا في الأرض ( فقرة ٢١ ). وعقاب الله هو عامة في غاية القرب. إن شاء إنزاله في الحين أنزله. وإن أخره عن قوم لأجل معدود فبمشيئته الحكيمة. فإذا جاء أجله لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون. لغفور رحيم: غفور رحيم لمن تاب وآمن به.

٢١- التنبؤ الخطير

وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (٤-١٧) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (٥-١٧) وقضينا إلى بني إسرائيل: أي أعلمناهم بما هو مكتوب وواقع. الكتاب: التوراة. لتفسدن: أي ستفسدن بالمعاصي والآثام. وهذا فقط خبر من علم الله بالمستقبل وهو لا يريد الفساد. والإفساد هنا مرتبط بعلو كبير وهم في بيت المقدس. وليس المعنى أنهم لن يفسدوا إلا مرتين. في الأرض: وهي هنا الشام وبيت المقدس لقوله تعالى: " وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة ". ولتعلن علوا كبيرا: أي ستطغون طغيانا كبيرا على الناس. وعد أولاهما: أي وعد إفسادكم وعلوكم الأول. بعثنا عليكم: أي أنشأنا وأرسلنا عليكم. وهذا من فعل الله. عبادا لنا: أي هنا خادمون لقدرنا ينفذون بإرادتنا قضاءنا فيكم. فهذا اللقب "عبادا لنا " قد يشبه الذي لقب به يأجوج ومأجوج في حديث مسلم مع أنهم شر الخلق ومن أهل النار لكنهم خادمون لقدر الله وهم لا يشعرون. وكل الخلق من عباد الله. جاء في ذلك الحديث " فبينما هو كذلك إذ أوحى الله عز وجل إلى عيسى إني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون ". بالتالي فالذين سيغزون بني إسرائيل في هذين الوعدين قد يكونوا من المسلمين أو من غيرهم. أولي بأس شديد: أي ذوي قوة وبطش شديد في الحرب. فجاسوا خلال الديار: أي سيمشون ويترددون بين دياركم يطلبونكم ليقتلوكم.

ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (٦-١٧) إِنْ أَحْسَنتُمُ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (٧-١٧) عَسَى رَبُّكُمُ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (٨-١٧) رددنا لكم الكرة عليهم: أي بإرادتنا أرجعنا لكم الغلبة عليهم لتسترجعوا مقامكم. أكثر نفيرا: أي أكثر عددا وعشيرة من عدوكم. وإن أسأتم فلها: أي فلأنفسكم تسوؤوا. وعد الآخرة: أي وعد إفسادكم وعلوكم الثاني. وهو الأخير في هذا القضاء. ليسوءوا وجوهكم: تقدير هذه الآية التي نزلت بهذا الشكل تفاديا للتكرار هو: " فإذا جاء وعد الآخرة بعثنا عليكم عبادا لنا مرة أخرى ليحزنوكم بالقتل والسبي وليظهر الذل في وجوهكم ". وقد يكونون نفس القوم لكن من جيل آخر أو قوما آخرين. ف"عبادا لنا" قد تضم أقواما مختلفة لكن كلها من عباد الله. المسجد: هو هنا بيت المقدس. وليدخلوا المسجد: أي بلد بيت المقدس. كما دخلوه أول مرة: أي بنفس الطريقة. يعني كما دخله الأولون أول مرة لما جاسوا خلال الديار. فالغزاة في المرة الثانية هم من جيل آخر لأن بني إسرائيل سيمدهم الله بأموال وبنين بعد هزيمتهم الأولى حتى يصبحوا أقوياء ويعلون مرة أخرى. وليتبروا: ليخربوا. ما علوا: أي ما استولوا عليه. عسى ربكم أن يرحمكم: أي يرحمكم بعد ذلك إن تبتم ويصرفهم عنكم إن شاء. وإن عدتم: أي إلى الفساد والعلو الظالم. عدنا: أي إلى معاقبتكم وإرسال من يعاقبكم. حصيرا: حبسا وسجنا.

قال تعالى: " وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١٦٧-٧)" ومن ضمن ذلك هذا التنبؤ الخطير. وإذا كان كل المفسدين معرضين لعقاب الله في الدنيا قبل الآخرة فالذين من بني إسرائيل لن ينجوا منه حتما هم أو ذرياتهم.

أما المرتان في الآية عن علو بني إسرائيل فمرتبطتان بشروط: أن يكونوا قاطنين ببيت المقدس ويكون علوهم علو فساد. ثم بعد هزيمتهم الأولى سينتصرون بعد حين على عدوهم الذي هاجمهم في ديارهم. بعد ذلك سيمدهم الله بأموال وبنين لتراجعهم عن فسادهم الأكبر. لذلك يقول تعالى" إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها " ثم يعلون مرة أخرى علو فساد فيغزون. بعد ذلك عليهم أن يرجوا الله عسى أن يرحمهم بنصر يحررهم من عدوهم كما قال" عسى ربكم أن يرحمكم ". لكن قضاء الله ضد فسادهم " وإن عدتم عدنا " سيبقى إلى يوم نزول عيسى عليه السلام.

واختلف في هوية أعداء بني إسرائيل هؤلاء. فقيل البابليون في الوعد الأول والرومان في الوعد الثاني. وقيل أيضا أن فسادهم الأكبر كان بقتل زكرياء ثم يحيى عليهما السلام ... والله وحده أعلم بحقيقة هاذين الوعدين بالضبط لكن كلما عاد بنو إسرائيل إلى علو فسادهم كلما بعث عليهم من يذيقهم نفس الهزيمة والعذاب. وهذا وعد أيضا يبقى سائر المفعول إلى حين قيام الساعة تقريبا. وبالتالي لا يمكن حصر قضاء الله ضدهم في وعدين فقط. لذلك نجد اختلاف المفسرين في هوية أعدائهم هؤلاء.


     





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة