U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

الشرك والمشركون-14-57

   

٥٧- الشرك والمشركون

(14/14)

٣٦- عند موتهم ستسألهم الملائكة عن دينهم وشركهم  فصل الموت ١١٠-١٤ب٢ (٣٧-٧) - ١٤ب٣

ويحرصون على الحياة ( كما قال تعالى عن الكافرين من بني إسرائيل ): وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ (٩٦-٢) ولتجدنهم: أي اليهود. ومن الذين أشركوا: أي الكفار من بني إسرائيل أحرص من سائر الناس ومن المشركين على الحياة. وهذا يعني أن المشركين أيضا يحرصون عليها أكثر من عامة الناس لأنهم لا يؤمنون إلا بالحياة الدنيا ويريدون أن يطول بهم العمر أكثر. وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر: أي تعميره لن يبعده عن العذاب.

٣٧- المشركون يوم القيامة

٣٧أ- كل مخلوق سيأتي عبدا أمام الله: إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَانِ عَبْدًا (٩٣-١٩)

٣٧ب- وسيقضي سبحانه بين المشركين: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ (...) إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (٣-٣٩) إن الله يحكم بينهم: أي هنا بين أهل الشرك وهم كثيرون مختلفون. وسيفصل أيضا بينهم وبين المعبودين.

وقد كانوا مختلفين حتى فيما بينهم: فقرة ٢٢ح-٣٧ح٣

٣٧ت- وسيجزيهم : سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (١٣٨-٦) ... سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (١٣٩-٦) وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (١١٧-٢٣) وصفهم: أي ما يختلقون من الكذب. حكيم عليم: حكيم في جزائه عليم بهم وبوصفهم. إنه لا يفلح الكافرون: أي مصيرهم جهنم.

٣٧ث- سيتم جمعهم وكذا آلهتهم:

٣٧ث١- والملائكة هم الذين سيتكلفون بذلك: احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (٢٢-٣٧) مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمُ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (٢٣-٣٧) وَقِفُوهُمُ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (٢٤-٣٧) وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ (١٧-٢٥) احشروا الذين ظلموا .....: أنظر تفسير هذه الآية في فصل يوم الحساب ١١٤- ٤٨ط٢نحشرهم: نجمعهم. وسيحشر الكافرون إلى جهنم بعد مرورهم من الديوان الأول العام. أنظر تفسير ذلك في كتاب قصة الوجود.

٣٧ث٢- وسيُزيل بينهم: فصل يوم الحساب ١١٤-٢٢ث

وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ (٢٨-١٠) نحشرهم: نجمعهم. مكانكم: أي الزموا مكانكم مع شركائكم. فزيلنا بينهم: أي فرقنا بينهم وقطعنا الصلة التي كانت بينهم في الدنيا.

ثم يجعل الله بينهم موبقا: فقرة ٣٧ذ (٥٢-١٨)

٣٧ج- سيسألهم سبحانه عن الرسل: وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ (٦٥-٢٨) فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ (٦٦-٢٨) ويوم يناديهم: أي لما يناديهم وهم مجموعون في الديوان العسير لأن الخطاب موجه لهم دون المؤمنين. وهذا نداء آخر من نداءات الله لهم. فعميت عليهم الأنباء ...: أي فلا يرون ما يقولون أو بماذا يخبرون الله ولا يتساءلون أيضا فيما بينهم في ذلك لجهلهم وشدة بهتهم.

٣٧ح- وعن الأصنام:

١- سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ (١٩-٤٣) تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ (٥٦-١٦) لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (٢٣-٢١) شهادتهم: شهادتهم بأن الملائكة إناث وبنات الله. تفترون: أي النصيب من الأنعام والحرث الذي جعلتموه لأصنامكم افتراءً على الله. لا يسأل: أي الله ﻻ يسأل. يسألون : يسألون عن شركهم وأعمالهم.

٢- وَيَوْمَ يُنَادِيهِمُ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ  (٤٧-٤١) وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِي الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ (٦٢-٢٨) وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ (٢٢-٦) 

يناديهم (٤٧-٤١): أي المشركين. يناديهم (٦٢-٢٨): أي المحضرين المذكورين في الآية السابقة. وسيكون هذا في الديوان العسير حول جهنم حيث سيكون فيه الكافرون والمشركون والشياطين وحدهم دون المؤمنين. قالوا: أي المشركون. آذناك: أي أخبرناك الآن وأعلمناك. ما منا من شهيد: أي لا يوجد شهيد من بيننا يشهد بأن لك شريك.

٣- ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِي الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ (٢٧-١٦)

تشاقون فيهم: أي تخالفون المؤمنين والأنبياء وتعادونهم من أجل شركائكم.

٤- ثُمَّ قِيلَ لَهُمُ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (٧٣-٤٠) مِنْ دُونِ اللَّهِ (٧٤-٤٠) وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمُ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُمْ مَا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ (٩٤-٦) ثم قيل لهم: ثم هنا للتراخي الرتبي لأن ما يلي سيقع قبل ما ذكر في الآية السابقة. أي سيقال لهم ذلك في الديوان العسير حول جهنم قبل دخولهم إليها وتعذيبهم بالنار والحميم. والآية بعد ذلك تؤكد أنهم لا يزالون خارج جهنم: "ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا (٧٦-٤٠)" شفعاءكم: أي أصنامكم التي كنتم تدعون أنها ستشفع لكم. تقطع بينكم: أي تفرق الاتصال بينكم. وضل: وغاب.

٥- وعن الملائكة الذين اعتبروهم إناثا: فقرة ١٩ت١ (١٩-٤٣)

٣٧خ- لكنهم مع فتنتهم في ذاك اليوم سيكذبون على أنفسهم ( وهو كذب فتنتهم ): فقرة ٣٧ف

ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتَهُمُ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (٢٣-٦) انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (٢٤-٦) فتنتهم: وهي هنا فتنة ردة فعلهم مع الاضطراب والخوف اللذين هم فيهما يوم حشرهم وسؤالهم. بمعنى سيقسمون يومئذ على أي شيء لم يكونوا يعتقدونه حقا لعلهم ينجون من عذاب الآخرة. انظر كيف كذبوا على أنفسهم: أي تأمل يا نبي الله كيف يقولون عكس ما كانوا يعتقدون ويفعلون. وضل عنهم ما كانوا يفترون: أي غاب عن ذهنهم في تلك اللحظة ما كانوا يفترون فأقسموا أنهم لم يكونوا مشركين. ما كانوا يفترون: أي آلهتهم الباطلة.

٣٧د- لكن بعد فتنتهم تلك سيعون بأن آلهتهم غابت عنهم: فقرة ٣٧ظ

قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا (٧٤-٤٠) ضلوا: غابوا ( أي ما كنا نعبد من دون الله غاب عنا ولم نعد نراه ).

وسيؤكد الله لهم ذلك: وَضَلَّ عَنكُمْ مَا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ (٩٤-٦)

تزعمون: تزعمون أنهم شركاء الله.

٣٧ذ- وسيؤمرون بمناداتها: وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِي الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا (٥٢-١٨) ويوم يقول: أي يوم يقول الله. وهذا في موقف من مواقف يوم الحساب مجتمع فيه المشركون. أي في الديوان العسير حول جهنم بعد مرورهم من الديوان العام ديوان الكل. أنظر تفاصيل في كتاب قصة الوجود. موبقا: أي مهلكا حاجزا من نار يحول بينهم بحيث لن يروا آلهتهم وقتئذ. وسيرى المجرمون النار ( كما جاء في الآية التالية ) وسيظنون أنهم مواقعوها.

وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ (٦٤-٢٨) لما تبرأ الشياطين من عبادة المشركين لهم ونفوا أن يكونوا شركاء الله قيل للمشركين بأن يدعوا شركاءهم لعلهم يظهرون لكن لا أحد سيستجيب لهم. ومن يقدر يومئذ أن يقول أنه كان شريكا لله ؟ حينها لا حجة لهم تدفع عنهم العذاب. ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون: أي لو كانوا يهتدون في ذلك الموطن ( وفي الدنيا أيضا ) لرأوا العذاب الذي ينتظر المشركين ( مثل قوله تعالى في سورة التكاثر: " لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم " ). فقبلهم في الآية السابقة نفى الشياطين عن أنفسهم الشرك بالله لخطورة الموقف. أما المشركون لضلالهم وجهلهم فلم يترددوا في دعاء شركائهم لما طلب منهم ذلك أي لا يزالون يرجونهم لأنهم لم يدركوا بعد خطورة الموقف والعذاب الأكبر الذي يليه. فلو كانوا يهتدون لما دعوهم هناك أمام الله في الديوان العسير الذي ليس بعده إلا النار. أو أنهم رأوا العذاب بدل استجابة شركائهم لما دعوهم وكذا حسرتهم " لو أنهم كانوا يهتدون ".

٣٧ر- سيُحضر الله الشهداء: وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِي الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ (٧٤-٢٨) وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (٧٥-٢٨) استجواب المشركين هنا سيكون والمؤمنون ربما لا يزالون قربهم أي قبل افتراقهم وذهاب الكفار إلى الديوان العسير حول جهنم لقوله تعالى: " وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا " شهيدا من المؤمنين والرسل. يناديهم: أي ينادي الله المشركين. ونزعنا: أي أخرجنا. شهيدا: شهيدا كالأنبياء والرسل يشهدون أنهم بلغوا الحق للناس. فقلنا: أي للمشركين. برهانكم: أي حجتكم على شرككم وديانتكم. فعلموا أن الحق لله: أي علموا أمام الشهود وطلب البراهين. وضل: وغاب.

٣٧ز- أما المشركون فليس لهم شهداء: قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (٤٧-٤١) قالوا: أي المشركون. آذناك: أخبرناك وأعلمناك الآن. ما منا من شهيد: أي لا يوجد من بيننا من يشهد بأن لك شريك.

٣٧س- سوف يتم إحضار آلهتهم الباطلة: وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُحْضَرُونَ (٧٥-٣٦) أي أصنامهم وكل آلهتهم الباطلة التي يعتبرونها جندا وأعوانا لهم ستكون محضرة أيضا يوم يحضر كل المشركين للحساب العسير والعذاب يوم القيامة.

ثم يعترفون بشركهم: وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاء شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ (٨٦-١٦) في هذا الموطن سيريهم الله شركاءهم ليعترفوا بشركهم. وهذا طبعا بعد فتنة كذبهم على أنفسهم بأنهم لم يكونوا مشركين.

٣٧ش- لكنها ستتبرأ من عبادتهم لها:

١- وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمُ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ (٢٨-١٠) فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ (٢٩-١٠) وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ (١٣-٣٠) فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ (٨٦-١٦) أنظر الفقرة ٣٧ض-٣٧ص  - ما كنتم إيانا تعبدون: أي ما عبدتم إلا أهواء أنفسكم وزين ذلك في قلوبكم. أما نحن فلم نأمركم بذلك وكنا غافلين عما كنتم تفعلون. وكانوا بشركائهم كافرين: أي كانت الآلهة الباطلة دائما رافضة لعبادة المشركين لها وستتبرأ منهم يوم الحساب. فألقوا إليهم القول: أي ردت الآلهة الباطلة تهمة الشرك على المشركين. إنكم لكاذبون: أي كذبتم على أنفسكم وعبدتم غير الله وافتريتم عليه ونحن عنكم غافلون.

٢- والشيطان أيضا سيتبرأ : فصل الجن ٤٩-٢١ج (٢٢-١٤)

إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٢٢-١٤) أنظر التفسير في الفقرة ٢١ج

٣- لقد سبق وقيل لهم ذلك في الدنيا: وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (١٤-٣٥) ولا ينبئك مثل خبير: أي لا يخبرك بعواقب الأمور مثل خبير بها وهو الله.

٤- سيكونون لهم أعداء: وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمُ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ (٦-٤٦) سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا (٨٢-١٩) حشر الناس: أي جمعوا يوم القيامة. أعداء: أعداء يتبرؤون منهم ويلقون عليهم مسؤولية عبادتهم لهم بالكامل. وكانوا بعبادتهم كافرين: أي ينكرون قطعا أنهم أمروهم بعبادتهم. ضدا: أي أعداء ضدهم.

٥- وقد قال إبراهيم ذلك أيضا: ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (٢٥-٢٩) يكفر بعضكم ببعض: أي يتبرأ القادة من الأتباع في هذا الصدد. ويلعن بعضكم بعضا: أي كل منكم يتمنى للآخر الطرد من رحمة الله. ومأواكم: مصيركم.

٣٧ص- سيسأل الله الآلهة الباطلة: وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمُ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (١٧-٢٥) قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا (١٨-٢٥) أولياء: أي أرباب. وهذا إقرار من المعبودين بعبوديتهم لله أي ليسوا آلهة. متعتهم: متعتهم بعمرهم وأمهلتهم. الذكر: أي ما يذكر به الله كالقرآن وكل كتبه.


وسيسأل الملائكة أيضا: وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ (٤٠-٣٤) قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ (٤١-٣٤) نحشرهم جميعا: أي نجمعهم كلهم في ديوان واحد. ولينا: أي ربنا متولي أمورنا. من دونهم: أي ليست لنا ولاية إلا معك. فكنا نعمل بأمرك لا بأمرهم. كانوا يعبدون الجن: كانوا يطيعون الجن الذين يوحون لهم بعبادتنا أو بعبادة غيرنا من دونك يا ربنا. أكثرهم بهم مؤمنون: أي مصدقون لوساوسهم ووحيهم لهم.

وعيسى أيضا سيسأل في ذلك: فصل عيسى ٣٨-٢٦ب

٣٧ض- أما الشياطين من الجن فسيتبرؤون من المشركين: وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِي الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ (٦٢-٢٨) قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ (٦٣-٢٨) يناديهم: أي المحضرون المذكورون في الآية السابقة. وسيكون هذا في الديوان العسير حول جهنم حيث سيكون فيه الكافرون والمشركون والشياطين وحدهم دون المؤمنين. حق عليهم القول: أي وجب عليهم قضاء الله بالعذاب وتحتم عليهم أن يتكلموا ويعترفوا ليبطلوا كل عذر للمشركين. وهم الشياطين لقولهم: " ما كانوا إيانا يعبدون ". أغويناهم: أضللناهم وأفسدناهم. تبرأنا إليك: أي نحن أمامك نتبرأ منهم ومن شركهم. لهم وزرهم ولنا وزرنا. ما كانوا إيانا يعبدون: فكانوا يعبدون أهواءهم. أي لسنا بشركائك ولم نأمرهم بعبادتنا ( فقد أمر الله المشركين في الآية السابقة بأن يحضروا شركاءه الذين كانوا يزعمون ). بل أغويناهم حتى عبدوا غيرك تبعا لأهوائهم. وهنا يتبرأ الشياطين من أن يكونوا شركاء الله لأن غضبه على المعبود الذي جعل نفسه ندا أو شريكا له سبحانه أشد من غضبه على العابد المشرك وعلى غيره من الغاوين.

٣٧ط- وسيقول الله للمشركين: فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا يَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا (١٩-٢٥) فقد كذبوكم: هذا من قول الله للمشركين بعد تكذيب آلهتهم لهم. فما يستطيعون صرفا: أي دفعا للعذاب عنكم. ولا نصرا: أي ولا الانتصار لكم أو لأنفسهم.

٣٧ظ- ثم يختفي كل ما كانوا يفترون: فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (٧٥-٢٨) وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (٤٨-٤١) ما كانوا يفترون: أي من شركاء لله. يدعون: أي يدعون من دون الله. من قبل: أي في الدنيا. وظنوا: أي أيقنوا في أنفسهم.

ترتيب الآيات عن المشركين وآلهتهم يوم حسابهم: بعد جمع المشركين في موطن خاص بهم في الديوان العسير وما كانوا يعبدون من دون الله سيزيل بينهم ويفرق كل في مكانه. ثم يجعل الله بينهم موبقا أي مهلكا حاجزا من نار بحيث لن يروهم في أول توقفهم في ذلك الديوان ثم يسألهم عنهم " وَيَوْمَ يُنَادِيهِمُ أَيْنَ شُرَكَائِي "-" وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمُ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُمْ مَا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ (٩٤-٦)" لكن من فتنتهم والرعب الذي هم فيه يومئذ سيقسمون بالله بأنهم لم يكونوا مشركين. ذلك لأن آلهتهم غابت عن ذهنهم وقلوبهم في تلك اللحظة. وسيعترفون أن لا شهيد لديهم بأن لله شريك: " قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (٤٧-٤١)". لكن كل ذلك لن ينفعهم بل سيأمرهم الله بأن ينادوهم كما كانوا يدعونهم في الدنيا " وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِي " فلا يستجيبون لهم. ثم الله هو الذي سيحضرهم فيعرفونهم " وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاء شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ (٨٦-١٦) " ثم بعد سؤال هؤلاء وهؤلاء سيتبرأ المعبودون من عابديهم ثم يقيم الله الحجة على المشركين بقوله " فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا يَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا (١٩-٢٥)" ثم يغيبون عنهم.

٣٧ع- ولن يجدوا إلا العذاب، ولا نصير لهم:

٣٧ع١- لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (٣٤-١٣) وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ (٧٤-٣٦) لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ .... (٧٥-٣٦) وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (٧٢-٥) مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ (١٠-٤٥) عذاب ...: عذاب بالقتل والأسر ومختلف المصائب. من ورائهم جهنم: أي من وراء حياتهم الدنيا سيكونون في جهنم. ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئا: أي ما كسبوا من أموال وأولاد وجاه ... لن يدفع عنهم شيئا من عذاب الله. ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء: أي وشركاؤهم الذين اتخذوهم أربابا لن ينفعوهم أيضا.

٣٧ع٢- لقد قال إبراهيم ذلك أيضا لقومه: فقرة ٣٧ش٥ (٢٥-٢٩)

٣٧ع٣- وسيقال لهم ذلك: فقرة ٣٧ف

فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا (٤٢-٣٤) مَا لَكُمْ لَاَ تَنَاصَرُونَ (٢٥-٣٧) أي لا ينصر بعضكم بعضا. وهم هنا موقوفون حول جهنم.

٣٧ع٤- ولن يجدوا من يشفع لهم: وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (١٢-٣٠) وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاءُ (١٣-٣٠)

لأن آلهتهم ليست لها أية قدرة : فقرة ١٥ش٩

وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (٨٦-٤٣) الذين يدعون من دونه: أي الآلهة الباطلة التي يدعوها المشركون.

٣٧غ- عند ذلك سيستسلمون: هُنَالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (٣٠-١٠) وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (٨٧-١٦) بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (٢٦-٣٧) هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت: أي يوم الحساب ستختبر كل نفس وتعلم ما سلف من عملها. وردوا إلى الله: أي المشركون لأن تتمة الآية تقتضي ذلك. مولاهم الحق: أي الله وليس أصنامهم وشركاؤهم. وهو من سيتكلف بأمرهم ومصيرهم. وتولية الله للكافرين مختلفة عن توليته للمؤمنين. والرد هنا أي بعد الحساب يعني الرد إلى حكم المولى الحق فيهم وهو دخولهم جهنم. ما كانوا يفترون: أي شركاءهم وأصنامهم الذين كانوا يعتقدون أنهم شفعاؤهم. وألقوا إلى الله يومئذ السلم: أي لما رأوا أن الآلهة الباطلة تبرأت من عبادتهم لها استسلموا لقضاء الله وحده وحكمه دون شفيع كما كانوا يزعمون. مستسلمون: أي منقادون ذليلون.

٣٧ف- وقبل إلقائهم في جهنم سيقال لهم مرة أخرى: وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (٩١-٢٦) وَقِيلَ لَهُمُ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (٩٢-٢٦) مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمُ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (٩٣-٢٦) فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (٩٤-٢٦) ثُمَّ قِيلَ لَهُمُ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (٧٣-٤٠) مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ (٧٤-٤٠) ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ (٧٥-٤٠) ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (٧٦-٤٠)

وبرزت: أي ظهرت واضحة. وفي هذا الموطن سيكون الكافرون وحدهم في الديوان العسير حول جهنم بعد أن حشرتهم الملائكة وساقتهم إليه. للغاوين: وهم الضالون والزائلون عن الحق. ينتصرون: أي لأنفسهم. فيها: أي في الجحيم. هم: أي الآلهة الباطلة ونزلت بمنزلة العقلاء. ضلوا: غابوا. بل لم نكن ندعوا من قبل شيئا: أي كان دعاؤنا في ضلال لما كنا ندعو آلهة غير حقيقية. كذلك يضل الله الكافرين: أي الذين لم يؤمنوا به يضلهم بنفس الشكل فيتبعون ما لا وجود له. تفرحون: تفرحون بشرككم ومعاصيكم وتبطرون. تمرحون: أي تبالغون في الفرح. ادخلوا أبواب جهنم: فالكافرون والمشركون لن يمروا من الصراط بل سيدخلون جهنم من أبوابها ثم يلقون في حفرها بخلاف المؤمنين والمنافقين الذين سيمرون عليه. مثوى: مأوى ومقام. المتكبرين: المتكبرين عن الرضوخ لله الواحد الأحد.

٣٧ق- ولن يعفو الله عنهم: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ (٤٨-٤) لا يغفر لمن مات مشركا أبدا. أي سيخلد في النار أبد الآبدين. ويغفر غير ذلك من الذنوب والمعاصي لمن يشاء. أي الموحد العاصي إن دخل النار مكث فيها زمنا حسب درجة معصيته ثم يدخل الجنة إن شاء الله.

٣٧ك- فقد حرم عليهم الجنة: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ (٧٢-٥) ومأواه: مصيره ومآله ومنزله. وهو الخلود في جهنم.

٣٧ل- وستحبط أعمالهم: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٨٨-٦) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٦٥-٣٩)

ولو أشركوا: يعني هنا الرسل والأنبياء. فكانوا مسلمين لله الواحد الأحد. لحبط: لبطل. الذين من قبلك: أي الأنبياء.

٣٧م- وسيدخلون الجحيم ( ثم يلقون فيها ):

الأمر بإلقائهم في جهنم: أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (٢٤-٥٠) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (٢٥-٥٠) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (٢٦-٥٠) عنيد: أي شديد العناد تجاه الحق. مناع للخير: أي يمنع أداء ما عليه من صدقات وزكاة وأعمال الخير التي يأمر بها الإسلام. معتد: أي معتد على عباد الله وخلقه وحدوده. في العذاب الشديد: أي في حفرة من حفر جهنم.

وسيلقون فيها: فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (٩٤-٢٦) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (٩٥-٢٦) لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ (٩٩-٢١) هؤلاء: يعني الأصنام. فهي من حصب جهنم ( أي وقودها ) والشياطين وكل من اعتبر نفسه إلها كفرعون وغيره. أما الملائكة وعيسى وغيرهم من المؤمنين الذين عبدهم الناس فهم عن النار مبعدون.

سيكونون حطبا لها: إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (٩٨-٢١) إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (١٠١-٢١) أي المؤمنون. ومن ضمنهم الذين عبدهم الجاهلون دون إرادتهم أنظر فصل جهنم ١١٥-أ٧. سبقت لهم منا ...: أي سبق في علم الله أنه سيرحمهم من أجل إيمانهم ونفوسهم الطيبة.

سيختصمون فيما بينهم: فصل جهنم ١١٥ ب١٦ (٩٦إلى١٠٣-٢٦)

سيخزيهم: ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ (......) قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ (٢٧-١٦) الذين أوتوا العلم: وهم المؤمنون الذين أوتوا كتب الله في الدنيا التي تحرم عليهم الشرك وآمنوا بها. ويدخل فيهم أيضا الملائكة لأنهم من أهل العلم لا يشركون بالله. الخزي: الذل. والسوء: أي العذاب الذي يسوء صاحبه.

قال تعالى أيضا في الذي يدعو معه إلها آخر: يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (٦٩-٢٥) يضاعف له العذاب: يضاعف له كما قال سبحانه عن أهل النار في سورة الأعراف: " قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ (٣٨-٧)".  سيعاقب الجاني على فعلته وعواقبها. مهانا: أي ذليلا مبعدا.

وسيصيبهم الرعب: فقرة ٣٥خ ( كما حدث لهم في الدنيا )

٣٧ن- وجهنم هي مصيرهم كما قيل لهم: فصل جهنم ١١٥- فقرة ١٤ب-٢٥-٣٧

وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (٦-٤١) أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٢٥٧-٢) مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ (١٠-٤٥) وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ (١٥١-٣) وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ (١٧-٩) وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (١٠-٤٥) من ورائهم جهنم: أي من وراء حياتهم الدنيا سيكونون في جهنم. ومأواهم: مصيرهم ومنزلهم.

وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا (١٩-٢٥) إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٢٢-١٤) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (٦٨-٢٥) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (٦٩-٢٥)( جاءت هذه الآية في سياق الشرك وقتل النفس والزنا ) وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (١٨-٢١) ومن يظلم: أي هنا من يشرك. عذابا كبيرا: أي بنار جهنم. الظالمين: وأعظم الظلم الشرك. ذلك: أي تلك الكبائر كلها أو بعضها: الشرك وقتل النفس بغير حق والزنا. يضاعف له العذاب: يضاعف له كما قال تعالى عن أهل النار في سورة الأعراف: " قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ ". سيحس بأن العذاب تضاعف له ثم يخلد في ذلك. فكل واحدة من هذه الكبائر لها عواقب سيئة وآثام يلقاها صاحبها يوم القيامة. مهانا: ذليلا مبعدا. مما تصفون: أي بأن لله صاحبة وولدا.

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (٦-٩٨) إن الذين كفروا: أي بالبينة وهي محمد والقرآن. البرية: الخليقة.

وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (٦-٤٨) الظانين بالله ظن السوء: ومن ذلك يظنون أن الله لن ينصر رسوله والمؤمنين. والمثل في السياق هو أن الله نصر رسوله فعلا في الحديبية. عليهم دائرة السوء: أي يحيط بهم السوء. ولعنهم: أي طردهم من رحمته.

فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (٢١٣-٢٦) قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (٨-٣٩) قل: قل يا محمد لهذا الذي يجعل لله أندادا. تمتع بكفرك قليلا: أي مؤقتا في دنياك. ولن يكون الأمر كذلك في جهنم.

وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (٥٢-٢٩)

بالباطل: أي بالآلهة الباطلة.

عقاب عادل: لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرطُونَ (٦٢-١٦) لهم: أي للذين يجعلون لله ما يكرهون فينسبون له الإناث ويريدون كأبناء لهم الذكور.

سيقال لهم وهم في جهنم: ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا (١٢-٤٠) أي تؤمنون فقط بآلهة مع الله.

٣٨- البشرى لمن لا يشرك بالله

وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى (١٧-٣٩) وأنابوا إلى الله: أي ورجعوا إليه بالتوبة. البشرى: البشرى في الدنيا والآخرة بدخول الجنة.

والمسلمون لا يشركون به: فصل إيمان المؤمنين ٦٨-٢٧


     





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة