١(٦٣) وعد الله
١- وعد الله حق
إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ (٣٣-٣١) أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (٥٥-١٠)
شهد نوح بذلك : وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ (٤٥-١١) وعده الله بأن ينجي أهله إلا من سبق عليهم القول.
وذو القرنين : وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (٩٨-١٨) أي سيجعل السد دكا لتخرج يأجوج ومأجوج.
وقال تعالى لمحمد ﷺ : فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ (٦٠-٣٠)
وسيشهد الشيطان بذلك : إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ (٢٢-١٤)
- ووعد الشيطان كذب : الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ (٢٦٨-٢) ← فصل الجن ٤٩-١٩ج-٢١ - يعدكم الفقر: أي إن تصدقتم. وسمي وعدا لأن فيه تهديد وتخويف من قبل الشيطان يقول للإنسان: الصدقة على المساكين تفقر.
٢- وعده مفعول لا محالة
كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (١٨-٧٣) وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (٥-١٧)
إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (٦١-١٩) (...) حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ (٣١-١٣) وعده مفعولا: أي الوعد الذي اختص به يوم القيامة. وعدا مفعولا: هذا الوعد لبني إسرائيل لما سيعلون مرتين علو فساد. سيبعث عليهم من يهزمهم. إنه كان وعده مأتيا: أي جنة الخلد. يأتي وعد الله: أي يوم القيامة.
العلماء يقولون ( علماء أهل الكتاب ): وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (١٠٨-١٧) مفعولا لأن البشرى ببعث محمد ﷺ قد تحققت.
٣- لا يخلف وعده
أ- إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (٣١-١٣) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ (٢٠-٣٩)( أي الوعد بالجنة ) إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (١٩٤-٣)( من دعاء المؤمنين ) وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ (٤٧-٢٢) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٦-٣٠)( أي الوعد بالنصر على الكافرين ) أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ (٦١-٢٨)( أي الوعد بالجنة ). ولن يخلف الله وعده: أي هذا العذاب الذي وعدناهم ويستعجلونه سيأتي في وقته لأن الله لا يخلف وعده.
ب- تجاه الرسل : فَلَا تَحْسِبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ (٤٧-١٤) ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ (٩-٢١)( فنجاهم الله من عذابه ) ← فصل الرسل ١٠-٤٢ج-٤٢ح. مخلف وعده رسله: أي وعده للرسل بالنصر على الكفار الذين يحاربونهم ويتصدون لدعوتهم.
ت- وقال تعالى لليهود وأهل الكتاب بصفة عامة عن افتراءاتهم : قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (٨٠-٢) فلن يخلف الله عهده: أي معلوم أن الله لا يخلف وعده. هذا لما قالوا بأن النار لن تمس الخاطئين منهم إلا أياما معدودة ولن يخلدوا فيها كأن الخلود فيها محرم على بني إسرائيل.
٤- الرجوع إلى الله وعد منه سبحانه ← فصل الرجوع إلى الله ١(٦٥) ٦
وسُمي بوعد الآخرة : فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (١٠٤-١٧)( وهذا خطاب لبني إسرائيل )
إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا (٤-١٠) رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (٩-٣) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ(٨٣-٤٣) فذرهم: فاتركهم. يخوضوا: يخوضوا في الباطل والافتراء على الله. ويلعبوا: أي ويتمتعوا بهواهم. يومهم الذي يوعدون: أي يوم عذابهم في الدنيا والآخرة.
فالبعث وعد من الله : فصل البعث ١١٣-٣-٨ش
... كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (١٠٤-٢١) إنا كنا فاعلين: أي سنحقق هذا الوعد.
والحساب أيضا وعد منه : فصل يوم الحساب ١١٤-٢
٥- الجنة والنار وعد من الله
أ- الجنة : فصل الجنة ١١٧-أ٧
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (٢٩-٤٨) وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (١٦-٤٦) وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى (٩٥-٤) أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ (٦١-٢٨)( وهو الجنة ) وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا (٢٦٨-٢)
منهم: أي من الذين كانوا مع رسول الله ﷺ . وطبعا كل من آمن وعمل صالحا فله مغفرة وأجر عظيم. وكلا: أي المجاهدون والقاعدون.
- وعد مسؤول : كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا (١٦-٢٥) وعدا مسئولا: هذا بالنسبة للذين تحقق أنهم مؤمنون ونجوا من الصراط. سيطلبون من الله أن يدخلهم الجنة. والنبي ﷺ هو من سيشفع شفاعته الثانية ليؤذن لهم بدخولها.
- دعاء الملائكة : رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ (٨-٤٠)
- دعاء المؤمنين : رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ (...) إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (١٩٤-٣) أي الوعد بدخول الجنة.
وسيبشرون المؤمنين بالجنة يوم القيامة: هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (١٠٣-٢١) هذا من كلام الملائكة للمؤمنين بلا شك بعد أن يجتازوا موطن الفزع الأكبر. أنظر فصل يوم الحساب ١١٤- ١٣ش٥.
- إنه وعد مكتوب في التوراة والإنجيل والقرآن : فصل الجهاد ٨٥-٩ث
- وسيتحقق ذلك : وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ (٤٤-٧) ونادى أصحاب الجنة: ونادوا وهم مستقرون في الجنة. ويبدو من الآية أن مناداة أهل الجنة لأهل النار تصلهم رغم بعد المسافات.
ب- جهنم : النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا (٧٢-٢٢) وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ (٤٧-٢٢) وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا (٦٨-٩)
ولن يخلف الله وعده: أي هذا العذاب الذي وعدناهم ويستعجلونه سيأتي في وقته لأن الله لا يخلف وعده.
٦- أمثلة عن وعود دنيوية ← فصل التنبؤات ٤٤ ب (١ إلى ٥ )
• وعد الله أم موسى بإرجاع ابنها إليها : فصل موسى ٢٦-١٠-١٣
- قال موسى لقومه : قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا (٨٦-٢٠) وعدا حسنا: ومنه إتيانكم التوراة.
- وقال تعالى لبني إسرائيل : وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ (٨٠-٢٠) وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ (٤٠-٢) وواعدناكم جانب الطور: فالوعد هذا وكلام الله كانا لموسى لأجلهم. أي الوعد بأن يؤتوا هناك التوراة التي فيها أوامر الله. الأيمن: ربما الذي من جهة غروب الشمس. أنظر تفاصيل عن أيمان وشمائل الأشياء وكذا الأرض في عالم البصريات في فقرة اتجاهات الكون في كتاب قصة الوجود. وأوفوا بعهدي: أي بكل ما أمرتكم به يوم أخذت عنكم الميثاق بما في ذلك عدم كتمان ما في كتبي واتباع ما فيها واتباع خاتم النبيين. أوف بعهدكم: أي أدخلكم الجنة على حسب أعمالكم.
- وتوعدهم بهزيمتين تاريخيتين. وإن عادوا لفسادهم عاد قضاؤه فيهم بالهزيمة: فصل بنو إسرائيل ٥٥-٢١
- وعد موسى أربعين ليلة : فصل موسى ٢٦- ٧٤
- وعد أهل الكتاب ببعث النبي محمد ﷺ : فصل القرآن ٩-٤٤أح
• المؤمنون في مرحلة الوحي :
- وعدهم الله بالنصر والغنائم : فصل ٦٧-٥ص
- وعدهم بإحدى الطائفتين في غزوة بدر : فصل ٦٧-٥ص١ث١ (٧-٨)
- وعدهم بتأييدهم بخمسة آلاف من الملائكة في بدر : فصل ٦٧-٥ص١ث٢ (١٢٥-١٢٤-٣)
• وكان دائما يصدق وعده مع رسله : فقرة ٣ب
• وعد المؤمنين الذين يعملون الصالحات بالحسنى في الدنيا أيضا: فصل الله تجاه المؤمنين ٧٢-١٠ (٥٥-٢٤)
٧- عهد الله والعهد مع الله ← فصل الله يخاطب المؤمنين ٧٣-٨-٢٥-٢٦
وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا (١٥-٣٣) وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (٣٤-١٧) وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ (١١١-٩) مسئولا: أي يسأل عنه صاحبه. ومن أوفى بعهده من الله: أي من هو أكثر من الله وفاء بالعهد ببيعكم: أي بيع أنفسكم في سبيل الله مقابل الجنة.
قال لبني إسرائيل : وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ (٤٠-٢) أنظر الفقرة السابقة ٦.
وعن المشركين قال : كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ (٧-٩)
ويتعلق الأمر بعهد عدم الحرب بين المسلمين والمشركين.
وعن الظالمين قال الله لإبراهيم : قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (١٢٤-٢) لا ينال: لا يأخذ. عهدي: أي أمري ووحيي. فلما كثر ظلم بني إسرائيل بقتل أنبيائهم انتقل عهد الله إلى ذرية إسماعيل فبعث منها محمد ﷺ .
عهد الله للشافعين يوم القيامة : لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَانِ عَهْدًا (٨٧-١٩) أي من سيعطيه الله من الفائزين يوم القيامة حق الشفاعة ويعده بذلك. لا يملكون الشفاعة: أنظر تفسير ذلك في فصل يوم الحساب ١١٤- ٤٥ج.
٨- المنافقون تجاه وعد الله
وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (١٢-٣٣)
وذلك ناتج عن قلة إيمانهم به كما وقع في غزوة الأحزاب. مرض: شك ونفاق. غرورا: باطلا. أي الوعد بالنصر باطل حسب قولهم.
إرسال تعليق